القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

بحث حول المنهج التاريخي

 بحث حول المنهج التاريخي

ما هو المنهج التاريخي؟ يعد المنهج التاريخي أحد أهم المناهج التي تساعد الباحثين على دراسة الوقائع والأحداث والحقائق التي جرت في الماضي، ويطلق ايضا على المنهج التاريخي المنهج الاستردادي، والمنهج الوثائقي، وتستعين مختلف العلوم بالمنهج التاريخي، فهو اذا ليس قصرا أو حكرا على علم معين كما قد يتصور البعض.


ويعرف المنهج التاريخي بانه "الطريق الذي يتبعه الباحث في جمع معلوماته عن الأحداث والحقائق الماضية، وفي فحصها ونقدها وتحليلها، والتأكد من صحتها وعرضها وترتيبها وتنظيمها وتفسيرها، واستخلاص النتائج والتعميمات، ولا تقف فائدته على فهم احداث الماضي، بل تتعداه إلى المساعدة في تفسير الأحداث والمشاكل الجارية، وفي توجيه التخطيط بالنسبة للمستقبل، ويقوم المنهج التاريخي على أساس من الفحص الدقيق والنقد الموضوعي للمصادر المختلفة للحقائق التاريخية، ويستعمل في جمع المعلومات ونقدها وترتيبها وتنظيمها وتفسيرها، واستخلاص النتائج العامة منها"(1)


ويعرف توينبي "Toynbee" المنهج التاريخي بأنه "العلم الذي يبحث في الحياة التي تحياها الوحدات البشرية أي المجتمعات، وفي العلاقة القائمة بينهما(2)، والبحث التاريخي هو جمع نسقي للبيانات والمعطيات التي تتعلق بالأحداث الماضية، وتقويم موضوعي لها، للتعرف على أسباب ونتائج واتجاهات الأحداث التي قد تساعد على تفسير الوقائع والأحداث، وعلى التنبؤ بالوقائع المستقبلية (3)، ووفقا لما جاء في المعجم الفلسفي فإن المنهج التاريخي يجب أن يعتمد على النصوص والوثائق التي هي مادة التاريخ الأولى ودعامة الحكم القوية، فيتأكد من صحتها ويفهمها، وبذا يستعيد الماضي ويكون أجزائه البالية ويعرض منه صورة تطابق الواقع ما أمكن (4).

بحث حول المنهج التاريخي

وهكذا فإن المنهج التاريخي يعني طريقة الوصول إلى المبادئ المتصلة بأحداث التاريخ الماضية، وتحليل الحقائق المتعلقة بالمشكلات الانسانية والقوى الاجتماعية التي شكلت الحاضر، ذلك لأننا كثيرا ما يصعب علينا فهم حاضر بعض الظواهر دون الرجوع إلى ما فيها .. ومن ثم فإننا غالبا ما تستعين بالمنهج التاريخي في الحصول على بعض أنواع المعرفة ذات الجذور التاريخية بقصد تحليل ودراسة بعض المشكلات الإنسانية الحاضرة (5) .


ويعتبر ابن خلدون أول من اتبع المنهج التاريخي في مقدمته في القرن الرابع عشر(6)، حيث طالب ابن خلدون بملاحظة الظواهر وتتبع ذات الظاهرة في تأريخ نفس الشعب في فترات متلاحقة، مع التحري في صدق الروايات التاريخية، حيث يقول في ذلك: فإذا لم يقيس الغائب من الأخبار بالشاهد والحاضر بالذاهب فربما لا يؤمن فيها من العثور ومزلة القدم والحيد عن جادة الصدق (7).


و يرى عبد الرحمن بدوي أن مهمة علم التأريخ أن يقوم بوظيفة مضادة لفعل التاريخ ألا وهي أن يحاول أن يسترد ما كان من الزمان لا ليتحقق فعليا من مجرى الأحداث بل محاولة أن يستعيد في الذهن وبطريقة عقلية ما جرت عليه أحداث التاريخ في مجرى الزمان، وهذا التحليل يكون عن طريق ما خلفته الأحداث الماضية من آثار ووثائق دالة عليه(8).


ويشترط علم المنهج التاريخي أن تبدأ الإجابة على السؤال الواقعي ماذا حدث؟ بتثبيت الوقائع، من هنا تبرز ضرورة امتلاك الباحث القدرة على استيعاب المواد التاريخية وتوزيعها وطريقة الكشف عنها وتجميعها(9)، ويستقرى الباحث عن طريق المنهج التاريخي الوثائق ويحللها ويستخلص منها المعلومات بعد إخضاعها لعملية الاستدلال والاستنباط العقلي(10).


ويمكننا تعريف المنهج التاريخي بأنه المنهج الذي يختص بدراسة الأحداث الماضية من خلال رصد الوقائع التاريخية ومراجعتها وتحليلها وفحص مختلف؛المصادر المتعلقة بها ومحاولة تفسيرها والوصول إلى نتائج تفيد في فهمنا واستيعابنا لتلك الوقائع والحقائق ووضعنا في صورة ما حدث، واستخلاص العبر،التي من شأنها أن تساعد في ادراك وتفسير بعض الأحداث الحالية، وبالتالي كيفية التعامل معها بالطريقة الصحيحة، حيث من الممكن أن يقدم المنهج التاريخي معلومات وحقائق تبنى على ضوئها سياسات وقرارات واستراتيجيات متصلة بالحاضر الذي هو امتداد واستمرار للماضي.



خصائص المنهج التاريخي


ما خصائص المنهج التاريخي؟

من خلال ما تقدم يمكننا أن نضع عدد من الخصائص المتعلقة بالمنهج التاريخي، وذلك كالتالي:-


  1. يختص المنهج التاريخي بدراسة الأحداث والوقائع الماضية، أي تلك التي جرت في فترات زمنية سابقة.
  2. يركز المنهج التاريخي على معرفة ما الذي جرى؟ أو ما الذي حدث بمعنى تقديم سيرة غنية عن الأحداث التي تمت في أوقات سابقة، من خلال عرض مسرحي يتم فيه تقديم صورة واقعية و حقيقية لتلك الأحداث.
  3. لا يقتصر دور المنهج التاريخي على الإجابة على السؤال ماذا جرى، بل يحاول أن يجد تفسيرا لماذا جرى؟ وذلك بهدف الإحاطة الكاملة بالأحداث ومحاولة فهم الظروف التي جرت فيها، وتفسيرها و استيعابها.
  4. استخدامات المنهج التاريخي ليست حكرا على علم محدد، بل ان الكثير من العلوم يمكن أن تستفيد من هذا المنهج من خلال توطيفه بالطريقة المناسبة لكل علم.
  5. يساعد المنهج التاريخي على فهم ليس فقط الأحداث الماضية، بل أيضا كثير من الأحداث الحالية التي لها امتدادات وأبعاد تاريخية، وهو أمرا من شأنه أن يساعد في إدراكنا للحاضر.
  6. توفر الدراسات التاريخية معارف ومعلومات من شأنها أن تساعد في توجيه التخطيط بالنسبة للمستقبل، ذلك أن الفهم الصحيح لأحداث الماضي، والقدرة على تفسير الحاصر سوف تتيح بلا شك مجالا لاستشراف المستقبل.
  7. يقوم المنهج التاريخي على الفحص العلمي السليم الموضوعي لكافة المصادر التي يستند إليها في الحصول على المعرفة التاريخية.
  8. يعتمد المنهج التاريخي على الوثائق والآثار التي خلفتها الوقائع والأحداث الماضية، من خلال دراستها بعمق والوصول إلى الحقائق المتصلة بها.
  9. من الممكن أن تستعين الدراسات المنصبة على الحاضر بالمنهج التاريخي، وذلك في حال وجود جذور تاريخية للحالة التي تتم دراستها، حيث يجري تتبع تلك الجذور بغرض الوصول إلى فهم الظروف والأحوال التي نشأت فيها، والتي ساهمت في ظهورها ونشوئها وتطورها و تشکلها حتى آلت إلى ما هي عليه في الوقت الحاضر، وكل ذلك بهدف تحقيق فهم أشمل و أعمق للظاهرة سحل الدراسة.
  10. يسعى المنهج التاريخي إلى الالتزام بالدقة والموضوعية في متابعته وتحليله ونقده للمصادر والروايات المتعددة للظواهر التاريخية التي يقوم بدراستها في سياق البحث عن الحقيقة.



أهمية المنهج التاريخي


ما أهمية المنهج التاريخي؟


يعد المنهج التاريخي أحد مناهج البحث العلمي المهمة، وبشكل أكثر تفصيلا يمكننا أن نحد جوانب الأهمية في هذا المنهج فيما يلي:


  1. يمكن المنهج التاريخي الباحثين من سبر آغوار الماضي، وفهم ملابساته، والتعرف على الظروف التي نشأت فيها الظواهر والأحداث والوقوف على أسبابها وعوامل وظروف نشأتها وتطورها، ذلك من خلال تتبع جذورها التاريخية، ورصد ما مرت به من أوضاع وظروف، وما شهدته من أحوال عبر مراحل تطورها المختلفة.
  2. أن فهم أحداث الماضي من خلال استخدام المنهج التاريخي من شأنه أن يقدم لنا توصيفا دقيقا للبيئة التي نشأت فيها الأحداث والظواهر التاريخية، وهو التوظيف الذي من شأنه أن يساعد ليس فقط على فهم الماضي ولكن أيضا على استيعاب وفهم وتفسير الكثير من الأحداث والظواهر الجارية في الوقت الحاضر من خلال ربطها بجذورها التاريخية.
  3. أن المنهج التاريخي بتتبعه للأحداث التي جرت في حقب وازمان وعصور خلت، وقدرته أن يقدم لنا صورة واضحة وتفسيرا منطقيا لما جزی وكيف جرى فإنه يرشدنا إلى أساليب حل الكثير من المشكلات، وفهم العديد من المجريات والمواقف الحاضرة في واقعنا الحالي.
  4. أن استخدامات المنهج التاريخي في البحث العلمي يتيح كم هائل من المعلومات حول المواقف والأحداث والظواهر التي يمكن من خلال ربطها بالحاضر التنبؤ بما ستؤول إليه الظواهر المشابهة و المتكررة، وبالتالي التعامل معها بالطريقة الملائمة، واتخاذ المواقف استنادا إلى دروس الماضي.
  5. يمكن المنهج التاريخي من تتبع مراحل تطور العلوم المختلفة، والوقوف على أهم المحطات في مسيرتها التاريخية، وهو ما يجعلنا أكثر ادراكا لما وصلت إليه العلوم المختلفة من تطور، حيث يوفر لنا المنهج التاريخي مجالا لرصد وتتبع حركة البشرية و تطور أدائها العلمي في مختلف مجالات وشؤون الحياة.


مصادر البحوث التاريخية


ما مصادر البحوث التاريخية؟

المصدر هو ما يعتمد عليه الباحث في جمع مادته العلمية، والمصادر متعددة وكثيرة، إلا أنه يمكن تصنيفها إلى قسمين أساسيين يندرج تحت كل واحد منها العديد من المصادر الأخرى، القسم الأول هو المصادر الأولية، والقسم الثاني هو المصادر الثانوية، فالأولى تمثل المصادر الرئيسية والأساسية المتصلة مباشرة بالظاهرة التي يقوم الباحث بدراستها، والتي تعود إلى المرحلة الزمنية للظاهرة أو الحدث محل الدراسة، أي تلك المعاصرة لها، أما المصادر الثانوية فهي تلك المصادر التي نقلت بدورها عن المصادر الأولية، ولم تعاصر الحدث، والمصادر الثانوية قد تكون ملخصات أو تقارير أو كتابات أو روایات شفهية تم تناقلها عبر مراحل وفترات تاريخية متلاحقة، فالمصدر الثانوي لم يكن حاضرا للحدث أو الواقعة التي يكتب حولها، لكنه قد يكون نقلها من مصدر أولي أو مصادر ثانوية أخرى.


وعلى الرغم من أن المصادر الأولية تعد أكثر أهمية وأكثر ثقة إلا أن للمصادر الثانوية أيضا أهميتها ودورها في الكشف عن الكثير من الحقائق، وتزويد الباحث بالمعلومات التي يسعى للحصول عليها، خاصة في ظل تعذر الوصول إلى المصادر الأولية.



وتتمثل كل من المصادر الأولية والمصادر الثانوية فيما يلي(11):


أ- المصادر الأولية

سبق أن عرفنا المصادر الأولية بأنها تمثل المصادر الرئيسية والأساسية المتصلة مباشرة بالظاهرة التي يقوم الباحث بدراستها، والتي تعود إلى المرحلة الزمنية للظاهرة أو الحدث محل الدراسة، و تضم المصادر الأولية ما يلي:


  1. الآثار: وهي ما خلفه القدماء من إنتاج حضاري، وتشمل آثار الحضارات القديمة کالأثار الرومانية والفينيقية والاغريقية في مدن لبدة وصبراتة وشحات الليبية والأهرامات في مصر، وجرش في الأردن، وغيرها من آثار الحضارات القديمة بالإضافة إلى المعابد والمخطوطات.
  2. الوثائق والسجلات الرسمية: وتضم القوانين والقرارات واللوائح والتقارير الرسمية للمؤسسات المختلفة، ومحاضر الاجتماعات الرسمية قارير السنوية أو الفصلية التي تعدها الجهات والمؤسسات الادارية بما في ذلك المتعلقة بالميزانيات والمذكرات والنشرات الإحصائية والمناشير والرسائل والخطابات والاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والإعلانات والعهود والدساتير، وكل ما شابه ذلك.
  3. السجلات المصورة: وتضم الصور الثابتة، والصور المتحركة المسجلة على أشرطة الفيديو والأفلام والأقراص المرئية، والنقوش والمنحوتات والرسوم والنقود وطوابع البريد والخرائط.
  4. السجلات الصوتية: وتضم المواد المسجلة على الأشرطة والاسطوانات والأقراص المسموعة وكافة أجهزة ووسائل التسجيل المسموع بأنواعها المتعددة.


ب - المصادر الثانوية

كما سبق وأشرنا فإن المصادر الثانوية في البحث التاريخي تلي من حيث الأهمية المصادر الأولية، وهي تضم كل من:


  1. الصحف: وتشمل الجرائد والمجلات العامة والمتخصصة، وتزداد أهمية الصحف كمصدر مهم و موثوق في المجتمعات التي تتمتع فيها بحرية واسعة بما يسمح الكتابها ينشر وتناول الأحداث والوقائع بمهنية وموضوعية وحيادية وتجرد، أما في البلدان التي تعاني صحافتها من التضييق وانعدام حرية الرأي والتعبير فإن الأمر مختلف، حيث تتحول الصحف في هذه المجتمعات إلى وسائل للدعاية والتطبيل والتصفيق للسلطة الحاكمة، وبالتالي قد يتم تزوير وتشويه وتحريف الكثير من الحقائق، لذا فإنه يجب أخذ الحيطة العلمية عند التعامل مع الصحف فلكل صحيفة اتجاهاتها وسياساتها التي قد تجعلها تصبغ الأحداث والوقائع بأسلوب مختلف عن غيرها، إلا أنه وعلى الرغم من كل ذلك فإن الصحف تعتبر من المصادر المهمة التي يمكن الرجوع إليها في حالات كثيرة، حيث تمكننا من التعرف على الأجواء العامة التي حصلت فيها الظواهر والأحداث، وتمكن المواد الصحفية من إعطاء صورة حية من خلال قدرتها على نقل الباحث إلى الأجواء التاريخية و الاجتماعية والسياسية التي حدثت فيها الظواهر . وفي كل الأحوال فإن الباحث يجب أن يمتلك القدرة والكفاءة والخبرة العلمية التي تؤهله على عزل الحدث عن محاولات التوظيف التي قد تلجأ إليها بعض الصحف.
  2. شهود العيان وكبار السن: وهم الأشخاص الذين عاصروا و عاشوا وشهدوا الأحداث التي يكتب عنها الباحث، فالمصدر هنا هو ذاكرة الأفراد التي قد يشوبها ما يشوبها من ضعف ونسيان، وفي كل الأحوال فإنه على الباحث هنا أن يتحرى الدقة، وأن يقوم باستخدام آلة التسجيل لتوثيق الروايات والقصص، ويفضل هنا ألا يتم الاعتماد على شخص واحد، بل يجب على الباحث أن يقوم بالتسجيل مع كل الرواة من شهود العيان وكبار السن الذين لهم علاقة بالموضوع، ثم يعقد مقارنات بين ما يحصل عليه من روايات وذلك تحريا للحقيقة. وعلى الباحث هنا بالإضافة إلى كل ما سبق أن ينتبه إلى ما قد يتم دسه أو تحريفه أو اخفائه من قبل بعض الشهود لأغراض تتعلق بمواقفهم وأهوائهم وميولهم الشخصية، وهو أمر يمكن تفاديه والحد منه بالاستماع إلى روايات أكبر عدد متاح من شهود العيان، والقيام بعقد مقارنات بين تلك الروايات، ومقارنتها كذلك بالمصادر الأخرى التي تعرضت لنفس الموضوع، وكذلك الأعتماد على أهل الثقة ممن يتمتعون بالمصداقية والموضوعية والنزاهة والمكانة في مجتمعاتهم.
  3. الدراسات السابقة: وهي الدراسات والبحوث العلمية التي أجريت من قبل باحثين سابقين والتي تحتوي على معلومات وبيانات وحقائق مهمة عن الوقائع والأحداث التاريخية التي يقوم الباحث بدراستها، فقد تمثل تلك الدراسات مصدرا مهما للباحثين في التزود ببعض البيانات المهمة، خاصة عندما يصير من الصعب إعادة إجراء تلك الدراسات. وتوفر الدراسات السابقة مجالا للباحث للخروج ببعض الأفكار التي تمكنه من تقديم قراءات وتفسيرات جديدة، وكذلك الاطلاع على أساليب الباحثين السابقين في نفس المجال في عرض الوقائع وتفسيرها وتحليلها.
  4. الكتابات والمؤلفات: وتضم كافة ما كتب وألف ونشر في مختلف الموضوعات والقضايا السياسية والأدبية والاقتصادية والاجتماعية والفلسفية والدينية والفنية، حيث يمثل كل ذلك الإنتاج الثقافي مصدرا مهما يعكس طبيعة العصر الذي كتبت فيه، ويحمل ملامحه بصورة واضحة، ويجسد كل ما كان سائد من ظروف، فتلك الكتابات على اختلاف توجهاتها ومجالاتها إنما هي في الواقع انعكاس للبيئة المحيطة التي كتبت فيها، وذلك على الرغم من ذاتيتها في كثير من الأحيان، خاصة عندما يتعلق الأمر بالكتابات الأدبية، كالشعر والقصة والرواية والمسرح، أو الكتابات السياسية التي تعكس مواقف معينة، إلا أنه وبالرغم من كل ذلك فإن الباحث يمكنه الاستعانة بهذه المصادر، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال عزل كل تلك الكتابات عن واقع و مشکلات وقضايا و احداث وصراعات العصر الذي كتبت فيه.
  5. المذكرات والتراجم والسير الذاتية: على الرغم من الذاتية المفرطة التي غالبا ما تعكسها مثل هذه الكتابات، نظرا لكونها تعبر بشكل واضح عن وجهة نظر كتابها وانطباعاتهم الشخصية وقراءاتهم لما يعايشونه، إلا أنه يمكن الاستفادة مما ورد فيها من معلومات و أراء، ومقارنتها بغيرها من المصادر لغرض التدقيق والتأكد، وقد تكون المذكرات والسير منشورة أو غير منشورة، وقد يحتفظ بها أصحابها ولا يتم نشرها إلا بعد مماتهم من قبل الأشخاص المقربين منهم، وفي كل الأحوال فإن هذه المذكرات قد تحوي معلومات وحقائق واقعية تتسم بالشفافية والجرأة، خاصة تلك التي يتم نشرها بعد وفاة أصحابها، لكن بعضها قد يحمل أيضا بعض المبالغات والبطولات الشخصية وإظهار مواقف غير حقيقية لتبرير واقع معين أو أحداث معينة.


تحليل المصادر ونقدها وتقويمها(12)

 على الباحث بعد أن ينتهي من تحديد وتجميع مصادر بحثه الأولية والثانوية، ويحصل على الوثائق المتعددة التي يعتمد عليها في دراسته، أن ينتقل إلى مرحلة فحص ونقد وتقويم تلك الوثائق، وذلك للتأكد من صحتها وصدق ما تتضمنه من معلومات وبيانات، ويتم ذلك على مرحلتين اثنتين هما: مرحلة النقد الخارجي للوثيقة، ومرحلة النقد الداخلي للوثيقة، وتفصل لكل واحدة منهما كالتالي:


أ – النقد والتحليل الخارجي للوثيقة

يهدف النقد الخارجي للوثيقة إلى التأكد من صدق الوثيقة وصحتها، من حيث مظهرها الخارجي، بغض النظر عن مضمونها ومحتواها والموضوع الذي تتناوله، ويشمل النقد والتحليل الخارجي للوثيقة ما يلي:


  1. التأكد من صدق الوثيقة وعدم تحريفها: وهي من أهم عمليات النقد والتحليل الخارجي للوثيقة، وتهدف إلى التحقق من صحة الوثيقة، وعدم وجود تناقض في أي من النقاط الأساسية الواردة فيها، وعدم تعرضها للتزوير والتزييف والتحريف، والذي قد يقع لغايات سياسية، أو الأهداف ومصالح شخصية، أو تحت إغراءات مالية، أو غيرها، وقد شهدت عملية التأكد هذه تطور كبير في أساليبها وأدواتها، حيث صار هناك معامل التحليل الكيميائي والفيزيائي للمواد التي كتبت عليها، سواء كانت ورق أم غير ذلك.
  2. التأكد من مؤلف الوثيقة: بعد استيفاء الخطوة الأولى والتأكد من صحة الوثيقة على الباحث أن ينتقل إلى الخطوة التي تليها، وذلك للتأكد من أن الشخص المنسوبة إليه الوثيقة هو بالفعل من قام بتأليفها وليس غيره، فقد تنسب بعض الوثائق الغير أصحابها الأسباب متعددة، منها أن يكون صاحب الوثيقة الحقيقي شخصية غير معروفة، مما قد يقلل من أهميتها، فيتم اللجوء إلى استبدال اسمه بغيره ممن هو أكثر شهرة، حتى تلقى الوثيقة القبول المطلوب، حيث أن بعض الأسماء التاريخية في حد ذاتها قد تضفي قيمة على الوثيقة أكثر مما لو نسبت لمؤلفها الحقيقي.
  3. وبالتالي فإن على الباحث هنا أن يدقق في اسم صاحب الوثيقة، وأن يتأكد من هوية كاتبها، وأنه بالفعل هو من قام بكتابتها، وذلك بمراجعة ما إذا كان موضوع الوثيقة يدخل في نطاق تخصص و اهتمامات مؤلفه أم لا؟ وهل المؤلف قد عاش بالفعل في الزمان والمكان المبين فيه صدور الوثيقة؟ وما إذا كانت المعلومات والحقائق والآراء الموجودة بالوثيقة تتفق مع مستوى تعليم المؤلف وخبرته واتجاهه الفكري واهتماماته ومؤلفاته الأخرى وأسلوبه ولغته ومنهجه؟ وغير ذلك مما يميز مؤلف ما عن غيره من المؤلفين الآخرين.
  4. التأكد من بيئة الوثيقة: ونقصد هنا تحديدا البيئة الزمنية والمكانية، بمعنى التحقق من أن الوثيقة قد ظهرت في زمن محدد ومكان محدد، وأن الشخص المنسوبة إليه موجود فعلا في ذلك الوقت ونفس المكان، ويمكن الاستعانة في ذلك باللغة التي كتبت بها الوثيقة ومقارنتها باللغة السائدة في الفترة المنسوبة إليها، وكذلك نوع الخط المستخدم، ونوع الورق أو المادة المكتوبة عليها الوثيقة، حيث يجب وضع كل هذه الاعتبارات في الحسبان، ذلك أن لكل عصر خصائصه التي تجعله مختلف عن غيره في نوع الورق والمواد المستخدمة، والأسلوب اللغوي السائد، ونوع الخط المتداول.


ب - النقد والتحليل الداخلي للوثيقة

بعد أن ينتهي الباحث من التأكد من صحة الوثيقة وفقا لمعايير التدقيق والتقويم الخارجي ينتقل إلى مرحلة النقد الداخلي للوثيقة، وهي العملية الأخيرة التي بناء عليها سيتحقق الباحث من الوثيقة، ويقرر بالتالي الاعتماد عليها كوثيقة مقبولة أو رفضها واستبعادها تماما.


وفي عملية النقد والتقويم الداخلي يتحول الباحث إلى مضمون الوثيقة أي محتواها، وينقسم النقد الداخلي إلى: النقد الداخلي الإيجابي، والنقد الداخلي السلبي، وذلك كالتالي:


  1. النقد الداخلي الإيجابي: وفيه يتم التركيز على اللغة التي كتبت بها الوثيقة، والتعرف على دلالات الكلمات المستخدمة، ومقاصد المؤلف، حيث يتوجه جهد الباحث هنا إلى معاني الكلمات والألفاظ التي يقصدها المؤلف، وهي مهمة شاقة وتحتاج إلى جهد كبير من الباحث ومعرفة عميقة باللغة المستخدمة في العصر الذي كتبت فيه الوثيقة، وكذلك لغة كاتب الوثيقة، ويجب على الباحث هنا توخي الحذر، ذلك أن الكثير من الألفاظ والكلمات تستخدم بصورة مختلفة من عصر إلى أخر، ومن مكان إلى أخر أيضا، وبالتالي فإن لتلك الكلمات معان قد تكون ليست هي المقصودة في الوثيقة ولذلك فقد وصفت اللغة بأنها كائن حي يتطور مع الزمن، حيث تختفي كلمات ومصطلحات وألفاظ، وتحل بدلا عنها أخرى مختلفة عنها قد تحمل ذات المعنى.
  2. النقد الداخلي السلبية: يتجه الباحث في هذه المرحلة إلى التأكد من صدق الوثيقة وأصالتها، أو كذبها،بمعنى دقة وصدق المعلومات الواردة بالوثيقة، ومدى تماسكها الداخلي وهو أمرا يتطلب من الباحث التعرف على الظروف التي كتبت فيها الوثيقة من حيث مصلحة المؤلف فيما كتبه، وارتباطه بموضوع الوثيقة، ومدى نزاهته وكفاءته وموضوعيته وصدقه وسمعته، ومدى التزامه بذكر كل الحقائق المرتبطة بالواقعة؟ وما إذا كان قد أغفل أو تجاهل بعضها؟ وهل كان المؤلف حاضرا بشخصه خلال توثيقه للوقائع، أم اعتمد على عمليات الاستماع والنقل من الأخرين؟.


مجالات استخدام المنهج التاريخي


ما هي مجالات أستخدام المنهج التاريخي؟


تتعدد استخدامات المنهج التاريخي بتعدد الأحداث والموضوعات التاريخية، إلا أنه يمكن رصد أهم استخدامات هذا المنهج في:


  1. تتبع سير الأولين ورصد وتفسير انتاجهم الفكري والثقافي في العصور والأزمان التي عاشوا فيها، والتعرف على توجهاتهم وافكارهم وآرائهم ومواقفهم، وقد يكون أولئك الأولين قادة عسكريون أو زعماء سياسيون، أو كتاب أو شعراء أو أدباء أو علماء أو مؤرخون أو رحالة، أو غير ذلك من الشخصيات على اختلاف اهتماماتها وتخصصاتها التي عاشت في أزمان مضت، ويرغب الباحث في دراستها، حيث يستخدم في ذلك المنهج التاريخي بأدواته المختلفة.
  2. رصد وتفسير الأحداث والظواهر التي جرت في عصور وفترات تاريخية ماضية، وقد تكون تلك الأحداث والظواهر حروب أو صراعات أو هجرات أو مجاعات أو اتفاقيات أو مواقف أو أحداث سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، أو قيام ونشؤ دول، أو تقارب بين مجتمعات وبلدان معينة، أو حالات انفصال وتفكك دول ومجتمعات، أو احتلال دول لدول أخرى .. وغير ذلك مما يكون قد جرى في الماضي من أحداث وظواهر ووقائع يرغب الباحث في دراستها وفهمها والوصول إلى الحقائق المتعلقة بها.
  3. كما يستخدم المنهج التاريخي أيضا في دراسة الآثار القديمة والحفريات والنقوش والتماثيل و المنحوتات والجداريات والرسوم، بهدف فك ما يحيط بها من غموض وفهمها.
  4. ويستخدم المنهج التاريخي أيضا في دراسة خطب ورسائل وكتابات ومؤلفات المشاهير الذين عاشوا في فترات زمنية سابقة،كالقادة السياسيين والعسكريين، والشخصيات الأدبية والفنية المفكرين والفلاسفة.
  5. يستخدم المنهج التاريخي في البحث في العادات والقيم والتقاليد والأعراف التي كانت سائدة في عصر من العصور أو زمن من الأزمنة، كالعادات المرتبطة - مثلا - بمراسم الزواج أو الأعياد أو المناسبات الدينية، أو الطقوس المتصلة بجوانب الحياة الاجتماعية والدينية والأخلاقية لدى المجتمعات .. وغير ذلك حيث يتطلب البحث في تلك الموضوعات والقضايا والظواهر استخدام المنهج التاريخي.
  6. يستخدم المنهج التاريخي في فهم الأيديولوجيات والأفكار، ودراسة الأديان والفكر الديني في العصور المختلفة، وما يتصل بكل ذلك من معتقدات وأيديولوجيات تحدد شكل واتجاه الحياة في عمومها بمختلف مظاهرها السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية والاقتصادية.
  7. تتبع مسيرة وحركة العلوم المختلفة، حيث يستخدم المنهج التاريخي في دراسة مراحل تطور العلوم المختلفة للتعرف على ظروف نشأتها وظهورها وما مرت به من محطات ومواقف واكتشافات جديدة، وما شهدته من أضافات عبر تاريخها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه.


والمنهج التاريخي بهذا المعنى لا يصلح فقط لدراسة علم التاريخ فقط، بل يتجاوز ذلك ليدرس تاريخ العلوم في العموم، حيث لا يمكن فهم ما وصل إليه العلم من تطور دون اللجوء إلى استخدام المنهج التاريخي لتتبع مسيرة ومعرفة أهم شخوصه العلمية واضافاتهم وآرائهم ومنجزاتهم وإنتاجهم العلمي فهذا التراكم التاريخي للعلوم يتطلب فهمه والالمام به ضرورة استخدام المنهج التاريخي.


الدراسات الإعلامية والمنهج التاريخي

يعد المنهج التاريخي أحد أهم المناهج المستخدمة في الدراسات الإعلامية، وذلك على الرغم من تراجع استخدام هذا المنهج بعد ظهور اتجاهات بحثية جديدة في الدراسات الإعلامية تركز في مجملها على تحليل مضمون وسائل الإعلام ودراسة الجمهور المتلقي والاهتمام بعمليات التكميم والأساليب الاحصائية، وهو اتجاه ساد بقوة في المنطقة العربية، وذلك تمشيا مع موجة بحثية سادت في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما.


وعلى الرغم من شيوع الدراسات المسحية في العقود الأخيرة إلا أن الحاجة للمنهج التاريخي واستخداماته في الدراسات الإعلامية تظل قائمة وضرورية احيانا، فكثيرا من الدراسات الإعلامية تقوم في بعض جوانبها على التاريخ، فالظاهرة الإعلامية في عمومها هي ظاهرة تاريخية، لا يمكن فهم وإدراك حاضرها إلا بتتبع نشأتها وتطورها والظروف التي أدت إلى تكلها حتى وصلت إلى ما هي عليه، وهو ما يعني ضرورة الاستعانة بالمنهج التاريخي في مثل هذه الدراسات.


وبشكل أكثر تفصيل يمكن أن نوضح كيفية استخدام وتوظيف المنهج التاريخي في الدراسات الإعلامية، وذلك كالتالي:


  1. تعتمد البحوث الإعلامية على المنهج التاريخي بشكل كبير في الدراسات المتعلقة بتبع نشأة وظهور وتطور وسائل الإعلام، والتعرف على ظروف تلك النشأة والعوامل المؤثرة فيها، والبيئة المحيطة بها، سواء تعلق الأمر - مثلا - بنشأة الصحافة الورقية في العالم أو في إقليم ما گالوطن العربي، أو بدولة محددة كليبيا، أو دراسة تطور نوع معين من الصحافة كالصحافة الإقليمية أو الصحافة الأدبية أو الصحافة الاقتصادية، أو غير ذلك من الدراسات الصحفية التي تعني بالنشأة والتطور لأية حالة صحفية، وعلى أي مستوى جغرافي محلي او اقليمي أو دولي، أو تعلق الأمر بتتبع نشأة أية وسيلة إعلامية أخرى كالسينما أو الراديو أو التلفزيون في المجتمعات المختلفة، ومراحل تطور كل منها، وكل ما يتصل بهذه الوسائل من اختراعات وعلى مختلف المستويات المحلية والاقليمية والدولية، وما ينطبق على الصحافة ينطبق على بقية الوسائل فيما يتعلق بجوانب دراستها. ان كل تلك الدراسات المتعلقة بتاريخ وسائل الإعلام تعتمد أساسا على المنهج التاريخي في البحث والتنقيب على الحقائق المتعلقة بها، وتتبع مراحل نشأتها وتطورها.
  2. يوفر المنهج التاريخي ظروفا مواتية لدراسة التشريعات الإعلامية في مراحل زمنية سابقة، فمن خلال استخدام هذا المنهج يصير بإمكان الباحث أن يدرس القوانين واللوائح والقرارات والتعليمات التي نظمت عمل وسيلة إعلامية معينة في مرحلة تاريخية محددة، وعلى سبيل المثال فإن تتبع دراسة القوانين التي تنظم العمل الصحفي في ليبيا خلال الفترة من 1908 حتى 1911م يتطلب من الباحثين الأعتماد على المنهج التاريخي الذي يمكنه هنا رصد ظروف الممارسة الصحفية وشروطها وأمكانياتها في تلك المرحلة. 
  3. يستخدم المنهج التاريخي في دراسة نظريات الإعلام والاتصال وتتبع الجذور التاريخية لتلك النظريات، والتطورات والاضافات التي شهدتها عبر المراحل والمحطات والتي تشكلت خلالها، ورصد الدراسات والأبحاث التي تمت في اطارها أو التي ساهمت في وضع وتطوير فرضها ومقولاتها، والتعرف على الإنتاج الفكري الذي أفضى إلى وضع نظريات ونماذج الإعلام والاتصال وذلك كله بما يساعد على فهم الظاهرة الاعلامية في عمومها، والتعرف على حدود ومجالات تأثيرها، وأهميتها و امكانياتها؟
  4. كما يستخدم المنهج التاريخي كذلك أثناء دراسته الظروف التي تعمل في ظلها المؤسسة الأعلامية في مرحلة زمنية سابقة، ذلك أن عملية الممارسة الأعلامية وطبيعة الظاهرة الأعلامية في مجملها في أي عصر، أنها تعمل في أطار بيئة معينة لها أبعادها وواقعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، هذه البيئة هي التي تحدد وإلى درجة كبيرة طبيعة الصحافة أو غيرها من وسائل الإعلام في تلك المرحلة، وبالتالي فإن الفهم العميق للأوضاع الأعلامية في مرحلة زمنية معينة يتطلب من الباحثين أيضاً دراسة بيئة الأعلام بأبعادها المختلفة، وهو ما يتطلب أستخدام المنهج التاريخي لتحقيق الأهداف البحثية التي يسعون إليها.
  5. يستخدم المنهج التاريخي أيضا في الدراسات التي تهدف إلى رصد دور وسائل الإعلام أو وسيلة إعلامية معينة في التصدي لحالة أو وضع معين أو التعامل مع ظروف معينة في حقبة زمنية لها أوضاعها وظروفها المختلفة، كان يجري - مثلا - أحد الباحثين دراسة للتعرف على دور الصحافة الوطنية في مقاومة التغلغل الإيطالي في ليبيا قبل عام 1911م، ويشمل ذلك أيضا الدراسات الإعلامية التي تسعى إلى دراسة أوضاع الصحافة - مثلا - أو غيرها من.الوسائل الإعلامية في حقبة زمنية محددة قد تكون استثنائية، كأن يدرس أحد الباحثين أوضاع الصحافة الليبية تحت الإدارة البريطانية، أو خلال فترة الاحتلال الإيطالي لليبيا.


وهكذا فإن للمنهج التاريخي استخدامات متعددة في الدراسات الإعلامية لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها، حيث يساعد هذا المنهج الباحثين في الحقل الإعلامي على فهم كل ما يتعلق بالأوضاع الإعلامية في صورتها التاريخية، وهو الفهم الذي من شأنه أن يوفر قاعدة من البيانات والمعلومات التي تعين على فهم واقع الإعلام في الوقت الحاضر، واستشراف الظاهرة الإعلامية ومآلاتها المستقبلية.




قائمة المراجع:-


1- عمر التومي الشيباني، مناهج البحث الاجتماعي، ط2 ،طرابلس، الشركة العامة للنشر  والتوزيع والإعلان، 1975م، ص80،78.


2- مراد وهبة، يوسف كرم، المعجم الفلسفي، ط2 ،القاهرة، دار الثقافة الجديدة، 1971 من  ص44.



3- ل ر. . جاي، مهارات البحث التربوي، ترجمة عبدالحميد جابر، القاهرة، دار النهضة  العربية، 1993م، ص 201.


4- مجمع اللغة العربية، المعجم الفلسفي، القاهرة،1983م،ص 195.


5- السيد احمد مصطفى، مرجع سابق، ص127.


6- حسين رشوان، العلم والبحث العلمي – دراسة في مناهج العلوم، ط2 ،الإسكندرية، المكتب  الجامعي الحديث، 1987م، ص 165.


7- عبدالباسط محمد حسن، أصول البحث الاجتماعي، ط8 ،القاهرة، مكتبة وهبة، 1982م، ص 269.


8-عبد الرحمن بدوي، مناهج البحث العلمي، ط3 ،الكويت، وكالة المطبوعات، 1977م، ص 184.


9- اسامة عبدالرحمن النور، محاضرات في منهج البحث التاريخي فاليتا مالطا، منشورات، ،ELGA، 2001، ص 110.



10- معن خليل عمر، الموضوعية والتحليل في البحث الاجتماعي، بيروت، دار الآفاق الجديدة، 1983،ص 46.


11- أنظر كل من: مهدي زويلف، تحسين الطروانة، ص 200-201.


كذلك: ابوالنجا محمد العمري، أسس البحث في الخدمة الاجتماعية، الإسكندرية، المكتب العلمي. م1999،ص 369،370،371،372.


كذلك: أحمد بدر، أصول البحث العلمي، مرجع سابق، ص242،239. 


كذلك: أحمد السيد مصطفى، مرجع سابق، 195 – 198.

 

كذلك: عامر قنديلجي، مرجع سابق، ص 102،101.

 

كذلك: اسامة عبدالرحمن النور، مرجع سابق، ص 55،54.


12- اعتمدنا في هذه الجزيئة على المراجع التالية: فان دالين، مناهج البحث في التربية وعلم  النفس، مرجع سابق، ص 260 - 276. 


كذلك: أحمد بدر، مرجع سابق، ص244 – 250. 


كذلك: محمد قاسم، المنطق الحديث ومناهج البحث، ط5 ،القاهرة، دار المعارف، 1967م، ص 503. 


كذلك: مهدي زويلف، تحسين طراونه، مرجع سابق، ص203. 


كذلك: أحمد السيد مصطفى، مرجع سابق، ص 198 – 202.



reaction:

تعليقات