القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

بحث عن المسؤولية الاجتماعية

بحث عن المسؤولية الاجتماعية

المسؤولية الإجتماعية هي مفهوم يعني الالتزام بطرق أخلاقية وإنسانية، وتتسم بالاهتمام والرعاية على المستوى الشخصي وعلى المستوى الجماعي، حيث حث الإسلام على الاهتمام بالمسؤولية الشاملة ففي قوله تعالى: ((وقُفْوهُم إنْهُم مَسؤولونَ))(١) وقوله تعالى:((فوربك لنسألنهم أجمعين))(٢)  كذلك في الحديث الشريف قول رسول الله(ص): (كُلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيتهِ، فالإمام راعٍ وهو مسؤول عن رعيِتهِ، والخادم راعٍ في مالِ سيدهِ، وهو مسؤول عن رعيتهِ، والرجل راعٍ في مالِ أبيهِ وهو مسؤولٌ عن رعيتهِ، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيتهِ ) فكل إنسان مسؤول اجتماعياً،  مسؤول عن نفسه ومسؤول عن الجماعة والجماعة مسؤولة عن نفسها ككل وعن اعضائها كأفراد، والمسؤولية الاجتماعية ضرورة لصلاح المجتمع بأسره (٣). 

بحث عن المسؤولية الاجتماعية

وينبغي فهم المسؤولية الإجتماعية على إنها حاجة اجتماعية قبل أن تكون حاجة فردية لآن المجتمع بأسره في حاجة إلى الفرد المسؤول اجتماعياً، والمسؤول دينياً ومهنياً وقانونياً، بل إن الحاجة الى الفرد المسؤول اجتماعياً أشد الحاحاً في مجتمعنا المعاصر الذي يمر بظروف التحول الإجتماعي نحو الديمقراطية. وهي كذلك حاجة فردية تعمل على تكامل الشخصية الفردية والاجتماعية العامة التي يتسم بها الفرد، بما تحققه من النضج الاجتماعي عنده في ارتباطه بالجماعة ارتباطاً عاطفياً فيتحقق عنده الانتماء إليها نظراً لما تنطوي عليه المسؤولية من اهتمام وفهم وتوحد مع الجماعة التي تتوحد بدورها مع المجتمع توحد وجود وتأريخ ومستقبل(٤).


إن المسؤولية الإجتماعية تترتب على كل فعل يقوم به الإنسان في اطار اجتماعي منظم، وذلك لأن المسؤولية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفعل الإنساني في صيغته الفردية والاجتماعية، كما أنها قيمة اجتماعية تعني الاعتماد المتبادل بين الأفراد ومساعدة بعضهم بعضاً، إن مسؤولية كل فرد نحو الأخرين هي مسؤولية ذاتية والمسؤولية نحو الجماعة تنعكس في الذات الفردية، حيث يكون الفرد مسؤولاً ذاتياً أي أمام ذاته، أو أمام صورة الجماعة المنعكسة في ذاته (٥).


وتتكون المسؤولية عند الفرد عندما يعي تماماً أهمية الاعتماد المتبادل بينه وبين الاخرين ويصبح اكثر تفكيراً فيهم (٦). عندها تعني مسؤولية كل فرد عن أخيه الإنسان ورعايته(٧). ويمكن أن توصف المسؤولية الإجتماعية بأنها مسؤولية أخلاقية نظراً لما تنطوي علية من الرقابة الداخلية والمحاسبة الذاتية كما أنها واجب ملزم ذاتياً، لأن الالتزام الداخلي بالأفعال ذات الطبيعة الإجتماعية يغلب عليها التأثير الاجتماعي(٨). وأن ظروف عالمنا اليوم تقتضي ضرورة اهتمام رجال التربية بتنمية المسؤولية الإجتماعية لدى تلاميذ وطلاب مختلف المراحل التعليمية وقد ترتب على ذلك العديد من التحديات حيث كانت هذه الجهود تتم في البداية على نحو منفرد، من ثم تطورت الى استراتيجيات تربوية عديدة تدور حول الصراعات التربوية والتعليم متعدد الثقافات، والنمو الخلقي, والتربية البيئية، وخدمة المجتمع، والاشتراك في القضايا السياسية والاجتماعية، وهي استراتيجيات اندمجت وتكاملت في برامج تجعل المسؤولية الإجتماعية مكوناً أساسياً في كل من المنهج المدرسي والثقافة المدرسية (٩).


اقرأ أيضا: بحث عن التغير الاجتماعي 


أهمية المسؤولية الاجتماعية

   

يعد الشعور بأهمية بالمسؤولية الإجتماعية عند الفرد من سمات الشخصية السوية بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية ويأخذ صوراً شتى كالمسؤولية نحو الأسرة أو نحو المؤسسة التي تعمل بها او نحو زملائه وأصدقائه وغيرهم من الناس الذين يختلط بهم، حيث لا تقتصر أهمية المسؤولية الاجتماعية على الفرد أو الجماعة فقط بل ضرورية لصلاح المجتمع ككل، والمجتمع ككل بحاجة ماسة للفرد المسؤول اجتماعياً فهذه السمة تجعل الفرد عنصراً فعالاً في المجتمع بعيداً عن كل الجوانب السلبية واللامبالاة مهتماً بمشاكل غيره من الناس ويُسهم في حلها.(١٠)


فالمسؤولية ترقي نوعية الكائن الإنساني وبالعمل ترقى وتتقدم الأمم والمسؤولية تحتم المشاركة في الأداء والتعاون في إنجاز العمل فالمسؤولية الاجتماعية هي أسمى وأرقى أنواع المسؤوليات وذلك لأنها تشرك أفراداً كثيرين في مضمونها ومحتواها(١١). فالفرد ذو المسؤولية الاجتماعية العالية يضحي في سبيل الجماعة والصالح العام ببعض مصالحه الشخصية إذا تعارضت مع المصلحة العامة (١٢).


لعل دراسة المسؤولية الإجتماعية لها مغزى وأهمية بالنسبة للشخصية الإنسانية وفهمها وكذلك بالنسبة الى التحول والتغير الاجتماعي الذي تمر به المجتمعات عامة والعربية فيها بشكل خاص في هذه المرحلة من تأريخها لأن تربية وتنمية المسؤولية عند ناشئة هذه المجتمعات يعد من أهم الأدوار الاجتماعية العامة التي تقوم بها الجماعات الاجتماعية والأفراد على حد سواء (١٣). 


إن المسؤولية هي التي تعطي الفرص للمبادئ الخلقية أن تخرج إلى النور في صورة سلوك أخلاقي يرتقي المجتمع بأفراده ولهذا فأن الإنسان القادر على تحمل المسؤولية تجاه ما يصدر عنه من اقوال أو افعال يعد مسألة في غاية الأهمية لتنظيم الحياة داخل المجتمع الإنساني (١٤).


تعمل المسؤولية الاجتماعية في تحقيق التوازن بين التحولات والتغيرات السريعة التي تجري في المجتمعات وبين تغير شخصية الفرد في المجتمع، بحيث يحس الفرد إن هذه التحولات والتغيرات منه وله وإنه مسؤول عنها. ولا يشعر الفرد أن هذه التحولات والتغيرات جعلته يعاني الاغتراب نظراً لعدم قدرته على مواكبتها أو انه غير مسؤول عنها. إذ يشعر الإنسان بكينونته ووجوده حيثما يؤدي مهمة محددة، ويتحمل مسؤولية قيامه بهذه المهمة. فالإنسان هو المخلوق الوحيد القادر على أن يلبي نداء العقل والروح وتحمل المسؤولية.


اقرأ أيضا: بحث عن القلق النفسي


عناصر المسؤولية الإجتماعية


المسؤولية موقف أخلاقي تجاه الجماعة موقف تسأل فيه الذات عن ذاتيتها والمجتمع شاهد، هي مسألة يكون فيها تأثير الضمير الاجتماعي مواجهاً الذات وتكون فيه الذات في مواجهة ضميرها الاجتماعي(١٥). فالمسؤولية هي نقطة التقاء الفردي بالاجتماعي، والذاتي بالثقافي(١٦). فعندما تكون مسألة الذات في مواجهة الذات، واحتكامها إلى معيار استيفاء الذات حق فهم الجماعة التي ينتمي إليها والاهتمام بها والمشاركة لها، وعندئذ تكون هذه المسؤولية اجتماعية، اذ انها مسألة الذات للذات عن حق الجماعة على الفرد فهماً، واهتماماً ومشاركة(١٧).


وهي مسؤولية أخلاقية في صميمها، وهي مسؤولية أخلاقية في عناصرها بمكوناتها ومحركاتها وبواعثها ووجهاتها، ومقاصدها وغاياتها، وفي دلالتها ومعناها، ولكن اذا كانت المسؤولية تكويناً ذاتياً، فأنها في جانب كبير من نشأتها ونموها نتاج اجتماعي، أي هي اكتساب وتعلم عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية أي هي نتاج الظروف والعوامل والمؤثرات التربوية والاجتماعية التي يتعرض لها الفرد الإنساني في مراحل نموه المختلفة، ومن هذه الظروف والعوامل والمؤثرات مما يساعد توافره على النمو السليم للمسؤولية الاجتماعية، ويؤدي النقص فيها الى أعاقة هذا النمو وتعطيله. تتكون المسؤولية الاجتماعية من ثلاثة عناصر مترابطة ومتكاملة فلا يكفي احدها وحده ويغني عن العناصر الاخرى. يحدد سيد عثمان هذه العناصر على النحو   التالي(١٨):


١- الاهتمام


ويقصد به الارتباط العاطفي بالجماعة التي ينتمي إليها الفرد، صغيرة أم كبيرة وحرص الفرد على تماسكها وسلامتها وتكاملها وتقدمها وتحقيق أهدافها، وينقسم الاهتمام الى اربعة مستويات هي:


أ-الانفعال مع الجماعة: بصورة اَلية حيث يساير الفرد الحالة الانفعالية للجماعة بصورة لا ارادية بدون اختيار أو قصد أو ادراك ذاتي بما يشبه السلوك الجمعي.


ب -الانفعال بالجماعة: والمقصود به التعاطف مع الجماعة والمسألة هنا لم تعد مسألة عضوية اَلية شبه انعكاسية، بل يظهر الفرد في هذا المستوى ادراكاته لذاته اثناء انفعاله بالجماعة بحيث تتشكل له شخصية مستقلة يعترف بها أفراد الجماعة.


ت- التوحد مع الجماعة: حيث يشعر الفرد بالاتحاد المصيري مع الجماعة فخيرها خيره وفي ضررها ضرره حيث تمثل هذه الألية الأساس الذي تعتمد عليه الجماعات للحفاظ على بقائها.


ث- تعقل الجماعة: هنا تملأ الجماعة عقل الفرد وكيانه وتصبح موضوع نظرته وتأمله، يوليها قدراً كبيراً من الاهتمام المتفكر حيث يدرسها ويقارنها بغيرها ويشعر بأنها أفضل من غيرها بحجج عقلية تقنع الفرد بالاستمرار بعضويتها. 

 

٢- الفهم


يتضمن مسؤولية الفرد في تعقل غايات وأهداف الجماعة وسبل تحقيقها التي تعتزمها الجماعة وعلاقة ذلك بغاياته وأهدافه الذاتية وبالتالي فإن فهم الفرد للجماعة هو فهم الفرد للمغزى الاجتماعي من انضمامه إليها ولأفعاله داخلها بمستويات متعددة هي (١٩):


أ- فهم الفرد للجماعة: يعني فهم حالتها الحاضرة من ناحية مؤسساتها ومنظماتها ونظمها وعاداتها وقيمها وايدولوجياتها ووضعها الثقافي، وكذلك فهم تأريخها الذي بدونه لا يتم فهم حاضرها ولا تتصور مستقبلها.


ب- فهم الفرد للمغزى الاجتماعي لأفعاله: يقصد به إدراك الفرد لأثار أفعاله وتصرفاته وقراراته على الجماعة أي يفهم القيمة الاجتماعية لأي فعل أو تصرف اجتماعي يصدر عنه.


٣- المشاركة


ويقصد بها اشتراك الفرد مع الآخرين في عمل ما يمليه الاهتمام وما يطلبه الفهم من أعمال تساعد الجماعة في إشباع حاجاتها وحل مشكلاتها والوصول إلى أهدافها وتحقيق رفاهيتها والمحافظة على استمرارها، والمشاركة تظهر قدر الفرد وقدرته وتبرز مكانته ومكانه، وتتضمن المشاركة ثلاثة جوانب هي (٢٠):


أ- التقبل: بمعنى تقبل الفرد للدور أو الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها والملائمة له في إطار فهم كامل، بحيث يلعب هذه الأدوار في ضوء المعايير المحددة لها وكذلك تقبله للأخرين من الأعضاء وتقبلهم له.


ت- التنفيذ: أي المشاركة المنفذة الفعالة الإيجابية والعمل مع الجماعة مسايراً ومنجزاً في اهتمام وحرص ما تجمع عليه من سلوك في حدود إمكانات الفرد وقدرته.


ث- التقييم: أي المشاركة التقييمية الناقدة المصححة الموجهة لأفعاله وأفعال الآخرين التي تسهم ببقاء الجماعة واستمرارها ومستقبلها.


اقرأ أيضا: بحث جاهز في اي موضوع


أركان المسؤولية الإجتماعية


إذا كان الاهتمام والفهم المشاركة هي العناصر المكونة للمسؤولية الاجتماعية بمثابة الدم الذي يمدها بالطاقة والقوة والتجدد فإن الرعاية والهداية والإتقان تمثل البنية المتحركة الفاعلة المؤثرة، لأنها تمثل أركان المسؤولية الاجتماعية، وهذه الأركان الثلاثة هي:


١- الرعاية


وتعني إن كل فرد راعٍ ومسؤول عن رعيته في الوقت ذاته حيث إن مسؤولية الرعاية موزعة في الجماعة بلا استثناء لكل عضو من اعضائها نصيبه منها مهما كان وضعه الاجتماعي حيث ترتبط الرعاية في المسؤولية الإجتماعية بعنصر الأهتمام (٢١).


٢- الهداية


مسؤولية الهداية تتضمن النصح والدعوة للجماعة بحسب الأفراد الجدد والدعوة نحو القيم الاجتماعية السليمة والمثل الأعلى في السلوك وذلك في الإصرار والصبر والمثابرة والأمل (٢٢). وهنا نجد أن  الرسل والانبياء مثلاً يحتذى بهم في حياتنا فتعلمنا منهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


٣- الإتقان


أن يحسن الفرد إداء عمله الذي يقوم به اي يعني إذا عمل الانسان عملاً فعليه أن يتقنه وأن يحسنه في جميع الأنشطة الحياتية، كما يتطلب الإتقان نظاماً خاصاً يحقق به غايته، حيث يتصل ركن الإتقان بعنصر المشاركة (٢٣).


مستويات المسؤولية الإجتماعية


لقد ميز سيد عثمان بين ثلاثة من المستويات للمسؤولية الاجتماعية وهذه المستويات هي مترابطة ومتكاملة وهي (٢٤):


أ- المستوى الفردي: ويقصد به المسؤولية الفردية الذاتية أي مسؤولية الفرد عن نفسه وعن عمله ويعد هذا المستوى رئيسياً يسبق المسؤولية الاجتماعية.


ب- المستوى الجماعي: المسؤولية الجماعية هي مسؤولية داخل الجماعة بين أفرادها بعضهم لبعض وهي بالحقيقة مسؤولية الجماعة من الأعضاء جميعهم وعن كل عضو كفرد وهذا المستوى يدعم المسؤولية الاجتماعية ويعززها في المجتمع.


ت- المستوى الاجتماعي: المسؤولية الاجتماعية يقصد بها مسؤولية الفرد الذاتية والجماعية والمسؤولية بمستوياتها الثلاثة الفرد والجماعية والاجتماعية متكاملة ويؤدي نمو أي واحد منها الى نمو وقوة المستويات الاخرى، فالمسؤولية الفردية تقوي مسؤولية الفرد عن الجماعة، كما تؤدي المسؤولية الجماعية ورعاية الجماعة لأعضائها وإدراكها الآثار المترتبة على أعمالها عليهم على زيادة مسؤولية الفرد عن الجماعة، كذلك تؤدي المسؤولية الاجتماعية عند أعضاء الجماعة الى ازدهار واحساس الانتماء والترابط داخل الجماعة وزيادة إدراك وتقدير الجماعة لأعضائها ولدور كل منهم وبالتالي زيادة المسؤولية الاجتماعية.


اقرأ أيضا: بحث جاهز في علم الاجتماع 


كما قسم بيصار المسؤولية الاجتماعية الى عدة أنواع (٢٥):


أ- المسؤولية الدينية: وهي التزام المرء بأوامر الدين ونواهيه.


ب- المسؤولية الاجتماعية: وهي التزام المرء بقوانين المجتمع الذي يعيش فيه وبتقاليده ونظمه.


ت- المسؤولية الأخلاقية: هي حالة تمنح الإنسان القدرة امام نفسه مما يعينه على تحمل تبعات أعمالها واثارها.


كما قسم بدوي المسؤولية الى ثلاثة انواع(٢٦):


أ- المسؤولية الأخلاقية: تتعلق بالأفعال الذي يكون المرء فيها مسؤولاً أمام ضميره وأمام الله وتندرج فيه النوايا (الأفعال الباطنية).


ب- المسؤولية المدنية: وتتعلق بالأفعال الظاهرة سواء منها ما تم وما هو بسبيل الحدوث وتحدد هذه المسؤولية وفق القوانين الوضعية الاجتماعية.


ت- المسؤولية الاجتماعية: وتتعلق بالمجتمع الذي ننتمي له، نحن نكون مسؤولين أمام الاب أو ولي الأمر(السلطة).


كما قسم صليبة المسؤولية الاجتماعية على ثلاثة أقسام (٢٧):


أ- المسؤولية المدنية: وتعني الفاعل الذي سبب الضرر لغيره وضرراً يعوضه عنه سواء بقصد أو بدون قصد، من لواحق المسؤولية أن يكون المرء مسؤولاً عن فعل غيره من الأفراد الموضوعين تحت اشرافه.


ب- المسؤولية الجنائية: وهي المسؤولية التي تقع على شخص أرتكب جنحة أو مخالفة أو جناية.


ت- المسؤولية الأخلاقية: وهي المسؤولية عن الالتزام بالقانون الأخلاقي وعن كون الفاعل ذا إرادة حرة.


مظاهر اعتلال المسؤولية الإجتماعية


الاعتلال هو وجود حالة من الخلل في مستوى المسؤولية الإجتماعية وحالة من العطب والخلل. يرى عثمان إن من مظاهرها لدى الفرد والجماعة هي كالآتي (٢٨):


أ- مظاهر اعتلال المسؤولية الإجتماعية عند الفرد

  1. التهاون: هو من أكثر الأعراض دلالة على اعتلال عميق ومهيمن في أخلاقيات المسؤولية الإجتماعية عند الفرد. وهو فتور في همة العمل وإرادته على غير الوجه الذي ينبغي أن يكون عليه من الدقة والتمام والإتقان انه ليس دليلاً على ضعف أخلاقية المسؤولية الاجتماعية فقط بل هو دليل على ضعف البنيان النفسي الأخلاقي في الشخصية ككل.
  2. اللامبالاة: وهي البرود الذي يعتري الجهاز التوقعي التحسبي عند الإنسان كما يصيب سائر الأجهزة النفسية بما يشبه التجمد. وهي قرينة التهاون وتصاحبها دائماً، لأنهما يصدران من أصل واحد وهو تهالك وحدة الشخصية وتشتت وجهاتها.
  3. العزلة: وهي تعني العزلة النفسية أكثر من العزلة المادية أي إن يكون الفرد في الجماعة حاضراً فيها معدوداً مع أعضائها، ولكنه غائب عنها بعيد منها أي إنه في عزلة من صنعه واختياره، وهي موقف لا انتماء الى الجماعة واغتراب عن معاييرها وقيمها.


ب- مظاهر اعتلال المسؤولية الإجتماعية عند الجماعة (٢٩):

  1. التشكيك: وهو توجس وتردد في تفسير الأحداث والظواهر، وفي تقدير قيمة الأشخاص والأشياء، وهو دليل على فوضى الاختيار، ووهن الإلزام، وتزعزع الثقة.
  2. التفكك: ويتمثل هذا التفكك الاجتماعي فيما يقع بين الأفراد من تنازع وتفرقة، وهذا التفكك مظهر بالغ الوضوح لضعف المشاركة القائمة على الفهم والاهتمام، المستند الى الاختيار والالزام والثقة.
  3. السلب الغائب: وهو موقف يغلب عليه التراجع والانحدار والتخلي عن المسؤولية تجاه الحياة. ويلازمه احساس بلا معنى والضياع والإحباط، ويغيب معه الإحساس بالواجب والإلزام.
  4. الفرار من المسؤولية: ويعني الإعلان عن عدم قدرة الجماعة والفرد على تحمل اعبائها. وهو إعلان عن عدم اتاحة الحرية بما تقتضيه من مسؤولية. فالفرار من المسؤولية هو فرار من الحرية ويتخذ اشكالاً عدة فقد يكون تخلياً عن المسؤولية الاجتماعية باتجاه أعلى سواء كانت فرداً أم مؤسسة اجتماعيةً وقد يكون الفرار بإحالتها إلى آخر.


قائمة المراجع:


١- سورة الصافات، آية ٢٤.


٢- سورة الحجر، الآية ٩٢.


٣- محمود فتحي عكاشة: علم النفس الاجتماعي، الاسكندرية،  منشأة المعارف، ١٩٩٩، ص ٢٨١.


٤- سيد احمد عثمان، المسؤولية الاجتماعية والشخصية المسلمة: دراسة نفسية تربوية، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، ١٩٨٦، ص ٢٥.


٥- Gisela Kahoka: Social group work a helping Process. Seconded .Englewood kliffs. N.4. prenrs Hall IVC.1975.p.50.


٦- Joseph Anderson: social world methods and Processes N.Y. woods worth. INC.1981. p. 103.


٧- Gisela Kahoka: Social group work a helping Process. Seconded .Englewood kliffs. N.4. prenrs Hall IVC.1975.p.50. 


٨- سيد احمد عثمان: المسؤولية الاجتماعية والشخصية المسلمة, دراسة نفسية تربوية، القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية، ١٩٨٦، ص ٢٦.


٩- Berman" Education for Social responsibilities" Educational Leadership VOL. 48,NO.3NOV.lgg.p75.


١٠- جميل محمد قاسم: فاعلية برنامج إرشادي في تنمية المسؤولية الاجتماعية لدى طلاب المرحلة الثانوية، رسالة ماجستير(غير منشورة)، كلية التربية ، الجامعة الاسلامية، غزة، ٢٠٠٨، ص ١٨.


١١- فاطمة الزهراء: التربية الأخلاقية ، القاهرة، دار العالم العربي، ٢٠٠٧، ص ٢٨٥.


١٢- محمد عثمان نجاتي: الحديث النبوي وعلم النفس، بيروت، دار الشرق، ٢٠٠٢، ص ٢٩.


١٣- محمود فتحي عكاشة وزكي محمد شفيق: المصدر السابق، ص ٢٢٨.


١٤- فاطمة الزهراء, المصدر السابق، ص ١٩٥.

  

١٥- سيد عثمان: التحليل الاخلاقي للمسؤولية الاجتماعية، مصدر سابق، ص ٨.

 

١٦- سيد عثمان: المصدر نفسه، ص ٩.


١٧- سيد عثمان: المصدر نفسه، ص ٢٧.

 

١٨- سيد عثمان : المصدر نفسه، ص ٢٣.

 

١٩- محمود فتحي عكاشة: علم النفس الاجتماعي، مصدر سابق، ص ٢٨٦.


٢٠- سيد عثمان: التحليل الاخلاقي للمسؤولية الاجتماعية، مصدر سابق، ص ١٢- ١٦.

 

٢١- حامد عبد السلام زهران: علم النفس الاجتماعي،  القاهرة، مطبعة عالم الكتب، ط ٥، ١٩٨٤، ص ٢٣١.


٢٢- صالح حسن الداهري: قلق الامتحان والمسؤولية الاجتماعية لدى طالبات المرحلة الثانوية في مدارس منطقة العين التعليمية(دراسة ميدانية نفسية)، المجلة العراقية للعلوم التربوية والنفسية وعلم الاجتماع، المجلد الأول، العدد ٢، ٢٠٠١، ص ١٠.

 

٢٣- محمود فتحي عكاشة، وزكي محمد شفيق: المدخل الى علم النفس الاجتماعي، الاسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، ١٩٩٧، ص ٢٥.

  

٢٤- سيد عثمان: التحليل الأخلاقي للمسؤولية الاجتماعية، مصدر سابق، ص ٨.

  

٢٥- محمد بيصار: العقيدة والأخلاق واثرهما في حياة الفرد والمجتمع القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية، ١٩٧٣.


٢٦- عبد الرحمن بدوي: الأخلاق النظرية، وكالة المطبوعات، الكويت، ط ٢، ١٩٧٦، ص ٢٢٥.

  

٢٧- جميل صليبه: المعجم الفلسفي الجزء الثاني، بيروت، الشركة العالمية للكتاب، ١٩٩٤، ص ٣.


٢٨- جميل محمد محمود قاسم: مصدر سابق، ص ٣٤.


٢٩- جميل محمد محمود قاسم: المصدر السابق، ص ٣٥.



reaction:

تعليقات