بحث عن التلوث الضوضائي كامل
مفهوم التلوث الضوضائي: يصعب وضع تعريف محدد وشامل للضوضاء ويرجع ذلك إلى اختلاف وجهات نظر الناس في الحكم على الأصوات و إلى الحالة النفسية للشخص أو عمرة.
لذا فقد يكون من المناسب تعريف الضوضاء: بأنها الأصوات غير المرغوبة فيها التي تصدر بشكل حاد وشديد يلهي ويصرف النظر أو الانتباه فيصبح مزعجا وبمعنى آخـر عنـدما تتجاوز شدة الصوت المعدل الطبيعي المألوف والمناسب صحياً للأذن التقاطه وتوصيله إلى الجهاز العصبي يصبح الشعور بالصوت غير محتمل ومضرا بصحة الأذن فيتحول إلى مصدر للتلوث الضوضائي.
وتختلف الضوضاء عـن بـاقي أشكال التلوث البيئي في أنها محلية لا تشعر بها إلا بجوار كصدرها فقط في حين ينتقل التلوث الهوائي أو المائي من منطقة إلى أخرى، وكذلك وقتية فأثر الضوضاء ينتهي بمجرد توقفها.
مستويات التلوث الضوضائي
يتحمل الجهاز العصبي للإنسان قوة تحمل محدودة لشدة الصوت تتراوح في المتوسط بين (٣٠- ٦٠) ديسيبل، وتعد شدة الصوت مزعجة وغير محتملة إذا تجاوزت (٦٥) ديسيبل وتصبح ضوضاء تسبب التلوث الضوضائي.
وقد حددت منظمة حماية البيئة الحد المسموح به دوليا في الشارع خلال ساعات النهار بمستوى شدة صوت (٥٥) ديسيبل، في حين لا يتعدى هذا الحد (٤٥) ديسيبل في ساعات الليل. فإذا تجاوزت شدة الصوت (۷۰) ديسيبل يكون تلوث سمعي ضار يحدث الضيق وتتقلص الشرايين وكلما زادت شدة الصوت ومدة التعرض له كلما زادت مضاعفاته.
مصادر التلوث الضوضائي
تتعدد مصادر التلوث الضوضائي وتشمل:
- الضوضاء الناتجة عن وسائل النقل: وتشمل الطائرات بأنواعها والسيارات والحافلات والشاحنات والقطارات والسفن والدرجات النارية وسيارات الإسعاف.
- الضوضاء الصادرة من المصانع: وتشمل مختلف أنواع الآلات والورش الصناعية كالنجارة والحدادة وغيرها وخروج غاز مضغوط فجأة واحتكاك بين أجسام صلبة.
- الضوضاء الصادرة عن أجهزة البناء والإنشاءات: وتشمل الكسارات وأصوات آلات الحفر اليدوية والآلية، وآلة جلي البلاط وآلات التحميل والرفع.
- الضوضاء الصادرة من دور السكن والمكاتب والمحلات التجارية: وتشمل صراخ الأطفال وأصوات الكبار المرتفعة، أجهزة المذياع والتلفزيون، أجهزة التكييف والتبريد، الغسالة والمكنسة الكهربائية، مكبرات الصوت، أجهزة الإنذار، جرس المدارس.
أضرار التلوث الضوضائي
تترك الضوضاء أخطارا كبيرة على صحة الفرد الفسيولوجية والعصبية والنفسية والذهنية وما إلى ذلك مما يمكن توضيحه فيما يلي:
- التأثيرات الصحية العضوية: كالارتباك الهضمي الناتج عن نقص الإفرازات المعدية والمعوية. كما أن الضوضاء تؤثر مـن خـلال الأذن على أجهزة الاتزان وتؤدي إلى الشعور بالدوار والغثيان والقيء وعدم الاتزان.
- الشعور بالصداع: نتيجة ارتفاع ضغط الدم مما يؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة في القلب وبالتالي انقباضها.
- زيادة إفراز بعض الغدد في الجسم: مما يتسبب عنه ارتفاع في نسبة السكر في الدم وكثيراً ما ينجم عن الضوضاء الإصابة بالقرحة المعدية أو قرحة الأثني عشر.
- ضعف في سرعة الدورة الدموية: خاصة في الأطراف مما يسبب الزوغان في الرؤية.
- نقص القدرة على أداء العمل العضلي: إذ لوحظ أن سرعة التعب تزداد عند أداء عمل عضلي في أجواء صاحبة مقارنة مع أدائها في الأجواء الهادئة.
- الأرقة، وعدم انتظام النوم والقلق والإزعاج.
- التأثيرات العصبية: فالضوضاء تؤثر على الجهاز العصبي بشكل عام مما يؤدي إلى انخفاض إنتاجية الفرد كما تسبب زيادة في الأخطاء عند أداء العمل.
- التأثيرات النفسية: حيث لوحظ أن الأفراد الذين يتواجدون بصورة دائمة في أماكن الضوضاء يشعرون بالضيق بسرعة ويتصفون بالعصبية لأمور بسيطة وتسهل إثارتهم للمشاكل.
- ضعف القدرة على التركيز والانتباه والتعلم وضعف الأداء الذهني إذ أن الضوضاء تشتت الذهن وتقلل القدرة على التركيز وتضعف القابلية للاستيعاب أو الدراسة أو أداء الأعمال الذهنية.
- التأثيرات السمعية: إذ أن التعرض للضوضاء بصورة مستمرة تضعف الجهاز السمعي وقد يؤدي التعرض للضجيج المرتفع والمفاجئ الى ضعف السمع ضعفا مزمنا أو الإصابة بالصمم.
- ضعف كفاءة التخاطب بين الأفراد: إذ أن الضوضاء تمنع الاتصال المباشر كما ينبغي وبالشكل الذي يقصده المتكلم.
كما تبين أضرار الضوضاء لا تقتصر على الإنسان وحدة، بل لقد وجد أن الضوضاء العالية تؤثر على بعض الحيوانات فتصيب بعضاً منها بالتوتر الشديد وتقلل من إنتاج حيوانات المزرعة فتنخفض من إنتاج الحليب في الأغنام والأبقار وتقلل إنتاج البيض في الدواجن وتحدث نقصا في أوزان المواشي.
طرق تقلل من أضرار الضوضاء
تهدف مكافحة الضوضاء للتوصل إلى أقل مستوى ممكن للضجيج و ذلك بإتباع أفضل الوسائل الممكنة كالتالي:
- نشر الوعي عن الضوضاء وأضرارها مما ينبه إلى ضرورة الحماية الشخصية بعزل الأصوات غير المرغوبة عن الأذن وذلك باستخدام المواد العازلة للأصوات في المسكن أو باستخدام سدادات الأذن.
- إن تبنى المدارس والمستشفيات بعيدا عن مصادر الضوضاء.
- إبعاد المطارات عن المناطق السكنية مسافة لا تقل عن (٢٥- ٣٥) كلم.
- إستعمال الزجاج العازل في المنازل يقلل شدة الصوت إلى حوالي (٤٠) ديسيبل.
- منع استخدام مكبرات الصوت في الأماكن العامة.
- التحكم في الضوضاء الصادر من الصناعة باستخدام مواد عازلة للصوت حتى يمنع أو يقلل انتشاره.
- عند تخطيط المدن ينبغي مراعاة أن تكون الشوارع عريضة محاطة بالأشجار.
- إحاطة المدن والأحياء السكنية بالأحزمة الخضراء حيث أثبتت الدراسات أن صف من الأشجار يخفف من شدة الصوت بمعدل (۱- ۲) ديسيبل.
- سن القوانين التي تعاقب كل من يتسبب في التلوث الضوضائي.
المراجع:
١- آمال بنت سعد بن فايز الجهني، فاعلية برنامج مقترح في التربية البيئية لتنمية بعض القيم والمفاهيم البيئية لدى طالبات كلية التربية بجامعة تبوك، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ٢٠١٤.
تعليقات
إرسال تعليق