القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

بحث عن التوافق النفسي مع المراجع

بحث عن التوافق النفسي مع المراجع

التوافق النفسي: جملة من العمليات ذات الطبيعة الديناميكية التي يقوم بها الفرد بنشاط معين  متأثراً بالوسط الذي يعيش فيه من أجل إشباع حاجاته النفسية وحفظ اتزانه والسلم الداخلي والشعور بالحرية في التخطيط للأهداف والسعي لتحقيقها والتخلص من التوتر الداخلي لديه الذي ينجم عن عدم إشباع تلك الحاجات وإنّ الحاجات الأساسية تظهر عندما يختل توازن البيئة الداخلية في جسم الإنسان.(١)


وهو كذلك: عملية سلوكية تمثل حالة الانسجام والتوازن بين متطلبات الفرد ومتطلبات البيئة التي يعيش فيها الطالب.(٢)

بحث عن التوافق النفسي مع المراجع

النظريات التي فسرت التوافق النفسي

    

تعددت النظريات وتباينت  في تفسيرها  لمفهوم التوافق النفسي تبعاً لأطرها الفلسفية، ولعل الكثير من العلماء والباحثين في علم النفس التربوي فهم يرون أن الإنسان يمارس النشاطات المختلفة لإشباع حاجات اولية او ثانوية، وفيما يأتي عرض لأهم النظريات التي فسرت عملية التوافق النفسي:-

     

نظرية التحليل النفسي  

     

إن مفهوم فرويد المألوف لبناء الشخصية يتمثل في ثلاث أنظمة هي (id الهو )، ( والأنا ego ) (والأنا الأعلى super ego)، وهو نوعاً ما نتاجاً لفكرته. ويذكر فرويد  أن التوافق النفسي هو حصيلة الانسجام بين أنظمة الشخصية الثلاث فالشخصية في توافقها ما هي إلا محصلة نهائية لإمكانية تحقيق التوازن وتجنب الألم عبر الواقع الاجتماعي الذي يرسم من خلال المعالم الأصلية للشخصية في سلوكها وانحرافها. وان هذه الأنظمة الثلاثة تتفاعل فيما بينها وتكون مسؤولة عن السلوك الإنساني الذي يقوم به الفرد. (٣)  

  

وتسمى نظريته في الشخصية بالنظرية الديناميكية، لأنها تركز على الدوافع والعمليات النفسية المتغيرة والقوى اللاشعورية التي تحرك السلوك لذلك يطلق عليها بنظرية سايكلوجية الأعماق  تركز على مخزون اللاشعورية عند الفرد، ويرى (فرويد) أن السلوك "هو نتيجة تفاعل قوى وغرائز عدة ومجموع تلك الغرائز تسمى بالطاقة النفسية".                                              


ويعد فرويد الشخص المتوافق هو الذي تكون عنده الأنا بمثابة المدير المنفذ للشخصية، حيث تقوم بالإشراف على النشاط الإرادي للإنسان كما تقوم بمهمة حفظ الذات. 


لذا الأنا منظومة نفسية تسعى لتوافق الإنسان مع بيئته في ضوء الواقع المعاش(٤)، لذا يعتقد فرويد إن الإنسان لا يستطيع الوصول إلى تحقيق التوافق النفسي إلا جزئياً لأنه في صراع دائم بين محتويات ألهو(id) ومطالب الواقع لذلك اعتقد فرويد إن التوافق حالة نادرة لدى الإنسان وسوء التوافق هو الغالب. (٥)  

 

النظرية السلوكية 


يعد واطسون مؤسس النظرية السلوكية التي وصفها بأنها علم موضوعي تجريبي محض هدفها التنبؤ بالسلوك والسيطرة عليه وتتصف هذه النظرية باعتمادها على الموقف والسلوك الظاهري كأساس لتعبير الشخصية، وأن الشخصية عند السلوكيين هي شيء موضوعي يتأثر بمنبهات الوسط الذي يعيش فيه الفرد بما في ذلك الوسط لأفراد المجتمع الواحد والفرد بدوره يعتبر منبهاً يؤثر في سواه.(٦)

  

ويرى أصحاب هذه النظرية أنه ليس للسلوك صفة الثبات  وليس هناك استعدادات ثابتة للفرد بل إن العمليات تبنى على المواقف المعينة وهم يركزون على تأثيرات القوى البيئية ويغفلون حقيقة الدوافع الانسانية وهم بهذا يختلفون مع اصحاب نظرية الاستعداد وقد قسمه (دافيدوف، عن سكنر 1983) استجاب الفرد الى نوعين من السلوك هما:-(٧)

  

  1. السلوك الاستجابي: يحدث بتأثير منبهات كثيرة معروفة، يمكن ضبطها والتنبؤ بها، وهذه الاستجابات تشكل عادة جزءاً بسيطاً من السلوك الإنساني. 
  2. السلوك الاجرائي: يمثل الاستجابات التي تحدث بتأثير منبهات معروفة أو غير معروفة تلقائياً نتيجة لاستعداده لمثل هذا السلوك.

 

    العوامل المؤثرة في التوافق النفسي


هناك جملة عوامل تدخل ضمن التوافق النفسي وتؤثر عليه وربما تكون بعض الأحيان هذه العوامل متداخلة فتؤثر في شخصية الطالب ومن أبرز هذه العوامل:


   الحاجات الأولية والحاجات الشخصية

 

وهي مجموعة من الحاجات البيولوجية الجوهرية في جسم الكائن الحي وهذه الحاجات تكون فطرية ومتنوعة مثل الحاجة إلى الهواء والماء والغذاء وتنظيم درجة الحرارة والجنس والراحة، وتتوقف حياة الإنسان على إشباع هذه الحاجاتْ(٨).

  

أما الحاجات الثانوية او الشخصية فانها اكثر غموضاً من الحاجات الاولية لانها تمثل حاجات عقلية ومعنوية ورياضية بدلاً من الحاجات الوظيفية للجسم، وتتطور وتنمو هذه الحاجات الثانوية وفقاً للنضج العقلي للطالب، ومن امثلة هذه الحاجات المنافسة - تحقيق الذات - الانتماء - الاعتراف والتقدير والمحبة والنجاح وغيرها، وتختلف الحاجات الثانوية من طالب الى آخر بدرجة تفوق تلك التي نراها في الحاجات الفسيولوجية الاولية كما انها تنمو بالخصائص التالية:(٩)   


  1. انها شديدة التأثر بالخبرة التي يمر بها الطالب. 
  2. انها تتغير في داخل الطالب ذاته. 
  3. انها تعمل في إطار الجماعة ولا تعمل منفردة. 
  4. انها تؤثر على السلوك بصفة عامة. 
  5. إنها مشاعر غامضة وليست ملموسة كالحاجات الفسيولوجية.


العوامل الفسيولوجية(١٠)


تعود العوامل الفسيولوجية الى بنية الجسم وما يحمله الطالب من عوامل التكوين الوراثي وما يتأثر به من الحالات العارضة او الطارئة التي تنتقل إليه من والديه او من سلالته، فهناك البعض من الآباء والأجداد ممن يحملون اثاراً او حالات مرضية وبالتالي تنتقل هذه الى الأبناء عند ذلك يشعر هذا الكائن الحي الذي انتقلت إليه هذه الصفة الوراثية ذات الطابع المرضي بأنه شخص غير مكتمل ويشعر بعقدة اسمها عقدة الشعور بالنقص مهما كان نوع الخلل أو نوع العاهة لهذا الطالب.

  

التعلم والخبرة(١١)

 

إن القدرة على التوافق تنمو وتكتسب منذ الطفولة، عندما يعطى الطفل الفرصة لتعلم التعامل مع الخبرة الانفعالية غير المسرة. وكذلك تؤدي الأسرة وأساليب المعاملة الوالدية المتبعة في تربية الأبناء وتنشئتهم دوراً مهماً في توافق الطالب، وتختلف هذه التنشئة من مجتمع لآخر طبقاً لنظامه الاجتماعي والاقتصادي والتربوي وما يسود المجتمع من اتجاهات وقيم وأنماط ثقافية ينعكس على وضع الأسرة والطالب ومعاييرها الأخلاقية وتؤثر في أساليب معاملة الوالدين للطالب، ويحتل الوالدان الدور الأساس والمهم في تعلم الأبناء والتنشئة لأنهما المصدر الأول في إشباع معظم حاجاتهم الفسيولوجية والنفسية، والقوة الأولى المباشرة في التنشئة التي تمارس تأثيرها على الطالب منذ الولادة حتى مرحلة عمرية متأخرة من حياته.(١٢)

  

     القدرات العقلية


هي "القوة الفعلية على الأداء التي يصل إليها الطالب عن طريق التدريب او بدونه، إذ تعد القدرات العقلية من أهم جوانب شخصية الطالب المتوافقة التي يقوم عليها التوجيه، اذ ان النجاح في التدريب والمنافسة انما يقوم اولاً على أساس من قدرات الطالب واستعداداته لمتابعة التدريب والمنافسة فالقدرات العقلية والبدنية والحركية تشكل بصورة مجتمعة عوامل الإنجاز الرياضي فيجب التأكيد على تنمية هذه العوامل من خلال ممارسة الانشطة الرياضية من أجل تنمية التوافق النفسي. (١٣) 

    

العوامل الاجتماعية والثقافية (١٤)


(أن بعض الطلاب يتميزون بالقدرة على اقامة علاقات اجتماعية موفقة مع الطلاب الآخرين وعقد الصداقات وتدعيم الروابط في الجماعات التي يتصلون بها وتعد هذه العلاقات أحد مقومات التوافق النفسي) كما أن المستوى الثقافي يؤدي الدور الأساس في التوافق لدى الطلاب إذ أن المثقف يدرك طبيعة الموقف وتفاصيله بحيث يواجه الموقف الحرج بما يمتلك من ثقافة ومعلومات، وكلما كانت معارف أكثر تنوعاً كلما أزداد من الكمال في استيعاب وصقل مهاراته وتنشئة صفاته النفسية كما ان الطالب يستطيع ان يقيم الموقف الناشئ عن الصراع الرياضي بمزيد من السرعة إذا توفرت لديه الثقافة المتنوعة والمهارة المكتملة.(١٥)

   

   مدى تقبل الفرد للحقائق المتعلقة بقدراته الجسدية والشخصية (١٦)


يختلف الطلاب من حيث قدراتهم واستعداداتهم الجسمية والعقلية وإمكانياتهم الشخصية في شتى المجالات، إذ إن هناك البعض منهم  تختلف طبيعة جسمه عماّ هو مألوف عند الآخرين فطول القامة عن الحد اللازم أو قصرها كالاقزام أو ضخامة الجسم أو نحافته بشكل كبير تجعل الطالب غير متوافق مع نفسه ومع الآخرين ومع بيئته أيضا.


وقد نجد بعضهم ممن يدركون أنفسهم على حقيقتها ويفهمون ذواتهم فهماً واقعياً عن وعي واستبصار، ان ذلك يهيئ لهم أن يتجنبوا الإحباط والإخفاق والفشل ويساعدهم على الإنجاز السليم وتحقيق أهدافهم والتوافق في حياتهم لكننا في ذات الوقت نلاحظ ان البعض من الطلاب يميلون الى المبالغة في تصور قدراتهم ويتوهمون في أنفسهم أكبر من طاقاتهم، ويحاول البعض أن يقلل من شأنه ويركز على نواحي قصور وعيوبه وبالتالي لا يستطيع أن يرى إمكانياته على حقيقتها مما يؤدي الى سوء التوافق النفسي من الآخرين.(١٧)


  الراحة النفسية


ان الشخص غير المرتاح من الناحية النفسية أي في حالات الاكتئاب والانقباض والقلق المزمن لا يمكن أن يحقق توافقا نفسيا. (١٨)



اتجاهات التوافق النفسي 


 من الملاحظ أن دراسة موضوع التوافق تسير في عدة اتجاهات وذلك بناء على فكر من يقوم بالبحث ومنهجه العلمي، فالاتجاه الأول اجتماعي يركز على حياة الفرد وعلاقاته الأسرية والاجتماعية ومن العلماء الذين يسيرون في هذا الاتجاه روث البرست وبيرجس. 


والاتجاه الثاني اتجاه نفسي يركز على النواحي الذاتية مثل الشخصية ومفهوم الذات ورضا الفرد عن نفسه والحالة النفسية ومن رواد هذا الاتجاه شميدت Schmidt.

 

أما الاتجاه الثالث فهو الذي يجمع بين أوجه نشاط الفرد والمتغيرات الموضوعية الذاتية له وبين اتجاهاته المختلفة وإمكانياته السيكولوجية ويمكن أن تحل المتغيرات السلوكية محل المتغيرات الاجتماعية عند عدم وجود أدوار اجتماعية محضة. (١٩)


أبعاد التوافق النفسي


عند النظر إلى التوافق النفسي ومكيانيزمات هذه العملية لدى الفرد، فيتبين أن التوافق النفسي يرافق الفرد في العديد من المجالات الحياتية، وفي تطوراته الشخصية والاجتماعية، لذلك فالتوافق النفسي له العديد من الأبعاد والمحاور ومنها ما يأتي: - 


  1. البعد الاجتماعي: ويقوم هذا البعد على مسايرة الفرد لمعايير المجتمع لمواصفات الثقافة، من خلال القدرة على القيام باستجابات متنوعة تلائم المواقف المختلفة وتشبع رغباته وحاجاته. (٢٠)
  2. التكيف المدرسي: الذي يشير إلى قدرة الطالب على تحقيق حاجاته الاجتماعية من خلال علاقاته مع زملائه ومع مدرسيه ومع المدرسة وإدارتها، وذلك من خلال مساهمته في ألوان النشاط الاجتماعي المدرسي بشكل يؤثر في صحته النفسية وفي تكامله الاجتماعي، ومن المكونات الأساسية للبيئة المدرسية الأساتذة والطلاب والإدارة، وأوجه النشاط المدرسي، ومواد الدراسة والوقت. (٢١)


وأشار الهابط إلى أبعاد عديدة ومتنوعة للتوافق النفسي منها التكيف في مجال الأسرة، والتكيف في مجال العمل، والتكيف في مجال المدرسة ، والتكيف مع الأصدقاء. (٢٢)


قائمة المراجع:


١- مازن محمد حبيب، المظاهر النفسية للحداثة وعلاقتها بالتوافق النفسي لدى طلاب كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة في جامعة بابل، رسالة ماجستير، ٢٠١٧، ص ٧٤.


٢- مازن محمد حبيب، المصدر السابق، ص ٧٤.


٣- مظهر عبد الكريم العبيدي، قوة الأنا وعلاقته بالتوافق النفسي والاجتماعي على وفق أساليب التنشئة الاجتماعية أطروحة دكتوراه,كلية التربية ابن الهيثم، جامعة بغداد، ٢٠٠٤.

  

٤- صالح حسن الداهري وناظم هاشم ألعبيدي.الشخصية والصحة النفسية، دار الكندي، اربد، ١٩٩٩.

  

٥- كامل علوان الزبيدي، وجاسم فياض الشمري، علم نفس التوافق، دار الكتاب الموصل،١٩٩٩، ص ٢٢.


٦- عبد علي الجسماني، علم النفس وتطبيقاته التربوية والاجتماعية، بغداد، مكتبة الفكر العربي، ١٩٨٤، ص ٢٣٦.

  

٧- محمد حسن علاوي، سيكولوجية التدريب والمنافسات، ط٥، مصر، دار المعارف،  ١٩٩٨، ص ٢٩.

  

٨- عبد المنعم المليجي وحلمي المليجي، النمو النفسي، ط٥، القاهرة، دار النهضة العربية، ١٩٧٦، ص ١٠.


٩- عبد الحميد مرسي، الشخصية السليمة، ط٣، القاهرة، مكتبة وهبه،  ١٩٨٥، ص ٣٤.

  

١٠- كامل علوان الزبيدي وجاسم فياض الشمري، علم نفس التوافق، ط١، المكتبة الوطنية، بغداد، ١٩٩٩، ص ٣٧.

  

١١- مصطفى الخشاب، علم الاجتماع العائلي، القاهرة، الدار القومية، ١٩٦٦، ص ١١.


١٢- Massenp: Essentials of chield Development and personality: Νew York. Harber Compang / inc, 1980. p 39. 


١٣- ريسان خريبط وناهدة رسن، علم النفس في التدريب والمسابقات الرياضية الحديثة، الموصل، دار الكتب للطباعة والنشر، ١٩٨٨، ص ٣٩.

  

١٤- محي الدين توق وعبد الرحمن عدس، أساسيات علم النفس التربوي، عمان، ١٩٨٤، ص ٢٨٦.

  

١٥- محمد حسن علاوي، سيكولوجية التدريب والمنافسات، ط٥، مصر، دار المعارف،  ١٩٩٨، ص ٢٢٦.

  

١٦- عبد الحميد مرسي، مصدر سبق ذكره،  ١٩٨٥، ص ٣٠.


١٧- Hilbarde s: lntrodction to psyeholoby, 1975. p 449.


١٨- مصطفى حسين باهي وآخرون، الصحة النفسية في المجال الرياضي نظريات - تطبيقات، مكتبة الانجلو المصرية ٢٠٠٢، ص ٩٤.


١٩- مسفر بن فهد بن سعد الهزاع، التوافق النفسي للطلاب ضعاف السمع وعلاقته بالتحصيل الدراسي من وجهة نظر معلميهم، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية العلوم الاجتماعية - قسم علم النفس، الرياض، ١٤٣١، ص ١٢. 

 

٢٠- احمد، سهير كامل، الصحة النفسية للأطفال، الإسكندرية، مركز الإسكندرية للكتاب، ٢٠٠١.


٢١- الصفطي، مصطفى ومكاري، نبيله والدمنهوري، ناجي، الصحة النفسية وعلم النفس الاجتماعي والتربية الصحية، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية، ٢٠٠٠.


٢٢- الهابط، محمد السيد، التكيف والصحة النفسية، الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، ٢٠٠٣.


reaction:

تعليقات