القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

إدارة الذات، المفهوم، الفوائد، المبادئ

إدارة الذات، المفهوم، الفوائد، المبادئ

إن مفهوم الذات في اللغة العربية من (الذات) وهي مؤنث ( ذو) وحسب المنجد في اللغة والأدب والعلوم، هي ذات الشيء نفس الشيء، اوعينة وجوهرة، فهذه الكلمة لغويا، مرادفة للكلمة النفس، ولقد علمنا الله عز وجل ما لم نكن نعلم عن النفس ووصفها بصفات عديدة مثل (النفس المطمئنة، النفس اللوامة، والنفس البصيرة، والنفس الامارة بالسوء) ويضرب الله مثلا في القرآن الكريم يصور لنا فيه انعكاس النور الالهي في داخل النفس الانسانية وكذلك آيات كثيرة تشير إلى مكانة النفس وعلاقتها بالعقل إذ يقول الله تعالى (،ونفس وما سواها (٧) فألهمها فجورها وتقواها (٨) قد أفلح من زكاها (٩) وقد خاب من دساها) "  القرآن الكريم سورة الشمس"(١) .        

إن مفهوم الذات يمثل مفتاح الشخصية والمدخل الرئيسي لخصائصها ومقوماتها في مختلف جوانب تفاعلها مع البيئة وعلاقتها الدينامية معها، اذ يشكل مفهوم الذات المجال الظاهري الذي يعيش فيه الفرد، ويعني به ذاته كما أنه يتأثر بما يتمتع به من قدرات عقلية ودوافع نفسية تحكم سلوكه وتوجهه في مختلف المجالات، فلا فهم الشخصية ككل، وكذلك سلوك الشخص الظاهري سويا كان أو منحرفا الا في ضوء هذه الصورة الكلية التي يكونها عن ذاته (٢) .

          

إن مفهوم الذات يتكون من خلال تفاعل الفرد مع البيئة والنمو التكويني النفسي السليم لمفهوم الذات يحدث في جو يتمكن فيه الفرد من أن يعيش الخبرة فعلا ويكون قادرا على قبول ذاته وقبول الاخرين، وان مفهوم التطابق والتنافر في عملية تطور الشخصية يعني التطابق عدم وجود صراع بين الذات المدركة أو الفعلية وبين الذات المثالية(٣) .


فالإنسان يتفاعل مع البيئة التي يعيش فيها وبشكل خاص مع الناس المهمين في حياته من الوالدين والاخوة والاقارب والاصدقاء، إذ يبدأ بتطوير مفهوم الذات والذي يبنى على تقييمات الآخرين بشكل كبير فإذا كانت هذه التقييمات مناسبة فالشخص يواصل عمله باتجاه تحقيق الذات وإذا كانت هذه التقييمات غير مناسبة هنا تحدث حالة من التنافر والتي تولد حالة من القلق النفسي وهنا يشير (يونك) أن الذات في وسط الشخصية وتتجمع حولها جميع النظم الاخرى لتمد الشخصية بالتوازن والثبات(٤) .


أما الفيلسوف ابن سينا: يرى مفهوم الذات على أنه الصورة المعرفية للنفس البشرية إذ يقول  اننا نواجه نفسا واحدة لا أكثر، أي أن هذا لا يمنع أن تكون لها مراتب تكاملية مرتبة الواحدة بعد الاخرى، اذ اطلق عليها قوى النفس، أما الغزالي فيؤكد أن النفس هي الإنسان الحقيقية وهي نفس الانسان وذاته، وكذلك اكد ان للنفس اربع واجهات هي: النفس الملهمة، والنفس اللوامة، والنفس البصيرة، والنفس الامارة بالسوء، ويقول أن النفس البشرية تولد صفحة بيضاء خالية من أي نقش، وظهر مبدأ الثنائية في أوروبا الغربية في القرن السابع عشر (الادراك او الشعور والمضمون او المحتوى) وهذا ما يدل على أن هنالك تفاعلا ميكانيكيا بين العقل والجسم(٥) .  

إدارة الذات

وعرف عبد العالي ادارة الذات بأنها ادارة مجموعة من القدرات بحيث يصبح الفرد متمكن من تحسين جودة الحياة لأن الفعالية الشخصية تتحقق بالقدرات وبذلك يحصل للشخصية الارتقاء والتطوير وهي الغاية المقصودة(٦) .


وتعرف إدارة الذات بأنها تنظيم الانسان لوقته ومواعيده وارتباطاته وأوراقه وأشيائه، ومحاولة التحكم في النفس وإمساك زمامها. وتعني كذلك استفادة الانسان من قدراته وإمكانياته وتحديد أهدافه بدقة، والتركيز على متابعة تحقيقها(٧) .

  

وتعرف ادارة الذات بانها الادارة التي تنبع من الداخل أي  من الادارة المستقلة التي تعني المقدرة على الفعل  أي القدرة على اتخاذ القرارات والاختبارات، وتركز ادارة الذات على الحفاظ على التوازن بين الإنتاج والقدرة على الإنتاج. ويقول ايضا ان ادارة الذات تعني البدء بالاهم قبل المهم(٨).


وقد عرف القحطاني: ادارة الذات بانها تعني قدرة القائد الشخصية على التعامل مع نفسه بما يتعامل به مع الاخرين، ومعرفته بقدراته ومهاراته وإمكانياته واستثمارها بفعالية، وبناء شخصيته من خلال السيطرة التامة على عواطفه ومشاعره الذاتية، والقدرة على ضبط النفس والشهوات بمختلف أنواعها ومستوياته المادية والمعنوية (٩).


ولقد استخدم مفهوم ادارة الذات ليعبر عن جميع الأفكار والمشاعر والمعتقدات المتكونة لدى الفرد عن ذاته والتي تشمل في الغالب خصائصه الجسمية والعقلية والشخصية، كما تعبر عن معتقداته وقيمة وقناعاته وطموحاته السابقة والتي شكلها وبلورها من خلال الأفراد المهتمين في حياته وغيرهم لذا فان مفهوم إدارة الذات يضع عدة أبعاد ومكونات جسمية وعقلية واجتماعية وانفعالية لان ادارة الذات هي عملية استثمار الوقت والقدرات  والقابليات والمهارات والمواهب وقدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته وقدراته واستثمارها  نحو تحقيق الأهداف التي يروم في الوصول إليها. 


ويعد مفهوم ادارة الذات جوهر الشخصية اذ يعمل كقوة واقعية وموجهه للسلوك فهي تسعى إلى التكامل واكتشاف مواهبنا وتطوير وتحقيق قدراتنا الشخصية وممارسة مهارتنا، فضلا عن ذلك فهو يخطط ما يتصوره للمستقبل ويمارس السيطرة على أفعالنا وينظم سلوكنا واختباراتنا في اقصى امكانية(١٠).


فوائد تطبيق إدارة الذات(١١)


  1. تحقيق الرضا النفسي بالإنجازات المحققة على الصعيدين الشخصي والعلمي.
  2. الاستفادة من الطاقات والإمكانيات والمهارات الكامنة، والتي تتطور بكفاءة وفعالية إذا  ما استثمرت بشكل جيد في رفع الأداء والكفاءة لدى الفرد.
  3. النجاح في احداث التوازن بين متطلبات العمل ومتطلبات الاسرة والمجتمع وكذلك التوازن بين حب العمل والراحة.
  4. اكتساب المهارات مثل القدرة على التخطيط ومهارة ترتيب المهام حسب الاولوية والاهمية، والتعلم الذاتي وزيادة المعارف والتطور الذاتي.
  5. اكتساب مهارات التفكير الإبداعي والقدرة على حل المشكلات بالأسلوب العلمي.
  6. اكتساب الثقة بالنفس وفن التعامل مع الشخصيات المختلفة والقدرة على الاتصال مع الآخرين سواء في العمل أو المجتمع الخارجي.
  7. استغلال الوقت من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة كالحاسوب و الأنترنت واستثمارها في تحقيق الأهداف المنشودة.


مبادئ إدارة الذات(١٢)


هناك مبادئ عدة يمكن من خلالها الوصول إلى إدارة ذات فعالة وهي مبادئ مكملة بعضها البعض فبعد تحديد الهدف يتم التخطيط له لمعرفة طرق تحقيقه عبر نظام الأولويات فترتيب المهام والأعمال حسب أهميتها وأولوياتها في تحقيق الهدف والقيام بهذه المهام بأساليب مبدعة ومبتكرة في ضل الشخصية المستقيمة الواثقة مع اتخاذ الانموذج الاعلى من غير تقليد له بل الاستفادة من خبراته وتجاربه ومع ذلك لا يتحقق النجاح في المنزل ومع الأسرة، فالتوازن مصدر السعادة والنجاح في ادارة الذات، وكذلك النجاح في بناء العلاقات والاتصالات،وهنالك عشرة مبادئ  يستطيع الفرد من خلالها النجاح في ادارة ذاته وهي:


  1. وضوح الهدف: فالهدف الواضح هو الواقعي إزاء أهداف فرعية محددة بالكم والكيف والزمن.
  2. التفكير الجاد في الهدف: يساعد التفكير الجاد في الهدف على تحقيقه فإذا أصبح أمام العين وواقعيا يعيش المرء في حياة أصبح تحقيقه أمرا واقعيا.
  3. اتخاذ النموذج المناسب: هو اتخاذ قدوة مناسبة للفرد ومع عدم التقليد فلا يكون الفرد إلا نفسه ط.
  4. الثقة بالنفس: تعني إيمان الفرد بأهدافه وقدراته وقرارات وإمكانياته  أي بمعنى آخر إيمانه بذاته.
  5. التفكير الايجابي والمنطقي: ويتميز أنه واقعيا وايجابيا ومتزنا ومنطقيا ويركز على الإبداع والتفكير المنطقي.
  6. التخطيط: وهو من أهم قواعد إدارة الذات وهو تحديد الأهداف وتنظيم الأولويات وتعين طرق العمل للمستقبل ضمن الامكانيات المحددة من جميع النواحي المادية والبشرية والاجتماعية من أجل الوصول إلى الأهداف المحددة.
  7. التعلم: ان السبيل الى الوصول الى ادارة الذات الناجحة هو انتهاج طريق التعلم والتبحر في العلوم النافعة والصبر على ما يلاقيه في ذلك من مشقة وعناء.
  8. الصبر والثبات: لقد شبه الصبر بالسفينة التي تبحر في مصائب الحياة الدنيا لكنها تنزل اصحابها اكرم المنازل وأرفعها في الدنيا والاخرة. 
  9. المثابرة والاصرار: يشير هذا الصدد أنه إذا أراد الفرد النجاح في ادارة ذاته فعليه المواظبة والإصرار في جميع الأعمال التي يقوم بها وأدائها بشكل جيد.


النظريات التي فسرت إدارة الذات (١٣)


١- نظرية تحقيق الذات


يرى ماسلو أن الإنسان له كيان نفسي موازاً لكيانه الجسمي  وان   البشر جميعا  يرثون هذه الكيانات النفسية التي تتأثر بهذه الحضارة أو بتلك بالضبط مثل الصفات الجسمية الموروثة وكما يرى ماسلو أن الإنسان  ينمو  ويتطور   ويبني شخصيته بشكل سوي مثابر إذا سمح لإمكاناته أن تتجلى وتظهر،  كما يعتقد  ما ماسلو الإنسان له دافع نحو المعرفة والقوة والتبصير لتطوير قدراته وذاته  ويرى أن خصائص الشخصية هي التي تفرق بين الفرد والتقبل الاجتماعي للذات وللاّخرين، وانعدام التمركز نحو الذات .


دوان الفرد يحركه دافع رئيسي هو تحقيق الذات، ويعني به أن الإنسان يحاول دائما استثمار إمكاناته الكامنة والاصلية وان الفرص لو اتيحت له بطريقة منظمة عن طريق بيئة مواتية تساعده على تحقيق ذاته فان ذلك يؤدي إلى أن تتطور شخصية تطورا سليما ومتكاملا.


ويشير أيضا إلى أن المجتمع اما ان يقف بوجه قابليات الفرد فيفسدها ويحيد بها عن جادة الصواب، وإما أن يقف إلى جانبها فيساعده على ظهورها ونموها وبلورتها، وإما أن يقف مكتوف اليدين او احيانا لا يستطيع ان يفعل شيئا.


٢- نظرية الشعور بالذات لباس (١٤)


ينظر باس الى الشعور بالذات الى محورين رئيسيين هما:


  1. الشعور بالذات الخاصة: ويعني تركيز انتباه الشخص على الجوانب الداخلية وغير المشتركة لذاته.
  2. الشعور بالذات العامة: ويعني تركيز انتباه الفرد الى ذاته بوصفها موضوعا اجتماعيا.


و تؤكد هذه النظرية ان الاشخاص من ذوي الشعور العالي بذاتهم الخاصة يكونون اكثر وعيا ومعرفة بها مقارنة مع الاشخاص من ذوي الشعور الواطئ بالذات الخاصة. وبالإمكان تصنيف مكونات الذات الخاصة على وفق مدرج او سلم يبدأ بالمثيرات الجسمية المحدودة وينتهي بالتأمل الذاتي، فهنالك احداث جسمية خاصة لا يحس  بها إلا الشخص الذي يمر بها مثل حك فروة الراس او الالام او التخمة والإحساس بضيق التنفس وتتراوح هذه الحالات من هدوء السعادة المريح الى التهيج والاكتئاب والغضب والرغبة الجنسية ومعظم هذه الحالات لايمكن ادراكها وملاحظتها من قبل الاخرين مالم يظهرها الشخص ذاته والبعض الآخر منها يمكن تمييزه من خلال التعابير الوجهية للشخص عند الغضب أو الخوف. 


وعند الابتعاد قليلا عن إدراك الحالات الداخلية نقترب من الدوافع النفسية والتي تعد هي الاخرى من مكونات الذات الخاصة، فعلى الرغم من أن التعبير عن هذه الدوافع يكون ظاهرا في أغلب الاحيان كما هو الحال في الإنجاز والمنافسة، إلى أن الانفعالات التي تتضمنها هذه الدوافع خاصة لا يمكن لأي شخص معرفتها سوى الشخص الذي يمر بها، وعليه فهي جزء من الذات الخاصة، اما الصنف الاخر من الذات الخاصة فهو الاستبطان أو التأمل الذاتي، فقد ينسج خيال الشخص احلام يقضه رومانسية وقد يستعيد ذكريات واحداث طفولته او قد يختبر سمات شخصيته وميوله، وربما يقيم ذاته مدى احترامه لها وقد يتعجب بما هو عليه ويضع تخمينات خاصة بهويته الحالية والمستقبلية.


٣- نظرية إثبات الذات(١٥)


تؤكد نظرية إثبات الذات أن الأشخاص سيقللون من تأثير تهديد  المثير للتنافر لمفهومهم الذاتي بالتركيز على كفاءتهم وإثباتها، حيث يحدث إثبات الذات عندما يتهدد احترامنا للذات، واذا كان ممكنا، سنحاول تقليل التنافر بتذكير أنفسنا بجانب ليس له علاقة لمفهومنا الذاتي والذي نقدره كطريقة لإحساسنا الجيد بأنفسنا على الرغم من العمل السيء او لا اخلاقي الذي ارتكبناه، حيث يبذل الافراد اقصى ما بوسعهم للمحافظة على صورة جيدة عن أنفسهم، عن طريق تغيير مواقفهم او سلوكهم او علاقاتهم مع الاشخاص الاخرين وفي كل حالة، يحاول الأشخاص استعادة الإحساس بالكامل عن طريق تفادي تهديد معين لمفهومهم الذاتي.


٤- نظرية التكميل الذاتي(١٦) 


تقترح هذه النظرية بأنه عندما يواجه الاشخاص تهديدا لجانب القيم لمفهومهم الذاتي أو هويتهم فانهم يتحفزون بشكل جيد وكبير للبحث عن نوع من التقدير الاجتماعي لتلك الهوية، وعند تحقق هذا الاعتراف فانة يسمح للأشخاص باستعادة مفاهيمهم الذاتية القيمة، وبالتالي يعمل كوسيلة لتقليل التناقض والمحافظة على الذات، مثل تخيل الفرد انه شاعر ملهم ويعتقد بان أعماله واعدة للغاية، وقد نشر احدى قصائده في مجلة شعر اقليمية صغيرة، حيث يشعر بالإحساس بالدعم  والارتياح من هذا النجاح.


٥- نظرية القياس الاجتماعي (مارك ليري) (١٧)  

        

تؤكد على أن تقدير الذات يعد قياسا نفسيا يراقب نوعية علاقات الفرد بالآخرين، وتقوم على أن الناس يمتلكون دافعا سائدا نحو تعزيز العلاقات الشخصية المهمة، وتنشأ هذه الدوافع عبر تطور الأجيال منذ القدم، فالإنسان وفقا لهذه النظرية يتصف بحاجة اساسية الى الانتماء وان الحاجة نمت مع وجود الإنسان البدائي الذي كان ينتمي إلى المجموعات الاجتماعية تدفع الإنسان إلى البقاء على قيد الحياة عن طريق التنافس مع المجموعات الاخرى من اجل الموارد المعاشية، ووفقا لهذه النظرية فان الناس يسعون الى تقدير الذات العالي لأنه يرتبط بالسعادة الذاتية وبالانفعالات العاطفية الإيجابية لذا نجدهم يسعون الى تعزيزه والمحافظة عليه. 


فاعلية إدارة الذات(١٨)


هنالك العديد من المقومات الاساسية التي يجب ان تكون موجودة عند الأخذ بإدارة الذات، وهذه المقومات يمكن تحديدها في أربعة أمور رئيسية هي:


أولاـ مهارات اتخاذ القرار وحل المشكلات

        

يمثل اتخاذ القرار جوهر العملية الإدارية والمحور الذي تدور علية عملياتها ووظائفها وكافة الانشطة والاجراءات الاخرى من تخطيط، وتنظيم، وإشراف، واتصال وتدريب، وتقييم، وتحديد اهداف وسياسات وغيرها من الامور، فجميع الانشطة الادارية ماهي في الواقع إلى نتائج لمجموعة من القرارات التي تتخذها الادارة، ولذلك يعتبر اتخاذ القرار هو المحك الحقيقي لمقدرة القادة الإداريين على القيادة.

 

واتخاذ القرار هو مرحلة حاسمة يتم من خلالها اختيار الاستجابة المناسبة للمثير وتعتمد على دقة اختيار الاستجابة وسرعتها، واختيار البديل الأفضل من بين البدائل الذي نستطيع من خلاله إيجاد حل للمشكلة أو الموقف وجمع المعلومات ودراستها بعمق وتفكير، ومن ثم اختيار أفضل الحلول المقترحة لحل تلك المشكلة، والذي يحدث اثرا ايجابيا يحقق النتائج المرغوب بها، وتمر عملية اتخاذ القرار بمراحل متعددة هي:


  1. تشخيص المشكلة بشكل جيد.
  2. جمع البيانات والمعلومات.
  3. البحث عن البدائل لحل المشكلة. 
  4. متابعة تنفيذ القرار.


ثانيا- الصفات الشخصية


يتميز الفرد القادر على إدارة الذات بمجموعة من السمات منها: مستوى الذكاء والدقة في إنجاز الأعمال والصبر والتأني في معالجة الأمور والمرونة في التأقلم مع المتغيرات، وقوة الشخصية، وعدم التردد، والاطلاع العام، والرغبة في التطور، وغيرها من الصفات. وان جميع هذه الصفات إذا ما استغلت بشكل ايجابي وتم تنميتها وتطويرها باستمرار في زيادة فعاليتها فإنها تؤدي إلى ادارة ذاتية جيدة.


ثالثا ـ المعارف والمعلومات الاولية

        

تتمثل هذه المعارف والمعلومات الاولية في الخطط والأهداف المنظمة بشكل عام، وتحديد معرفة الأهداف الشخصية للفرد التي على أساسها يتم تحديد الأساليب المناسبة لتحقيقها، كما تتطلب معرفة الفرد الاقسام المنظمة وكيفية ارتباطها وتكاملها معا، ومعرفة المهام والواجبات والارتباطات الملقاة على عاتقه. ووجود أهداف واضحة ومحددة للعمل الذي يقوم به الفرد  وأهداف واضحة أمام الفرد مما يساعده في تحديد مسار المستقبل وسيزيد من ثقة الفرد بنفسه وتحديد الفرد لأهدافه المستقبلية.


رابعا ـ الاهتمام بالصحة العامة

       

الصحة العامة هي خلو الانسان من الامراض الجسمية والعاهات والتشوهات من جميع الجوانب العقلية والجسمية والروحية فالإنسان مركب من هذه الجوانب الثلاثة حيث أنه أي خلل في أي جانب منها يؤثر على الصحة العامة للفرد، ولهذا يجب المحافظة على صحة الروح من الشبهات والجفاف الايماني والكفر والنفاق والعصيان، وحفظ العقل من الخرافات والأساطير والأهواء وحفظ الجسد من الأمراض من أجل الحصول على صحة جيدة وجسم سليم خال من الأمراض والاوبئة.


الأساليب المحققة لادارة الذات(١٩)


هنالك عدة أساليب لتحقيق إدارة الذات تقسم إلى أساليب فردية واساليب جماعية وهي كما يأتي :


١- الأساليب الفردية


وتقسم الأساليب الفردية الى ما يأتي:


  1. التقويم الذاتي: يسهم التقويم الذاتي في تطوير الذات لدى الفرد وتحسين مستوى ادائه وزيادة خبرته في العمل، ومعرفة المعوقات والصعوبات التي تواجهه في العمل، وتتم عملية  التقييم عادة  في ضوء تحليل تفصيلي لمهام الفرد وكفايته ومجال  عمله والوقوف على مدى نجاح الفرد في تحقيق الأهداف المنشودة التي تروم المؤسسة أو الدائرة في الوصول إليها.
  2. التعلم الذاتي: يدعو هذا الاسلوب الى عدم التوقف عند حد معين من المعرفة بل متابعة التطورات والتغيرات في كافة مجالات العلوم والمعرفة ومواكبة  التطورات العلمية التي تطرأ على كافة ميادين الحياة بجميع مجالاتها من خلال القراءة والاطلاع على الكتب والمجلات وحضور الندوات والمؤتمرات العلمية ومواكبة كل ما هو جديد. 
  3. حب التميز: ويقصد به مدى رغبة الفرد وحرصه على إظهار مستوى تقدمة الوظيفي بالشكل المناسب مقارنة بغيره من الأفراد من خلال المنافسة الشريفة التي تعمل على زيادة الدافعية للعمل والأداء وبذل الجهد لتحقيق اهداف المؤسسة أو الدائرة  او المجتمع الذي ينتمي اليه  الفرد.


٢ـ الأساليب الجماعية

          

تساهم الأساليب الجماعية في تفعيل دور الجميع في عملية التقييم نظرا لمشاركة الجميع في حل المشكلات واتخاذ القرارات وتوسيع المعلومات وزيادة الخبرات مما له الأثر في تحسين مستوى الأداء الوظيفي للعاملين من خلال اصدار الاحكام بشكل جماعي إضافة الى زيادة الاتصال الفعال ومقارنة النتائج التي تصل اليها المؤسسة او الدائرة التي ينتمي اليها الفرد ومقارنتها بالنتائج التي تصل اليها المشاركات الجماعية وذالك من أجل الوصول للأهداف المنشودة التي تروم المؤسسة أو الدائرة في الوصول إليها.        


قائمة المراجع:


١- غازي صالح، شيماء عبد مطر: ادارة الذات، ط١، عمان، مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع، ٢٠١٠، ص ٢٠.


٢- غازي صالح، شيماء عبد مطر: المصدر السابق نفسه، ٢٠١٠، ص ٤٤.


٣- غازي صالح، شيماء عبد مطر: مصدر سبق ذكره، ٢٠١٠، ص ٦٦.


٤- المعلم، طه عبد القادر: مهارات الابداع الاداري كما يدركها مديرو المدارس الابتدائية ودورها في تطوير الأداء المدرسي، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، ٢٠٠٠، ص ٦٣.


٥- كوفي، (وآخرون): إدارة الأولويات، مكتبة جرير، الرياض، ١٩٩٩، ص ٢١٠.


٦- غازي صالح، شيماء عبد مطر: مصدر سبق ذكره، ٢٠١٠، ص ٢٩.


٧- ابتسام ردة عطية: ادارة الذات لدى مديرات المدارس الثانوية بمدينة مكة المكرمة، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، ٢٠٠٦.


٨- غازي صالح، شيماء عبد مطر: مصدر سبق ذكره، ٢٠١٠، ص ٢٩.


٩- سالم بن سعيد القحطاني، القيادة الإدارية التحول نحو نموذج القيادي العالمي، الرياض، مرامر للطباعة والتغليف، ٢٠٠١، ص ١٧٨.


١٠- غازي صالح، شيماء عبد مطر: مصدر سبق ذكره، ٢٠١٠ ص ٢٤.


١١- رضا، اكرم: ادارة الذات دليل الشباب الى النجاح، دار التوزيع والنشر الاسلامية، ط٣، ٢٠٠٠، ص ٢١.


١٢- حسن، سلامة عبد العظيم: اتجاهات حديثة في الادارة المدرسية الفعالة، عمان، دار الفكر، ٢٠٠٤، ص ٨٥.          


١٣- غازي صالح، شيماء عبد مطر: مصدر سبق ذكره، ٢٠١٠، ص ٨٩.


١٤- غازي صالح، شيماء عبد مطر: المصدر السابق، ٢٠١٠، ص ٨٩.


١٥- غازي صالح، شيماء عبد مطر: مصدر سبق ذكره، ٢٠١٠، ص ٩٣.


١٦- غازي صالح، شيماء عبد مطر: مصدر سبق ذكره، ٢٠١٠، ص ٩٥.


١٧- غازي صالح، شيماء عبد مطر: المصدر السابق، ٢٠١٠، ص ٩٩.


١٨- حسن سلامة، سهيل فهد: نحو ادارة ذاتية افضل، مجلة الإدارة العامة، الرياض، معهد الإدارة العامة، ١٩٨٧، ص٦٣.


١٩- حسن سلامة، سهيل فهد: مصدر سبق ذكره، ١٩٨٧، ص ٦٥.





reaction:

تعليقات