القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

بحث عن التفكير البصري

 بحث عن التفكير البصري

التفكير البصري: ان رسم الصور بصرياً يكون ذا فاعلية في عملية التعلم؛ لأنه عندما يقرأ الطالب التعريفات ويريد استرجاعها سوف يتبع صوراً تمثل الشكل الأمثل لمضمون ذلك التعريف، إذ إن أكثر الأفكار يعبر عنها بصور خرائط واشكال توضيحية. (١) 

يشير (أرسطو) بإن لا تفكير من غير صور، ولا يمكن الاستمتاع بالحياة من دون الصور والأشكال والألوان التي تبعث الحيوية، ويؤكد (أورنهام) أن التفكير البصري مرتبط بالإبداع والتخيل ويعد ضروري لأداء المتعلمين في عملية التعلم، ويشير (رولان بارت) الى أن الصور ترتبطا ارتباطاً وثيقاً في مفاصل الانسان كلها، ففي مجال التعليم فقد أسهمت الصور التوضيحية التي تصاحب العبارات المكتوبة إلى إيصال الأفكار بأقصر الطرق وأكثر وضوحاً وتبقى في ذهن المتعلم واسترجاعها وتوظيفها في مواقف أخرى، ويشير (ميتشل) الى أن التفكير البصري باستخدام الصور يكامل العملية التربوية ويوثق التفكير بالصور بالكلمات الإثرائية وتحل محلها بشكل رسائل وعناوين فرعية. (٢) 


يمتاز عصرنا الحالي بأنه بصري بامتياز، من خلال الادوار التي يلعبها الجانب البصري في وسائل الاعلام والتقنيات المرتبطة بالأنترنت. إن الصورة الواحدة تعادل في الاصل عشرة الآف كلمة تعبيرية، إذ إن العين تشكل ٧٠% مما يستقبل الجسم من خلال حواسه، وتقوم العينين بإرسال الملايين من الإشارات إلى الدماغ في مركزه البصري، ويجعل البصريات ليس مجرد للحفظ وإنما للتركيز والفهم كذلك. (٣) 


وتعد حاسة البصر في مجال التعلم ذات أهمية قصوى، فقد وظفت بشكل أساسي في عمليات التعلم لما تقدمه من خدمة إيجابية في إحداث التغيرات المطلوبة، خصوصاً في الدروس العلمية، ويزيد من اهتمام المتعلمين بتعلمهم وانخراطهم في أعماق العملية التعليمية، فضلاً عن تكوين شخصية الطالب المبدع والمثابر، وتوليد افكار ابتكارية وابداعية لديهم. (٤)


إن التفكير البصري أو التفكير الصوري أو ما يسمى التعلم البصري هو التعلم بالجانب الأيمن للدماغ، ويندرج التفكير البصري عبر النصف الأيمن للدماغ وهو النصف المسؤول عن الجانب الإبداعي، وأحد أدواته هي حاسة البصر، ويتحمل هذا الجزء استقبال المعلومات في البداية؛ لكونه مركز القدرات البصرية والإبداعية وإنه يدرك الكل قبل الجزء. (٥)


ويعتمد التفكير البصري على الصور والأشكل والرسومات المعروضة في الموقف التعليمي، حيث تقع تلك الأشكال والرسومات والصور بين يدي المتعلم بحيث يبدأ بإيجاد معنى لمضمونها، وبهذا يعد التفكير البصري بسيطاً وغير معقد وتطبيقه يعطي القوة المثالية في الوسط الفعال، ويؤدي إلى أفضل أنواع التفكير بأسهل الطرق. (٦)

التفكير البصري،

المفاهيم المرتبطة بالتفكير البصري


  1. الثقافة البصرية: مجموعة من الكفايات تعبر بصدق عن الذات من خلال ترجمة الرموز البصرية الى لغة لفظية أو بالعكس، وتتضمن هذه العملية كتدريب على القراءة وتفسير للأشياء بشكل بصري وتأمل تصوري. (٧) 
  2. التخيل البصري: هو تصور للموقف ووضع افتراضات له لسد الفجوات وإزالة غموض المحيط بذلك الموقف، مستعيناً بالنظريات والقوانين المتوفرة لتحقيق أهداف الموقف. (٨) 
  3. التعلم الصوري: هو التعلم بواسطة الصور والرسومات يؤثر في اكتساب المعرفة للتفاعل مع الظواهر الصورية. (٩) 
  4. المدخل البصري: عبارة عن مجموعة أنشطة بصرية يعمل على توظيفها بوساطة استراتيجيات تعليمية، وتتكون من خطوات متسلسلة ومنظمة تيسر عملية التعلم وهي (عرض الشكل - رؤية العلاقة - ربط العلاقة - إدراك الغموض - التفكير بصرياً - تخيل الحل ). (١٠)
  5. الذكاء البصري: هو استيعاب الأشياء المرئية، واهتمام المتعلم بالصور وخلق صور عقلية، ومن المهارات التي يمتلكها القراءة، والكتابة، فهمه للصور والخرائط، تصميم النماذج، حل الألغاز الصورية (١١) 


عمليات التفكير البصري


هناك عمليتان يرتكز عليهما التفكير البصري هما:


  1. الإبصار: تعتمد على استخدام حاسة البصر، التي من خلالها يمكن تحديد مكان الاشياء وفهمها، وترشد الفرد لما يحيط الفرد ما حوله.
  2. التخيل: العملية التي يتم خلالها تكوين صور جديدة مستعيناً بالخبرات السابقة والتخيلات العقلية. (١٢) 


ونتيجة التفاعل بين الابصار والتخيل يقوم الفرد بتأليف صور ذهنية يتكون منها التفكير البصري.


أدوات التفكير البصري


يتمثل الشكل البصري بثلاث أدوات هي:


  1. الصور: تعد من أدق وسائل الاتصال، وقد يكون من الصعوبة الحصول عليها في المواضيع المعقدة وتكون غالية الثمن.
  2. الرموز: وتمثلها الكلمات وهي الأكثر شيوعاً واستخداماً في عملية الاتصال رغم أنها كثيرة التجريد.
  3. الرسوم التخطيطية: تستخدم لتصوير الأفكار، وتشمل على رسومات متعلقة بالصورة، وأخرى متعلقة بمفهوم معيين، او قد تكون رسوم اعتباطية.


 فوائد التفكير البصري


للتفكير البصري فؤاد عديدة نذكر منها:


  1.  يزيد سرعة التفاعل بين الطلاب.
  2. يعمل على تبادل الأفكار بطرق جديدة.
  3. يعمل على تغطية القضايا الجدلية بزيادة عدد الخيارات.
  4. يشجع التفكير الشمولي.
  5. يصبح التفكير واضحاً ومستمراً.
  6. يسرع التعليم. (١٣)
  7. ينمي قدرات الطالب للاستجابات التي تمتاز بالمرونة والطلاقة الفكرية.
  8. يساعد الطلبة في استخدام التخطيط وإدارة المعلومات والتقويم.
  9. الحوار البصري الإيجابي يدعم الثقة والفهم لدى الطلبة. (١٤)


عيوب التفكير البصري 


برغم الميزات التي يمتلكها التفكير البصري، فإنه يمتلك بعض العيوب منها:


  1. لا يمكن استخدامه مع فاقدي البصر.
  2. عندما يتم رسم صورة ذهنية خاطئة، من الصعب استبدالها بأي لفظ؛ إلا ان تأتي صور صحيحة تحل محلها.
  3. قلة الخبراء الذين ينتجون أدوات التفكير البصري.
  4. المناهج الدراسية غير مؤهلة لتنمية مهارة التفكير البصري. 
  5. عدم اهتمام المعلمين بهذا النوع من التفكير، فيصبحوا سبب العيب فيه.
  6. التكلفة الباهظة في انتاج برامج التفكير البصري. (١٥)


 العوامل التي تساعد في تنمية التفكير البصري


العوامل التي تساعد في تنمية التفكير البصري هي:


  1. تنوع الألوان والضلال واستخدامها في الشكل البصري يعمل على التشويق وجذب الانتباه.
  2. استخدام الاشارات والأسهم لربط المعلومات بصرياً يسهل الفهم والاستيعاب.
  3. استخدام المجسمات والأشكال وبأحجام مختلفة تكون مدركات سليمة. 
  4. تدريب الطالب على مستويات التفكير، باستخدام المحسوس أولا ثم الانتقال الى المجرد. (١٦)
  5. تدريب الطالب على كيفية تكوين شبكات بصرية، لتمكنه من القراءة بطريقة تحليلية.
  6. تعمل على تصحيح المعلومات لدى الطلبة، واكتشاف معلومات جديدة لما تتيحها الرسومات البصرية من مفاهيم تتعلق بالموضوع.
  7. تحول الأسلوب اللفظي المطول إلى رسوم ورموز بسيطة.
  8. عرض نماذج أو عينات من البيئة. (١٧)


مهارات التفكير البصري


  1. التصور البصري: القدرة على تصور نماذج أو أجسام بعد الاضافة أو الحذف.
  2. الترجمة البصرية: قدرة الفرد عن التعبير عن الطريقة اللفظية بصورة مكافئة لها، والتعبير عن الرموز البصرية بتحويلها إلى شكل لفظي مكافئ له. 
  3. التمييز البصري: قدرة الفرد في تحليل الرمز البصري، ويستطيع استخراج الفكرة الأساسية منه، واستخراج أوجه الشبه والاختلاف من الأشكال البصرية. (١٨)
  4. التحليل البصري: قدرة الفرد في تحليل عناصر الشكل البصري، ووصف لهذه العناصر. 
  5. استخراج المعني من الأشكال والرموز البصرية. (١٩)


أهمية استخدام التفكير البصري


يعد التعلم باستخدام التفكير البصري في التعلم ذا اهمية كبيرة ومؤثرة؛ لأنه يساعد الطالب على التعلم بصورة افضل من خلال ما يأتي:


  1. تسهم في صناعة المعنى من خلال كتابة المعلومات بصورة منظمة.
  2. تكون قراءة جديدة من خلال تجسير المعرفة السابقة بالحالية.
  3. تزيد صلة الطالب بالبيئة المحيطة به من خلال التقدم التكنولوجي المتسارع لما يظهر على شاشة التلفاز والحاسوب.
  4. التفكير البصري يعمل على زيادة القدرة العقلية؛ لأنه يفتح الطريق لممارسة مختلف أنواع التفكير الناقد، والابتكاري.
  5. يكتسب الطالب بواسطتها المقارنة والاستنتاج والتحليل.
  6. تزيد من تذكر الموضوعات بدقة، ويسهم للاحتفاظ بها لوقت طويل ۷- تعمل على تنشيط الحوار بين الطالب والمدرس. (٢٠) 


دور الطالب في عملية التفكير البصري


من أجل توظيف التدريس بالتفكير البصري بشكل أفضل ينبغي على الطالب أن يقوم بما يأتي:


  1. يعبر بحرية عما يراه من الشكل البصري.
  2. تساهم أفكاره المكتسبة في بناء أفكار زملائه وكيفية تفسير المشكلة.
  3. يدرك الطالب أن افكاره مسموعة ومفهومة وباستطاعة الطالب والمدرس تقديرها.
  4. يتمكن من اعطاء أدلة تبرهن فهمه للشكل البصري. (٢١)


دور المدرس في عملية التفكير البصري


يكون للمدرس دور مهم وإيجابي في التدريس بالتفكير البصري ومنها: 


  1. تمكين الطلبة من مناقشة الموضوع وتفسير الشكل البصري.
  2. يسمح لهم بالتأمل والتفكير والاستماع والتفحص من خلال الشكل البصري.
  3. عمل جو من الحوار والنقاش حول الشكل، وعدم تزويدهم بالتفسيرات والأفكار الجاهزة.
  4. وضع سقف زمني لكل مرحلة من مراحل التفكير البصري.


خطوات العمل بطريقة التفكير البصري


 من أجل التطبيق الأمثل للتدريس بالتفكر البصري ينبغي اتباع الخطوات الآتية:


  1. يجب عرض الشكل البصري بوضوح أمام الطلاب. 
  2. على الطالب أن يتمعن بالشكل المطلوب.
  3. يطرح المدرس اكبر قدر من الأسئلة لاستثارة أفكار الطلبة نحو الشكل البصري.
  4. التعرف على أفكار الطلبة، وتقديم تغذية راجعة لمشاركة الطلبة ويشعرهم بقيمة أفكارهم ومساهمتهم.
  5. تشجيع الطلاب على التخطي أبعد مما يعرفون.
  6. وفي الختام يثني المدرس على محاولة الطلبة الجادة وتعاونهم وانتباههم والتهيئة للدرس القادم. (٢٢)


قائمة المراجع:


١- Wittrock. M.C(1977) The Generative Processes of Memory, in the human Brain, ed, M.C. Wittrock( Englewood Cliffs, N.J.: Prentice-Hall, p:171.


٢- شاكر، عبد الحميد، عصر الصورة: الإيجابيات والسلبيات، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، ٢٠٠٥، ص ٧-١٦.


٣- بشور، نجلاء نصير، دماغنا المتعلم كيف ننميه، بيروت، مركز الوحدة العربية، ٢٠١٤، ص ١٦.


٤- Walny, J. & Sheelsgh .G & Nathalia, H.R. (2011). Visual thinking In Action: Visualizations As used on white boards. IEEE Transactions on Visualization and Computer Graphics.17(12), p 4-5.


٥- علوان، فادية، مقدمة في علم النفس الارتقائي، ط١، القاهرة، الدار العربية للكتاب، ٢٠٠٣، ص ٩٩.


٦- العفون، نادية حسين، ومطشر منتهى عبد الصاحب، التفكير أنماطه ونظرياته وأساليب تعليمه وتعلمه، دار صفاء، عمان، ٢٠١٢، ص ١٨٢.


٧- Hattal, B.M. & Mandes, E. (1995), Enhancing visual thinking with- computer graphics and virtual environment design. Computer, p 891.


٨- Compbell,K.J and other (1995) . Visual Processing during Mathematics Problem Solving. Educational studies in Mathematics. 28(2), p 177.


٩- دواوير، فرانسيس ومور، ديفيدمايك، الثقافة البصرية والتعلم البصري(نبيل حامد: مترجم)، ط٢، مكتبة بيروت، القاهرة، ٢٠١٥، ص ٩٦.


١٠- عفانة، عزو اسماعيل، أثر استخدام المدخل البصري في تنمية القدرة على حل المسائل الرياضية والاحتفاظ بها لدى طلبة الصف الثامن الأساسي بغزة، قدم إلى المؤتمر العلمي الثالث عشر(مناهج التعليم والثورة المعرفية والتكنولوجية المعاصرة)، جامعة عين شمس، القاهرة، ٢٠٠١، ص ٦.


١١- السامرائي، نبيهة صالح، الاستراتيجيات الحديثة في طرق تدريس العلوم، دار المناهج، عمان، ٢٠١٣، ص ١٢٧.


١٢- القواسمة، احمد حسن وأبو غزالة، محمد احمد، تنمية مهارات التعلم والتفكير والبحث، دار صفاء للنشر، عمان، ٢٠١٣، ص ١٢٨.


١٣- القرني، يعين الله بن علي بن يعين الله، تصور مقترح لتطوير تدريس الرياضيات في ضوء مهارات التدريس الإبداعي ومتطلبات التعلم المستند الى الدماغ، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى، ٢٠١١، ص ١٦.


١٤- شحاته، حسن، المرجع في علم النفس المعرفي واستراتيجيات التدريس، ط١، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ٢٠١٥، ص ٢٠١.


١٥- رزوقي، رعد مهدي وسهى ابراهيم، أنماط التفكير، ط١، دار المسيرة، عمان، ٢٠١٥، ص ٢٧٨. 


١٦- عمار، محمد عيد والقباني، نجوان حامد، التفكير البصري في ضوء تكنولوجيا التعليم، دار الجامعة الجديد، الإسكندرية، ٢٠١١، ص ٤٠.


١٧- شحاته، حسن، مرجع سابق، ٢٠١٥، ص ٢٠٤.


١٨- صالح، محمد صالح، تقويم محتوى كتب العلوم بالمرحلة الاعدادية على ضوء مهارات التفكير البصري ومدى اكتساب التلاميذ لها، مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس-رابطة التربويين العرب، العدد ٣١، ٢٠١٣، ص ١٢-١٤.


١٩- الغزال، مي محمد محمود، فاعلية استخدام المحاكاة التفاعلية القائمة على التعلم الذاتي في تنمية المفاهيم الكيمائية وبعض مهارات التفكير البصري لدى كلاب المرحلة الثانوية، رسالة ماجستير، جامعة قناة السويس، مصر، ٢٠١٥، ص ٤٥.


٢٠- قرني، زبيدة محمد، اتجاهات حديثة للبحث في تدريس العلوم والتربية العلمية (قضايا بحثية ورؤى مستقبلية)، المكتبة العصرية، القاهرة، ٢٠١١، ص ١٥.


٢١- العتوم، عدنان يوسف وآخرون، تنمية مهارات التفكير نماذج نظرية وتطبيقات عملية، ط٢، دار المسيرة للنشر، عمان، الأردن، ٢٠٠٩، ص ٥٦.


٢٢- العتوم، عدنان يوسف وآخرون، مرجع سابق، ٢٠٠٩، ص ٥٧-٥٩.


 


reaction:

تعليقات