تعريف التحصيل الدراسي
اهتم المختصون في علم النفس التربوي اهتماماً كبيراً في التحصيل، لما له من اهمية كبيرة جداً في حياة الطالب العلمية، فالتحصيل هو نتاج عما يحدث في المؤسسة التعليمية من عمليات تعلم متنوعة ومتعددة المهارات ومعارف وعلوم مختلفة تدل على نشاطه المعرفي العقلي، فالتحصيل يعني أن يحقق الفرد لنفسه في جميع مراحل حياته المندرجة والمتسلسلة منذ الطفولة حتى المراحل المتقدمة من عمره اعلى مستوى من العلم أو المعرفة، فمن خلاله يستطيع الانتقال من المرحلة الحاضرة الى المرحلة التي تليها من أجل الحصول على العلم والمعرفة. (١)
والتحصيل الدراسي هو المدى الذي يحقق عنده الطالب أو المدرس أو المؤسسة اهدافهم التعليمية، وبهذا يمثل مفهوم التحصيل الدراسي قياس قدرة الطالب على استيعاب المواد الدراسية المقررة ومدى قدرته على تطبيقها من خلال وسائل قياس تجريها المدرسة أو المؤسسة عن طريق الامتحانات الشفوية والتحريرية التي تتم في أوقات مختلفة فضلاً عن الامتحانات اليومية والفصلية والنهائية. (٢)
بأنه مقدار المعارف والمعلومات والمهارات التي يكتسبها التلميذ نتيجة دراسته للمواد الدراسية المقررة التي يمكن قياسها عن طريق الاختبارات التحصيلية أو عن طريق الدرجات التي يحصل عليها في الامتحانات الشفهية او التحريرية أو كليهما. (٣)
ما هو تعريف التحصيل الدراسي؟
يعرف التحصيل الدراسي بأنه: درجة الاكتساب التي يحققها فرد أو مستوى النجاح الذي يحرزه أو يصل إليه في مادة دراسية أو في مجال تعليمي أو تدريسي معين.(٤)
وكذلك يعرف التحصيل الدراسي بأنه "مقدار ما اكتسبه الطالب من معلومات خلال دراسته للمواد الدراسية ويقاس عن طريق الاختبارات التحصيلية أو الدرجات التي حصل عليها في الاختبارات الشفوية أو التحريرية أو العملية" .(٥)
وأيضاً يعرف بأنه: " النتيجة التي يتحصل عليها الطالب من خلال دراسته في السنوات السابقة، أي مجموع الخبرات والمعلومات التي حصل عليها الطالب"، ويؤكد هذا التعريف على النتيجة التي يتحصل عليها الطالب بعد التعرض لمجموعة من الخبرات.(٦)
خصائص التحصيل الدراسي
ما هي خصائص التحصيل الدراسي؟
يكون التحصيل غالباً اكاديميا نظرياً وعلمياً يتمحور حول المعارف والميزات التي تحددها المواد الدراسية المختلفة بخاصة والتربية المدرسية عامة كالتاريخ والجغرافية والعلوم والرياضيات ويتصف التحصيل بعدة خصائص منها:
- يمتاز بانه محتوى منهاج مادة معينة او مجموعة مواد لكل واحدة معارف خاصة بها.
- يظهر عبر الاجابات عن الامتحانات الفصلية أو الختامية الكتابية والشفهية والادائية.
- يعتني بالتحصيل السائد لدى اغلبية الطلبة العاديين داخل الصف ولا يعني بالمميزات الخاصة.
- هو أسلوب جماعي يقوم على توظيف امتحانات ومعايير جماعية موحدة من إصدار الأحكام التقويمية. (٧)
العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي
ما هي العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي؟ من الواضح أن درجة التحصيل ليست بالمستوى نفسه لدى جميع الطلبة نظراً لوجود عوامل عدة تتحكم في تحديد هذه الدرجة.
وتتمثل هذه العوامل ب:
- العوامل العقلية: تؤثر العوامل العقلية المتمثلة في الإدراك، والتذكر، والذكاء في عملية التحصيل، فالذكاء له تأثير كبير في تحصيل الطلبة سواء أكان بالسلب ام الإيجاب، فكلما انخفضت نسبة الذكاء لدى الطالب انخفض مستوى تحصيله، وبالعكس وكلما ارتفعت نسبة الذكاء ازداد تحصيله.
- العوامل الجسمية: ونعني بها الحالة الصحية للطالب وسلامته من الأمراض، إذ إن الحالة الجسمية السيئة تؤثر سلباً في التحصيل لدى الطالب، والعكس صحيح.
- العوامل النفسية: إن الاستقرار النفسي للطالب يؤثر تأثيراً سلبياً أو إيجابياً في التحصيل الدراسي، وذلك ينعكس أيضاً على طبيعة العلاقات التي يعقدها مع زملائه.
- دور المجتمع: إن المجتمع الذي يعيش فيه الطالب له دور مؤثر في رفع تحصيله الدراسي وذلك من خلال تقديمه للعلم والمعرفة، وإعطائه القيمة الحقيقية لهما.
- العوامل الاقتصادية: إن الأوضاع الاقتصادية لأي مجتمع تؤثر في مستوى التعليم فيه، ذلك أن الاقتصاد المتطور يرفع من مستوى التعلم، من خلال ما توفره الدولة ذات الاقتصاد المتطور من نفقات في قطاع التربية والتعليم، وبالعكس فإن الاقتصاد غير المتطور يسفر عنه انهيار المستوى التعليمي لديهم.
- الأسرة: يلعب الوضع الثقافي والحالة الاقتصادية للأسرة وتوافرها لحاجات المتعلم واشباع رغباته واتجاهاته وميوله وكذلك مدى تنوع المثيرات التي ساعدته على النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي التي تؤثر في قدرته على التحصيل الدراسي. (٨)
أساليب تقويم التحصيل الدراسي
ما هي أساليب تقويم التحصيل الدراسي؟
يتبع المدرسون في تقويم تحصيل طلابهم أساليب عدة تختلف باختلاف المرحلة الدراسية وطبيعة المهارات المستهدفة بعمليات التعليم ومن أهم أساليب التقويم المناسبة لنتاجات التعلم هي:
أسلوب الملاحظة المباشر:
إذ يراقب المدرس ما يقوم به المتعلمون بصورة مباشرة من أنشطة، إذ يستطيع تقدير مدى التقويم الذي يظهره بعض المتعلمين ليتمكن من محاورتهم أثناء العمل وتقديم العون لهم للارتقاء بعمليات التعلم وتطوير أساليب التفكير، وتتم بقيام المدرس برصد الملاحظات في سجلات تراكمية، أو بطاقات لتعتمد كمرجع يعتمد عليه في إصدار الأحكام على إنجازات المتعلمين وما يظهرون من تغيرات ايجابية وسلبية خلال السنة الدراسية.
أسلوب كتابة التقارير القصيرة:
يقوم المدرس بتوزيع الطلاب على مجموعات صغيرة، ويعطي لكل مجموعة مهمة يتطلب تنفيذها والقيام بأعمال مشتركة قائمة على جمع المعلومات وتنظيمها، وتقديمها بعد مناقشتها في شكل، أو صورة تقرير قصير في حدود قدراتهم العقلية ليتمكن من إعطائه درجات لكل عمل قامت به كل مجموعة من المجموعات. (٩)
ضعف التحصيل الدراسي
ما أسباب ضعف التحصيل الدراسي؟ يؤدي ضعف التحصيل الدراسي لدى الفرد إلى مشكلات سيكولوجية تؤثر في حياة الفرد داخل المجتمع الذي يعيش فيه.
ويقصد بضعف التحصيل الدراسي حصول بعض الطلاب على علامات في امتحان المباحث الدراسية أقل ما يتوقع منهم، على الرغم من ذكائهم او استعداداتهم العادية و صحتهم العامة المناسبة وظروفهم الطبيعية، وتصنيف العلامات التي حصل عليها الطالب على ثلاثة أنواع: مرتفعة أو متوسطة أو ضعيفة.
مؤشرات ضعف التحصيل الدراسي: وتتمثل في الآتي:
- الشرود الذهني.
- السرحان.
- عدم الانتباه.
- عدم المشاركة والتفاعل مع الآخرين في الفصل.
- عدم القيام بالواجبات البيتية.
- بطء التعلم في بعض العمليات العقلية كالمعرفة والتحليل والتمييز. (١٠)
أنواع ضعف التحصيل الدراسي
- الضعف الدراسي العام: هو الذي يكون في جميع المواد الدراسية ويرتبط بالغباء.
- الضعف الدراسي الخاص: هو التأخر الدراسي الذي يكون في مادة معينة مثل الرياضيات أو الهندسة.
- التأخر الدراسي الدائم: حيث يقل التحصيل عن مستوى قدرته على مدى فترة زمنية طويلة.
- التأخر الدراسي الموقفي: الذي يرتبط بمواقف معينة بحيث يقل تحصيل الطالب عن مستوى قدرته بسبب خبرات سيئة ورثها الطالب خلال الدراسة.
- التأخر الدراسي الحقيقي: هو تأخر قاطع يرتبط بنفس مستوى الذكاء والقدرات.
أسباب تدني التحصيل الدراسي
ما أسباب تدني التحصيل الدراسي؟
- الضعف في الصحة العامة.
- ضعف البصر والسمع والنطق.
- ضعف الذكاء العام.
- الفقر المادي للمنزل الذي يعيش فيه الطالب.
- فقدان التوازن العاطفي.
- انحطاط المستوى الثقافي في المنزل.
- عدم المواظبة على حضور المدرسة. (١١)(١٢)
دور المدرس في التحصيل الدراسي
ما دور المدرس في التحصيل الدراسي؟
يستطيع المدرسون استخدام العديد من الاستراتيجيات لجعل الطلبة مسؤولين عن تعلمهم، وذلك من خلال توجيه الطلبة إلى الأسلوب الأفضل في التعلم ويبينون لهم المجالات التي حققوا فيها إنجازات وتلك التي ما زالت بحاجة إلى التحسن، كما يتوجب على المدرسين إظهار الدعم والاهتمام لطلبتهم، لكن يوجد العديد من المدرسين الذين يمارسون وظيفة وليست مهنة على حد تعبير (هيتي) الذي يشير إلى عدد من السمات التي تفرز هذه الفئة من المدرسين وهي:
- يمارس المدرس عمله بالحد الأدنى: حيث يصل إلى المدرسة ويغادرها في الوقت المحدد، ويقاوم الأعمال والمسؤوليات الإضافية ما لم تكن مدفوعة الأجر ويكثر التغيب عن المدرسة بحجة المرض.
- دائم الشكوى: فهو يتذمر من راتبه، أوضاع العمل، الطلاب، آبائهم، والهيئة التدريسية.
- يبذل أقل جهد ممكن: يحاضر ويقرأ من الكتاب ويعطي واجبات منزلية بسيطة ويعتمد على الامتحانات الموضوعية.
- يقاوم الأفكار التي تتطلب وقتا إضافيا وطاقة.
- لديه سلبية وشك نحو الآخرين وكثير النقد.(١٣)
أما المدرس الذي يقود طلبته نحو النضج والتفوق فهو المدرس الذي يتصف بالخصائص الاتية:
- لديه مهارات في عدة مجالات وليس الأكاديمية فقط.
- يستطيع أن يعطي من طاقاته دون مقابل، ويكون متحمساً لعمله ومبتهجاً بالمشاريع الجديدة.
- يتقبل ذاته ويثق بها وبالآخرين ويتحلى بروح الدعابة. (١٤)
قائمة المراجع:
١- الجلالي، لمعان مصطفى، التحصيل الدراسي، ط١، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ٢٠١١، ص ٩.
٢- احمد، علي عبد المجيد، التحصيل الدراسي وعلاقته بالقيم الإسلامية التربوية، ط١، مكتبة حسن العصري للطباعة والنشر، بيروت، ٢٠١٠، ص ٤٣.
٣- اقبال عبد الحسين العيساوي، أثر منهج مقترح لدرس التربية الرياضية في تطوير المستوى المعرفي للتلامذة بطيئي التعلم، رسالة ماجستير، جامعة بغداد، كلية التربية الرياضية للبنات، ١٩٩٧، ص ١٩.
٤- صلاح الدين محمود علام.القياس والتقويم التربوي والنفسي، ط١، دار الفكر العربي، القاهرة، ٢٠٠٠، ص ٣٠٥.
٥- ثائر كرم جعونة، تأثير منهج مقترح لدرس التربية الرياضية في التحصيل الدراسي لمادة الفيزياء وتطوير بعض القدرات البدنية والحركية والمهارية لطلاب الصف الخامس العلمي، أطروحة دكتوراه، جامعة بابل، كلية التربية الرياضية، ٢٠١٥، ص ٤٩.
٦- خطاب، عمر، مقاييس في صعوبات التعلم، دار الكندي للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ٢٠٠٦، ص ٢١١.
٧- ميخائيل، امطانيوس، القياس والتقويم في التربية الحديثة، سوريا، منشورات جامعة دمشق، ١٩٩٥، ص ١٨٤.
٨- نصر الله عمر عبد الرحيم، تدني مستوى التحصيل والإنجاز المدرسي أسبابه وعلاجه، ط١، دار وائل، عمان، ٢٠١٠، ص ٩٣.
٩- يوسف حذام عثمان، ومحمد مصدق عبد الواحد، الاتجاهات الحديثة في التدريس، ط١، دار المناهج للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ٢٠١٧، ص ١٢٥.
١٠- الجلالي، لمعان مصطفى، التحصيل الدراسي، ط٢، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ٢٠١٦، ص ٨٧.
١١- النعامي، محمد، ضعف التحصيل الدراسي، قسم الترجمة والإرشاد، مركز التطوير التربوي، دائرة التربية والتعليم، وكالة الغوث الدولية، ٢٠٠٨، ص ٢٨.
١٢- الهمص، عبد الفتاح، مشكلة ضعف التحصيل الدراسي، مؤسسة أبداع للابحاث والدراسات والتدريب، غزة، ٢٠٠٩، ص ٦٢.
١٣- Hattie, John (2008): Visibl Learning, A synthesis of over Meta – Analyses Relating to Achievement, NY Routledge, p 213.
١٤- وليد، ناصيف، التقصير الدراسي، مركز تطوير الملاكات، هيئة التعليم التقني، عمان، الأردن، ٢٠٠٧، ص ١٤.
تعليقات
إرسال تعليق