الجودة في التعليم: مفهومها، أهميتها، فوائدها
يعد مفهوم الجودة من أكثر المفاهيم الحديثة انتشاراً في عصرنا الحاضر، ظهر هذا المفهوم في مجال الصناعة والاقتصاد على يد (ديمنج،deming) الذي عرفها بأنها "درجة الاختلاف التي من خلالها تستعمل معايير أكثر ملاءمة واقل تكلفة وهذه المعايير تشتق من المستهلك". (١)
وقد عرفها المعهد الوطني الأمريكي للمقاييس والجمعية الأمريكية لمراقبة الجودة بأنها: "مجموعة من السمات والخصائص للسلع والخدمات القادرة على تلبية احتياجات محددة".
وتعرف الجودة طبقاً لتعريف منظمة الأيزو العالمية بأنها: "الوفاء بجميع المتطلبات المتفق عليها بحيث تنال رضاء العميل، ويكون المنتج ذا جودة عالية وتكلفة اقتصادية معتدلة". (٢)
وتعرف الجودة من المنظور التربوي على أنها "القدرة على تحقيق أهداف مرغوب بها باستعمال وسائل صحيحة تسهم في تحقيق درجة من التوافق بين الخدمة المقدمة والمقاييس والمعايير المتعارف عليها"(٣)، وكذلك تعرف الجودة بأنها "عملية تطبيق مجموعة من المعايير والمواصفات التعليمية اللازمة لرفع مستوى جودة وحدة المنتج التعليمي بواسطة كل فرد من العاملين في المؤسسة التعليمية في جوانب العمل جميعها". (٤)
الجودة والتعليم
ارتبط المفهوم التقليدي بجودة التعليم بعمليات عدة من أهمها التحليل والتركيز على الاختبارات النهائية من دون الاهتمام بالقدرات والمهارات الإدراكية والحركية، وبعد التطور الحاصل في المجال التعليمي تحول هذا المفهوم إلى المفهوم الحديث لتأكيد جودة التعليم والذي اعتمد بالدرجة الأساس ضرورة تحديد معدلات نمطية للأداء وبناء منظومات لإدارة الجودة في التعليم، بهدف تحسين الأداء بشكل أفضل. هذا ما فرضته التغييرات الحديثة في العالم المتقدم للأخذ بمنهج يتجاوز القيود ويشرف على المستقبل بروحية جديدة ونظرة ملئها الأمل. لذا فأن مفهوم الجودة على وفق ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر اليونسكو للتعليم في باريس ١٩٩٨ أكد أن الجودة يجب أن تشمل جوانب التعليم جميعها مثل:
- المناهج الدراسية.
- البرامج التعليمية.
- البحوث العلمية.
- الطلبة.
- التدريسيون.
- المباني والتجهيزات.
- توفير الخدمات.
- تحديد معايير مقارنة (للجودة) معترف بها دولياً. (٥)
أهمية الجودة في التعليم
ما أهمية الجودة في التعليم؟ تتضح أهمية الجودة في الجوانب الآتية (٦):
- ضبط النظام الإداري وتطويره وتحسين الأداء المالي في الجامعة.
- الارتقاء بمستوى الطلبة في جميع المجالات.
- زيادة الفعالية في جميع مرافق المؤسسة التعليمية.
- تطوير إدارة العمليات.
- زيادة الإبداع والابتكار في عمليات التحسين المستمر.
- زيادة الكفاية التعليمية ورفع مستوى الأداء للعاملين بالمؤسسة.
- الوفاء بمتطلبات الطلبة واحتياجاتهم ورغباتهم أولياء الأمور والمجتمع.
- الدخول في مفهوم العمل الحكومي من الشخصية (الشخصنة) الى المؤسسة.
- العمل بروح الفريق الواحد في الجامعة بين جميع القائمين بالتدريس والإداريين.
- مراجعة المنتج التعليمي.
- تحسين الأداء المؤسسي بشكل كلي وشامل.
- تطوير التعليم من خلال النظام التعليمي وتشخيص القصور في المدخلات والعمليات والمخرجات حتى يتحول الى ضبط حقيقي وفعلي لجودة الخدمة التعليمية.
فوائد الجودة في التعليم
ما فوائد الجودة في التعليم؟ تحقق الجودة مجموعة من الفوائد منها:
- رؤية ورسالة وأهداف عامة واضحة ومحددة للمؤسسة التعليمية.
- وضع خطة استراتيجية للمؤسسات التعليمية وخطط سنوية للوحدات مبنية على أسس علمية.
- وصف وظيفي لكل دائرة ولكل موظف.
- معايير جودة محددة لمجالات العمل جميعها خدمية وإنتاجية، وأكاديمية، وإدارية، ومالية.
- توفير نوعية مميزة للتدريب الشامل والملائم لتطبيق الجودة وإدارتها في المؤسسة التعليمية. (٧)
- أدوار واضحة ومحددة للنظام الإداري في المؤسسة التعليمية.
- مستوى أداء مرتفع الإداريين والمشرفين والعاملين جميعاً في المؤسسات التعليمية.
- ترابط وتكامل في الأداء بين العاملين على اختلاف مستوياتهم الإدارية في الجامعات ومؤسساتها.
- احترام وتقدير الجامعات محلياً وعالمياً.
- تتحقق الأهداف بشكل جيد.
- نوعية جودة عالية للخدمة والمنتجات بنفقات أقل.
- الاستعمال الأمثل للاتصال والتواصل.
- توفير تقنيات عالية الجودة لاستعمالها في التعليم.
قائمة المراجع:
١- Deming W,E. out of crisis cambrid'ge, ma: Massachusett of tech nology,1986, p 8.
٢- عليان عبد الله الحولي، تصور مقترح لتحسين جودة التعليم الجامعي الفلسطيني، المؤتمر العلمي للسيطرة النوعية في التعليم الجامعي الفلسطيني، جامعة القدس، رام الله، ٢٠٠٤، ص ١٤.
٣- مندور عبدالسلام فتح الله، تقويم منهج التكنولوجيا وتنمية التفكير في ضوء معايير الجودة بالتعليم العام في جمهورية مصر العربية، مجلة رسالة الخليج العربي، العدد ١٠٤، ص ١٥.
٤- ابو ملوح، محمد يوسف، الجودة الشاملة في التدريس، بحث منشور في شبكة الانترنت، ٢٠٠٧.
٥- عبد الواحد سليمان، الجودة الشاملة ونظم الاعتماد الأكاديمي في الجامعات في ضوء المعايير الدولية، ورقة عمل، كلية التربية البدنية والرياضية، الرياض، ٢٠٠٤، ص ٣.
٦- محمد احمد الطراونة، بدرية المعتز البليشي، الجودة الشاملة والاداء المؤسسي، دراسة تطبيقية على المصارف التجارية في الأردن، مجلة مؤتة للبحوث والدراسات، المجلد ١٧، العدد١، جامعة مؤتة، الأردن، ٢٠٠٢، ص ١٥.
٧- عفت مصطفى الطناوي، التدريس الفعال تخطيطه - مهاراته - استراتيجياته - تقويمه، ط٢، دار المسيرة، عمان، ٢٠٠٩، ص ٧٢.
تعليقات
إرسال تعليق