القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

المكتبات الرقمية، نشأتها، مفهومها، عناصرها، مميزاتها

المكتبات الرقمية، نشأتها، مفهومها، عناصرها، مميزاتها

ليس هناك نقطة انطلاق محددة لنشوء المكتبات الرقمية، ولكن يمكن لنا إدراك الإرهاصات الأولى التي تشكل جذور المكتبات المعتمدة على تقنيات الحاسب الآلي؛ فقد وصف ليكلايدر Licklider والذي شغل منصب مدير آربا ARPA سنة 1965م وهي نواة شبكة الإنترنت، ما أسماه "مكتبة المستقبل" بأنها مجموعة من الحواسيب ترتبط بحاسب مركزي. ومع التقدم المستمر في تقنيات تخزين المعلومات واسترجاعها والاتصال عن بعد أخذت تطبيقات الحاسب الآلي تغزو المكتبات بدءاً بعمليات الفهرسة وإنشاء الفهارس الآلية بقيادة مكتبة الكونجرس الأمريكية (LC) إلى عمليات الإعارة والتزويد وخدمات المعلومات المتنوعة. (١)

ومن هنا لم يعد موضوع رقمنة أعمال المكتبات يتناول على مستوى المختصين فقط أو في إطار نطاقات محلية، بل تجاوز الأمر ذلك إلى صلب اهتمامات الحكومات على المستويات الدولية، على اعتبار أن المعلومات قوة اقتصادية يجب الأخذ بزمامها.  ولقد كان من نتاج ذلك الاهتمام الدولي أن عقدت الكثير من المؤتمرات واللقاءات العلمية وأصدرت العديد من الدوريات المتخصصة التي تناقش القضايا المتعلقة بالمعلومات الرقمية والمجتمع الرقمي، ومما يؤيد بدايات ذلك التوجه تبني توصية اجتماع الدول السبع المصنعة في بروكسل عام 1995م التي تطالب بإنشاء مجتمع المعلومات من خلال تكثيف الربط الرقمي بين مختلف المكتبات. (٢)


ومما لاشك فيه أن ما تحقق من تطور وقفزات هائلة في تقنيات المعلومات والاتصالات قد ساهم وبشكل مباشر في ظهور الإنترنت، والتي مهدت الطريق لأكبر ثورة معلوماتية تحققت للبشرية، مما كان له الأثر في زيادة الزخم المعلوماتي الذي ينشر في كل لحظة، وهو الأمر الذي أضاف واجبات ومهام جديدة على المكتبة التقليدية، وقد واكب ذلك حاجات ومطالب ملحة من قبل المستفيدين يتوجب على المكتبة تلبيتها، كي تؤدي دورها الأساسي المتمثل في خدمة المجتمع. ومن أجل ذلك سعت المكتبات إلى قبول التغيير وملاحقة التطور في بيئة المعلومات، وتم الإعلان عن عدد كبير من مشروعات المكتبات الرقمية في كثير من دول العالم.

المكتبات الرقمية

وبنظرة عامة على التدرج التاريخي وحقب النمو والتطور التي عاصرتها المكتبات التقليدية، فإنه يمكن تسليط الضوء على عدد من المنعطفات الهامة التي أدت وبشكل رئيس في تشكيل ما يعرف حالياً بالمكتبات الرقمية، ومن أهمها:


  1. انضمام أوعية معلوماتية غير ورقية تعتمد على تقنيات إلكترونية في العرض والتسجيل كأشرطة الكاسيت والفيديو.
  2. استخدام الحاسب الآلي في عمليات الفهرسة وانتاج بطاقات مارك MARC، وما أعقب ذلك من بداية العمل بالفهارس الآلية OPAC.
  3. ظهور قواعد المعلومات المحوسبة على الخط المباشر Online Databases.
  4. بدء استخدام شبكات المعلومات المحلية والإقليمية والاستفادة منها في مراكز المعلومات والمكتبات البحثية.
  5. تطور تقنيات الحفظ وظهور الأقراص الضوئية كأوعية ذات قدرة عالية لتخزين المعلومات، الأمر الذي ساعد على التوسع في إنتاج ونشر قواعد المعلومات في شتى التخصصات، وقد استخدمت مشغلات خاصة على شكل أبراج Towers لتشغيل مجموعة منها مع ربطها بخادم وشبكة كي يتمكن المستفيدون من البحث فيها واسترجاع المعلومات.
  6. ظهور شبكة الإنترنت والتي ساهمت في دعم المشروعات المعلوماتية بشكل لم يسبق له مثيل، وقد شكل ذلك العامل الحاسم في دخول المكتبات سباق الرقمنة وحرصها على تدشين مواقعها على تلك الشبكة. (٣)


مفهوم المكتبات الرقمية


يعود استخدام مفهوم المكتبات الرقمية في الأدبيات التي تتناول التطورات التقنية في المجال المعلوماتي إلى عدة عقود مضت، من خلال الدراسات والبحوث العلمية والمقالات إضافة إلى الندوات والمؤتمرات وورش العمل وغيرها.


فقد نشرت بورقمان مقالاً تشرح فيه مفهوم المكتبة الالكترونية، حيث ذكرت أنها عبارة عن: 


  1. خدمة.
  2. تصميم وبناء.
  3. مجموعة من مصادر المعلومات وقواعد البيانات التي تتضمن نصوص وأرقام وصور ومواد سمعية وفيديو….
  4. مجموعة من الوسائل وإمكانيات البحث والاسترجاع والاستفادة من مصادر المعلومات المتاحة.


وذكرت بأن المؤسسة الوطنية للعلوم National Science Foundation عرفت المكتبات الرقمية بأنها: "مصادر معلومات يتم الوصول إليها من خلال الإنترنت". (٤) 


وقد أعلنت المؤسسة عن مبادرة المكتبات الرقمية عام 1993م وهدفت منها إلى دعم البحوث العلمية المتعلقة بالمكتبات الرقمية من حيث تمثيل البيانات الرقمية، وتصميم البرامج الخاصة بالبحث والاسترجاع، والترشيح، والتكشيف، والاستخلاص لأشكال المعلومات المختلفة، وكذلك السبل الكفيلة بتيسير عمليات بث المعلومات حول العالم من خلال الشبكات الدولية. كما قامت المؤسسة عام 1995م برعاية ورشة عمل حول الآثار الاجتماعية للمكتبات الرقمية، وكان من نتائجها أن طرح تعريف للمكتبة الرقمية بأنها:

 

"مجموعة من المصادر الالكترونية وما يتعلق بها من إمكانيات فنية لإنتاج المعلومات والبحث فيها والاستفادة منها ". وبذلك تكون المكتبات الرقمية نتاجاً لنمو نظم تخزين المعلومات واسترجاعها وبثها عبر الشبكات.


عناصر المكتبة الرقمية


قدم كل من بيشوب Bishop وستار Star ثلاثة عناصر أساسية للمكتبة الرقمية هي:


  1. توفر مجموعات من مصادر المعلومات، منظمة بطريقة معينة سواءً كان بعضها مادياً والآخر الكترونياً، أو كانت جميعها الكترونية.
  2. أن تشتمل تلك المجموعات على النصوص الكاملة ولا تقتصر على المعلومات الببليوجرافية أو الإحالات إلى مصادر معلومات أخرى.
  3. أن تكون مجموعاتها منتقاة يراعى في ذلك اهتمامات المستفيدين. (٥)


تصنيفات المكتبات الرقمية


ويذهب شاهين إلى جانب آخر حيث أوضح بأن المكتبات الرقمية ومشروعات الرقمنة السائدة في الوقت الحاضر يمكن تصنيفها إلى الأنواع الآتية:


  1. المكتبات الرقمية الدولية أو العالمية.
  2. المكتبات الرقمية الإقليمية.
  3. المكتبات الرقمية الوطنية.
  4. المكتبات الرقمية التخصصية أو الموضوعية.
  5. المكتبات الرقمية الأكاديمية.
  6. المكتبات الرقمية العامة.
  7. المكتبات الرقمية التابعة للمواقع الخاصة الفردية.
  8. المكتبات الرقمية التابعة لمواقع المؤسسات أو الهيئات.
  9. مكتبات الأطفال الرقمية.
  10. المكتبات الرقمية القابعة بالمنتديات الإلكترونية.
  11. المكتبات الرقمية لأحد أنواع أو أشكال مصادر المعلومات.
  12. مشروعات المحتوى الرقمي (مبادرات الرقمنة). (٦)


الحاجة إلى المكتبات الرقمية


مما لا شك فيه، أن المعلومة الصحيحة هي لب القرار الناجح، ومن المعلوم أن التقدم العلمي والتطور في المجالات كافة يسبقه حاجة متزايدة للمعلومات التي تبنى عليها المعارف والخبرات، ويواكب ذلك أيضاً نمواً في الطلب على المعلومات للمساعدة في اتخاذ القرارات اللازمة.  


وفي الكفة الثانية، نجد تزايداً مضطرداً في النتاج الفكري في أشكاله كافة؛ المكتوبة والمسموعة والمرئية. ونتيجة لذلك، فإن المؤسسات الثقافية التي تعنى بحفظ وتنظيم وإتاحة المعلومات تواجه كماً ضخماً من المواد المعلوماتية تفوق قدراتها وإمكانياتها التقليدية التي حتماً لا تواكب متطلبات العصر، ولا تلبي تطلعات جمهور المستفيدين في الحصول على المعلومات بالقدر المناسب والوقت المناسب، مما أوجد ضغوطاً متصاعدة حفزت المكتبات نحو دراسة واقعها ورسم استراتيجيات وخطط جديدة لمواجهة تلك التحديات.  


وقد أوضحت دراسة عماد عيسى بأن من أهم الأهداف التي تسعى إليها المكتبات في مسيرتها نحو إدخال التقنية في جميع وظائف المكتبة هو إتاحة مصادر المعلومات لجمهور المستفيدين في أي مكان كانوا وبقنوات ووسائل حديثة. (٧)


مزايا المكتبات الرقمية


إن الطفرة التقنية التي تمر بها المكتبات في هذا العصر قد جلبت معها تحولات في كثير من المفاهيم السائدة لدى جمهور المتعاملين مع المكتبات سواء من القائمين على شئونها أو من المستفيدين من خدماتها.  ويمثل ظهور المكتبات الرقمية تحولاً مهماً في مسيرة القطاع المعلوماتي، حيث تسعى تلك المكتبات إلى تذليل بعض العقبات التي تقف في طريق بث المعلومات والوصول إليها بيسر وسهولة، وذلك من خلال كسر القيود التي تربط بين المعلومات وأوعيتها، حيث كان توفر الوعاء المعلوماتي شرطاً للحصول على المعلومات. وكذلك كسر القيود التي تربط بين المكان والزمان والمستفيد، حيث كان الوصول إلى مكان المكتبة في أوقات عملها شرطاً للوصول إلى المعلومات (٨) 


ويمكن أن نذكر عدداً من المميزات التي ساهمت المكتبات الرقمية في بلورتها، ومن أهمها:


  1. أنها توفر رافداً جديداً لكم هائل من المعلومات المتاحة على وسائط رقمية، ومن هنا نشأ مفهوم الإتاحة Access بدلاً من تملك أوعية المعلومات Ownership المعتمد في المكتبات التقليدية.
  2. كسر الحواجز المكانية والزمانية بإتاحة المعلومات بشكل مباشر، الأمر الذي يفتح المجال للكثير من فئات المجتمع المحلي والعالمي للاستفادة من خدمات المكتبة.    
  3. سهولة البحث في محتويات المكتبة واسترجاع المعلومات بوسائل وطرق جديدة.
  4. انخفاض التكلفة التشغيلية للمكتبة الرقمية مقارنة بالمكتبة التقليدية، وذلك من نواحٍ عدة وفي مقدمتها البنية التحتية، وإدارة المجموعات، وخدمات المعلومات من خلال التكتلات المكتباتية Library Consortia.
  5. توفير خدمات معلوماتية بتقنيات جديدة كالبث الانتقائي للمعلومات، والخدمة المرجعية الآلية المباشرة، واستخدام البرامج المساندة كبرامج معالجة النصوص، والترجمة الآلية، والبريد الإلكتروني، وغيرها.
  6. سهولة تحديث المجموعات الرقمية.
  7. المحافظة على مواد المعلومات النادرة مع إتاحتها لعدد أكبر من المستفيدين من خلال تحويلها إلى مواد رقمية يتم الوصول إليها عن بعد.
  8. توفير قناة اتصال فعَّالة ومباشرة بين منتج المعلومة والمستفيد منها، وكذلك فيما بين المستفيدين بعضهم البعض من خلال مجموعات النقاش والقوائم البريدية المتخصصة.
  9. تقليص المدى الزمني الذي تسير فيه المعلومة من مصادرها الأولية إلى المستفيدين، مما يساهم في زيادة قيمة المعلومة. (٩)


إنشاء المكتبات الرقمية

عند التخطيط لإنشاء المكتبة الرقمية أو التحول من مكتبة تقليدية إلى رقمية، فإن ذلك لابد أن يمر في مراحل تدريجية، لكل منها متطلباته المادية والبشرية والتنظيمية. ويمكن إيجاز تلك المتطلبات فيما يلي:


أولاً: المتطلبات المادية

يأتي في مقدمة هذه المتطلبات ضرورة توفر الدعم المالي اللازم للصرف على المشروع من خلال ميزانية محددة وبناءً على دراسة الاحتياجات الحالية والمستقبلية. ويتطلب إنشاء المكتبة الرقمية توفير عدد من الأجهزة الخاصة بتحويل مصادر المعلومات من أشكالها التقليدية إلى الشكل الرقمي، كالحاسبات الآلية وملحقاتها، والماسحات الضوئية، والأجهزة الخاصة بالتحويل لرقمي، يصاحب ذلك توفير مجموعة البرمجيات، ونظم التشغيل، وبمعنى آخر تهيئة البنية التحتية اللازمة للتزود بالمعلومات الرقمية وتنظيمها وتداولها.


ثانيا: المتطلبات البشرية

وتتضمن تأهيل وتدريب الكوادر البشرية الإدارية والفنية على المهارات اللازمة للتعامل مع الأنظمة الآلية والتطبيقات الرقمية، كما أنه من الأهمية بمكان استيعاب اللوائح والأنظمة المعمول بها في هذا المجال، مع إدراك الفارق والتغير في أداء المهام والانتقال من وظائف أمين المكتبة التقليدية إلى وسيط معلومات يقوم بعمليات معالجة المعلومات وتحليلها وتنظيمها وبثها عبر مختلف القنوات الرقمية.


ثالثاً: المتطلبات التنظيمية

يتعين على إدارة المكتبة الرقمية المزمع إنشاؤها أو عند تحويل مواد المكتبة النصية، من تقارير وبحوث وكتب ومقالات وغيرها إلى مواد رقمية، أن تحصل على تصاريح مسبقة تضمن عدم المساس بالحقوق الفكرية للمؤلفين.  ومن ناحية أخرى فإنه يتوجب على القائمين على المكتبة الرقمية أن يكون لديهم الخبرة في إبرام العقود والاتفاقيات الخاصة بتداول المعلومات فيما بين موردي المعلومات والمكتبة وكذلك فيما بين المكتبة والمستفيدين، وعليهم الالتزام بالمواد والقوانين التي تحدد الإطار العام للاستخدام. (١٠)


رابعاً: المتطلبات المعلوماتية


وهي بمثابة الروح في كيان المكتبة الرقمية والهدف من إنشائها على اعتبار أن المكتبات كانت ولا تزال المكان المعتاد والمناسب لحفظ المعلومات والملاذ الآمن للباحثين عن المعلومات الموثوقة.  ومن هذا المنطلق، يهتم القائمون على المكتبة بوضع سياسة لاختيار مصادر المعلومات المناسبة وتحري الدقة في تطبيقها.  ويمكن النظر إلى المتطلبات المعلوماتية من جانبين رئيسين هما:


أولاً، سلامة المصادر التي تغذي المكتبة الرقمية بالمحتوى المعلوماتي، من حيث الثقة والجودة والإتاحة والتكلفة والبقاء...الخ.  


وثانياً، سلامة المحتوى المعلوماتي نفسه، من حيث مناسبته وحداثته وشموله وعمقه...الخ. (١١)


  تصميم مواقع المكتبات الرقمية

تعد جودة التصميم من أهم العناصر التي يجب مراعاتها عند بناء موقع للمكتبة الرقمية على شبكة الانترنت، فهي أهم معايير الحكم على جودة الموقع بشكل عام، وبوابة الترحيب الأولى لدخول الموقع والاستفادة مما يقدم من خلاله من خدمات. ومن أهم العوامل المتعلقة بتصميم الموقع ما يلي:


  1. المستفيدون: وهم المستهدفون بشكل مباشر من إنشاء الموقع، ولذلك فإنه يجب إدراك خصائصهم وطبيعتهم وحاجاتهم، قبل الشروع في خطة التصميم.
  2. الاستخدام: يجب مراعاة سهولة الدخول واستخدام الموقع قدر الإمكان، وأن يتم استعمال الصور وغيرها من الوسائل التوضيحية بشكل منسق ومعتدل حتى  يؤثر ذلك على سهولة تصفح الموقع. 
  3. التنظيم: ويقصد به الطريقة المتبعة في توزيع وتنظيم المعلومات المتاحة على موقع المكتبة بما يضمن سهولة الاستيعاب وسرعة الوصول إلى المعلومات المطلوبة. (١٢)


إتحاد المكتبات الرقمية


في الحقيقة أنه من الصعوبة بمكان أن نفصل بين الجهود والمبادرات التي تدعمها وتتبناها جهات عديدة، قد لا تربطها وشائج قوية ومباشرة بالمكتبات الرقمية، وبين جهود أخرى لتلك الجهات قد لا تحمل مسميات رقمية، لكنها في المحصلة النهائية مهدت الطريق وأوجدت البيئة المناسبة والبنية الأساسية لظهور المكتبات الرقمية وتطورها.  


فالمساهمات التي تقدمها اللجان الفنية المتخصصة في هيئات المواصفات والمقاييس، وجمعيات واتحادات المكتبات والمعلومات سواءً المحلية منها أو الإقليمية أو الدولية، جميعها تؤدي بطريقة معينة إلى تراكم المعارف والخبرات والتجارب الهامة والتي تستثمر في مجالات التحسين والتطوير للمهنة بشكل عام.  ولكن، وحتى نكون أكثر إنصافاً، فإن هناك بعضاً من المؤسسات التي تسعى أكثر من غيرها وتكثف الجهود وتركزها في جوانب متخصصة في قضايا المكتبات الرقمية، ولعل من أهمها اتحاد المكتبات الرقمية The Digital Library Federation الذي تأسس في الأول من مايو عام 1995م، بتمويل وإشراف مباشر من مجلس مصادر المكتبات والمعلومات: (CLIR The Council on Library and Information Resources) ومقره مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية. 


ولقد كان الهدف الأساسي من إنشاء الاتحاد هو توفير بيئة تعاونية للمكتبات الرقمية على المستوى الدولي في سبيل إتاحة مزيدا من المصادر الرقمية للباحثين حول العالم. ويعتمد الاتحاد في تحقيق أهدافه على ما يتيحه أعضاء الاتحاد من إمكانيات مادية وبشرية وتقنية. وتتمثل هذه الأهداف فيما يلي:


  • تطوير وتبني المواصفات الفنية في مجال الرقمنة.
  • العمل على تحسين الأساليب المتبعة في المكتبات الرقمية.
  • تقاسم المصادر والجهود والإمكانات الأساسية فيما بين مكتبات الاتحاد.
  • تشجيع ومساندة مشروعات رقمنة مصادر المعلومات على المستوى الدولي.


ويتألف الهيكل الإداري للإتحاد من خمس مكونات رئيسة هي:  


  1. مكتب المدير التنفيذي Office of the Executive Director، ويرأسه المدير التنفيذي الذي يدير مجموعة من الموظفين المكلفين من قبل CLIR للعمل على تدبير شئون الاتحاد الإدارية والمالية.
  2. مجلس الأمناء Board of Trustees، وهو الجسم النامي في الاتحاد، حيث يتشكل من ممثلين لمجموعة المكتبات الأعضاء وبمشاركة رئيس CLIR، ويعقد اجتماعاته مرتين في السنة.
  3. اللجنة التنفيذية Executive Committee، وتعمل هذه اللجنة على التنسيق فيما بين أعمال مجلس الأمناء، ومكتب المدير التنفيذي، وكذلك CLIR، كما تقدم مقترحات تتعلق بخطط الاتحاد الإستراتيجية وبرامجه، وتنظيم جداول الاجتماعات.
  4. مشروعات الاتحاد DLF Initiatives، وتمثل مشروعات الأبحاث والمبادرات التي تهدف إلى تطوير أساليب وأدوات العمل في المكتبات الرقمية.
  5. منتدى الاتحاد DLF Forums، ويعقد هذا المنتدى بصفة دورية، ويدعى إليه كل المكتبات الأعضاء في الاتحاد إضافة إلى ممثلين للعديد من المؤسسات المهنية ذات العلاقة بأنشطة الاتحاد في القطاعين الخاص والعام، ويقدم في جلسات المنتدى العديد من أوراق العمل، كما يتم استعراض أنشطة الاتحاد ومشروعاته، وتتم مناقشتها.


سؤال وجواب عن المكتبات الرقمية


كل ما يخص المكتبات الرقمية؟


المكتبات الرقمية هي مجموعة من الوثائق المدخلة إلى الشبكة العنكبوتية، وهي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت. يشمل ذلك الكتب، الصور، الصوت، الفيديو، البيانات، المجلات العلمية، الأبحاث، الجداول الزمنية، الخرائط، النصوص الشعبية، الأغاني، 

الصور الفوتوغرافية.


ما هو الفرق بين المكتبة الرقمية والمكتبة التقليدية؟


الفرق الرئيسي بين المكتبة الرقمية والمكتبة التقليدية هو الوسيلة التي يتم استخدامها للوصول إلى المصدر المعلوماتي. المكتبة الرقمية هي مجموعة من الوثائق الرقمية التي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت، في حين أن المكتبة التقليدية هي مجموعة من الوثائق الطبعية التي يجب الذهاب إليها في المكان الذي توجد فيه المكتبة للوصول إليها.


وهناك فروق أخرى بين المكتبتين الرقمية والتقليدية، وهي:


الوصول: المكتبة الرقمية يمكن الوصول إليها من أي مكان، في حين المكتبة التقليدية يجب الذهاب إليها في المكان الذي توجد فيه.


التصفح: يمكن التصفح الكتب والمصادر الأخرى في المكتبة الرقمية عبر الإنترنت، في حين التصفح في المكتبة التقليدية يجب الذهاب الى الأماكن المخصصة لها.


الإطلاع: يمكن الإطلاع على المصادر الأخرى في المكتبة الرقمية من خلال الإطلاع على الصورة الرقمية للوثيقة، في حين الإطلاع في المكتبة التقليدية يجب الذهاب إلى أماكن كل كتاب أو رسالة أو وثيق.


ما هي أكبر مكتبة رقمية في العالم؟


إحدى أكبر المكتبات الرقمية في العالم هي المكتبة الرقمية الوطنية للولايات المتحدة. هي المصدر الرئيسي للوثائق الرقمية الحكومية الأمريكية، وتشمل الكتب، الصور، الصوت، الفيديو، البيانات، الأبحاث، الجداول الزمنية، الخرائط، النصوص الشعبية، الأغاني، الصور الفوتوغرافية.


من الأمثلة على المكتبات الرقمية؟


هناك العديد من المكتبات الرقمية التي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت، بعض الأمثلة على هذه المكتبات هي:


المكتبة الرقمية الوطنية للولايات المتحدة: هي المصدر الرئيسي للوثائق الرقمية الحكومية الأمريكية.


المكتبة الرقمية الجامعية الدولية: هي مجموعة من الأبحاث العلمية والأعمال الأدبية الشهيرة الذي يتضمن الصحف، الدوريات، الأعمال الأدبية، الخرائط، الصور الفوتوغرافية، والمزيد.


المكتبة الرقمية الأوروبية: هي المصدر الرئيسي للثقافة الأوروبية الرقمية، تشمل الكتب، الصور، الصوت، الفيديو، البيانات، الأبحاث، الجداول الزمنية، الخرائط.


هل يعتبر اليوتيوب مكتبة رقمية؟

يعتبر اليوتيوب مشغل محتوى رقمي، بل يعد من أكبر الشبكات الإجتماعية الرقمية التي تشغل محتوى رقمي مختلف بما في ذلك الفيديوهات، ولكن يشبه اليوتيوب مكتبة الوصول الى المحتوى الرقمي المختلف، لكن اليوتيوب ليست مكتبة رقمية في الحقيقة، لأن المكتبات الرقمية الحقيقية توفر الوصول الى المصادر الرقمية المختلفة التي قد تشمل الكتب الإلكترونية، الصور، الوثائق، الصوت، الفيديوهات، البيانات، الأبحاث العلمية، وغيرها.

قائمة المراجع:


١- الجبري، خالد عبدالرحمن دور الإنترنت في دعم وتطوير وظائف المكتبة، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، (٧) ١، ١٤٢٢هـ، ص ٦٦-٨٢.


٢- داود، حسن طاهر، الحاسب وأمن المعلومات، معهد الإدارة العامة، الرياض، ١٤٢١هـ.


٣- Russell, Carrie (2003). Fair use under fire .Library Journal, (128) 13,  pp 32-34.


٤- Borgman, Christine L (1999). What are digital libraries? Competing visions, Information Processing and Management, (35) 3.  pp.47-68.


٥- Previous reference.


٦- شاهين، شريف كامل مجتمع المعرفة والمكتبة الرقمية العالمية، نموذج مقترح لمعايير اختيار المحتوى لضمان التكامل المعرفي، بحث مقدم في المؤتمر الثامن عشر للإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، جدة (٧-١٠ ذو القعدة ١٤٢٨هـ). 


٧- صالح، عماد عيسى، مشروعات المكتبة الرقمية في مصر، دراسة تطبيقية للمتطلبات الفنية والوظيفية، رسالة دكتوراه، جامعة حلوان، حلوان، ٢٠٠٤.


٨- بو عزة، عبدالمجيد صالح، المكتبات الرقمية: تحديات الحاضر وآفاق المستقبل، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، ١٤٢٧هـ.


٩- المالكي، مجبل لازم، المكتبات الرقمية وتقنية الوسائط المتعددة،  عمان، الوراق، ٢٠٠٥.


١٠- المرجع السابق نفسه. 


١١- Graham, Peter S (1995). Requirements for the digital research library, [7/8/2007].


١٢- الشويش، علي بن شويش، تقنيات المعلومات في المكتبات الرقمية، لقاء خدمات المعلومات في المكتبة الرقمية، إدارة مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية، وزارة التربية والتعليم، الرياض، ١٤٢٦هـ.



reaction:

تعليقات