القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

الاستيعاب القرائي

الاستيعاب القرائي

مفهوم الاستيعاب القرائي: عدّ أغلب الباحثين أن الاستيعاب عملية من عمليات التفكير التي تتطلب نشاطاً ذهنياً مركباً يستدعي عدداً من المهارات، ويأخذ أنماطاً من الأفعال والنشاطات التي يقوم بها الفرد من أجل تحقيق المعرفة والفهم. (١)

ويمثل الاستيعاب عملية استراتيجية تمكن القارئ من استخلاص المعنى من النص المكتوب، وهو عملية معقدة تتطلب التنسيق لعدد من مصادر المعلومات ذات العلاقة المتبادلة (٢)، وأنه ينظر الى الاستيعاب على أنه حل للمشكلة، شأنه في ذلك شأن المشكلة الرياضية، إذ تتضمن انتقاء للعناصر الصحيحة لحل المشكلة، وتحديد حجم تأثير كل عنصر وقوته، ويقوم القارئ بأعمال عقله، لمحاولة فهم كل كلمة من الكلمات المكونة للموضوع (٣)، ولهذا يقوم القارئ ببناء مجموعة من التصورات العقلية لمعلومات وأفكار النص، بدءاً بمستويات معرفية دنيا وانتهاء بمستويات أكثر تعقيداً. (٤)

الاستيعاب القرائي

العوامل المؤثرة في الاستيعاب القرائي


هنالك الكثير من العوامل التي تؤثر في قدرة القارئ على استيعاب النص القرائي، ومن هذه العوامل:


  1. العوامل العاطفية: وهي مفهوم الذات، وتأثير المعلم، والمادة الدراسية.
  2. العوامل الاقتصادية والاجتماعية: التي يقصد بها تحرك العائلة وثباتها.
  3. الخبرة السابقة: ومن شأنها أن تسهل على القارئ عمليات الاستنتاج، وفهم المعنى الضمني والظاهري وعملية النقد.
  4. النضج العام للقارئ المتمثل في النمو الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي وهو يتفاوت من قارئ الى آخر.
  5. العوامل التربوية: وهي التعليم غير الملائم للقراءة، والأعداد غير المناسب للمعلمين، وفقر الاستراتيجيات عند المعلمين، وشدة تأكيد مهارة واحدة من مهارات القراءة.
  6. القدرة العقلية: ثبت أن هناك ارتباطاً بين القدرة أو مستوى الذكاء العام ودرجات اختبار القراءة. وهذا العامل له أثر كبير في مجال القدرة على فهم المقروء بدقة وسرعة. (٥)


مستويات الاستيعاب القرائي


وقد تنوعت مستويات القراءة بوصفها عملية تفكير، وقسمها بعضهم إلى:


  1. مستوى الفهم الحرفي: ويقصد به قدرة القارئ على فهم الكلمات والجمل والافكار فهماً مباشراً، كما وردت في النص صراحة، ويشمل تذكر الحوادث التفصيلية في المقروء وربطها بالافكار الرئيسة.
  2. مستوى الفهم الاستنتاجي: ويقصد به قدرة القارئ على تحديد المعاني الضمنية العميقة التي أرادها الكاتب ولم ترد صراحة في النص، ويشمل القدرة على التعمق في المعاني والأفكار الواردة في النص وإدراك العلاقات بين الأسباب والنتائج، والقدرة على تكوين استنتاجات واستدلالات منطقية.
  3. مستوى الفهم الناقد: ويقصد به قدرة القارئ على إصدار الحكم على النص المقروء لغوياً، ودلالياً، ووظيفياً، على وفق قواعد وأسس ومعايير وأطر مرجعية مناسبة، ويتضمن القدرة على توظيف المقروء في حل المشكلات والقدرة على ابتكار حلول بديلة ممكنة.
  4. مستوى الفهم التذوقي: ويقصد به قدرة القارئ على الفهم العميق القائم على خبرته التأملية، وإحساسه بخلجات الكاتب ومشاعره.
  5. مستوى الفهم الإبداعي: هو مستوى عال من الفهم يتطلب من القارئ ابتكار أفكار جديدة غير مألوفة (المبادرة والابتكار والخروج عن المألوف)، إذ يتمكن القارئ من التنبؤ والاستدلال وإدراك الأفكار وتسلسلها ونقد المقروء وتقويمه. (٦)


مهارات الاستيعاب القرائي


  1. أتحديد الأفكار الرئيسة: إن نجاح المتعلم أو إخفاقه في المادة الدراسية يتوقف على تحصيله هذه الافكار، والافادة منها في تطوير بنائه المعرفي وإثراء خبراته السابقة، وللمعلم الدور الأكبر في تنمية هذه المهارة عند طلبته عن طريق تثبيته من أنهم قادرون على البحث الدقيق داخل المادة المكتوبة.
  2. بالقدرة على قراءة التعليمات والتوجيهات: يتدرب المتعلمون على اكتساب خبرة المدرسين  وطريقتهم في الحياة، والإفادة منها في تتبع التعليمات والتوجيهات داخل النص المقروء، وهذا يستلزم الكثير من الحذر والانتباه عند تتبع التعليمات خطوة خطوة.
  3. الاستدلال والاستنتاج مما يقرأ: مهمة المعلم تدريب المتعلم على القراءة المركزة والدقيقة للموضوع، وتدريبهم على الربط بين الأفكار، وإدراك العلاقات بين الحوادث المختلفة ليتمكنوا من القيام باستنتاجات تؤدي الى معرفة جديدة ذات معنى.
  4. معرفة أسلوب الكاتب: هي معرفة المتعلمون بطريقة عرض الكاتب لموضوعه، وطريقة عرضه للأفكار وأسلوبه في سوق الحجج والادلة التي تدعم آراءه.
  5. تحديد سمات النص المقروء: لكل نص سمات وخصائص يتصف بها، تميزه من غيره من النصوص المقروءة، ومعرفة المتعلمون بهذه السمات ،توصلهم إلى فهم أعمق للنص.
  6. القدرة على تحديد غرض الكاتب: لكل نص مقروء هدف وغرض، ومعرفة المتعلمون غرض الكاتب وهدفه من النص المقروء، يعني انهم قد استوعبوا النص المقروء. (٧)


عناصر الاستيعاب القرائي


  1. الاستعداد العقلي: الذي يعني أن عقل القارئ بلغ من النضج درجة تمكنه من إدراك الرموز المكتوبة وفهم معانيها والتعامل مع الخبرات الجديدة.
  2. الاستعداد العضوي: الذي يعني بلوغ الأعضاء التي تشترك في عملية القراءة مستوى من النضج يجعلها قادرة على أداء ما منوط بها في العملية وهذا يعني أن كلاً من البصر والسمع وأعضاء النطق في وضع مؤهل لأداء دوره في القراءة.
  3. الاستعداد النفسي: يعني أن يكون القارئ على مستوى من الدافعية نحو القراءة الذي يزيد من فعاليته ومستوى دافعيته نحو القراءة، لأن الدافع النفسي يعد عاملاً مهماً وفعالاً في عمليات التعلم، وعلى هذا يعد الأساس النفسي من العناصر التي تسهم في عملية الاستيعاب.
  4. الخبرات السابقة: إذا كانت القراءة عملية ذهنية مهارية معقدة فإن التمكن من مهاراتها يقتضي زيادة التدريب والتمرس، وأن عملية الاستيعاب القرائي تتأثر إلى حد كبير بالخبرات السابقة التي مر بها القارئ وشكلت البنية المعرفية لديه، لأنها تعد الأساس الذي تبنى عليه الخبرات الجديدة. (٨)


قائمة المراجع:


١- الدليمي، طه علي، وسعاد عبد الكريم الوائلي، اتجاهات حديثة في تدريس اللغة العربية، ط١، مطبعة عالم الكتب، عمان - الأردن، ٢٠٠٩، ص ٩.


٢- شحاتة، حسن، وزينب النجار، معجم المصطلحات التربوية والنفسية، ط١، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة - مصر، ٢٠٠٣، ص ٢٣٢.


٣- عبد الباري، ماهر شعبان، استراتيجيات فهم المقروء (أسسها النظرية وتطبيقاتها العلمية)، ط١، دار المسيرة، عمان - الأردن، ٢٠١٠، ص ٣٠.


٤- عبد الله، سامية محمد، استراتيجيات الفهم (الأسس - النماذج)، ط١، دار كنوز المعرفة، عمان، ٢٠١٥، ص ٢٢.


٥- الدليمي، طه علي، وسعاد عبد الكريم الوائلي، اتجاهات حديثة في تدريس اللغة العربية، ط١، مطبعة عالم الكتب، عمان - الأردن، ٢٠٠٩، ص ٢٩.


٦- زاير، سعد علي، وعهود سامي هاشم، كيف نصل للفهم القرائي (القراءة، المطالعة، الفهم القرائي، نماذج الفهم القرائي )، ط١، دار الرضوان، عمان - الأردن، ٢٠١٦، ص ٨٥.


٧- السلطاني، حمزة هاشم، وعمران جاسم الجبوري، المناهج وطرائق تدريس اللغة العربية، ط١، دار الصادق، بابل، ٢٠١٦، ص ٢٦٩.


٨-  عطية، محسن علي، الكافي في أساليب تدريس اللغة العربية، ط٢،  دار الشروق، عمان - الأردن، ٢٠٠٦، ص ٤٣.




reaction:

تعليقات