بحث كامل عن الرسوم المتحركة
تعد أفلام الرسوم المتحركة من أهم الوسائل التعليمية التي تقوم على التلاحم السمعي البصري بحيث تخاطب حاستي السمع والبصر لدى المتعلمين وتحقق الأهداف المنشودة في حيز من الجاذبية والتشويق. ولم تكن أفلام الرسوم المتحركة لتحدث بالغ الأثر في نفوس المشاهدين ما لم تحت العين على خاصية ثبات الرؤية (Persistence of Vision) حيث تقوم الخلايا المشكلة لشبكية العين بتثبيت وحفظ الإطار الصورة المرسومة والذي تشاهده لفترة زمنية محدودة تقارب (١ على ١٢) من الثانية ريثما يُعرض الإطار اللاحق، مما يعطي المشاهد إياءً بالحركة يُسمى وهم الحركة (Illusion of Movement)؛ وبذلك فإن سرعة الرسوم المتحركة يجب ألا تقل عن (۱۲) إطار في الثانية، وعادة ما تستخدم شاشة السينما (٢٤) إطارا في الثانية لإعطاء الرسم المتحرك حركة واقعية وطبيعية بصورة أفضل، في حين يستخدم التلفاز ما بين (٢٥) و (۳۰) إطاراً في الثانية.
وعلاوة على ما سبق، يمكن القول أن استخدام الرسوم المتحركة في العملية التعليمية يعد من أهم ما يؤصل متعة التعلم في نفوس المتعلمين ويسهم في إبقاء أثر التعلم لديهم. (١)
لماذا نرى الرسوم متحركة؟
تفسر لنا نظرية "ثبات الرؤية" سبب انخداع أعيننا في رؤية الحركة، حيث تحتفظ عقولنا بالصورة لجزء من الثانية بعد مرورها ولو رأت أعيننا سلسلة من الصور الثابتة صورة تلو الأخرى بسرعة كبيرة فإن تلك الصور تبدو متحركة لأن أعيننا لا تستطيع التكيف مع الصورة سريعة الحركة وهذا يعني أنها تبقى على شبكية العين بعد زوالها وتأتى الصورة الثانية فتتداخل معاً وتعطي الإحساس بالحركة.
وتتكون الرسوم المتحركة من مجموعة من الصور المفردة وكل صورة تسمى لقطة أو أطار وإذا تمعنت في داخل كل لقطة فسوف تجد أن محتواها هو صورة ثابتة لا تتحرك فإذا وجدت في أحد اللقطات صورة سباح فسوف تجدة ثابت لا يتحرك بعكس ما يحدث عندما يعرض هذا السباح على شاشة العرض. (١٢)
أهمية الرسوم المتحركة في العملية التعليمية
إن هذا التطور في تقنيات الاتصالات وتعدد خدماتها، وتنوعها، وسرعة تطورها يفرض علينا عدم تجاهلها أو التغاضي عنها، وضرورة توظيفها في العملية التعليمية، واعتبارها جزءًا مهما فيها، فقد أصبح لازمًا على المؤسسات التربوية تطوير أنظمتها التعليمية، والابتعاد عن القوالب الجامدة التقليدية، وتوفير طرائق تدريسية حديثة تواكب التطور والتقدم الذي يعيشه العالم في ضوء الطلب الكبير على توفير التطبيقات التقنية الحديثة التي تتسم بالكفاءة والتصميم الجيد الجاذب، ففيديوهات الرسوم المتحركة تمنح الطلبة فرصة التعلم الذاتي، وتشجعهم على البحث والتفكير والاطلاع وتنقلهم إلى العالم الخارجي بسهولة دون عناء. (٣)
خصائص الرسوم المتحركة
للرسوم المتحركة دور بارز في جذب الطلبة؛ وذلك بسبب إتاحتها لكل من الصوت والصورة والحركة والطريقة المشوقة التي تعرض فيها القصص واستخدامها للألوان والأشكال الجالبة للنظر، فتعد من أكثر الوسائط التي يتم توظيفها في تنمية المفاهيم لدى الطلبة، وتنمية ميولهم، والمساهمة في تنظيم أفكارهم داخل الموقف التعليمي، وجعل عملية التعلم عملية تتميز بالأصالة والعمق.
تتسم الرسوم المتحركة بعدد من الخصائص التي تميزها وقد حددت بالنقاط الآتية:
- تعد الرسوم المتحركة إحدى الفنون المؤثرة بشكل كبير لما تقدمه من قدرات غير محدودة توفر الفرصة للإبحار في خيال الطالب.
- تحاكي الرسوم المتحركة الواقع، إذ من الممكن توظيف تقنيات الرسوم المتحركة من أجل عرض فكرة ما متاحة بالمنهاج التعليمي بصورة ممتعة.
- الرسوم المتحركة ذو بيئة ملائمة لعدد صغير أو كبير من الطلبة المشتركين بالاهتمامات والأهداف التعليمية الواحدة، بحيث تزيد من فاعلية التعلم والتعليم في مجموعات التعلم .
- تتسم الرسوم المتحركة بالصور والأشكال المعبرة، والألوان ذات الجاذبية، وقصصها الإبداعية المشوقة.
- ترفع الرسوم المتحركة من مستوى المحتوى التعلمي، وتعمل على توضيح المفاهيم الغامضة.
- تستنبط الرسوم المتحركة شخصياتها من الواقع، سواء من الإنسان أو الحيوان او حتى الجماد، وبعدها تخرج بصورة غير مألوفة مما يمنحها جمالا خاصا بها. (٤)
قائمة المراجع:
١- ريم بنت بكر عبدالغني الصائغ، أثر استخدام التعليم المبرمج القائم على الرسوم المتحركة في التحصيل الدراسي والاتجاه نحو اللغة الانجليزية لدى تلميذات الصف السادس الابتدائي، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ٢٠١٢، ص ٢٢.
٢- منار خيرت على أحمد، تأثير برنامج تعليمى باستخدام الرسوم المتحركة على تعلم سباحة الزحف على البطن للمبتدئين، أطروحة دكتوراه كلية التربية الرياضة للبنات، جامعة الزقازيق، ٢٠١٠، ص ١٥-١٦.
٣- هديل محمد أحمد راتب الرجال، أثر استخدام الرسوم المتحركة في اكتساب المفاهيم الصرفية في مبحث اللغة العربية لدى طلبة الصف السادس الأساسي في الأردن، رسالة ماجستير، كلية الدراسات العليا، الجامعة الأردنية، ٢٠٢١، ص ١٢-١٢،
٤- المرجع السابق، ص ١٣-١٤.
تعليقات
إرسال تعليق