القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

الاتجاهات، المفهوم، الأهمية، الخصائص، الأنواع

الاتجاهات، المفهوم، الأهمية، الخصائص، الأنواع

يعتبر أول من استخدم مصطلح الاتجاهات الفيلسوف الإنجليزي هربرت سبنسر (H.spencer)، وذلك عام 1862م، ومصطلح الاتجاهات ترجمة لمصطلح (Attitude) في اللغة الانجليزية. (١)(أ) 


ومما لاشك فيه أن الاتجاهات تقوم بدور مهم في استجابات الفرد المختلفة للمثيرات المتباينة التي يتعرض لها في حياته اليومية، وقد تكون هذه الاستجابات نتيجة لمثيرات إيجابية، أو سلبية بناء على تقبله أو رفضه لتلك المثيرات، وتعمل الاتجاهات على تنظيم العمليات الانفعالية والإدراكية والمعرفية من جهة، ومن جهة أخرى تعمل على توجيه الفرد إلى اتخاذ السلوك الملائم والقبول لأفراد الجماعة، كما أنها تساعد الجماعة على اتخاذ القرارات في بعض المواقف الاجتماعية والنفسية بثقة تامة. (ب)

مفهوم الاتجاه

          

صنف التربويون الأهداف التربوية لعملية التعليم إلى مجالات: معرفية، ومهارية، ووجدانية، ولعل المجال الوجداني هو الذي يشمل جميع أنواع السلوك التي تمثل الاتجاهات والقيم والميول التي تدفع المتعلم نحو التعلم. (٢)


والاتجاه كما وصفه عبد القادر تكوين فرضي يستخدم لتفسير ترابط استجابات القبول أو الرفض عند الفرد إزاء موضوع أو قضية أو موقف معين يبين أن تحديده لا يأتي بشكل مباشر، إنما يستدل عليه عن طريق آثاره ونتائجه. (أ)


ويرى عبد المنعم بأن الاتجاه تنظيم ثابت نسبياً للعمليات الإدراكية والانفعالية والدافعية حول بعض الأشياء، أو الأحداث، أو المواقف، أو على أنه يحتوي على مكونات معرفية، وانفعالية، وسلوكية، وبواسطته يستطيع الفرد أن يميز بين ميزات البيئة المختلفة بحيث يسلك سلوكاً إيجابياً أو سلبياً نحوها. (ب)


وممن عرف الاتجاه المخزومي بأنه: الأثر الناتج عن إدراك وشعور الفرد نحو موضوع معين؛ مما يجعله يسلك سلوكاً إيجابياً أو سلبياً. والاتجاهات لا يمكن أن تتكون عند الأفراد تلقائياً، بل لابد أن تخضع في تكوينها لقوانين التعلم، ومبادئ التدريب. (ت)


أهمية دراسة الاتجاهات


تعتبر الاتجاهات من الدعائم الهامة التي ينبغي الاهتمام بها للأسباب التالية:


  1. الاتجاهات تيسر للفرد القدرة على السلوك وإتخاذ القرارات المناسبة بشيء من الاتساق والتوحيد.
  2. الاتجاهات تعطي صورة واضحة للعلاقة بين الفرد والعالم المحيط به.
  3. الاتجاهات توجه إستجابات الأفراد بطريقة ثابتة تجاه الأشخاص أو الأشياء.
  4. الاتجاهات تساعد الفرد على التفكير وإدراك الموضوعات الخارجية بطريقة محددة.
  5. الاتجاهات تعكس في سلوك الفرد وتصرفاته سواء كان ذلك في أقواله وأفعاله وثقافته وتفاعله مع الآخرين.
  6. الاتجاهات يمكن أن تغيرها عن طريق العلم والدراسة وطرق التدريس المختلفة. 
  7. الاتجاهات المعلنة تعبر عن انصياع الفرد لما يسود مجتمعه من معايير وقيم. (٣)


خصائص الاتجاهات


تتسم الاتجاهات بالثبات النسبي إما الإيجابية (التأييد المطلق) أو السلبية (المعارضة المطلقة)، وعلى الرغم من ذلك لا يمكن القول بأن الاتجاهات غير قابلة للتغيير والتعديل، فمن الممكن تعديلها وتطويرها لتدعيم الاتجاهات المرغوبة. 


والاتجاهات متعلمة مكتسبة وليست وراثية، وتتسم بالذاتية أكثر من الموضوعية؛ فاتخاذ القرار يعبر في المحصلة النهائية عن اتجاه معين تبناه صاحبه، وهي قابلة للقياس والتقويم حيث يستدل عليها من خلال سلوك وردود أفعال الشخص الملاحظ أو المقيس ويمكن من خلال ذلك التنبؤ بها، وتعد دراسة الاتجاهات عاملاً مهماً في رسم حدود الصلة بين توجهات الأفراد وقيم المجتمع العامة. (٤)


وظائف الاتجاهات


وترجع أهمية الاتجاهات للوظائف التي تؤديها في بناء الشخصية والسلوك الظاهر، وحددها سميث ١٩٤٧م في خمسة وظائف هي:


  1. وظيفة التنظيم والاتصال: فيعمل الاتجاه كمنسق للعمليات النفسية الأساسية (إدراك، شعور، دافعية ...) في مجال عالم الفرد السيكولوجي من جهة، ومن جهة أخرى حين تتحد هذه العمليات يتكون الاتجاه ويعمل وسيط اتصال بالبيئة الخارجية مؤثراً ومتأثراً بها.
  2. وظيفة المسايرة: فالاتجاه يساعد الفرد على ضبط سلوكه العلني مع اتجاهاته الجماعة المعلنة ليعبر عن انصياعه ومسايرته لقيم ومعتقدات ومعايير الجماعة.
  3. وظيفة تقيمية: فالاتجاه يقيم الموضوعات المختلفة ويضفي عليها صفة التفضيل أو عدم التفضيل، وبذلك تنتظم إهتمامات الفرد بموضوعات البيئة ولا يحتاج الفرد لاتخاذ قرار مستقل في كل موقف بيئي يمر به، وتتوقف شدة الاتجاه على هذه القيمة التفضيلية.
  4. وظيفة الإشباع: فمن تمسك الشخص بالاتجاهات المشبعة وتخليه عن الاتجاهات المحبطة لحاجاته يطور الشخص أساليبه الملائمة لتحقيق منافعه وتكيفه الاجتماعي.
  5. وظيفة الاتساق: حيث يحفظ الفرد توازن شخصيته بتنظيم اتجاهاتـه مـع سلوكه الفعلي، وقد كشف فستنجر ١٩٥٣م Festingr في تجاربه عن التنافر المعرفي كيف يلجأ الفرد عند تضارب مدركاته مع سلوكه لإختزال الصراع بتغيير الاتجاهات دون سلوكه الفعلي ليحفظ قدر من الاتساق لشخصيته. (٥)


أنواع الاتجاهات


للاتجاهات أنواع مختلفة يمكن تصنيفها إلى الأنواع التالية(٦):


  1. العمومية إلى (عامة ونوعية)
  2. الأفراد إلى (جماعية وفردية)
  3. الوضوح إلى (علانية وسرية)
  4. القوة إلى (قوية وضعيفة)
  5. الهدف إلى (موجبة وسالبة)


اولاً: اتجاهات عامة ونوعية:


لقد اختلف علماء النفس في آرائهم حولها فالبعض منهم أنكروا وجود هذه الاتجاهات العامة التي تعتمد على الكليات واقروا وجود الاتجاهات النوعية التي تعتمد على النواحي الذاتية ولكن الابحاث التجريبية أثبتت أن هناك اتجاهات عامة مثل تجربة كانتريل cantil التي أثبت أن الاتجاهات العامة أكثر استقرار وثباتاً من النوعية، أما الاتجاهات النوعية فإنها تخضع للاتجاهات العامة وتعتمد عليها مسلكياً.


ثانياً: اتجاهات جماعية وفردية:


الاتجاه الجماعي: هو الاتجاه المشترك بين عدد كبير من الناس كإعجاب الناس بالأبطال.


أما الاتجاه الفردي يميز فرداً عن الآخر كإعجاب شخص بصديق له.


ثالثاً: اتجاهات علانية وسرية:


اتجاهات العلائية هي الاتجاهات التي يظهرها الفرد ويتحدث عنها أمام الآخرين دون إحراج.


الاتجاهات السرية: هي الاتجاهات التي يحفظها الفرد في سريته ونفسه ويحاول ان يخفيها عن الآخرين.


رابعاً اتجاهات قوية وضعيفة: تنقسم الاتجاهات من حيث شدتها إلى قوية وضعيفة:


فالاتجاه القوي يجعل الفرد في موقف حاد وقوي، فمثلا من يرى المنكر يغضب وينفر ويحطم بقوة ما يجده امامه لان تملكه اتجاها قويا وحاد يجعله يسلك هذا الموقف. 


أما من يقف أمام الاتجاه موقف ضعيف فانه يستسلم ولا يستطيع مقاومة هذا الاتجاه.


خامساً: اتجاهات موجبة وسالبة


الاتجاه الموجب: هو الاتجاه الذي ينحو بالفرد تجاه شيء ما.


الاتجاه السالب: هو الاتجاه الذي يجنح بالفرد ويبعده من شيء آخر. 


قائمة المراجع:


١- عبد العالي بن هلال بن سعدون السلمي، أثر استخدام العروض التقديمية في التحصيل الدراسي في مادة النحو والاتجاه نحوها لدى طلاب الصف الأول الثانوي بالعاصمة المقدسة، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٤٣٠هـ، ص ٤١-٤٢.


نقلا عن:


أ- بلقيس، أحمد ومرعي، توفيق، الميسر في علم النفس التربوي، دار الفرقان للنشر والتوزيع، الأردن، ١٩٩٦، ص ٤١٧.


ب- المخزومي، أمل بنت علي، "دور الاتجاهـات في سلوك الأفراد والجماعات"رسالة الخليج العربي، العدد: ٣٥، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، ١٩٩٥.



٢- عبد العالي بن هلال بن سعدون السلمي، المرجع السابق، ص ٤٢.


نقلا عن:


أ- عبد القادر، محمود، إدراك الأبناء للرعاية الأولية عن طـريق مقياس اتجاهات الأطفال والمراهقين نحو آبائهم، التربية، مجلة للأبحاث التربوية، صادرة عن كلية التربية، جامعة الأزهر، العدد الثالث، السنة الثانية، القاهرة، ١٩٨٥، ص ١٤.


ب- عبد المنعم، علي بن محمد، "دراسة مقارنة الاتجاهات لدى تلاميذ وتلميذات الحلق الثانية من مرحلة التعليم الأساسي نحو الكتاب المدرسي والكتاب الخارجي في العلوم"، دراسات  تربوية، سلسلة أبحاث تصدر عن رابطة التربية الحديثة، المجلد الثاني، الجزء الخامس، القاهرة، ١٩٨٦، ص ٢٥٤.


ت- المخزومي، أمل بنت علي،"سلوك واتجاه طلبة كلية الشريعة بجامعة التاسع  من أيلول بأزمير نحو اللغة العربية" رسالة الخليج العربي، العدد: ٣١ السنة العاشرة، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، ١٤١٠هـ، ص ٨٨-٩٥.


٣- نداء حمزه حسن عبد السلام، الاتجاهات نحو العلوم وتدريسها وعلاقتها بالمؤهل الدراسي، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٤١٠هـ، ص ١٦-١٧.


٤- زینب رياض محمد عضيبات، تطور مستوى الاتجاهات نحو تعلم الریاضیات لدى طلبة المرحلة الأساسية وعلاقتها بالصف الدراسي والقدرات العقلية الریاضیة، رسالة ماجستير، جامعة جرش، الأردن، ٢٠١٧، ص ١٧


٥- خالد علي راجح بركات، الاتجاهات نحو المرض والمريض النفسي وعلاقتها بالمسؤولية الشخصية الاجتماعية وعدد من المتغيرات النفسية لدى عينة من العاملين وذوي المرضى في مستشفى الصحة النفسية بالطائف وجدة، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٩٩٨، ص ١٩-٢٠.


٦- نداء حمزه حسن عبد السلام، مرجع سابق، ص ٢٠-٢١-٢٢.



reaction:

تعليقات