القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

التخطيط التربوي، مفهومه، أهدافه، عناصره

التخطيط التربوي، مفهومه، أهدافه، عناصره

لم يظهر التخطيط التربوى وليد المصادفة بل ولد في قلب التخطيط الاقتصادى بعد أن ثبت عجز النوع الأخير من التخطيط عن تحقيق أهدافه، وازدادت أهميته بتعقد مشكلات التربية باعتباره وسيلة التربية لتحقيق أهدافها وأستغلال الطاقة البشرية لخدمة المجتمع من جميع جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وتأسيسا على علاقة التخطيط العضوية الحية بالتربية فقد عرفه البعض بأنه: معالجة عقلانية وعلمية للمشكلات معالجة تستوجب المطابقة بين الأهداف والموارد المتاحة وتحرى مضامين طرائق الفعاليات البديلة والاختيار الواعي فيما بينها وتحديد الأهداف النوعية التي ينبغي الوصول إليها في فترات زمنية محددة وأخيرا تطوير أفضل الوسائل لتحقيق السياسة المختارة تحقيقا نموذجيا.


يقتضي الأخذ بالتخطيط التربوي الحديث إعداد خطة تربوية عليها المجتمع تضمن التناسق والتكامل بين وظائفه الادارية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية، ولكن اعداد هذه الخطة يختلف من مجتمع الى آخر تبعا لعوامل كثيرة منها الاطار الثقافي للمجتمع ومدى التكامل والتناسق التخطيط الاقتصادى له وخطط التعليم ومدى توفر الإحصائي اللازمة التي تساهم في التقدم الإداري ووضع النظام التعليمي على أسس بات بين قویه.

التخطيط التربوي


فالتخطيط التربوي: "جزء من التخطيط العام وأساسي بالنسبة له اذ انه يتناول ميدان التعليم وأنظمته والقوى العاملة التي يعدها هذا التعليم والتنمية الاجتماعية المترتبة على هذا التعليم".


ويمكن تعريفه بأنه: "النظرة الشاملة المتكاملة الى مشكلات التربية جميعها وهو رسم للسياسة التعليمية في كامل صورتها رسما ينبغي ان يستند الى احاطة شاملة ايضا بالأوضاع السكانية وأوضاع الطاقة العاملة والأوضاع الاقتصادية والتربوية والاجتماعية".


اهداف التخطيط التربوى


  1. التخطيط التربوى - كأي تخطيط - يريد أن يقبض على زمام التطور الذي يجري في المستقبل.
  2. التخطيط التربوي لا يكتفي بالتنبوء بما سيقع في المستقبل بل يريد ان يتحكم به.
  3. من اهداف التخطيط التربوى الرئيسية الربط بين تنمية التربية وبين التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
  4. من أهداف التخطيط التربوى بعد كذا كله - وفق هذا كله - أن يصل إلى الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمادية والمالية المتاحة ولعل هذا الهدف هو هدف الأهداف في التخطيط التربوى وفى أى تخطيط.


عناصر التخطيط التربوي


من أهم عناصر التخطيط التربوي الآتي:


١- الأهداف: يرتبط التخطيط بالأهداف والأهداف هي الغايات التي تسعى الإدارة إلى تحقيقها، فالأهداف هي بداية انطلاق التخطيط السليم للتعليم. والأهداف متصلة بالمستقبل وبناء على ذلك تتطلب التنبؤ ودراسة احتمالات التغيير على المستوى البعيد والقريب، وتحقيق أهداف التخطيط من أهم مقومات نجاح عملية التخطيط التربوي.


ويمكن أن نوجز فوائد الأهداف في النواحي التالية ومنها:


  • استثارة الدافع: لأن الأهداف بدورها تثير اهتمام العاملين للإقبال على العمل بمزيد من الحماس وهمة ونشاط، فالإنسان لا يعمل بجد ومثابرة إلا إذا وضع نصب عينيه هدف إلى تحقيقه.
  • توجيه الجهود: إذا تم إدراك الهدف الأساسي من التخطيط، فسوف يسهل ذلك على توجيه الجهود واستغلال الفرص للوصول إليها.
  • اختيار الطرق المناسبة لتحقيقها: حيث أن الجهود تتضافر مع بعضها من أجل وضع الخطة المتكاملة التي تضمن أساليب الوصول لتحقيق هذه الأهداف.
  • تقدير مدى نجاح الجهود التي تبذل: فالأهداف تعد بمثابة معايير للمتابعة والرقابة وتقويم الأهداف؛ فإن التقويم يتم في ضوء الأهداف تحقيق هذه الأهداف المحددة.


ويتطلب تحقيق فوائد الأهداف العديد من الشروط ومنها:


  • إمكانية تحقيق هذه الأهداف وهذه صفة الواقعية التي تعد من أهم مقومات التخطيط التربوي الناجح.
  • القابلية للقياس، وهذا يعني أن تكون الأهداف مصاغة بطريقة صحيحة بعيدة عن الغموض وتكون مصاغة كميا أو كيفيا حتى يسهل قياسها. التكاملية بين الأهداف، حيث يكون كل هدف مكمل لما يليه.
  • أن تكون مستمدة من الإطار العام للمجتمع وظروفه وأيديولوجياته. 
  • لابد أن تكون هناك أهداف طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى.


٢- السياسات: تتطلب عملية التخطيط التربوي وجود سياسات وبرامج عامة يعتمد عليها في التخطيط.


٣- الإجراءات: وتعتبر هي موجهات العمل، والإجراءات كما يرى بعض علماء الإدارة هي تتابعات الأحداث، يمكن أن تستخدم لتحقيق السياسات والأهداف. ومن هنا يتضح كيفية ارتباط الإجراءات بالسياسات فهي تعكس هذه السياسات وتحدد وسيلة تنفيذ النشاطات المختلفة في فترة زمنية محددة، وتتضمن الخطوات والتفاصيل والتوقيتات الواجب إتباعها لتنفيذ هذه النشاطات.


المقومات اللازمة للقيام بعملية التخطيط للعملية التربوية 


  1. أن يعالج التخطيط السليم مشكلات التعليم في المجتمع معالجة علمية ذات موضوعية خاصة حتى يتسنى وضع الحلول الناجحه لتلك المشكلات في المستقبل القريب أو التخفيف من حدة المشكلات تدريجياً أو القضاء عليها ما أمكن.
  2. أن ينجح التخطيط في مطابقة التنمية لأهداف المجتمع والمحافظة على القيم والمثل الإسلامية وإيصالها إلى الفرد المسلم كاملة سليمة بحيث يراعى أن تكون المعرفة الإنسانية المنشودة في العملية التربوية متكاملة ومترابطة وغير منفصلة عن الحياة اليومية وغير متناقضة.
  3. أن يراعى التخطيط إعداد القوى التربوية المؤثرة في النظم التعليمية مثل المعلم والمهندس والطبيب والموظف والادارى، وهذا يعنى أن التنمية والتخطيط السليم لها يهتمان ببناء الإنسان إلى جانب اهتمامها بالعمران والمصانع ... الخ بل ويأتى الإهتمام بالإنسان قبل غيره لأنه سيقوم بعملية البناء والأعمار. (٤)


قائمة المراجع:


١- ليلى عبد الله العطاس، دور التخطيط التربوى في رفع كفاءة التعليم الابتدائي للبنات في المملكة العربية السعودية، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٤٠٥هـ، ص ٣٥-٣٦.


٢- المرجع السابق نفسه، ص ٣٨-٣٩.


٣- خلود بنت فاروق حضراوي، التخطيط التربوي في عهد الملك عبد العزيز وأثره في النهضة التعليمية الحديثة، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٤٢٩ هـ، ص ٢٠-٢١.


٤- أبتسام محمد عبد الرحمن الظفري، مدى مساهمة التخطيط التربوي في توفير احتياجات التنمية الزراعية من العنصر البشري في الجمهورية اليمنية (من وجهة نظر كل من مخططي وزارة التربية والتعليم ووزارة الزراعة والثروة السمكية)، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٩٩١، ص ٣٢.



reaction:

تعليقات