الإبداع الإداري، مفهومه، مبادئه وقيمه، مكوناته، مراحله

الإبداع الإداري، مفهومه، مبادئه وقيمه، مكوناته، مراحله

الإبداع الإداري: هو تغيير وتعظيم حصيلة ونتاج الموارد والإمكانيات فالإبداع المنظم يتكون من البحث والتحليل الهادف للفرص التي والاستفادة من الإمكانيات والموارد المتوفرة لتقديم أداة أو فكرة أو منتج جديد نافع ومفيد للمنظمة وأعضائها وعملائها. (١)

وهو "كل إجراء يهدف إلى التغيير نحو الأفضل في تصميم المؤسسة، أو في العملية الإدارية، أو في الثقافة المؤسسية، الناشئ عن مبادرات إما من المدير أو المرؤوسين في المنظمة التي يتم تبنيها من قبل الإدارة العليا، أو أي أسلوب إداري يشجع العاملين على تقديم الأفكار الإبداعية و دعمها وتبنيها". (٢)

الإبداع الإداري


والإبداع الإداري: "هو التوصل إلى شيء جديد وقد يكون هذا الجيد سلعة تشبع حاجات الناس أو خدمة تسهل لهم أمورهم أو افكاراً يفيدون منها في حياتهم ومعاملاتهم وقد يكون الإبداع بإتباع طريقة تخفض كلفة الإنتاج لسلعة معينة أو تحسن نوعيتها أو إيجاد أسلوب جديد تحسن فيه الإدارة من الخدمات التي تقدمها". (٣)


مبادئ وقيم الإبداع الإداري (٤)


ذكر (خليل) أن الإدارة المبدعة تستند للقيم ومبادئ تسهم في نجاحها وتميزها وهي:


  1. الحب: يعتبر الحب أحد أدوات البناء الأساسية والهامة للقيادة، كحب المنتج الأهداف العاملين وحب وحب القيادة. 
  2. الاهتمام بالأفراد العاملين: إن الاهتمام بالعاملين بغض النظر عن وضعهم الوظيفي يعتبر ركيزة أساسية لبيئة عمل سليمة ودافعاً حقيقاً للإنجاز والأداء والتفوق. 
  3. وضع القائد نفسه مكان الآخرين: إن وضع القائد مكان الآخرين يزيل كثير من العوائق الفعالية القيادية كعائق التخطيط والاتصال. 
  4. التماسك عند تماسك القيم الإدارية تصبح أكثر ثباتاً؛ لأن التأرجح الإداري وعدم ثباته يوسع الفجوة ويخلق مشكلات أساسية في المنظمات والمؤسسات.
  5. التفكير الجماعي إن الإدارة المتفوقة المبدعة تعمل على إذكاء روح العمل الجماعي، والوصول إلى رؤية جماعية تمحص القرارات وتبحث عن آثارها السلبية.
  6. الترويج: تسعى الإدارية الإبداعية للترويج وتنوع المناخ التنظيمي لراحة العاملين وطرد الروتين والملل عبر الاحتفالات التنظيمية، وإقامة المباريات التنافسية والرحلات؛ مما يضفي جواً سعيداً في المنظمة.
  7. الالتزام والدافعية المستمرة تماسك القائد الإداري بتلك المفردات والمفاهيم القيادية ومعايشتها في كل حركة يومية يعني ثبات البنيان التنظيمي واستمراره وتكامله بفعالية وانسيابية ديناميكية للتنفيذ وتحقيق التغذية العكسية الإيجابية المبدعة، وكما أن فهم واستيعاب تلك المبادئ التي تسترشد بها المنظمة وقيم العاملين تساعد على إحداث التوافق والانسجام بينهما.


وقد أشار (الخطيب، وآخرون) لمبادئ أساسية يجب مراعاتها عندما نكون مدراء أو أصحاب قرار ومن هذه المبادئ:


  1. الحرية وإفساح المجال لأي فكرة ما دامت في الاتجاه الصحيح، لتنمو وتكبر، فكثير من المحتملات أصبحت حقائق.
  2. الأفراد مصدر القوة: فالاعتناء والاهتمام بهم يجعل المنظمة الأكبر والأفضل.
  3. التخلي عن الروتين: وهي اللامركزية في التعامل فهي تنمي القدرة الإبداعية.
  4. تحويل العمل إلى متعة: فتحويل العمل لشيء ممتع لا وظيفة.


مكونات الإبداع الإداري


للإبداع الإداري ثلاثة مكونات أساسية لابد من توافرها، وهي كالآتي:


  1. مهارات التفكير الإبداعي: امتلاك القائد الإداري لهذه المهارات يمكنه من الخروج عن النطاق التقليدي في التفكير، وإنتاج أكبر قدر من الأفكار المبتكرة تساعده في تحسس المشكلات وحلها.
  2. الخبرة وتشمل المعرفة والفهم التي تمكن الفرد المبدع من الوصول إلى الحلول الخلاقة. 
  3. الدافعية: يتطلب الإبداع سلوكًا مكثفًا من القائد يقف وراءه دافع قوي، ويكون ذلك الدافع نابعا من داخل الشخص، ويتمثل في الرغبة في الوصول إلى الحل الأمثل للمشكلة من خلال استغلال الفرص.
  4. ومما سبق يتضح أن الإبداع الإداري يتكون من ثلاثة مكونات أساسية إذا فقد أحدها أو نقص فإنه يؤثر في القدرة الإبداعية للقائد، وأنه يستلزم توافرها جميعها لتحقيق الإبداع الإداري في منظمته. (٥)


مراحل الإبداع الإداري


تمر العملية الإبداعية بعدد من المراحل التي تتضح فيها القدرات الإبداعية للفرد بدءًا من ولادة المشكلة وتحديد الأهداف والبحث عن المعلومات وانتهاء بتحقيق نتائج منشودة.


وهناك العديد من النماذج لتحديد المراحل التي تمر بها عملية الإبداع، ومن أبرز هذه النماذج وأكثرها شهرة وتداولا هو تصنيف "والس" الذي صنف المراحل على النحو التالي:


  1. مرحلة الإعداد والتحضير وهي مرحلة تحديد المشكلة وجمع المعلومات حولها وتحليلها إلى عناصرها الأولية وإدراك كل العلاقات المحيطة بها.
  2. مرحلة التبصر والتفريخ هذه المرحلة تعتبر من أدق مراحل الإبداع؛ حيث تتداخل العوامل الشعورية واللاشعورية في شخصية الإنسان وتحدث من خلالها محاولات إرادية وعفوية لتلمس حقيقة المشكلة والحلول المناسبة لها.
  3. مرحلة الاستبصار أو الإشراقة في هذه المرحلة تولد الفكرة الأساسية لحل المشكلة بشكل فجائي بعد عدد من المحاولات غير الناجحة، وتبدو الفكرة الجديدة متكاملة ومنظمة ويتم إلغاء العلاقات التي تعوق ظهور الفكرة.
  4. مرحلة التحقق أو التنفيذ: بعد بلورة الحلول تفحص للتأكد من صدقها وخلوها من أوجه النقص، أي بمثابة تقويم الأفكار التي تم التوصل إليها والتحقق من مدى إمكانية تطبيقها عمليا. (٦)


قائمة المراجع:


١- أبو بكر، مصطفى محمود، خصائص الأنماط القيادية في الواقع العملي ومتطلبات التفكير الإستراتيجي في المنظمات المعاصرة، بحث مقدم إلى المؤتمر العربي الثالث في الإدارة والمعتقد في بيروت في الفترة من ۲۸- ۳۱، ٢٠٠١، ص ٤٦.


٢- فیاض، محمد أحمد، أثر النمط القيادي على الإبداع الإداري للشركات الصناعية المساهمة العامة الأردنية: استخدام نظرية الشبكة الإدارية، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الأردنية عمان، ١٩٩٥، ص ٨.


٣- عبد الوهاب، علي محمد، التدريب والتطوير - مدخل على لفعالية الأفراد والمنظمات، معهد الإدارة، الرياض، ١٤٠١، ص ٣٧.


٤- سارة بنت داود بن عبدالله الضبيعي، واقع الإبداع الإداري لدى القيادات النسائية بوكالة الوزارة للتعليم (للبنات) بالمملكة العربية السعودية في ضوء نظرية تريز، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المملكة العربية السعودية، ١٤٣٢هـ، ص ٢٤-٢٥.


نقلا عن:


 - خليل،موسى، الإدارة المعاصرة المبادئ الوظائف الممارسة، مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت، ٢٠٠٥، ص ٢٠-٢٥.


- الخطيب،أحمد، معايعة، عادل، الإدارة الحديثة نظريات وإستراتيجيات ونماذج حديثة، عالم الكتب الحديثة، الأردن، ٢٠٠٩، ص ٤٢٣-٤٢٥.


٥- أريج بنت إبراهيم العرفج، واقع الإبداع الإداري لدى مشرفات الإدارة المدرسية بمدينة الرياض، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ٢٠١١م، ص ٢٢.


٦- المرجع السابق نفسه، ص ٢٣-٢٤.



مكتبة جواد
مكتبة جواد
تعليقات