التفكير التصميمي، مفهومه، أهميته، صوره

التفكير التصميمي، مفهومه، أهميته، صوره

قد ظهر نمط التفكير التصميمي منذ أكثر من سبعين سنة واكتسب انتشاراً في العلوم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في استخدام أساليب جديدة للحل من أجل المشكلات المعقدة، حيث بدأ المهندسون، أخصائيو التصميم المعماري التفكير من أجل إيجاد حل للمشكلات بطريقة جماعية، بدافع من التغييرات الاجتماعية التي حدثت في هذه الفترة، بما في ذلك ظهور قدرات جديدة عالمية واتجاهات استهلاكية جديدة. 

وتم تطوير هذه الطريقة في التفكير حتى بدايات عقد الخمسينيات، عندما تم تطبيق الأسس الرئيسية للتفكير التصميمي في التطبيق داخل مجالات معرفية أخرى مثل تكنولوجيا الاتصالات، والصناعات الدوائية. 

ومع مرور السنوات، رأى الباحثون إمكانية الارتقاء وتكثير النتائج التي وصلوا إليها عندما قرروا "العودة خطوة واحدة إلى الخلف ليفحصوا كل شيء، وبدأوا بإعادة تنظيم وتحديث البيانات والمعلومات وتسلسل العمليات الموجود مسبقاً، مع التركيز على أهدافهم أثناء مراحل التفكير خلال الأمد المتوسط والطويل". 

التفكير التصميمي


وترتكز حصيلة نشاط التفكير التصميمي على ثلاث ركائز أساسية (أولاً ما يريده المستهدفون ثانياً ما يعتبر مجدياً من الناحية الاقتصادية، ثالثاً: ما يعتبر ممكناً من الناحية التقنية). (١)


تعريف التفكير التصميمي


هو طريقة تفكير تستخدم حساسية المصمم وأساليبه لتحليل المشكلات، وإيجاد الحلول المناسبة لها من خلال منتجات إبداعية ملموسة تتناسب مع احتياجات المستفيد وذات قيمة للمجتمع.


ويعرفه تيم بروان Teem Brown المدير التنفيذي لشركة آيديو IDEO بأنه نهج إبداعي لحل المشكلات، يبدأ مع المستفيدين الذين نصمم الحلول لهم، وينتهي بحلول جديدة تم ابتكارها خصيصاً بحيث تتناسب مع احتياجاتهم. (٢)


أهمية التفكير التصميمي


أن التفكير التصميمي له أهمية كبيرة تتمثل فيما يلي: (٣)


  1. وسيلة لتعزيز أسلوب التعلم بالممارسة.
  2. تتسبب الطبيعة الاستثارية للتفكير التصميمي تحديا ذاتيا للافتراضات القائمة مما يجعلها مثالية للتعامل مع القضايا الغامضة، والمشكلات المعقدة.
  3. يساعد في توليد معرفة ضمنية جديدة مفيدة بطريقة إيجابية (مثلا: المستفيدون، الممارسات، سياقات الاستخدام).
  4. يركز بشكل كبير على احتياجات المستفيدين النهائية، لكشف الفرص من أجل خلق قيمة لبعض الاحتياجات التي لم تتم تلبيتها بعد.
  5. يعتبر بمثابة الحافز من أجل الحصول على رضاء المستفيدين. 
  6. يساعد طابع التفكير التصميمي الاستكشافي في تحقيق التبصر الواقعي، والخيال الاستباقي في عمليات التخطيط الاستراتيجي. 
  7. يستخدم كعملية تعلم مستمرة، لدعم التعلم المتعدد التخصصات، وبناء الأحكام من أجل حل المشكلات المعقدة وبالتالي تلعب هذه التجارب دورًا في إعداد الطلاب لمواقع العمل.


صور التفكير التصميمي


وقد بين دورنر (۱۹۹۹) عدة صور أو أشكال من التفكير التصميمي هي: (٤)


  1. الصورة الأولى للتفكير التصميمي: تبدأ تتكون بوصفها فكرة غامضة حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه التصميم، مثل كيف يجب أن يعمل ؟ مع مرور الوقت تتبلور هذه الفكرة وتتحول إلى صورة واضحة وكاملة.
  2. الصورة الثانية من التفكير التصميمي: تتضمن قيام الفرد بمخططات ورسومات مخططات وصور ونماذج تكون في دماغ الفرد لتجلب فكرة غامضة وتحولها من ورسومات إلى شكل أكثر واقعية يمكن للفرد تنفيذه في الواقع، مما يساعد على تكوين خط فكري محدد يسهل عملية التطوير ويشكل الأساس لعملية التفكير التصميمي.
  3. الصورة الثالثة من التفكير التصميمي: هو لدورة "الكلمات المصورة"، والتي تتضمن وضع الأفكار في كلمات تساعد المصمم على تفسير الأفكار وتوضيحها.


اقرأ أيضا:
ما هو التفكير؟

قائمة المراجع:


١- المطيعي، ميسرة عاطف محمد نجیب، أثر تطبيق نماذج التفكير التصميمي على طلاب التعبئة والتغليف لتنمية مهارات التفكير الإبداعي، مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية، المجلد/العدد ع ٢٩، ٢٠٢١، ص ٤١٩.


٢- الشريف، دلال عبد الله بن نامي الحارثي، استراتيجية التفكير التصميمي لرفع الوعي الجمالي والأداء التسويقي: معرض تشكيلي للخامات على الجسم الصناعي دراسة تطبيقية، مجلة الفنون والأدب وعلوم الإنسانيات والاجتماع، العدد/المجلد ٥١، ٢٠٢٠، ص ٤٢٧.


٣- العنزي، سالم بن مزلوه بن مطر، فاعلية برنامج تدريبي قائم على التفكير التصميمي في تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى الطلاب الموهوبين بمدينة تبوك، المحلة التربوية الدولية المتخصصة، المجلد ٦، العدد ٤، ٢٠١٧، ص ٧١.


٤- المشهداني، وسام توفيق لطيف، التفكير التصميمي لدى طلبة معاهد الفنون الجميلة، مجلة الدراسات المستدامة، المجلد ٣،العدد ٣، ٢٠٢١، ص ٢٦٦-٢٦٧.


مكتبة جواد
مكتبة جواد
تعليقات