المرحلة الثانوية، مفهومها، أهميتها، أهدافها

المرحلة الثانوية، مفهومها، أهميتها، أهدافها

تعد المرحلة الثانوية من أهم مراحل الدراسة التي يمر عليها الطالب خلال مسيرته الدراسية، ولأهمية هذه المرحلة وخطورتها فإن الجهات المعنية بالتربية توليها جل الاهتمام من حيث إن التعليم الثانوي عامل قوي، تعتمد عليه الأمم في بناء مستقبلها وتوليه السياسة التعليمية عناية كبيرة، حيث إنه خطوة مهمة وقوية على طريق المستقبل، فطلاب هذه المرحلة هم النبت الأول في تكوين الفكر بالنسبة للقيادات العلمية، ولذا كان الاهتمام بالطالب من جميع النواحي التربوية والعلمية، والأنشطة الثقافية والرياضية، من أهم الأمور في هذه المرحلة الحساسة. (١)

وتعرف المرحلة الثانوية بأنها: هي المرحلة الدراسية التي تلي المرحلة المتوسطة في التعليم العام ومدتها ثلاث سنوات دراسية ويتلوه التعليم العالي. (٢)

المرحلة الثانوية


وكذلك هي المرحلة التعليمية التي تأتي بعد إتمام المرحلة المتوسطة وتبدأ بالصف الأول الثانوي وتنهي بانتهاء الصف الثالث الثانوي وهي مرحلة لها طبيعتها الخاصة من حيث سن الطلاب وخصائص نموهم فيها، تستدعي ألوانا من التوجيه والإعداد، وتضمُّ فروعا مختلفة يلتحق بها حاملو الشهادة المتوسطة، وفق الأنظمة التي تضعها الجهات المختصة، فتشمل: الثانوية العامة، وثانوية المعاهد العلمية، ودار التوحيد، ومعاهد إعداد المعلمين والمعلمات، والمعاهد المهنية بأنواعها المختلفة من زراعية وصناعية وتجارية، والمعاهد الفنية والرياضية، وما يستحدث في هذا المستوى، وهذه المرحلة تشارك غيرها من المراحل في تحقيق الأهداف العامة للتربية والتعليم، بالإضافة إلى ما تحققه من أهدافها الخاصة. (٣)


أهمية المرحلة الثانوية


تعد المرحلة الثانوية أهم مراحل التعليم العام، وهي قمة السلم التعليم، ودورها في عملية التنمية من أكثر الأدوار حيوية وسط المراحل التعليمية،، ونظراً لهذا الدور الحيوي فقد أوصى المؤتمر القومي لتطوير التعليم الثانوي(۲۰۰۸م) بضرورة النظر إلى المرحلة الثانوية باعتبارها منظومة تعليمية متكاملة، تمكن خريجيها من الالتحاق بسوق العمل أو مواصلة التعليم العالي أو كليهما معاً، في إطار من التعلم مدى الحياة بما يؤهل للمواطنة المتميزة القادرة على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، وتحديد مواصفات جديدة متميزة لخريجي التعليم الثانوي تتناسب مع متطلبات العصر وتمكنهم من امتلاك القدرات العلمية والعملية المناسبة للحياة ومجالاتها الاقتصادية المختلفة، باعتبارهم أساس النمو وقاعدة الإنتاج، والمدخل الرئيس لنمو رأس المال البشري، وذلك من خلال مدها التعليم العالي بالكوادر الجاهزة للتخصص، أو من خلال دعمها سوق العمل بالقوى العاملة ذات الكفاءة. (٤)


وأشار العامودي (١٤٢٢هـ) أن المرحلة الثانوية تكتسب أهميتها من  خلال ما يلي:


  1. يتمتع التعليم الثانوي منذ نشأته بمنزلة كبيرة في نفوس الآباء والأبناء لأنه يتيح الفرص التعليمية والاجتماعية والطبية للملتحقين به.
  2. أن أهمية التعليم الثانوي تعدت مجرد إعداد الشباب لمواصلة تعليمهم الجامعي إلى إعداد القوى البشرية اللازمة لتنفيذ خطط التحول الاجتماعي والاقتصادي والوفاء بمتطلبات التنمية.
  3. يغطي التعليم الثانوي فترة حرجة من حياة النشء هي فترة المراهقة بما يصاحبها من تغيرات جسمية وعقلية ونفسية واجتماعية وما يتبعها من متطلبات أساسية لكل ناحية من هذه النواحي التي تكون شخصية المراهق وتحدد سلوكه وعلاقاته.
  4. يرتبط تاريخ التعليم الثانوي في كل مجتمع من المجتمعات في دول العالم قاطبة بحركات الإصلاح والتجديدات الفعلية.
  5. يرتبط التعليم الثانوي ويتأثر بأحوال المجتمع الذي يقوم فيه.
  6. إن المرحلة الثانوية مرحلة نضج توصل المراهق إلى مرحلة الشباب ومنطلق الرجولة والاعتماد على النفس.
  7. إن المرحلة الثانوية تبرز بوضوح مظاهر القيادة والاستعدادات والقدرات على أداء أنواع معينة من المهارات.


يتضح مما سبق أن المرحلة الثانوية مرحلة إعداد متكاملة للفرد، سواء من الناحية العلمية، أو من الناحية الشخصية والنفسية، أو من ناحية القيادة والإعداد للمستقبل المهني والاجتماعي.


خصائص المرحلة الثانوية


هنالك عدداً من الخصائص التي تميز التعليم الثانوي عن غيره من مراحل التعليم، هي (٥):


  1. إن التعليم في المرحلة الثانوية، محطة مهمة في توجيه التلاميذ، وهم يمرون في أدق مراحل حياتهم المراهقة - تجاه ما يفيدهم وتحذيرهم مما يضرهم.
  2. إن التعليم في هذه المرحلة يعتبر نقطة تحول مهمة في حياة التلميذ لإعداده للحياة وللعمل والإنتاج.
  3. إن التلميذ في هذه المرحلة يكون في أشد حالته العاطفية، لذا فهو سريع التأثر بما يجري حوله في المجتمع من تغيرات في جوانب الحياة المختلفة.
  4. تعد هذه المرحلة منطلقاً أساسياً للتوعية الشاملة بمشكلات الحياة، التي تفرض نفسها على المجتمع، وتعليم التلاميذ كيفية مواجهة هذه المشكلات وحلها أو تجاوزها. 


قائمة المراجع:


١- علي عوض الشيباني، دور المؤسسات التعليمية في وقاية الطلاب من تعاطي المخدرات، "دراسة مطبقة على عينة من المدارس الحكومية للمرحلة الثانوية بمدينة الرياض"، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المملكة العربية السعودية، ١٤٣٠ - ١٤٣١هـ، ص ٥٠.


٢- السنبل، عبدالعزيز عبدالله. نظام التعليم في المملكة العربية السعودية، ط٥، دار الخريجي للنشر والتوزيع، الرياض، ١٤٢٦هـ، ١٧٣.


٣- إبراهيم بن سعيد عوض الحربي،أسباب الغياب قبل الاختبارات الفصلية والنهائية لدى طلاب المرحلة الثانوية في المدينة المنورة من وجهة نظر مديري المدارس، رسالة ماجستير، كلية الدعوة وأصول الدين، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، المملكة العربية السعودية،  ١٤٣٣ - ١٤٣٤ هـ، ص ٥.


٤- علي بن رزق بن حمود السلمي، إدارة الوقت لدى طلاب المرحلة الثانوية بالعاصمة المقدسة في الأنظمة التعليمية المختلفة من وجهة نظرهم، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ٢٠١٢، ص ٢٩-٣٠


نقلا عن: العامودي، محمد أحمد عبد الله، الصفات التربوية لحفظة القرآن الكريم عند الإمام الآجري ومدى توافرها لدى طلاب مدارس تحفيظ القرآن الكريم الثانوي بمنطقة مكة المكرمة، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى مكة المكرمة، ١٤٢٢هـ، ص ١٥١


٥- علي عوض الشيباني، مرجع سابق، ص ٥١.


مكتبة جواد
مكتبة جواد
تعليقات