بحث عن التلوث البيئي مع المراجع

بحث عن التلوث البيئي مع المراجع

يُعرف التلوث البيئي Pollution بأنه إدخال مواد ملوثة بالأنشطة الإنسانية إلى البيئة، فينتج عن ذلك عدد من التغيرات في الهواء الجوى أو الماء أو الأرض أو البيئة الصوتية.

وكذلك يعرف بأنه كل ما يؤدى - بشكل مباشر أو غير مباشر - الإضرار بكفاءة العملية الإنتاجية، نتيجة للتأثير السلبي والضار على سلامة الوظائف المختلفة للكائنات الحية الموجود على الأرض، سواء الإنسان أو النبات أو الحيوان، وبالتالي يؤدى إلى  إضعاف كفاءة الموارد، وزيادة تكاليف العناية بها، وحمايتها من أضرار التلوث.


والتلوث هو كل تغير يطرأ على الصفات الفيزيقية أو الكيميائية أو البيولوجية للبيئة مما يؤثر على الإنسان، أو على ما يُربيه من  حيوان، أو ما ينميه من موارد الزراعة أو الرعي، أو على ما يكون لديه من مقتنيات ثقافية وحضارية. 


كما يُنظر للتلوث على أنه أي تغيير نوعي أو كمى فى مكونات البيئة الحية وغير الحية، على أن يكون هذا التغير خارج مجال التذبذبات الطبيعية لأى من هذه المكونات بحيث يؤدي إلى الإخلال بالإتزان الطبيعى مما يُسبب تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على النظام البيئي.

بحث عن التلوث البيئي مع المراجع


ويقصد بالتلوث أيضاً الحالة القائمة فى البيئة الناتجة عن التغيرات المستحدثة فيها، والتي تسبب للإنسان الإزعاج أو الإضرار أو الأمراض أو الوفاة بطريقة مباشرة أو عن طريق الإخلال بالأنظمة البيئية.


ويعرفه بعض الباحثين بأنه أى تغير غير مرغوب في الخواص الطبيعية أو الكيميائية أو البيولوجية للبيئة المحيطة (هواء، ماء ، تربة)، والذى قد يُسبب أضرارا لحياة الإنسان أو غيره من الكائنات الأخرى، حيوانية أونباتية. 


وقد يُسبب أيضا تلفا في العمليات الصناعية وإضطراباً في الظروف المعيشية بوجه عام، وأيضا إتلاف التراث والأصول الثقافية ذات القيمة الثمينة مثل المبانى والمنشأت الأثرية، كالمتاحف وما تحتويه من آثار قيمة.


ويُشير آخرون إلى أن التلوث يعنى علميا وجود أى مادة أو طاقة في غير مكانها وزمانها المناسبين بكميات غير ملائمة لاستمرار التوازن البيئي. فالماء يُعتبر مادة ملوثة إذا ما أضيف إلى التربة بكميات كبيرة، فيحل محل الهواء فيها ويسبب اختناق جذور النبات والسماد المضاف إلى التربة الزراعية لتحسين خصوبتها يكون ملوثاً إذا ما أضيف بكميات غير مناسبة، والنفط يلوث رمال الشواطئ، ومياه البحار والأنهار عندما يتسرب إليها. 


وهكذا يمكن القول أن التلوث هو كل ما يكدر أو يُفسد أيا من عناصر البيئة، سواء كان هذا العنصر كائناً حيا كالإنسان والحيوان والنبات، أو مكونا طبيعيا غير حي كالهواء والهواء والماء والتربة وغيرها. 


والخلاصة أن التلوث هو التغيير في الصفات الطبيعية للعناصر التي تتحكم في البيئة التي يعيش فيها الإنسان، وأهمها الماء والهواء والتربة، تغييرا يؤدى إلى الإضرار بها نتيجة الإستعمالات غير السليمة لهذه العناصر، وذلك بإضافة مواد غريبة عنها، وقد يكون التلوث بيولوجياً أو كيميائيا أو إشعاعياً أو بالنفايات والمخلفات الضارة أو بعدم النظافة (١).


أنواع التلوث البيئي


ينقسم التلوث البيئي إلى ثلاثة أنواع تلوث التربة، تلوث المياه، تلوث الهواء: (٢)


تلوث التربة: تلوث التربة هو إما الزيادة أو النقصان أو أي خلل محدث يغير من خواص التربة فيزيائيا أو كيمائيا أو يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على مكونات التربة، وينعكس ذلك سلبا على الكائنات الحية وأيضا على الجماد


إن مصادر تلوث التربة منها ما هو طبيعي مثل مخلفات البراكين، ومنها ما هو بشري مصنع مثل مخلفات المنشأت الصناعية، ويكون على شكل غازات أو مواد صلبة أو ناتجة عن استخدام الأسمدة اللاعضوية، والمبيدات المستعملة في القضاء على الآفات الزراعية.


تلوث الماء: هو تلك التغيرات التي تطرأ على الماء في خصائصه الطبيعية أو الكيميائية أو البيولوجية، بسبب اختلاط الدقائق العالقة أو الغبار الناتج عن التفجيرات الذرية، أو غازات المصانع المتساقطة، أو اندماج الماء العذب بمياه الصرف الصحي أو بمياه المصانع المشحونة بالنفايات، وبهذا يصبح أقل صلاحية للاستعمال في مختلف مجالات الحياة.


تلوث الهواء: إن التلوث الهوائي هو التغير الحاصل في تركيز بعض مكونات الهواء الطبيعي. وقد يكون هذا التغيير بصفة مباشرة أو غير مباشرة، جراء عوامل طبيعية، وأخرى بشرية.


أما العوامل الطبيعية فهي التي يقصد بها العوامل الناتجة من الظواهر الطبيعية دون أن يكون للإنسان دخلاً فيها، فتبث تلك الظواهر الطبيعية في الهواء كميات غير قليلة من الأدخنة، والأبخرة، والغازات الناتجة عن الحرق الطبيعي للغابات، والجسيمات الدقيقة، ومن أمثلة هذه العوامل الزلازل والبراكين، والرياح، والأعاصير.


وأما العوامل البشرية فهي تشمل كل المصادر الصناعية، أو تلك التي تنتج عن نشاطات الإنسان، وتجاربه المختلفة في مجالات الأبحاث المختلفة، ولا شك أن الإنسان، وما يقوم به من نشاطات صناعية من أكبر المساهمين في تلوث الهواء، وقد صنف العلماء الملوثات الهوائية الناتجة عن نشاط الإنسان إلى صنفين ( ملوثات أساسية وهي التي تطلق مباشرة في الهواء ومن أكثرها الغازات مثل الدقائق العالقة، والكميات الهائلة من المواد البترولية التي تنتج لنا غاز ثاني أكسيد الكبريت SO2، وأكسيد الكاربون CO2، وثاني اكسيد النتروجين NO2، وبعد توليد الطاقة الكهربائية، وصرف الصحي، والصناعة الثقيلة، ووسائل النقل من أهم وأخطر العوامل المسهمة في تلوث الهواء. 


وأما الشق الثاني من التصنيف فهو الملوثات الثانوية التي تكون جراء التفاعلات الكيميائية بوجود طاقة ضوء الشمس، وكل من العوامل التي ذكرت تؤثر بشكل كبير على المعالم التاريخية من خلال تشويه المنظر العام لها، أو تفكيك رابطة مواد البناء وتفتت الأسطح، أو تغير في الألوان الأصلية للمعالم الأثرية.


مصادر التلوث البيئي


تصنف مصادر التلوث إلى مصدرين أساسيين فإما أن تكون مصادرها طبيعية أو بشرية ويمكن توضيح ذلك من خلال الآتي: (٣)


  1. المصادر الطبيعية: وهي التي تنتج عن العمليات الطبيعية المتمثلة باحتراق الغابات والأحراش والانفجارات البركانية والزوابع والعواصف الرملية وانتشار المياه البحرية والتفاعلات الكيميائية والحيوية الجارية في التربة وتفسخ الأغشية الحية والعضويات الدقيقة بعد موتها.
  2. المصادر البشرية: وهي الناتجة عن النشاطات الإنسانية المتمثلة بالمخلفات الصناعية والتعدينية بمختلف أصنافها وأشكالها وحرق الوقود الأحفوري (البترول والفحم الحجري)، وحرق الوقود الطبيعي الكتلة الحيوية، وعن النشاطات الزراعية العديدة واستخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية والعطور المنزلية المتنوعة، وعن عمليات البناء المختلفة.


عناصر التلوث البيئي


يتكون التلوث البيئي من مجموعة عناصر هي: (٤)


  1. تغيير البيئة أو الوسط الطبيعي: وهو التغيير الذي يصيب الوسط المائي، أو الجوي، أو الأرضي. ولهذا التغيير معالم تتمثل بحدوث إختلال بالتوازن الفطري أو الطبيعي بين العناصر البيئية ومكوناتها، سواء كان ذلك باختفاء بعضها، أو قلة حجمها أو تسبها، إذا ما قورنت بالبعض الآخر أو بحالتها الأولى، أو بالتأثير على نوعية أو خواص تلك العناصر، فمثلاً إذا تسبب الإنسان وأدخل مواد غريبة على البيئة البحرية، كالنفط أو النفايات السامة التي يقوم بدفنها في البحار، فإن هذا السلوك سيؤدي بالتأكيد إلى إحداث تغيرات جوهرية في البيئة البحرية.
  2. وجود يد خارجية وراء التغيير: وهي يد يكون لها أثر في إحداث التغيير، بطريق مباشر أو غير مباشر، غير أن هذه اليد قد تكون يد إنسان من ذلك، مثلاً إجراء التفجيرات النووية أو إفراغ النفايات والمخلفات الضارة أو السامة بالبيئة، كعوادم السيارات، وأدخنة المصانع، والمخصبات الكيمياوية، والمبيدات الزراعية .... أو قد تكون تلك اليد هي يد القضاء والقدر كالكوارث الطبيعية، والبراكين والزلازل والفيضانات، فهي تؤثر في التوازن الطبيعي وتهدد بعض مكونات البيئة بالدمار والفناء. 


أضرار التلوث البيئي


  1. أضرار التلوث الهوائي: لقد ساهم تلوث الهواء في انتشار الكثير من الميكروبات التي تسبب الأمراض للناس التي منها الأنفلونزا، الإمراض الوبائية القاتلة التي تنتشر بسرعة في الوسط البيئي، ومرض الجمرة الخبيثة ومرض الطاعون والكوليرا ومرض الجدري والحمى، كما تحدث حالات تسمم للإنسان نتيجة التأثيرات الضارة للمركبات المتطايرة من الزرنيخ نتيجة للنشاط الميكروبي لبعض الأنواع الفطرية كما أثر بشكل كبير على طبقة الأوزون وتأكلها.
  2. أضرار التلوث المائي: من أهم الأضرار الصحية لتلوث الماء بمخلفات الصرف الصحي انتشار العديد من المسببات المرضية التي تحدث بعض الأمراض البكتيرية والفطرية والفيروسية، ويؤدي تلوث الماء إلى حدوث تسمم للكائنات البحرية، كما يتحول جزء من النفط إلى كرات صغيرة تلتهم بواسطة الأسماك مما يؤثر بشكل مباشر على السلسلة الغذائية، ومن أهم الأمراض التي تحدث بسبب تلوث الماء بالكائنات الحية الدقيقة حمى التيفوئيد وفيروس شلل الأطفال وكذلك الطفيليات التي تصيب الإنسان.
  3. أضرار التلوث الإشعاعي: من أهم الأمراض التي يتعرض لها الإنسان بسبب الإشعاع ظهور احمرار بالجلد أو اسوداد في العين، كما يحدث ضمور في خلايا النخاع العظمي وتحطم في الخلايا التناسلية، كما تظهر بعض التأثيرات في مرحلة متأخرة من عمر الإنسان مثل سرطان الدم الأبيض وسرطان الغدة الدرقية وسرطان الرئة ويؤدي إلى نقص في كريات الدم البيضاء والالتهابات المعوية وتتعدى أخطاره لتصل إلى النباتات والأسماك والطيور مما يؤدي إلى إحداث اختلال في التوازن البيئي وإلحاق أضرار بالسلسلة الغذائية.
  4. أضرار التلوث الضوضائي: تؤثر الضوضاء في قشرة المخ وتؤدي إلى نقص في النشاط، ويؤدي التلوث الضوضائي إلى استثارة القلق وعدم الارتياح الداخلي والتوتر والارتباك وعدم الانسجام والتوافق الصحي، كما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وآلام في الرأس وطنين في الأذن والتعب السريع، ويعاني الإنسان من النوم غير الهادئ والأحلام المزعجة وفقدان جزئي للشهية إضافة إلى الشعور بالضيق والانقباض وهذا ينعكس في القدرة على العمل والإنتاج، كما يؤثر على الجهاز القلبي الوعائي ويسبب عدم انتظام النبض وارتفاع ضغط الدم وتضيق الشرايين وتزداد ضربات القلب بالإضافة إلى التوتر والأرق الشديدين.


قائمة المراجع:


١- خلف محمد عبد السلام بيومي، التلوث البيئي وانعكاساته على مؤشرات التنمية المستدامة في الحضر دراسة حالة مدينة القاهرة، حوليات آداب عين شمس المجلد ٥٠، عدد يناير - مارس ۲۰۲۲،  ص ٢٤١.


٢- ط. د بنبري عبد الرحمن، أ. خلاف رفيق، إسهام عناصر المناخ في التلوث البيئي الهوائي وانعكاسها على موقع بورتوس ماغنوس الأثري بوهران، مجلة دراسات، المجلد ١٤، العدد ١، ٢٠٢٣، ص ١٠٨٢- ١٠٨٣- ١٠٨٤.


٣- د. علاء وجيه مهدي النعمة، أثر الاستثمار الأجنبي المباشر في التلوث البيئي سنغافورا أنموذجاً للمدة (١٩٩١- ٢٠١٠)، جامعة تكريت، كلية الادارة والاقتصاد، مجلة تكريت للعلوم الإدارية والاقتصادية، المجلد٤، العدد ٤٠، ٢٠١٧، ص ١٧٤.


٤- محمد جبار اتويه، المسؤولية الدولية عن التلوث البيئي في العراق، رسالة ماجستير، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة بيروت العربية، ٢٠١١، ص ٢٦.


٥- أ.د. راشد عبد الفتاح زغلول، التلوث البيئي ... مشكلات وحلول، مطبعة مركز الهدي لمكمبيوتر والتصوير، ٢٠١٩، ص ٢١-٢٢.



مكتبة جواد
مكتبة جواد
تعليقات