القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

بحث كامل عن الشاعر أبو تمام

بحث كامل عن الشاعر أبو تمام

هو حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى بن مروان بن مرة ابن سعد بن كاهله بن عمرو بن عدي بن عمرو بن الغوث بن طي، وهو جهلمة بن ادر بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن غريب بن يزيد بن كهلان بن يشجب بن يعرب بن قحطان الشاعر المشهور بأبي تمام.

ولم يكن هذا النسب يمثل إجماعاً عند كل الإخباريين، فقد أورد الحافظ بن كثير الدمشقي في نسبه إلى جده الأشج واقتصر ابن النديم على اسمه الذي اشتهر به في أروقة النقد والأدب.

أبو تمام


وقد شغلت قضية تحقيق عروبته حيزاً كبيراً لدى خصومه ومؤيديه على حد سواء، وشكلت فيما بعد مضماراً واسعاً للأخذ والنيل منه ومن شاعريته، فكانت شغل النقاد قديماً وحديثاً، ولكل آراؤه وأسانيده. (١)


حياته


ولد أبو تمام: حبيب بن أوس بن الحارث الطائي الحوراني سنة ١٨٨ هجرية - ٨٠٤ ميلادية، في قرية جاسم على بعد حوالي خمسين كيلومتراً عن دمشق، قال ابن خلكان في وفيات الأعيان: وأصله من قرية جاسم من عمل الجيدور بالقرب من «طبرية». 


انتقل إلى دمشق حيث عمل في حداثته حائكا، ثم انتقل إلى حمص وتعرف فيها على ديك الجن الحمصي ومنها بدأت رحلته مع الشعر، ثم غادر إلى مصر في صباه، فعمل سقاء في المسجد الجامع، ذاع صيته فاستقدمه المعتصم إلى عاصمته الجديدة سامراء بعد أن أنتقل إليها من بغداد، تنقل في آسيا الوسطى وأقام فترة في خراسان مما جاء عنه في الأغاني «ما كان أحد من الشعراء يقدر على أن يأخذ درهماً بالشعر في حياة أبي تمام، فلما مات اقتسم الشعراء ما كان يأخذه» وكان قد امتدح عبد الله بن طاهر أمير خراسان فنثر عليه الأخير ألف دينار، فلم يلتقط منها شيئاً بل تركها لمن حوله يلتقطونها.


البحث عن شخصية أبي تمام في متون كتب التراث سيصطدم بقلق متعدد الأوجه سواء في نسبه أو في ديانته أو في مذهبه السياسي، إضافة إلى ارتحالات لا تخلو من نزوع لطموح غير مدرك ما بين مدن الشام ومصر والعراق وخراسان تشابهها بعد حين رحلة المتنبي وتتصل بقلقه، نسبةً ومذهباً سياسياً وتعبيراً عن هذا القلق. 


إذ يستند المستشرق الإنكليزي دافيد صموئيل مارجليوث على واحدة من الروايات التي ترد ضمن أقوال متعددة تشير إلى أن أباه كان نصرانياً ويدعى تيدوس العطار فغيره إلى أوس، وانتسب إلى طيء.


وذهب طه حسين نحو أبعد مما رآه مارجليوث حين بنى على اسم «تيدوس» فكرة سعى من خلالها إلى إيجاد تفسير مفترض لجذور الثقافة العميقة في شعر هذا الإعرابي، فعقد نوعاً من الصلة بين فكر أبي تمام الذي تطفح به أشعاره ومرجعيته وبين «حكمة أثينا» مشيراً إلى إن اسم تيدوس قد يشير إلى الأصول الإغريقية ويفسر هذه الثقافة المغايرة في تجربته الشعرية.


وسواء كان مسلماً أم مسيحياً عربياً أم يونانياً، فإن تاريخ الشعر العربي لم يخبرنا عن شاعر حاز المعرفة بتراث الشعر العربي، وبأخبار الأولين وأنسابهم كأبي تمام إذ له العديد من كتب المختارات الشعرية أشهرها الحماستان: الحماسة الكبرى «ديوان الحماسة» و«الوحشيات» وهو «الحماسة الصغرى» إضافة إلى «فحول الشعراء» و «أشعار القبائل». (٢)


صفاته وأخلاقه الخاصة


ليس لدينا ما يدل على صفات أبي تمام سوى قول ابن خلكان: «كان أسمر طويلاً فصيح الكلام فيه تمتمة بسيطة».


وقد نقلها عنه كثيرون، وإلا جملة للأنباري: "وكان موصوفاً بالظرف وحسن الأخلاق وكرم النفس". ثم ليس في ديوانه ما يناقض هذه الأحكام.


من أجل هذه التمتمة اليسيرة اشترى له أبو سعيد الثغري غلاماً أديباً فصيحاً اسمه الفتح بثلاثمائة دينار ليلقي له قصائده . 


ولكننا نعلم أنه كثيراً ما كان يلقي قصائده بنفسه. وقيل إنما كان إنشاده قبيحاً وزاد ابن رشيق فقال: «وكان في حبيب حبسة شديدة إذا تكلم ...».


 فقال فيه مخلد بن بكار الموصلي: يا نبي الله في الشعر ويا عيسى بن مريم … أنت من أشعر خلق الله ما لم تتكلم ! 


أما أخلاقه فكانت أخلاق شاعر عباسي؛ غير أنه لم يكن متهتكاً، بل كان يأتي ما ذاته في ستر. (٣)


مصنفاته 


لابو تمام عدد من المؤلفات، وهي: (٤)


  1. فحول الشعراء. 
  2. ديوان الحماسة.
  3. مختار أشعار القبائل. 
  4. نقائض جرير والأخطل. 
  5. الوحشيات، وهو ديوان الحماسة الصغرى. 
  6. ديوان شعره.
  7. الاختيارات من شعر الشعراء. 


وفاته 


اختلف الرواة في سنة وفاة أبي تمام، كما اختلفوا في سنة مولده، اختلافاً كبيراً بين سنة ۲۲۸ وسنة ٢٣٢ للهجرة. 


ويبدو أن أبا تمام قد توفي - في أوثق الأقوال وأحسنها اتساقاً مع حوادث حياته - في المحرم من سنة ٢٣٢ (أيلول ٨٤٦)، وهو يتولى بريد الموصل، وعمره نحو ثلاث وأربعين سنة. 


ودفن أبو تمام في الموصل خارج الميدان على حافة الخندق، وتقول العامة: هذا قبر تمام الشاعر. 


وقد بنى أبو نهثل بن حميد الطوسي قبة عليه.


أما اليوم فإن رفاته في حديقة البلدية في ضريح ضخم . 


ورثى أبا تمام نفر كثيرون منهم ديك الجن أستاذه والبحتري تلميذه؛ ومنهم صديقاه وممدوحاه محمد بن عبد الملك الزيات والحسن بن وهب، وصديقه الشاعر علي بن الجهم وسواهم. (٥)


قائمة المراجع:


١- عمر بشير أحمد يوسف، حمد النيل، محمد عبد القادر الأمين (م. مشارك)،  أبو تمام بين الصنعة والتجديد، المنظمة العربية للترجمة، المجلد ٦، العدد ٢٠، ٢٠١٤، ص ١٦٥.


٢- محمد مظلوم، ما بال لا شيء عليه حجاب؟ أبو تمام، كتاب في جريدة، العدد ٩٤، ٢٠٠٦،  ص٣.


٣- عمر فروخ، أبو تمام شاعر الخليفة محمد المعتصم بالله دراسة تحليلية، ١٩٤٦،  ص ٣٦.


٤- الحسن بن بشير الآمدي، الموازنة بين أبي تمام والبحتري، ط١، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ٢٠٠٦، ص ١٤.


٥- عمر فروخ، مرجع سابق، ص ٣٥.


reaction:

تعليقات