بحث كامل عن طرفة بن العبد
طرفة لقب للشاعر عمرو بن العبد بن سفيان بن سعد، من بني بكر بن وائل، وأمه وردة بنت عبد العزى.
وكان قوم طرفة ينزلون بالبحرين، وولد هو في بادية البحرين، وتنقل في بقاع نجد، وأتصل بالملك عمرو بن هند ملك الحيرة عاصمة المناذرة، فجعله من ندمائه.
ثم بلغه أن طرفة هجاه في أبيات فوجهه إلى المكعبر والي البحرين وعمان، وكان من ولاة المناذرة ووجه معه رسالة يأمر فيها المكعبر أن يقتله، فقتله، وكان ذلك بحدود سنة (٦٠ ق هـ ،٥٦٤م) وهو ابن عشرين سنة.
قال محمد بن سلام الجمحي في كتابه طبقات فحول الشعراء: فأما طرفة فأشعرُ النَّاسِ واحدةً، وهي قوله:
لخولة أطلال بِبُرْقَةِ تَهْمَدِ … وقفت بها أبكي وأبكي إلى الغد
وتليها أخرى مثلها هي:
أصحوت اليوم أم شاقتك هر … ومن الحب جنون مستقر
وعده ابن سلام من الطبقة الرابعة، ونعته بأنه شاعر فحل، ولكنه قليل الشعر.
وكان لطرفة أخ شقيق اسمه معبد، وأخت من أم تُدعى الخرنق بنت بدر ابن مالك، وابن عم اسمه مالك. ولم تكن صلته بأخيه وابن عمه حسنة.
ومات أبو طرفة وهو صغير، فأبى أعمامه من بني سعد بن مالك أن يقسموا له نصيبه من إرث أبيه، وظلموه حقه، فنشأ مع أمه في بؤس.
وقال طرفة يذكر ظلم أعمامه له في ميراث أبيه:
ما تنظرون بمالِ وَرْدَةً فيكم؟ … صغر البنون ورَهْطُ وردة غيبُ
قد يَبْعَثُ الأمر العظيم صغيره … حتى تظَلَّ له الدماء تَصَبَّبُ
والظُّلْمُ فَرَّقَ بَين حَيَّيْ وائلٍ … بَكْرٌ تُساقيها المنايا تغلب
والصدق يألفه الكريمُ المُرتجى … والكذب يألفه الدني الأَخْيَبُ (١)
ولادته ووفاته
ولد طرفة بن العبد عام ٥٤٣م (٢)، وكانت وفاته على يده ملك الحيرة عمرو بن هند عام ٥٦٢ ميلادية في القرن السادس الميلادي. (٣)
ديوانه
لطرفة ديوان فيه ٦٥٧ بيتا من الشعر تقريبا، شرحه كل من: (٤)
- يعقوب بن السكيت.
- والأعلم الشمنتري.
وتم طباعة هذا الديوان من قبل كل ما يأتي:
- المستشرق الألماني وليم بن الورد سنة ١٨٧٠.
- المستشرق الفرنسي مكس سلغسون سنة ١٩٩٠.
أغراض شعره
ويظهر في ديوان طرفة لمدة أغراض وهي كالتالي: (٥)
الهجاء: وهذا الغرض مرتبط بأعمامه وأقاربه الذين أذاقوه الظلم، وعنت الحياة المريرة، يقول في هذه الأبيات:
ما تنظرون بحق وردة فيكم … صغرى البنون، ورهط وزرة غيب
والظلم فرق بين حيي وائل … بكر تساقيها المنايا تغلب
قد يورد الظلم المبين أجناً … ملحا يخالط بالذعاف ويقشب
الفخر: وهذا واضح في شعره من خلال أمرين هما: الفخر بنفسه، وهو يدور حول إعجاب الشاعر بنفسه وهذا نتيجة تركه أهله، ونبذوه وظلموه، فهو يفخر بفعاله وكرمه وسيادته ومعاقرته وشربه الخمر. وقد ظهر ذلك من خلال معلقته يقول:
إذا القوم قالوا من فتى ؟ خلت أنني … عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
ولست بحلال التلاع مخافة … ولكن متى يسترفد القوم أرفد
أما فخرد بأهله، فلا يتعدى كونه يفخر بنسبه الذي يتصل ببكر وتغلب، وهما من أسياد الجاهلية.
الوصف: الشاعر عاش حياة البداوة وشظف العيش، كذلك اتصل بالحضارة والنعيم، فشعره مزيج بين الأمرين والوصفين من وصف الناقة والصحراء وتربية الإبل ورعيها، وكذلك الصيد.
أما وصف الحضارة وصفة الحانوت الخمر وشربه للخمر ومعاقرتها ومنادمة النساء القيان.
الحكمة: حياة الشاعر القصيرة إلا أنها وجدت لديه أبيات في الحكمة حيث عاش حياة مريرة من ظلم أهله وعشيرته استطاع أن يخرج لنا صوراً بديعة خرجت في قوالب شعرية جميلة، يقول:
للفتى عقل يعيش به … حيث تهدي ساقة قدمه
ويقول:
وإن لسان المرء ما لم تكن له … حصاة على عوراته الدليل
ويقول:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً … ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ديانته
أما عن ديانته: فقد عده الأب شيخو بين شعراء النصرانية، وذكر في كتابه «النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية»، ص ٤٣٣، أن الذي دعاه إلى ذلك أسباب أربعة هي: (٦)
كان أهل طرفة وأقرباؤه من النصارى، إذ لا شك في نصرانية ضبيعة، أهل أبيه، ولا شك فى نصرانية أمه أخت جرير بن عبد المسيح النصراني.
وفود طرفه وخاله على ملك الحيرة النصراني. عيشتهما في الحيرة بين النصارى.
بعض استنتاجات من أقواله تفيد أنه نوه بالخلود والحساب وما شاكل ذلك.
تساؤلات حول طرفة بن العبد
من اي قبيله طرفة بن العبد؟
أجمعت المصادر التاريخية والأدبية على أن شاعرنا طرفة ابن العبد، من مالك بن ضبيعة ومالك بن ضبيعة من بكر ابن وائل.
وبكر بن وائل بطن من بطون ربيعة. وربيعة فرع كبير من فروع العرب العدنانية. (٧)
ما هي ديانة طرفة بن العبد؟
ديانته النصرانية.
لماذا لقب طرفة بن العبد؟
لقب بـ «طرفة» نسبة إلى «الطرفاء» وهو شجر الأثل، وذلك لبيت قاله:
لا تعجلا بالبكاء اليوم مطرفا ... ولا أميريكما بالدار إذ وقفا (٨)
كيف كان موت طرفة بن العبد؟
قتله عمرو بن هند عام ٥٦٢ ميلادية في القرن السادس الميلادي.
طرفة بن العبد كم عمره؟
عمره تقريبا عشرين سنة، أو ستة وعشرون سنة.
كيف وصف طرفة بن العبد ناقته؟
وصفها بأنها كل معاني القوة والشدة، ووصفها بأنها مرآة صافية كصفاء حال صاحبها كموقفهُ عندما خرج من وطنه وأهله. (٩)
قائمة المراجع:
١- لجنة التحقيق في دار القلم العربي، مراجعة وتدقيق أحمد عبد الله فرهود، طرفة بن العبد، دار القلم العربي، ١٩٩٦، ص ٣-٤.
٢- د.عبد القادر فيدوح، القيم الفكرية والجمالية في شعر طرفة بن العبد، ط١، آرايام للنشر، ١٩٩٨، ص ١١.
٣- نضال يوسف محمد ملكاوي، الذات والآخر في شعر طرفة بن العبد، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة اليرموك، ٢٠١٣، ص ١.
٤- صالحة براهمي، بوجمعة عمارة، جمالية الصورة في القصيدة الجاهلية معلقة طرفة بن العبد أنموذجاً، المجلد ١٢، العدد ١، ٢٠٢٢، ص ٣٦٧.
٥- علي يوسف مفرح مدخلي، ذكر الحياة والموت في شعر طرفة بن العبد، رسالة ماجستير، كلية اللغات، جامعة المدينة العالمية، ٢٠١٢، ص ٩-١٠.
٦- على الجندي، الشاعر الجاهلي الشاب طرفة بن العبد تحقيق ودراسة لشعره وشخصيته، دار الفكر العربي، ص ١٩.
٧- محمد الشيخ محمود صيام، طرف ابن العبد حياته وشعره، رسالة ماجستير، كلية الشريعة والدراسة الإسلامية مكة المكرمة، جامعة الملك عبد العزيز، ١٩٨٠، ص ٦٩.
٨- د.عبد القادر فيدوح، مرجع سابق، ص ١٢.
٩- عبد الرحمان خلدون، الناقة ورحلة الوجود لدى طرفة بن العبد البكري، مجلة كلية الآداب واللغات، العدد ٢٠، ٢٠١٧، ص ٣٢٨.