القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

بحث كامل عن الزمخشري

بحث كامل عن الزمخشري

هو محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي ثم الزمخشري.

هو محمود بن عمر بن محمد وقد اتفق كتاب التراجم على الاسمين الأول والثاني من هذه السلسلة أما الثالث والرابع، وهو (محمد بن أحمد) فمنهم من ذكرهما على هذا الترتيب ومنهم من خالف بينهما. (١)


ولد الزمخشري يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر رجب سنة سبع وستين وأربعمائة (٤٦٧ هـ)، في قرية صغيرة من قرى خوارزم يقال لها (زَمَخْشَر) بفتح الزاي والميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الشين وبعدها راء.

الزمخشري


نشأ الزمخشري في بيت يتحلى بالصَّلاح والتقوى، فالوالد رجل فقير يدفع بابنه إلى خياط ليعلمه الخياطة، ولكن الزمخشري كانت له الرغبة في طلب العلم فيستعطف أباه إلى البقاء في طلب العلم والمعرفة.


وكانت أمه صالحةً عطوفةً رقيقة القلب مُجابة الدعاء، ومِمَّا يدل على ذلك ما أورده القفطي من أنه لما دخل الزمخشري بغداد سأله الدامغاني الفقيه الحنفي عن سبب قطع رجله فقال: (دعاء الوالدة؛ وذلك أنّي في صباي أمسكتُ عصفوراً وربطته بخيط في رجله، وانفلت من يدي، فأدركته وقد دخل في خرق، فجذبته، فانقطعت رجله في الخيط، فتألمت أمّى لذلك وقالت: قَطَعَ الله رجل الأبعد كما قطع رجله، وقال فلما وصلتُ مِنَ الطَّلبِ رَحَلْتُ إلى بخارى لطلب العلم، فسقطت عن الدابَّة فانكسرت الرجل وعملت عملاً أوجب قطعها). (٢)


لقبه ونسبه


كان الزمخشري رحمه الله - يلقب بجار الله، وذلك لأنه جاور بمكة حرسها الله - مدة من الزمن، يقول اليافعي في مرآة الجنان: «..... وكان قد جاور بمكة زمانا، نصار يقال له جار الله لذلك حتى صار هذا اللقب علما عليه».


وأما نسبته فهي الى زمخشر - القرية التي ولد فيها - وهي قرية بضاحية خوارزم لذلك كان يقال له الزمخشري والخوارزمي، ولكن نسبته الى زمخشر اشهر، واذا أطلقت فقد اقتصرت عليه، وهو الذي كان سببا في شهرة هذه القرية.


وأما كنيته فهي أبو القاسم، ولا أصل لها لانه لم يتزوج ولم يكن له ولد، وكذلك فإن المراجع التي بين أيدينا لم تذكر سببا لذلك، "ولعله اتخذ هذه الكنية تبركا بكنية النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا ما غلب على ظني والله أعلم". (٣)


أصل الزمخشري


تشير الدلائل التاريخية إلى أن الزمخشرى كان فارسيا، ومع هذا فمن يتابع سيرته يرى مدى اندفاعه نحو العروبة والدين الإسلامي وإخلاصه لهما. (٤)


مذهب الزمخشري


اختلف العلماء في تحديد مذهب الزمخشري النحوي، فمنهم من يرى أنه بصري، ومنهم من يرى أنه بغدادي، وفي ذلك يقول الدكتور أحمد محمد الحوفي "إنه كان تائقاً لمذهب سيبويه والبصريين في آرائه".


ويرى شوقي ضيف أنه "بغدادي يميل إلى المذهب البصري وترجم له من ترجم من نحاة المذهب البغدادي"، وتبعه في ذلك عبده الراجحي بقوله: "إنه أقرب إلى مدرسة البصرة".


ويعرض شوقي ضيف لمذهب الزمخشري بقوله: "وإذا أخذنا نتعقب آراءه وجدناه يمثل الطراز البغدادي الذي رأيناه عند أبي علي الفارسي وابن جني، فهو في جمهور آرائه يتفق ونحاة البصرة الذين نهجوا علم النحو ووطأوا الطريق إلى شعبه الكثيرة، ومن حين إلى حين يأخذ بآراء الكوفيين أو بآراء أبي علي أو ابن جني وقد ينفرد بآراء خاصة به لم يسبقه أحد من النحاة إليها". (٥)


عقيدة الزمخشري


جاهر الزمخشري بعقيدته الاعتزالية، ودافع عنها دفاع المؤمن بها، في كثير من كتبه، ولا سيما (الكشاف)، وكان لا يدع فرصة تمر دون أن ينال مغمزا من خصومه، يهاجمهم بأعنف القول ويسميهم بـ (المشبهة) و (المجبرة) (والحشوية) ... الخ، قال ابن خلكان: «كان الزمخشري معتزلي الاعتقاد، متظاهرا باعتزاله، حتى نُقل عنه: أنه كان إذا قصد صاحباً له، واستأذن في الدخول، يقول لمن يأخذ له الإذن: قل له: أبو القاسم المعتزلي بالباب». (٦)


مؤلفات الزمخشري


للزمخشري مؤلفات كثيرة تزيد على الخمسين منها: 


الكشاف في تفسير القرآن العزيز، والأحاجي بالمسائل النحوية، والمفرد والمركب في العربية، والفائق في تفسير الحديث، وأساس البلاغة في اللغة، وربيع الأبرار ونصوص الأخبار، ومتشابه أساس الرواة، والنصائح الكبار، والنصائح الصغار، وضالة الناشر، والرائض في علم الفرائض، والمفصل في النحو، والأنموذج في النحو، والمفرد والمؤلف في النحو، ورؤوس المسائل في الفقه، وشرح أبيات سيبويه، والمستقصي في أمثال العرب، وصميم العربية وسوائر الأمثال، وديوان التمثيل، وشقائق النعمان في حقائق النعمان، وشافي العي من كلام الشافعي - رضي الله عنه والقسطاس في العروض، ومعجم الحدود، والمنهاج في الأصول ومقدمة الأدب (اللغة)، وديوان الرسائل، وديوان الشعر، والرسالة الناصحة والأمالي وغير ذلك. (٧)


شيوخ الزمخشري


تتلمذ الزمخشري على أيدي شيوخ أغلبهم من المعتزلة منهم: (٨)


  1. أبي منصور الجواليقي، وقرأ عليه بعض كتب اللغة.
  2. عبد الله بن طلحة اليابري المتوفى (٥١٨هـ) ولقد قرأ الزمخشري عليه كتاب سيبويه. 
  3. الشيخ محمود بن جرير الضبي الأصفهاني أبي مضر النحوي المتوفى (٥٠٧هـ).
  4. قال ياقوت الحموي عنه «كان يلقب بفريد العصر، وكان وحيد دهره وأوانه في علم اللغة والنحو، يضرب به المثل في أنواع الفضائل وهو الذي أدخل على خوارزم مذهب المعتزلة ونشره بها فاجتمع عليه الخلق لجلالته، وتمذهبوا بمذهبه».


تلاميذ الزمخشري


للزمخشري تلاميذ كثر منهم من سمع منه ومنهم من أخذ عنه الرواية ومنهم من أرسل إليه يستجيزه في مسموعاته ومصنفاته. 


ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: (٩)


  1. الموفق أحمد بن أبي سعيد إسحاق أبو المؤيد المعروف «بأخطب خوارزم».
  2. علي بن محمد بن علي بن أحمد بن مروان القمراني الخوارزمي.
  3. محمد بن أبي القاسم با يجوك أبو الفضل البقالي الخوارزمي الآدمى الملقب «بزين المشايخ»، كان إماماً في الأدب وحجة في لسان العرب، أخذ اللغة وعلم الإعراب عنه.
  4. يعقوب بن علي بن محمد بن جعفر أبو يوسف البلغي.
  5. يقول السمعاني: «وظهر له جماعة من الأصحاب والتلامذه وروى عنه أبو المحاسن إسماعيل بن عبد الله الطويلي بطبرستان وأبو المحاسن عبد الرحيم ابن عبد الله البزار بأبيورد وأبو عمرو عامر بن الحسن السمسار بزمخشر وأبو سعد أحمد بن محمود الشاتي بسمرقند وأبو طاهر سلمان بن عبد الملك الفقيه بخوارزم وجماعة سواهم».


شعر الزمخشري


للزمخشري اشعار تدل على حسن الذوق، ولطف الأسلوب، ومراعاة البديع، وجودة المعنى منها قوله في الغزل:


مليح ولكن عنده كل جفوة … ولم أر في الدنيا صفاء بلا كدر


ولم انس اذ غازلته قرب روضة … الى جنب حوض فيه للماء منحدر


وقلت له جئنى بورد وانما … اردت به ورد الخدود وما شعر 


فقال انتظرني رجع طرف أجيء به … فقلت له هيهات مالی منتظر


فقال ولا ورد سوى الخد حاضر … فقلت له إني قنعت بما حضر


ومن شعره في الرثاء قوله في رثاء شيخه أبي مضر: 


وقائلة ما هذه الدرر التي … تساقط من عينيك سمطين سمطين


فقلت هو الدر الذي كان قد حشا … أبو مضر اذنى تساقط من عينى 


وهكذا نجد الإمام الزمخشرى - كأضرابه من كبار الأئمة يجمعون بين الفن في الشعر الى الاستقامة في الخلق، نفع الله بهم. (١٠)


وفاة الزمخشري


تُوفِي الزمخشري رحمه الله يكر كانج، وهي قصبة خوارزم، ليلة عرفة من سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة (٥٣٨ هـ) من الهجرة.


وبوفاته انطوت صفحة من أزهى صفحات التأريخ، إذْ إِنَّ الرَّجُلَ مثال يحتذى في الصَّلاحِ والتَّقوى مع العلم الغزير والأدب الجم والتواضع مع كثرة الاطلاع. (١١)


قائمة المراجع:


١- عبد الحميد قاسم النجار، الزمخشري آثاره ومنهجه النحوي، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة الفاتح، ١٩٨٢، ص ٢٦.


٢- أيمن محمد عوض علي، الزمخشري ومذهبه في الاستشهاد النحوي بالشعر من خلال كتابه (الكشاف)، رسالة ماجستير، كلية الآداب،  جامعة النيلين، ٢٠١٥، ص ٢٠-٢١.


٣-  علي عبد الله عبد عمرو، تحقيق ديوان الزمخشري ودراسة لشعره،  أطروحة دكتوراه، كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، مصر، ١٩٧٩، ص ١٢-١٣.


٤-  عبد الحميد قاسم النجار، مرجع سابق، ص ٢٨.


٥- علي أحمد شعبان، الآليات البلاغية في التأويل النحوي عند الزمخشري، أطروحة دكتوراه، كلية الآداب، جامعة اليرموك، ٢٠١٠، ص١٤.


٦- سعدون أحمد علي، أثر معاني القرآن للفراء، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج، في الكشاف للزمخشري، أطروحة دكتوراه، كلية التربية (ابن رشد)، جامعة بغداد، ٢٠٠٣، ص ٢٣.


٧- علي أحمد شعبان، مرجع سابق، ١٣.


٨- علي الكيلاني حسن الماعزي، احتجاج الزمخشري بالقراءات في تفسير الكشاف، رسالة ماجستير، كلية الآداب والعلوم، ترهونة، جامعة المرقب، ٢٠٠٨، ص ٧.


٩- علي الكيلاني حسن الماعزي، مرجع سابق، ص ٨.


١٠- محمد بن أحمد بن عمر الشاطري، الإمام أبو القاسم الزمخشري صاحب الكشاف، العدد ١٦٧، ١٩٧٢، ص ٧٥.


١١- أيمن محمد عوض علي، مرجع سابق، ص ٢٦.


reaction:

تعليقات