القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

بحث كامل عن أبو بكر الرازي

بحث كامل عن أبو بكر الرازي

هو أبو بكر محمد بن زكريا الرازي، ويسمونه باللاتينية Rhazes، ولد سنة ٢٥٠هـ ٨٥٤م في الري.

والمعلومات الموثوقة المتوفرة عن حياة الرازي قليلة ومحدودة، والذي نعرفه أنه درس في مرحلة شبابه علم الرياضيات والفلك، كما درس الفلسفة والأدب، وربما درس في تلك المرحلة أيضاً الكيمياء، ويقال انه كان يضرب العود.

أبو بكر الرازي


وقد تحول الى دراسة الطب في سن متقدمة، وبرع فيه حتى أصبح من أشهر أطباء عصره، وتولى رئاسة الأطباء في بيمارستان الري ثم في بيمارستان بغداد، ولا نعرف كم بقي في بغداد على التحقيق، لكنه تنقل بين عدة بلاطات وكان فيها موضع رعاية الولاة المحليين، وتردد الى الري عدة مرات وتوفي فيها.


وقد أصيب في أواخر عمره بالعمى. (١)


كان الرازي انسانا کریما، رقیقا


كان الرازي إنسانا رقيق الحواشي، رققها لا شك فيما رقق، تعلمه الغناء والموسيقى في حداثته الأولى. وكان يضرب بالعود ويغني، فلما خرج شاربه والتحى، كف، وسئل في ذلك فقال: إن الفناء الذي يخرج من بين شارب ولحية لا يستعذب. (٢)


الرازی درس الكيمياء قبل الطب


وأبو بكر تعلم الكيمياء على حداثته، ونشأ فيها، وعمل وألف، قبل أن يتفرغ للطب. وعرف بها.


وقد اكتشفوا كتابه المسمى بكتاب الصنعة، وجدوه في بيت أمير هندي.


وقد وجدوا فيه أن الرازي اعتمد فى الكيمياء على ما اعتمد عليه جابر بن حيان، الا انه كان اكثر واقعية من جابر.


فهو لما قسم المواد، قسمها لا كما قسم جابر والتابعوه إلى أجسام وأرواح وأهوية، ولكن الى نباتية وحيوانية ومعدنية، وجرت هذه التعابير على السنة الناس الى اليوم.


وهو جمع الى الطب العلم بالكيمياء، وبالفلسفة، وبصنوف أخرى من العرفان. (٣)


شيوخه ومعاصروه


قرأ الرازي الحكمة على أبي زيد البلخي الذي كان دائم التجوال والترحال في الأمصار الإسلامية وكان على دراية حسنة بالفلسفة وعلوم الأقدمين، كما أن الرازي قد درس الطب على يد الطبيب الفاضل أبي الحسن علي بن زين الطبري، وهو من أهل طبرستان، وكان الطبري لقد قدم الري حوالي سنة ٢٨٩هـ (٩٠٢م) بعد استيلاء السامانيين على طبرستان، وقد أصاب الرازي من علم الطيري وحكمت الشيء الكثير، وكان الرازي معاصرا لأبي يعقوب إسحق بن حسين بن اسحق الذي كان من أشهر وأقدر نقلة علوم الحكمة إلى اللغة العربية، وكان الرازي على صلة بأبي الحسن علي بن عيسى الجراح أثناء إقامته في بغداد. (٤)


الرازي مارس الطب، ودرس عدة تلاميذ


وكان الرازي، الى جانب ممارسته الطب، والى جانب التأليف في الطب، يدرس الطب لتلاميذه.


قال أبو الحسن الوراق: قال لي رجل من أهل الربي، شيخ كبير، سألته عن الرازي فقال: كان شيخا كبير الرأس وكان يجلس في مجلسه ودونه تلاميذه، ودونهم تلاميذهم، ودونهم تلاميذ آخرون. 


وكان يجيء الرجل، فيصف ما يجد لأول من يلقاه منهم، فان كان عنده علم، والا تعداه الى غيره. فان اصابوا، والا تكلم الرازي في ذلك وكان كريما متفضلا، بارا بالناس، حسن الرأفة بالفقراء والأعلاء، حتى كان يجرى عليهم الجرايات الواسعة، وبمرضهم، ولم يكن يفارق النسخ، إما يسود أو يبيض. (٥)


اكتشافاته


والواقع أن جالينوس لم يكتب عن الجدرى أكثر من ثلاثة أو أربعة أسطر، في حين أن الرازي كتب أربعة عشر فصلا قصيرا، ومع هذا لم يفته أن ينصف عالما سبقه.


والرازي أول من ميز بين الجدري والحصبة مع تشابه الأطوار الأولى للمريضين، وقديما كانت أغلب الأمراض التي يظهر فيها طفح على الجلد تعد صورا مختلفة من مرض الجذام.


ولم يكن الرازي يحب الإطالة، ولا التخمين، وقد قال هذا في مستهل ما كتبه عن «الحصى في الكلى والمثانة» قال: «انه يريد قولا وجيزا واضحا غير مشوب بذكر أسباب بعيدة ولا بحث طبيعي، لكن بمقدار ما يضطر إليه المعالج من هذا الداء فقط».


ويعتبر ما كتبه الرازي عن الكلى من أروع ما كتب، حتى بعد وفاته بمئات السنين، وما زالت بعض الحقائق التي ذكرها ثابتة صحيحة حتى يومنا هذا.


ومن أروع اكتشافاته معرفته لأثر الضوء على حدقة العين واتساعها ليلا وانكماشها نهارا ولعله استغل هذه المعرفة في فحوصه العصبية، كما نقوم نحن أطباء هذا العصر بمثل هذا العمل.


وهو أيضا أول من كتب في طب الأطفال كفرع من الطب قائم بذاته، كما انه كان يجرب العقاقير على الحيوان قبل استعمالها في الإنسان، فجرب بعض مركبات الزئبق في قرد قبل أن يصفه (كملين) لمرضاه، وهو أول من استعمل مركبات الرصاص في المراهم، وأول من استخدم الخيوط المصنوعة من أمعاء الحيوان في خياطة الجروح كما نستعملها اليوم، لعلمه بأن الجسم يمكن أن يمتصها.


وقد عالج الحمى بالماء البارد، فسبق بذلك الأب بريسنتس، بحوالي ألف عام، وهي نفس الطريقة الفعالة في بعض الحميات. (٦)


مؤلفات ومخترعات الرازي


ولم يكن الرازي متخلفا في تفكيره، فقد هاجم الشعوذة واستعمال التمائم والخزعبلات في وقت كان الإيمان بها سائدا بين معظم الناس ... وقد قدر بعض مؤرخي الطب بحوث الرازي بمائتين وسبع وثلاثين مقالة بقى منها في مكتبات روما ولندن ولايدن بهولندا ومصر وغيرها، ٣٦ مقالة فقط.


وللرازي مؤلفات في غير الطب فقد كان فيلسوفا وعالما طبيعيا وباحثا - رياضيا وفلكيا، ولكن ما يعد ابتكار حقا هو ما كتبه في الطب، وقد جمع تلاميذه بعد وفاته ملاحظاته ومشاهداته في دائرة معارف طبية، سموها «الحاوي».


ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر أن الرازي ابتكر كثيرا من الآلات الجراحية، كما أدخل تعديلات وتحسينات على ما كان معروفا منها في عصره. (٧)


وفاته


وأصيب بنزول الماء في عينيه حتى وقيل له اقتدح، فلم يسمح عمی بقدحهما، وهو الطبيب. قال:- قد أبصرت من الدنيا حتى مللت منها ومات عام ٣١١هـ (۹۲۳م)، عليه رحمة الله ورضوانه. (٨)


قائمة المراجع:


١- أحمد مضر الصقال، مؤلفات الرازي وتعاليمه الفلسفية، مجلة التراث العربي، العدد ١٠، ١٩٨٣، ص ١١٣.


٢- أحمد زكي، هدية العربي: "أبو بكر الرازي" طبيب الدولة العربية الأول، مجلة العربي، العدد ٨٦، ١٩٦٦،  ص ١١٣.


٣- أحمد زكي، المرجع السابق نفسه، ص ١١٢.


٤- جلال شوقي، أبو بكر الرازي، مجلة عالم الفكر، العدد ٢، ١٩٨٣، ص ٥٠٠.


٥- أحمد زكي، مرجع سابق،  ص ١١٣.


٦- كمال موسى، أبو بكر الرازي في مرآة الغرب، مجلة الهلال، العدد ١٢، ١٩٥٨، ص ٤٠-٤١.


٧- المرجع السابق نفسه، ص ٤١.


٨-  أحمد زكي، مرجع سابق، ص ١١٣.



reaction:

تعليقات