القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

ابن شهيد الأندلسي حياته، وشعره، ونثره

ابن شهيد الأندلسي حياته، وشعره، ونثره

أبو عامر أحمد بن شهيد (٤٢٦هـ) كاتب من كبار الكتاب في آخر عهد الدولة الأموية في الأندلس، وتساهر موهوب أصيل.

ولد في قرطبة عاصمة الأندلس في عهد عهد الأمويين، وعاش في ظلال بني عامر، وربي في نعمتهم، وكانت أيامهم كثيرة الرخاء، جميلة الرواء، أفاض ملوكها عليه المال الكثير، لمكانته لديهم، ومكانة أسرته.

إبن شهيد الأندلسي


فقد كان أبوه متصلا بالمنصور بن أبي عامر، فنشأ این شهید أبو عامر أحمد بن أبي مروان عبد الملك على مثال الملوك - كريما، وكان خفيف الروح ظريفا، مرح المجلس، به میل إلى الدعابة والنكتة، كاهل عصره من الادباء سريع البديهة، حاضر الذهن سديد الرأي، عارفا بفنون الأدب، يتردد على مجالس الخلفاء والوزراء والأمراء، كأكثر شعراء زمانه وادبانه وكان محبا للحياة ونعيمها، كما يظهر ذلك من نثره شعره. (١)


شعره


وشعر ابن شهید يبلغ غاية الرقة والعذوبة، وبخاصة في الوصف والمدح والنسيب. وقصائده طويلة كثيرة المعاني، تدل على صحة خياله، وأسلوبه في شعره تغلب عليه حلاوة الصياغة ولیس به غموض او خفاء، وهو يجذب القارىء بأخيلته ومعانيه الظريفة والمستظرفة ولأمتزاج هذه المعاني بنفس الشاعر كان يعبر عنها بلا تكلف، هذا إلى سهولة الموضوعات، وما تقتضيه من رقة ورعاية. (٢)


نثره


اما نثره فهو متميز في موضوعاته ومعانيه وأساليبه، كتب في موضوعات، شائقة طريفة، نادرة في النثر الأدبي العربي، من مثل كتاباته القصصية الخيالية، التي يصفها النقاد بالكتابة الهزلية، وقالوا عنه: انه في تنسيق الهزل والنادرة الحلوة أقدر منه على ما سوى ذلك. 


وكان تفوق في هذا المجال راجعا الى ولعه منذ طفولته بقراءة القصص، والی اعلامه على جل ماكتبه الأدباء الشرقيون في ذلك، حتى لقيد جارى بعضهم في أساليبهم، وذلك في رسالته «التوابع والزوابع» وفي غيرها .. والتوابع جمع تابع وهو يتبع الإنسان من الجن. 


والزوابع: جمع زوبة، وهي اسم شيطان أو اسم رئيس الجن. 


وهذه الرسائل التي كتبها ابن شهيد تدل على ميل خاص للكتابة القصصية والبراعة فى المعانى، والتصرف فيها، والتنوع في أساليبها، مع سمة الخيال وسعة الاطلاع على كتب الأدب، وآراء الأدباء، وعلى ما كان معروفة في عصره من آراء في النقد الأدبي. (٣)


التوابع والزوابع


ورسالة «التوابع والزوابع» اطول رسائل ابن شهید، واجملها فنا، وأخلدها على الايام، وموضوعها قصة خيالية إلى العالم الآخر. 


وأسمها مسجوع، به كثير من محاكاة ما شاع من أسلوب المقامات، مع الاشارة الى بعض الأسماء والأحداث التاريخية والمسائل الأدبية، مما يحتاج الى شرح وبيان ولكنه أسلوب قصصي من الأساليب المختارة في الأدب العربي. وقد برع ابن شهيد في الكتابة في هذا اللون. (٤)


آثاره


كتاب كشف الدك وإيضاح الشك: وهو مفقود ولكن فيما يبدو أنه في علم الحيل والخرافات.


حانوت عطار: وهو مفقود أيضا إلا أنه توجد منه بعض النصوص في جذوة المقتبس، والمغرب، وإحكام صنعة الكلام. وذكر في بعض الكتب باسم "حانوت العطار". وهو كتاب أدبي نقدي يقول عنه الدكتور إحسان عباس: "فانه لم يصلنا ولكن الحميدي نقل عنه في "جذوة المقتبس" وتدل نقوله على أن الكتاب تراجم لشعراء الأندلس، فهو سابق لكتاب "الأنموذج" في هذا المضمار".


ولكن فى الواقع أن كتاب "حانوت عطار" لم يكن مقتصرا على شعراء الأندلس كما يقول الدكتور - وانما تكلم المؤلف فيه عن شعراء المشرق مثل أبي تمام الطائي وأبي الطيب المتنبي والدليل على ذلك قول الكلاعي اختياري القصيدة: "أن تكون نحو الاربعين بيتا، لأن الطول في الغالب مملول. وهذا العدد من ابيات القصيده كان غاية الطائي والجعفي في أكثر قصائدهما. وربما زعم بعضهم أن ذلك من هذين الفحلين لضيق عطن. وقد أشار إلى شيء من هذا أبو عامر في: حانوت عطاره".


رسالة  التوابع والزوابع: وهو العمل الذي اكسب ابن شهید شهرة كبيرة في الوسط الادبى ولعل ذلك راجع الى اقتران هذه الرسالة برسالة "الفقران" للفيلسوف العربي أبي العلاء المعري.


دیوان ابن شهید: جمع دیوان ابن شهید وحققه الأستاذ يعقوب زكي في رسالة دكتوراه، وصدره بدراسة تاريخية عن جوانب من حياة ابن شهيد.


وجمعه ايضا الاستاذ "شارل بلات" عام ١٩٦٣م وكتب مقدمته الأستاذ بطرس البستاني.


الرسائل النقدية: وتعد أهم عمل قام به این شهید لأن فيها آراء جديدة واستنتاجات مبتكرة يرجع الفضل فيها إلى ابن شهيد.


الرسائل الأدبية: وهناك رسائل أخرى لابن شهيد يصف فيها البرد والنار، ويصف الحلوى، والبرغوث، والماء، والثعلب. والبعوضة وغير ذلك. وله رسائل أخرى الى الخلفاء والوزراء. ذكرت كل هذه الرسائل في الذخيرة واليتيمه وغيرهما من الكتب. (٥)


وفاته


أصيب ابن شهيد الأندلسي في اخر أيامه بمرض (الفالج) وبعد معاناة مع هذا المرض استمرت سبعة أشهر (٦) توفاه الله يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى من سنة ست وعشرين وأربع مائة وهي السنة التي قتل بها المعتلي، وكان في الرابعة والأربعين من عمره. قال ابن بسام: «ولم يشهد على قبر أحد ما شهد على قبره، من البكاء والعويل، وأنشد على قبره من المراثي جملة موفورة لطوائف كثيرة». (٧)


قائمة المراجع:


١- محمد عبد المنعم خفاجي، التوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي، مجلة الهلال، العدد ٦، ١٩٨٣، ص ١٤٩.


٢- المرجع السابق نفسه. 


٣- المرجع السابق نفسه. 


٤- المرجع السابق نفسه. 


٥- عبدالله سالم المعطاني،  ابن شهيد الأندلسي وَجُهُودُهُ فِي النَّقْدِ الأَدَبِي، رسالة ماجستير، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الملك عبدالعزيز، المملكة العربية السعودية، ١٩٧٧، ص ٣٤-٣٨.


٦- هديل قحطان ابراهيم الجبوري، سوسن صائب المعاضيدي، السيرة الذهنية التوابع والزوابع لابن شهيد نموذجا، حوليات آداب عين شمس المجلد ٤٩ عدد يوليو - سبتمبر،٢٠٢١، ص ٤٥. 


٧- بطرس البستاني، رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي، صححها، وحقق ما فيها، وشرحها، وبوبها وصدرها بدراسة تاريخية أدبية، ط١، ١٩٦٧، ص ٢٠.


reaction:

تعليقات