بحث عن جابر بن حيان ملخص
جابر بن حيان هو علم من أعلام الانسانية، وحجة في الكيمياء يشار إليه بالبنان، له أثر حسن في العلم وقدم راسخة في البحث، وفيض غزير من التأليف وذكر خافق في الشرق والمغرب.
ولد أبو موسى جابر بن حيان سنة ٧٢٠م على الأرجح في مدينة طوس ببلاد العجم وهو من أصل عربي صميم، ينتسب الى قبيلة الأزد .. وفي طوس التي كانت منازلها متاخمة لليمن شب وتعلم، وثقفه في الرياضة رجل يسمى حربي الحميري، وفي سنة ٧٤٩م أصبحت الخلافة بيد العباسيين، ورحل جابر الى الكوفة حيث تقرب من العباسيين فأكرموه ورحبوا به لخدمات أبيه الذي ضحى بحياته في سبيلهم، وجعل جابر مقر إقامته في بغداد ولما تولى هارون الرشيد الخلافة اتصل جابر بالبرامكة وصار صديقا حميما لهم مقربا لديهم، وعندما غضب هارون الرشيد على البرامكة، فر جابر الى الكوفة، خوفا من أن يصيبه الأذى، وعاش بها إلى أن وافته المنية والمرجح أنه توفي سنة ٨١٣م. (١)
مميزات جابر بن حيان
إن ما يميز جابرا هو عقليته النقدية التي كانت تضيق بما يجانف العلم ويجافي منطق الحقائق الموضوعية وهكذا، فإنه في كتابه (الإيضاح) خالف أرسطو في نظريته في تكوين الفلزات، وعدل فيها كثيرا، بل خرج بنظرية جديدة ظلت الاوساط العلمية تأخذ بها حتى القرن الثامن عشر الميلادي. (٢)
ابتكارات جابر بن حيان
ومن مبتكرات جابر علم الموازين، «فجعل لكل من الطبائع ميزانا».
ولهذا نظير في ما يدعى في النظريات الحديثة بـ «تركيب العناصر» وكان جابر أول من استخرج حامض الكبريتيك، وهو عمل له مردود خارق في تاريخ تقدم الكيمياء والصناعة المعاصرة.
كما استخرج حامض النتريك، وكشف الصودا الكاوية، واستحضر ماء الذهب.
وتنسب إليه جملة كشوفات واختراعات ومآثر علمية من مثل فصل الذهب عن الفضة بالحل بواسطة الحامض، واكتشاف كلورور الفضة، واستحضار، كربونات البوتاسيوم، وكربونات الصوديوم، واستعمال ثاني اوكسيد المنغنيز في صناعة الزجاج، واستحضار مركبات الزئبق، واستعمال بعضها في تحضير الاوكسجين.
وما من شك ان لهذه الاعمال العلمية اهمية بالغة في صناعة الاصبغة والسماد الصناعي والصابون والحرير الصناعي والمفرقعات وغيرها.
ولجابر كتاب في السموم سموه «كتاب السموم ودفع مضارها»، يمتاز بطريقته العلمية في مناقشة أقوال السابقين من الفلاسفة اليونان وتفنيد بعضها، وإضافة جديدة الذي أتى به هو. (٣)
مصنفات جابر بن حيان
درس جابر علوم الكيمياء والطب والتاريخ الطبيعي والفلسفة ونبغ فيها جميعا، ووضع في هذه المواد مؤلفات كثيرة بقي منها الى الآن نحو خمسين مخطوطا، وأشهرها في الكيمياء هي:
الخواص الكبير: وتوجد نسخة خطية منه بالمتحف البريطاني.
الاحجار: وتوجد في المكتبة الاهلية بباريس نسخة منه.
مؤلفات اخرى منها السر المكنون - والرحمة والراحة - والروضة والموازين والسر، والمزاج والنبات والبول، الحيوان، الأصباغ، والنهاية.
وقد ترجم الجانب الأكبر من مؤلفات جابر إلى اللاتينية وبعض اللغات الأوربية لأنها كانت المرجع الذي يعتمد عليه في الكيمياء، من القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر الميلادي. (٤)
اهتماماته بالتجارب العلمية
وكان جابر يوصى تلاميذه بالاهتمام بالتجارب ويحثهم على اجرائها وعدم التعويل الا عليها مع التدقيق في الملاحظة والاحتياط، وعدم التسرع في الاستنتاج، وفي ذلك يقول: «وأول واجب أن تعمل وتجري التجارب، لأن من لايعمل ويجري التجارب لا يصل إلى أدنى مراتب الإتقان، فعليك يابنى بالتجربة لتصل إلى المعرفة» ويقول: «ما افتخر العلماء بكثرة العقاقير ولكن بجودة التدبير، فعليك بالرفق والتأني وترك العجلة واقتف أثر الطبيعة فيما تريده من كل شيء طبیعی».
لقد عرف جابر كثيرا من العمليات الكيميائية الاساسية، ووصفها وصفا دقيقا وابتكر كثيرا من الاجهزة المستعملة فيها، وكان يعين الفرض من إجراء التجربة.
تحدث عن التبخير والتقطير والترشيح والتكليس والاذابة والتبلور والتصعيد، كذلك حضر كثيرا من المواد الكيميائية وعرف خواصها مثل نترات الفضة، وحامض النتريك وهو أول من لاحظ أن محلول نترات الفضة يكون مع محلول ملح الطعام راسبا ابيض وان النحاس يكسب اللهب لونا اخضر. (٥)
قائمة المراجع:
١- نهى الدباغ، جابر بن حيان من هو؟، مجلة الثقافة مدحة عكاش، العدد ٧، ١٩٩٢، ص ٤٣.
٢- جليل كمال الدين، نفحات من تراثنا العلمي الإنسانين جابر بن حيان، مجلة البيان الكويتية، العدد ١٢٣، ١٩٧٦، ص ٤٧.
٣- المرجع السابق نفسه، ص ٤٧.
٤- نهى الدباغ، مرجع سابق، ص ٤٣-٤٤.
٥- عبد الحليم منتصر، جابر بن حيان شيخ الكيميائيين العرب، مجلة الهلال، العدد ٢، ١٩٥٩، ص ١١٠.
تعليقات
إرسال تعليق