بحث كامل عن الاستشعار عن بعد
يعرف الاستشعار عن بعد بأنه تقنية متقدمة للحصول على معطيات حول جسم ما أو ظاهرة ما دون أي تماس فيزيائي مع هذا الجسم أو تلك الظاهرة، بواسطة أجهزة إلكترونية أو ضوئية مركبة إما على رافعة أو منطاد أو على طائرات ذات ارتفاع منخفض أو متوسط أو عالي أو توابع صنعيه أو مركبات فضائية مأهولة أو غير مأهولة، ثم ترسل المعطيات الاستشعارية إلى محطات الاستقبال الأرضية حيث تعالج بواسطة الحاسب وطبقا لأنظمة وبرامج خاصة يتم تقديمها إما على شكل صور فضائية أو أشرطة مغنطيسية CCTS أو أقراص ليزرية CD ROM أو أشرطة mm Exabyte.
وللحصول منها على المعلومات تحلل إما بصريا أو عن طريق الحواسب والبرامج الجاهزة (المعالجة الرقمية ويكون الناتج بشكل خرائط غرضية أو معلومات إحصائية أو تقارير وصفية ومن ثم توزع على المستثمرين أو متخذي القرار للاستفادة منها في التنمية والتخطيط. (١)
التطور التاريخي لتقنية الاستشعار عن بعد
برزت تقنية الاستشعار عن بعد مع ابتكار التصوير الفوتوغرافي في سنة (۱۸۳۹م)، وقد ازدهر التصوير الفوتوغرافي بواسطة استخدام البالونات والطائرات الورقية في ذلك الوقت، و للحاجة المعلومات اخترعت نظم جديدة من قبل المستفيدين بدلاً من الكاميرات المستخدمة في الطائرات وهي الماسحات الضوئية (Electronic Scanning) وهذه النظم هي المستخدمة حاليا في مجال الأقمار الاصطناعية.
وقد كانت فكرة الاستشعار في البداية مجرد تجارب أولية بأجهزة شبة بدائية.
وستين وقد كانت تستخدم عدسات شبة متعددة الأطياف، وفى سنة (١٩٦٣م) ثلاث وستين وتسعمائة وألف أطلق أول قمر صناعي لدراسة الكرة الأرضية.
لقد حدث خلال الستينيات والسبعينيات تحول كبير في الاستشعار عن بعد، وظهرت وسائله المختلفة سواء المحمولة بالطائرات أو الأقمار الاصطناعية، وقد تميزت هذه الفترة بالتطور الكبير في وسائل الاستشعار عن بعد واستخداماته، واكبها ظهور الحاسوب وفي بداية الثمانينات بدأت وكالة الفضاء الأمريكية (NASA) برنامج المكوك الفضائي الذي يقوم برحلات منتظمة إلى الفضاء يقوم بمهمتين:
- إطلاق الأقمار الاصطناعية ووضعها في مدارها.
- القيام بأبحاث في العلوم المختلفة.
وقد تبين من هذا التطور أن تقنية الاستشعار حقل من حقول العلوم التطبيقية والذي يخدم فروع العلوم الأخرى مثل علم المكتبات لأنه يقوم بعدد من الأبحاث في مجالات العلوم المختلفة إذن يمكننا استخدامه في المكتبات كتقنية تساعد في إجراء
البحوث والحصول على المعلومات بعدد من الوسائل إذا كانت آلات تصوير أو كاميرات وإذا كانت هناك ضرورة لاستخدام الأقمار الاصطناعية فلا بأس بها. (٢)
مميزات الاستشعار عن بعد
يتميز علم الاستشعار عن بعد بالميزات التالية: (٣)
- تغطية مساحة كبيرة من سطح الأرض ومراقبتها بصفة دورية ومنتظمة في نفس الوقت.
- إمكانية ربط بيانات الاستشعار عن بعد بنظم المعلومات الجغرافية وانتاج خرائط ومخططات رقمية ذات دقة عالية.
- المسح خلال فترة زمنية قصيرة.
مكونات الاستشعار عن بعد
يعتمد الاستشعار عن بعد على عدة مكونات، وهي: (٤)
- مصدر الطاقة الكهرومغناطيسية: قد يكون مصدر الإشعاع الكهرومغناطيسي ضوء الشمس، أو الحرارة.
- الغلاف الجوى: حيث تتفاعل الإشعاعات الكهرومغناطيسية مع الغلاف الجوي الذي يعمل كوسيط للانتقال؛ سواء في نفاذ أو رد الأشعة.
- ظواهر سطح الأرض: يعتمد نظام الاستشعار عن بعد على كمية الإشعاعات المنعكسة أو المنقولة للأرض.
وسائل الاستشعار عن بعد
تنقسم وسائل الاستشعار عن بعد على أساس طرق الاستشعار إلى قسمين رئيسيين: (٥)
- الوسائل الفوتوغرافية: يتركز استخدامها للاستشعار في الجزء المرئي من الطيف الكهرومغناطيسي والجزء القريب من نطاق الأشعة دون الحمراء، باستخدام الأفلام العادية الملونة أو الأبيض والأسود، وهذه الوسائل تستخدم في إنتاج الخرائط الطبوغرافية وتحديد التكوينات الجيولوجية ومراقبة حركة الكثبان الرملية، بالإضافة الى تحديد مناطق التعرية للتربة وتحديد أماكن تواجد المياه الجوفية.
- الوسائل غير الفوتوغرافية: هي التي تستخدم في استشعار الأشعة المرئية والأشعة غير المرئية، ومع أن المناظر التي تعطيها الوسائل غير الفوتوغرافية تشبه إلى حد كبير الصور الجوية الفوتوغرافية، إلا أنها تختلف عنها من حيث طريقة استخراجها.
مجالات الاستشعار عن بعد
ومن أهم المجالات التي يشملها الاستشعار عن بعد هي الشؤون العسكرية والزراعية والجيولوجية والبيئية والمائية والاستكشافية المختلف الموارد الطبيعية بالاضافة الى أمور تخطيط وادارة الثروات الطبيعية والى الدراسات المتعلقة بتلوث الغلاف الجوي ومراقبة الكواكب والأجرام السماوية ومكافحة التصحر وتخطيط المدن والكشف عن الآثار ومناطق التلوث. (٦)
قائمة المراجع:
١- عصام محمد حسن، استخدام تقانات الاستشعار عن بعد والطرائق الجيوفيزيائية (طريقة الجيورادار) في تحديد الأماكن الأثرية في الجزء الغربي لمنطقة مصياف، رسالة ماجستير، كلية العلوم، جامعة دمشق، ٢٠١٠، ص ٢٢.
٢- أحمد جميلة عبد الرحيم حسن، واقع اختزان واسترجاع المعلومات المكانية بواسطة تقنية الاستشعار عن بعد في ولاية الخرطوم، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة أم درمان الإسلامية، ٢٠٠٨، ص ١٧-١٨.
٣- عصام محمد حسن، مرجع سابق، ص ٢٢.
٤- فضية فرج صالح الرفاعي، أثر استخدام مرئيات الاستشعار عن بعد في تدريس الدراسات الاجتماعية والوطنية في تنمية مهارات قراءة الخرائط والتحصيل لدى طالبات الصف الثاني المتوسط، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٤٣٥هـ، ص ٦٤.
٥- همسة خاير، استخدام تقانات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في دراسة الاستعمال الراهن للأراضي في حوض العاصي، رسالة ماجستير، كلية الهندسة الزراعية، جامعة دمشق، ٢٠١٠، ص ١٧.
٦- أيمن عبد الكريم الطعاني، مدخل الى علم الاستشعار عن بعد والصور الرقمية، مكتبة طريق العلم، ٢٠١٣، ص ١٢.
تعليقات
إرسال تعليق