إبن معصوم المدني، حياته، ومؤلفاته

إبن معصوم المدني، حياته، ومؤلفاته

هو علي بن أحمد بن محمد معصوم المدني الشيرازي، المكنى بـ (ابن معصوم) ويمضي الأميني في ذكر سلسلة نسبه، وبعد أن يذكر ثلاثين جداً من أجداده يتصل النسب بالإمام زين العابدين بن علي بن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

وكُنّي بكنى كثيرة، وهي بالأصل لأجداده ثم ألصقت به منها نظام الدين)، و (عز الدين)، و (عماد الدين)، و (شرف الدين)، وأشهر كناه (ابن معصوم) وهو لقب والده ثم ألصق به، وكذلك لقب بـ (الدشتكي والشيرازي). (١)

ابن معصوم المدني


ولادته


أبصر ابن معصوم المدني نور الحياة في المدينة المنورة حيث مرقد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم في أرض الحجاز وذلك كان في العام (١٠٥٢هـ)، وحدثت الولادة المباركة قبيل سفر ابيه إلى الهند بنحو عامين، ولذلك كانت طفولته في مكة المكرمة، برعاية من والدته، وقيل أن السبب في سفر السيد أحمد المدني الى الهند كان على أثر طلب من الوالي الهندي الشاه سلطان جلال آباد عام (١٠٥٤هـ)، الذي كان متأثراً بوفرة علمية السيد أحمد المدني والد ابن معصوم ومعرفته، وكمال عقليته فطلب السلطان منه أن يتزوج من ابنته وأسند إليه رعاية مصالح الملك والدولة.


وما يتصل بوالدته فهي على ما ذكر إبن معصوم المدني بنت الشيخ محمد بن أحمد المنوفي مرجع المذهب الشافعي في الحجاز (ت: ١٠٤٤هـ)؛ وعلى وفق ما ذكره الميرزا عبد الله الأفندي وعلى وفق ما ذكره ابن معصوم المدني في مؤلفه: ((أما نسبي من جهة الأم فأكون ابن القانتة بنت غياث الحكماء بن صدر الحكماء)). (٢)


ثقافته


إن للغربة التي عاشها ابن معصومٍ مُنْذُ صباه وحضوره مجالس العلماء ولمكانته أثراً واضحاً ومهماً أتاح له أن يعيش حياةً علمية طافحة بالعلم، فضلاً عن ذلك كله كان لالْتِقَاءِ الحضارات الدور المهم في بناء شخصيته العلمية، فجعلت منه قارئاً مُكتشفاً ومُتَتَبَّعاً يغترف من العلوم أعذبها ومن الآراء أرجحها.


فركن إلى علماء عصره وشيوخه يتذوق أطيب العلوم وأنفع الاختلافات، فنظراً إلى العلوم التي سقى منها ظمأه وإلى المجالس العلمية التي التقى بها أفاضل العلماء فنهل من اللغة معارفها ومن الفلسفة أصولها فانعكس ذلك على ثقافته، فتنوع علومِه يُوحِي بتنوع مصادر معرفته، وكان مُجتهداً في طلب العلم؛ إذ يقول واصفاً هذا الاجتهاد: ((فاجتهدت على أن لا أظفر بنكتة إلا نمقتها، أو فائدة طريفة إلا علقتها، أو شعر فائق إلا كتبته، أو نثر رائق إلا أثبته، حافظاً لذلك حفظ الجفن المقلته)). (٣).


مؤلفات


عُدّ ابن معصوم من ((رجالات البحث والعلم والتأليف، وكانت لمؤلفاته الغزيرة الفائدة، شهرة ذائعة ومكانة رائعة تدل على غزارة علمه وسعة اطلاعه، وأحاطته ومواصلة البحث طوال حياته))، وفيما يلي مؤلفاته: (٤)


مؤلفاته الأدبية:


  1. تخميس البردة.
  2. ديوان شعره.
  3. التذكرة في الفوائد النادرة.
  4. مجموعة كشكولية.
  5. محك القريض.
  6. المخلاة في المحاضرات.
  7. نفثة المصدور.


المؤلفات الدينية:


  1. رياض السالكين في شرح صحيفة سيد العابدين. 
  2. الكلم الطيب والغيث الصيب.
  3. حديقة العلم.


المؤلفات البلاغية:


  1. أنوار الربيع في أنواع البديع.


المؤلفات اللغوية: 


  1. الحدائق الندية في شرح فوائد الصمدية.
  2. رسالة في أغاليط الفيروز آبادي في القاموس.
  3. الزهرة في النحو.
  4. معجم الطراز الأول.
  5. موضح الرشاد في شرح الإرشاد.


التراجم:


  1. الدرجات الرفيعة في طبقات الإمامية من الشيعة.
  2. رسالة في المسلسلة من الأباء.
  3. سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر.
  4. ملحقات السلافة.
  5. رحلة ابن معصوم المعروفة بـ(سلوة الغريب وأسوة الأديب).


وفاته


توفي ابن معصوم بشيراز سنة ١١١٧هـ، وفي رواية أخرى ١١١٩هـ، وفي ثالثة سنة ١١٢٠هـ، والأخير هو التأريخ المرجح، ودفن الشاعر بحرم السيد أحمد بن الإمام موسى بن جعفر. (٥)



قائمة المراجع:


١- قحطان رشك دخيل الأسدي، المباحث اللغوية في معجم الطراز الأول وَالكناز لما عليه مِن لغة العرب المُعَوَّلَ لابن معصومِ المَدَنِي (ت ١١٢٠هـ)، أطروحة دكتوراه، كلية الآداب، الجامعة المستنصرية، بغداد، العراق، ٢٠١٥، ص ٥.


٢- حسين حمزة فرحان، الدلالة القرآنية في معجم الطراز الأول لابن معصوم المدني (ت: ۱۱۲۰هـ)، رسالة ماجستير، كلية الدراسات القرآنية، جامعة بابل، العراق، ٢٠١٧، ص ٦-٧.


٣- عبد الهادي فليح حسن، الخلاف النحوي عند ابن معصوم المدني في كتابه الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية، رسالة ماجستير، كلية التربية الأساسية، جامعة الكوفة، ٢٠١٨، ص ١٢.


٤- بشرى قاسم علي، شعر ابن معصوم المدني (١٠٥٢هـ - ١١٢٠هـ) دراسة موضوعية وفنية، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة بغداد، العراق، ٢٠٠٨، ص ٢٢-٢٧.


٥- المرجع السابق نفسه، ص ٣٤.


مكتبة جواد
مكتبة جواد
تعليقات