نبذة مختصرة عن مصطفى صادق الرافعي
نسبه: هو زين الدين أبو السامي مصطفى صادق بن الشيخ عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر بن عبد اللطيف بن عمر بن أبي بكر بن لطف بن علي البخش العقيلي الرافعي الفاروقي العمري، وعلي البخش هذا يتصل نسبه بالشيخ عقيل بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أحمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن زين الدين العمري المكي، الذي يمتد نسبه إلى الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. (١)
ولد الرفاعي سنة ١٨٨٠م، وتوفي عام ١٩٣٧م.
نشأته
نشأ المرحوم في طنطا في أسرة عرفت بالعلم والأدب والدين. وكان والده من كبار رجال الفقه والقانون، شغل مناصب القضاء والإفتاء وترك فيها ذكراً محموداً.
وأظهر صاحب الترجمة منذ نعومة أظفاره ميلا الى اللغة والأدب والشعر والانشاء حتى بلغ فيها جميعا منزلة تعز على الاكثرين كما تشهد بذلك مؤلفاته وبنات قريحته.
ولا أدل على صحة هذا القول من كتاب (إعجاز القرآن) الذي حاز منزلة ملحوظة بين كتب الأدب، لا فى مصر فقط بل في جميع الأقطار التي يتكلم أهلها العربية.
ونحن انما نذكر (اعجاز القرآن)، دون غيره لانه بلغ حداً من البلاغة والفصاحة لم يبلغه غيره. ولا غرو فإن من وصل الى مرتبة الرافعي بين الكتاب قليل في هذا العصر. (٢)
أسرته
- والده: الشيخ عبد الرزاق أحد أكبر القضاة الشرعيين في مصر.
- امه: هي أسماء بنت الشيخ أحمد الطوخي الحلبي.
- زوجته: هي نفيسة البرقوقي، تزوجها وهو في عمر الرابعة والعشرين من عمره.
- اولاده: هم سامي ومحمد وعبد الرحمن وزينب ووهيبه. (٣)
ما أمتاز به الرفاعي
وإذا كان الرافعى يمتاز بالفصاحة والبلاغة وبحسن الديباجة، فقد كان يمتاز بشيء آخر وهو التفكير المطبوع بطابع التمشي مع روح العصر ومسايرة الجيل الحديث. وبعبارة أخرى - أن مصطفى صادق الرافعي كان يجمع بين القديم والحديث.
فلم يكن مجدداً بالمعنى المفهوم اليوم من التجديد، أي أنه لم يكن ممن ينكرون ما في القديم من حكمة وجمال. وإنما كان مجدداً بمعنى أنه كان يأخذ بكل ما هو جدير بالأخذ، قديما كان أم حديثا، ويسعى للتوفيق بين أساليب كتاب هذا العصر، مراعيا قواعد اللغة ومقتضيات الفصاحة فلا يفرط فى شيء ولا يتجاوز عن شيء.
وكان ملماً بموضوعات كثيرة قلما تجتمع لأحد، من أدب وفلسفة وشريعة واجتماع وعلم وفن وتاريخ وفقه وما الى ذلك.
فكان إذا كتب في الأدب ظننته الجاحظ. وإذا كتب في فلسفة الاجتماع ظننته ابن خلدون، وإذا كتب في الفقه ظننته من كبار الأئمة. وإذا كتب في التاريخ ظننته ابن الأثير. وهو في كل ذلك الحجة الثبت يرجع اليه ويحتج بكلامه. (٤)
أخلاقه
وكان يمتاز الرفاعي الى جانب ما يمتاز به من التبحر في العلوم الأدبية - بدماثة الخلق ورقة الطبع. وفى الحقيقة أنه كان لشدة أدبه وتواضعه يتحاشى الظهور بين الناس ويتوارى عنهم إلا إذا دفعته الضرورة الى غير ذلك.
وقد كان الكثيرون من عظماء مصر الذين عرفوه وخبروه يقدرونه حق القدر ويعجبون بأخلاقه وآدابه وما هو عليه من سعة العلم، وفي مقدمتهم المغفور لهما الشيخ محمد عبده وسعد زغلول باشا. (٥)
ثقافته
أن ثقافة الرافعي، هي ثقافة شخصية، تعتمد على المطالعة المستمرة، وقد ساعده على ذلك، علة الصمم التي اصيب بها في مطلع حياته، ومكتبة والده الضخمة التي كانت تضم الكثير من كتب ومصادر وهكذا هيأت القدرة الالهية جميع الأسباب من جلد وذكاء ليكون الرافعي أديباً من أدباء العرب الخالدين. (٦)
مؤلفاته
أ- كتاباته المطبوعة:
- ديوان الرافعي: صدر الجزء الأول من سنة ١٩٠٣م، والثاني سنة ١٩٠٤م والثالث سنة ١٩٠٥م.
- ديوان النظرات: صدر جزؤه الأول عام ١٩٠٨م.
- تاريخ آداب العرب: وقد ظهر جزؤه الأول عام ۱۹۱۱م، وجزؤه الثاني ۱۹۱۲م، ولم يطبع الثالث إلا عام ١٩٤١م أصدره العريان بعد وفاة الرافعي.
- حديث القمر: صدر عام ۱۹۱۲م.
- كتاب المساكين: صدر عام ۱۹۱۷م.
- النشيد المصري الوطني: صدر عام ١٩٢١م.
- نشيد سعد زغلول باشا: طبع بالمطبعة السلفية في نحو عام ١٩٢٣م.
- رسائل الأحزان: صدر عام ١٩٢٤م.
- السحاب الأحمر: صدر عام ١٩٢٥م.
- إعجاز القرآن: هو في حقيقته الجزء الثاني من تاريخ آداب العرب، ولكنه عدل الملزمة الأولى منه وبدل اسمه، وأصدره بهذا العنوان عام ١٩٢٦م.
- تحت راية القرآن المعركة بين القديم والجديد: جمعت مادته وطبع عام ١٩٢٦م.
- على السعود: صدر عام ١٩٣١م.
- أوراق الورد: طبع عام ١٩٣١م.
- وحي القلم: وهو جملة من المقالات والخواطر منها ما نشر في الرسالة ومنها ما نشر في مجالات مختلفة، وقد صدر الجزء الأول والثاني في حياته، وقام العريان بجمع الثالث بعد وفاته.
ب: كتاباته غير المطبوعة:
- أغاريد الرافعي: ديوان جمعه مصطفى البدري.
- الفؤاديات القصائد: التي مدح بها الرافعي الملك فؤاد، وهي قليلة العدد.
ج. مشاريعه التي لم تتم:
- الكتاب النبوي: وكان يريد أن يكتب فيه السيرة النبوية على نسق فلسفي يشبه ما فعله في مقالتيه وحي الهجرة، والإشراف الإلهي.
- أسرار الإعجاز: وكان الرافعي يرجو أن يكون خير كتبه، إلا أنه لم يكتب منه إلا فصولاً متفرقة، ذكر العريان أنها تامة التأليف.
- فُصَحُ الكلام: شرع فيه عام ١٩٢٨م ولم يتمه.
- كتاب الأحزان: قصة شقاء وبؤس كان يريد تأليفها بعد أن قرأ (آلام فرتر).
- موعظة الشباب: رواية تمثيلية نشر شيئاً منها في الجزء الثالث من ديوانه، ولم يتمها.
- ملكة الإنشاء: وهو كتاب أراد أن يجمع فيه نماذج راقية في الإنشاء، ولعله استعاض عنه بحديث القمر، وقد ضاعت أصوله، ولم يتبق منه إلا النماذج المنشورة في ديوان النظرات. (٧)
خاتمة
قائمة المراجع:
١- عادل بن أحمد بن سالم، بناء الجملة عند مصطفى صادق الرافعي من خلال كتابه أوراق الورد، رسالة ماجستير، كلية اللغة العربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٤٢١هـ.
٢- فقيد الأدب العربي مصطفى صادق الرافعي، مجلة الهلال، العدد ٨، ١٩٣٧، ص ٨٧٠.
٣- عادل بن أحمد بن سالم، مرجع سابق.
٤- المرجع السابق نفسه، ص ٨٧٠.
٥- المرجع السابق نفسه، ص ٨٧١.
٦- محمد ثابت أبو دان، تراجم عربية: مصطفى صادق الرافعي، مجلة الثقافة - مدحة عكاش، العدد ٨، ١٩٦٣، ص ٤١.
٧- أحمد درويش مؤذن، الصورة الفنية عند مصطفى صادق الرافعي في كتابه وحي القلم، أطروحة دكتوراه، جامعة سوتشو إمام، مرعش تركيا، ٢٠١٨، ص ٣٤-٣٥.
٨- طاهر الطناحي، أطياف من حياة الرافعي، مجلة الهلال، العدد ١٢، ١٩٥٧، ص ٣١.