نبذة مختصرة عن مصطفى كامل باشا

نبذة مختصرة عن مصطفى كامل باشا

ولد مصطفى بالقاهرة في الرابع عشر من آب (أغسطس) سنة ١٨٧٤ وكان أبوه علي محمد ضابطا مهندسا معروفا بطيب خلقه ونبل قلبه، وكانت أمه حفيظة فهمي امرأة تقية اشتهرت بصفاء النفس وحب الخير والصبر على احتمال متاعب الحياة، فأنشاه نشأة صالحة ورباه تربية قويمة، فشب على الأخلاق الفاضلة الكريمة، التي كانت منبع عظمته، وعدة جهاده، وسبيله الى الفوز في مهامه الجسيمة.

وكان كل شيء مبكرا في حياة الفتى، فقد بدت عليه وهو يتلقى علومه الابتدائية في مدرسة «والدة عباس الأول» شدة النباهة ودقة الملاحظة وقوة الذاكرة، وامتاز في المدرسة «الخديوية» الثانوية بدرب الجماميز بالقاهرة بشجاعة الرأي واستقلال الفكر واتقاد الذكاء، وقد عرفه في ذلك الحين وزير معارف مصر الشهير، علي مبارك، فأعجب به ودعاه الى منزله، وقدمه على حداثة سنه الى جلسائه من العلماء والكبراء، فكان يناقشهم ويجادلهم في الشؤون السياسية والاجتماعية. (١)

مصطفى كامل

مكانته العالمية


وتبدو عبقريته في المكانة العالية التي نالها على صغر سنه في مصر وفي أوروبا.


لم ينل مكانته بالمنصب والجاه، أو بالمال والسلطان، أو بالعصبية العائلية أو الحكومية. بل نالها بقوة العبقرية والوطنية.


أما مكانته في مصر، فقد تجلت في التفاف الأمة حوله وتلبيتها لندائه واعتناقها لمبادئه. كما تجلت في تقديرها له بعد وفاته، وخاصة في تشييع جنازته إذا كان يوم ١١ فبراير سنة م١٩٠٨ يوما مشهودا منقطع النظير في تاريخ الحركة الوطنية.


وأما مكانته في أوربا فقد تجلت فيما كسبه لمصر على توالى السنين من الانصار والاعوان في صحافة أوروبا وفى دوائرها السياسية والادبية. 


وقد وفق من هذه الناحية توفيقا عظيما يدل على حظ كبير من المكانة الشخصية والمقدرة السياسية. 


فليس من السهل على أي انسان مهما كان كبيرا أن يدرك تلك المكانة التي جعلت الفقيد ينشر مقالاته وأحاديثه في أهم الصحف الأوربية لقد كانت كبرى الصحف الفرنسية كالفيجارو والاكلير والديبا وغيرها ترحب بمقالاته وأحاديثه، وكان ينشر بعضها أيضا في الصحف الانجليزية. وكان في صيف كل عام بقصد إلى أوربا وتنشر له كبريات الصحف الأحاديث والمقالات عن مصر وشؤونها.


وتخصص لها مكانا بارزا في أعمدتها، وتتناقلها الصحف الأخرى. وكان لا يحل بلد إلا وتتجه اليه الانظار ليدلى الى الجمهور بآرائه عن الحركة الوطنية المصرية التي كان زعيمها وممثلها في الداخل والخارج بلا منازع. (٢)


مجلته وجريدته


ما المجلة التي أسسها مصطفى كامل؟


في سنة ۱۸۹۳م أنشأ مجلة «المدرسة» وهي مجلة وطنية ادبية شهرية ، وأول مجلة مدرسية أصدرها طالب.


ما الجريده التي أسسها مصطفى كامل؟


في سنة ۱۹۰۰م أصدر أول عدد من جريدته (اللواء). وكان يكتب افتتاحيتها في أكثر الأيام، وممن كان يعاونه في تحرير صفحاتها محمد فريد بك، وإسماعيل صبرى باشا، وأحمد شوقي بك، واحمد نجيب، وخليل مطران بك، وعبد القادر حمزة، وويصا واصف بك وغيرهم، وأصدر مجلة شهرية سماها (اللواء) ومجلة اسبوعية باسم (العالم الاسلامي). (٣)


وفاته


انهك الفقيد العظيم قواه حتى اعتلت صحته واصيب بمرض في أمعائه، واشتد المرض الى أن حم القضاء وأسلم روحه الطاهرة في منتصف الساعة الخامسة من عصر يوم الاثنين ١٠ فبراير سنة ۱۹۰۸م الموافق ٨ المحرم سنة ١٣٢٦، فقوبل نعيه بالحزن والحسرة من الجميع. (٤)


قائمة المراجع: 


١- قدري قلعجي، ابطال من بلادنا: مصطفى كامل، مجلة العربي، العدد ٣٩، ١٩٦٢، ص ٥٧.


٢- نواحي العبقرية فى حياة مصطفى كامل، مجلة الهلال، العدد ٥،١٩٤٠، ص ٥٠٣.


٣- مصطفى كامل في سطور، مجلة الهلال، العدد ٢، ١٩٤٨، ص ١٦-١٧.


٤- المرجع السابق نفسه، ص ١٨.


مكتبة جواد
مكتبة جواد
تعليقات