القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

الفجوة البحثية - مفهومها - أهميتها وأنواعها - أكتشافها وكتابتها

الفجوة البحثية - مفهومها - أهميتها وأنواعها - أكتشافها وكتابتها

مقدمة: تقوم فكرة المشروعات البحثية على معالجة أو سد فجوة معرفة معينة ؛ فعلى سبيل المثال يجب أن يجيب البحث عن سؤال قد ينبثق أو لا ينبثق عن بحث سابق ، فالأبحاث العلمية وإجراءها يهدف في الغالب إلى سد فجوة بحثية موجودة ، من خلال توفير معارف جديدة ، وهذا السبب الرئيس الذي يقف وراء أهمية تحديد الباحثين للفجوات البحثية في مجال اهتمامهم ، باختصار ، يحاول البحث المساهمة بإثراء الأدب البحثي السابق بمعارف علمية جديدة ، بدلا من تكرار الأفكار الموجودة فعلياً في ميادين البحث . مما سبق يتبين أهمية التعريف بمفهوم الفجوة البحثية ، وأهميتها التطبيقية في الأبحاث العلمية ، وأنواعها ، وطرق الكشف عنها ، وتقييمها لتكون صالحة للبحث .

الفجوة البحثية - مفهومها - أهميتها وأنواعها - أكتشافها وكتابتها

مفهوم الفجوة البحثية عندما ننظر إلى كلمة فجوة ، فإنه يتبادر إلى أذهاننا ذلك الفراغ الموجود في مكان ما ، أما في مجال البحث العلمي ، فإن الفجوة هي ذلك الفضاء الذي يتعين علينا القيام بسده أو تعلمه ؛ ويتمثل هذا الفضاء في معرفة الباحثين حول مجال بحثي معين ، وهو جانب لم يتم استكشافه في هذا المجال ، ما لم يتم سده أو ردمه بعد عن طريق البحث . بمعنى آخر ، ذلك الجانب المعرفي الذي لا يزال غامضاً ، أو غير مكتشف ، أو يترك ثغرة تثير أسئلة معينة يجب الإجابة عليها من خلال بحث آخر ، بالإضافة إلى ما هو معروف سلفاً عن ظاهرة علمية أو إنسانية معينة .


الفجوة البحثية هي سؤال لم تتم الإجابة عنه ، أو مشكلة بحثية لم يتم بحثها أو التحقق منها من خلال أي من الدراسات أو الأبحاث الموجودة في مجال البحث ، في بعض الأحيان ، تكون الفجوة البحثية مفهوماً أو فكرة بحثية جديدة لم تتم دراستها على الإطلاق . ستجد أحيانا فجوة بحثية إذا كانت جميع الأبحاث الحالية قديمة وبحاجة إلى بحث جديد أو محدث ، كوجود دراسات حول استخدام الإنترنت في عام ٢٠٠١ ، على سبيل المثال ، أو عدم وجود دراسة لمجموعة سكانية معينة ، مثل : وجود الكثير من الدراسات حول المراهقين والألعاب الإلكترونية ، وعدم وجود دراسات كافية حول الأطفال والألعاب الإلكترونية ، وهذه مجرد أمثلة من كثير ، فأي فجوة بحثية تجدها عبارة عن مجال تحتاج فيه إلى إجراء المزيد من الدراسات والمزيد من عمليات البحث والاستقصاء .


توفر الفجوات البحثية فرص للاستكشاف العلمي ، والرؤى النظرية المستقبلية في مختلف التخصصات، ومن هذا المنطلق عرف وانج وآخرون ( 2016 , Wang et . al ) فجوة البحث بأنها موضوع أو مجال يحدد فيه المعلومات الناقصة أو غير الكافية عن طريق الإجابة عن سؤال بحثي معين . كما يعرف روبنسون وآخرون ( 2011 , Robinson et . al ) فجوة البحث كموضوع أو مجال ينقصه المعلومات التي تحد من القدرة على الوصول إلى استنتاج لتفسير ظاهرة ما ؛ مما يجعل من المستحيل على صانعي القرار اتخاذ القرارات أو الإجراءات اللازمة .


 كما يكرر ديساناياكي ( 2013 , Dissanayake ) أن فجوة البحث هي القطعة أو القطع المفقودة في الأدبيات البحثية ، أو المجال الذي لم يتم استكشافه بعد ، أو لم يتم استكشافه بشكل كاف ، فيمكن للفجوة البحثية أن تتجاوز اختيار موضوع البحث إلى عمليات البحث الأخرى مثل : عينة الدراسة ( حجمها ، نوعها ، موقعها ) ، المنهجيات البحثية المستخدمة ، أو طرق جمع البيانات وتحليلها ، بالإضافة إلى تضمين متغيرات بحثية أخرى .


أهمية الفجوة البحثية 


تتمثل أهمية الفجوة البحثية في أنها نقطة البداية في البحث العلمي ، فيجب أن يبرر الباحث اختيار موضوع البحث من خلال بيان الفجوة البحثية التي سيقوم عمله البحثي في نهاية الأمر بمعالجتها . عندما يتم اختيار موضوع البحث بناء على فجوة بحثية تسهم معالجتها في إثراء التراكم المعرفي في مجال التخصص ، فإنه يبدأ من حيث انتهى الآخرون ، ويوفر بذلك هدر الجهد والوقت في بحث موضوعات قام الباحثون الآخرون بمعالجتها .


 يتيح تحديد الفجوة البحثية للباحث ملاحظة تقدمه ، وإسهامه في بناء أدبيات البحث ذات العلاقة بمجال التخصص ، فيزيد بذلك من ثقته ويصبح متهيئا لإنتاج منتجات بحثية إبداعية بعيدة عن التكرار والنمطية ، ليسهم في تحسين النظريات وتطبيقاتها ، مما ينعكس على الاقتصاد المعرفي للمجتمع .


 أنواع الفجوات البحثية

 أورد ميولروكرانز ( 2014 , Müller & Kranz ) بأن هناك ستة أنماط من الفجوات البحثية ، ويمكن إيجازها كالتالي :


  1. الفجوة المعرفية: ويقصد الفجوة التي تؤدي معالجتها إلى إضافة معرفة جديدة سواء في موضوع جديد أو موضوع سبق بحثه.
  2. فجوة التناقضات فجوة بحثية قائمة على مبدأ وجود موضوعات تم بحثها ولكن استنتاجاتها متناقضة منطقياً وتحتاج لبحث آخر .
  3.  الفجوة المنهجية فجوة تتم معالجتها من خلال استخدام أداة جمع بيانات مختلفة عن المستخدمة في موضوع تم بحثه مسبقا.
  4. الفجوة التجريبية الفجوة التي تؤدي معالجتها إلى التحقق من نتائج الأبحاث الأخرى تجريبيا وتقويمها.
  5. الفجوة النظرية تتم معالجة أوجه القصور في النظريات العلمية ، وتطبيق النظريات على القضايا البحثية لتوليد رؤى جديدة . 
  6. الفجوة المعاينة تعالج بإجراء بحث على عينات أو مجتمعات لم يتم تمثيلها أو بحثها بشكل كاف في موضوع تم بحثه مسبقا.
  7. يزيد بعض الباحثين والمؤلفين في أنماط الفجوات البحثية ، حسب ما يرونه جديداً وتجدر الإشارة إليه ، ولكن في المجمل يمكن الاكتفاء بهذه الأنواع ، وبيان تبرير اختيار الفجوات البحثية في ضوئها .



اكتشاف الفجوة البحثية

يمكن للباحثين اكتشاف الفجوات البحثية من خلال عدة استراتيجيات من أهمها :


  1. الاطلاع الشامل والدقيق على جميع الدراسات التي تم إجراؤها حول موضوع الدراسة ، وتحديد إسهاماتها في فهم الظاهرة محل الدراسة . 
  2. الاطلاع على مقترحات الدراسات السابقة حول موضوع البحث ، لأن الباحثين السابقين سيوجهونها نحو فجوات بحثية يرون أهمية دراستها في المستقبل .
  3.  يمكن الحصول بشكل مباشر من المشرف الأكاديمي على فجوة بحثية جديرة بالدراسة ، أو تقع في مجال اهتمام المشرف والطالب معاً.
  4. قراءة الكتب المرجعية المحررة الخاصة بمجال التخصص فإنها بطبيعة الحال تحتوي على دراسات موثوقة تم إجراؤها حول موضوع الدراسة وفق التسلسل الزمني . 
  5. الاطلاع على دراسات المراجعة ( Systematic review ) التي يقوم بعض الباحثين بإجرائها حول موضوعات معينة ، لأنها تحتوي على الفجوات البحثية التي لم يتم بحثها حول الموضوع .
  6. الحضور المستمر للمؤتمرات والندوات العلمية التخصصية ، فيمكن من خلال توصياتها الحصول على فجوات بحثية متعددة.
  7. الاطلاع المستمر على مستحدثات التخصص وتوجهاته الحديثة ، لأن الفجوات البحثية المعرفية ترافق الجديد على ساحة التخصص.
  8. الاطلاع على بنوك الأفكار البحثية التي تتبناها بعض المنظمات والمجموعات البحثية المختلفة ومناقشتها مع المختصين لتحديد الفجوات البحثية .


 كتابة الفجوة البحثية 

يتساءل الباحثون عادة أ تتم كتابة الفجوة البحثية في البحث ؟ وهل يمكن كتابتها في أكثر من موضع ؟ في حقيقة الأمر يمكن كتابة الفجوة البحثية في أكثر من موضع في الدراسات والرسائل العلمية، ويمكن عرض هذه المواضع بإيجاز كالتالي : 


  1. نهاية مقدمة البحث في الفصل الأول من الرسالة أو الدراسة أو الخطط البحثية ، وذلك بعد عرض المفاهيم الأساسية للبحث وطبيعة تفاعلها وعلاقاتها.
  2. في مشكلة الدراسة ، وذلك بهدف تبرير الحاجة لإجراء الدراسة ، من خلال بيان أهمية سد الفجوة أو معالجتها.
  3. في بناء الجدل العلمي الخاص بالدراسات السابقة أو الأدب البحثي بشكل عام ، لبيان موقع الدراسة وإسهامها الجديد في التراكم المعرفي في مجال الأدب البحثي ذي العلاقة.
  4. في نتائج الدراسة ، حيث يقوم الباحث بربط الاستنتاجات ونقاش النتائج بالفجوة البحثية ، وكيف أسهمت في ردم هذه الفجوة ومعالجتها .




قائمة المراجع: 



1- Creswell, 1, W. & Creswell, J. D. (2018) Research Design: Qualitative, Quantitative, and Mixed Methods Approaches (Sth Ed). SAGE Publications Inc.


2- Dissanayake, W. (2013). Research, research gap and the research problem Munich Personal RePEc Archive.


3- Mills, G E., & Gay, L.R. (2018). Educational Research Competencies for Analysis and Applications Pearson.


4- Müller-Bloch, C. & Kranz, (2014) A Framework for Rigorously identifying Research Gaps in Qualitative Literature Reviews, The Thirty Sixth International Conference on Information Systems, Fort Worth, 1-19.


5- Robinson, K. A. Saldanha, I. 1. & McKay, IN A (2011). Frameworks for determining research gaps during systematic reviews Agency for Healthcare Research and Quality.


6- Wang, Q., Wang, X., Chen, Y., & Yang, K. (2016). Research gap of guidelines might be an important approach to prioritization Joumal of clinical epidemiology, 69, pp 251-252.



6- مفهوم الفجوة البحثية، د. حمد بن محمد القحطاني، الأصدار الأول،٢٠٢١.




reaction:

تعليقات