المدرسة المستقبلية: مفهومها، ظهورها، مبادئها، أهم فنانيها
المدرسة المستقبلية: ظهرت في إيطاليا في أوائل القرن العشرين حركة فنية متصلة في بعض نواحيها بالحركة التكعيبية، وعرفت باسم (الحركة المستقبلية) وقد حددت هذه الحركة في أول الأمر عن جماعة من الأدباء، وبفضل الشاعر الإيطالي (فيليبو مارينتي) تحولت الحركة المستقبلية إلى ميدان الفنون التشكيلية.
إذ صدر البيان الثوري الذي نشره مارينتي في فبراير في جريدة (الفيجارو) في باريس وهاجم رجعية الفن التشكيلي وعدم مسايرته لتطورات العلم الحديث وقد هدد مارينتي بتحطيم المتاحف والأكاديميات، وحث الشعراء على نبذ الماضي والتغني بكل معالم الحاضر والمستقبل زاعما أنه وضع أسس المستقبل. (١)
وتعد المستقبلية حركة فنية تجسد ظاهرة ايطالية بالدرجة الأولى تقوم على خلفية سياسية من أجل تلبية طموحات إيطاليا في الاستقلال والتحرر، ولا يمكن التنكر إلى دورها الفني، إذ شملت النشاطات الفنية كالأدب والنحت والموسيقى والتصوير. (٢)
لقد أنكر الفنان المستقبلي جمال المرأة واستبدل العراء بجمالية استخلصها من طريقة التصوير ذاتها، وكان جل اهتمامه دراسة الحياة والإنسان في القرن العشرين (قرن السرعة والعمل التقني)، إذ بحث عن المغامرة والمخاطرة لكي يحصر انطباعاته وأفكاره في جمال الكهرباء وجمال السيارة والطيارة، ولقد قال مارتيني "أن سيارة السباق أجمل من تمثال ساموتراس". (٣)
عمد المستقبليون إلى تفكيك أوصال الأشياء ثم تجميعها في صورة أخرى شأنهم في ذلك نشأة التكعيبيون، ولاسيما أن هناك فرقا جوهريا بينهما يميز الواحدة عن الأخرى، إذ إنّ التكعيبية قامت بتحطيم الأجسام لتتخذ من أجزائها مادة تبني بها الشكل الجديد، بينما عمدت المستقبلية إلى تحطيم الشكل وتفكيكه للكشف عن (خطوط القوة) الكامنة في حركتها، فضلاً عن أن المستقبليين فككوا الأجسام لتمديد الأشكال وتكثيرها في اتجاه الخطوط، إذ كان ذلك واضح في لوحة الرسام (بالا) تمثل كلبا يجري، عمد الفنان فيها إلى تصوير الحركة، إذ قام (بالا) برسم عدة سيقان متلاصقة مكان كل ساق، إذ كان يندمج كل منها في السيقان الأخرى. (٤)
مبادئ المدرسة المستقبلية
إن المدرسة المستقبلية حركة سياسية اجتماعية فلسفية فنية في آن واحد، وكانت ترفض كل شيء عن الماضي، لذلك سميت بـ (ضد الماضي) وتتلخص مبادئ هذه الحركة بالآتي:
- احترام الأشكال البدائية واختزال جميع أشكال المحاكاة.
- لا جدوى من نقاد الفنانين.
- يجب التخلي عن المواضيع الجامدة والتوجيه للتعبير عن حياتنا القلقـة التـي نعيشها في عصر الفولاذ والسرعة.
- اعتماد الصدق والطهارة في محاكاة الطبيعة. (٥)
- تفضي الحركة والنور على مادية الأجسام.
- يجب أن يكون الفن معبرا عن الحركة الديناميكية أمام الدينامية في الحضارة الجديدة.
- الألوان المتممة في الرسم مهمة جدا كالوزن للشعر والبوليفوني في الموسيقى.
- ضرورة التمرد على فكرة الانسجام والذوق الرفيع لأنها مصطلحات مطاطية يمكن عن طريقها هدم أعمال (رامبرانت، غويا، ورودان).
وتعد المدرسة المستقبلية تعبيرا صارخا عن العصر الذي ظهرت فيه، وذلك باعتمادها الديناميكية الآلية والحركة والبعد الرابع (الزمن). (٦)
إن الديناميكية هي الأنموذج الأساس في عمل الفنان المستقبلي، إذ ليس هناك أجمل من حركة الآلات والمكائن ذات الإيقاع الدينامي والسرعة التي تسابق الزمن، إذ تبدو الحركة مستمرة غير جامدة والأشياء في حالة جريان وتحول سريعة، وحركتها تتضاعف ويتغير شكلها مع تدفعها إلى ما لا نهاية، إذ سعت المدرسة المستقبلية إلى تحديث روح الإنسـان مـن خـلال استعمال التطور العلمي بما فيه مـن آلات حديثة واستعمالها الزمن كبعد رابع في الرسم. (٧)
أسئلة متكررة عن المدرسة المستقبلية
مجموعة أسئلة متكررة ومهمة عن المدرسة المستقبلية، وهي كالآتي(٨):
ماهي المدرسة المستقبلية؟
حركة فنية إيطالية في ظهرت أوائل القرن العشرين، وكانت تهدف إلى التقاط ديناميكية وطاقة العالم الحديث في الفن. كان المستقبليون على دراية جيدة بأحدث التطورات في العلوم والفلسفة وكانوا مفتونين بشكل خاص بالطيران والتصوير السينمائي. استنكر الفنانون المستقبليون الماضي، لأنهم شعروا أن ثقافات الماضي كانت قمعية للغاية - لا سيما في إيطاليا - وبدلاً من ذلك اقترحوا فنًا يحتفي بالحداثة وصناعتها.
من أهم فناني المدرسة المستقبلية؟
هم توماسو مارينيتي، أومبرتو بوتشيوني، وكارلو كارا، ولويجي روسولو، وجينو سيفيريني، وجياكومو بالا.
اقرأ أيضا: المدرسة الانطباعية
قائمة المراجع:
١- إسماعيل، الغريب زاهر، المقررات الإلكترونية تصميمها وإنتاجها وتطبيقها وتقويمها، عالم الكتب للنشر والتوزيع، القاهرة، ٢٠٠٩، ص ١٦٣.
٢- امهز، التيارات الفنية المعاصرة، ط١، شركة المطبوعات للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ١٩٩٦، ص ١٧٢.
٣- بهنسي، عفيفي، تاريخ الفن والعمارة الفن الكلاسيكي المحدث، مديرية الكتب الجامعية، دمشق، ١٩٨٣، ص ٦١٩.
٤- نيوماير، سارة، قصة الفن الحديث، ترجمة: رمسيس يونان، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، ١٩٦٠، ص ١٤٦-١٤٧.
٥- بهنسي، عفيفي، ١٩٨٣، مرجع سابق، ص ٦١٩.
٦- نيوماير، سارة، ١٩٦٠، مرجع سابق، ص ١٤٨.
٧- رغد سلمان خليل الحيالي، أثر التعلم المتحفي الإلكتروني في تحصيل طلبة كلية الفنون الجميلة في مادة تاريخ الفن، رسالة ماجستير، كلية التربية الأساسية، جامعة ديالى، ٢٠١٤، ص ٥٧.
٨- مقال منشور بعنوان: حركة الفن: المستقبل- الاحتفال بالحركة على موقع magazine.artland، اطلع عليه بتاريخ ٢٠٢٢/٨٢٦.