القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

التفكير التقاربي، بحث عن التفكير التقاربي

التفكير التقاربي، بحث عن التفكير التقاربي

هو التفكير الذي بموجبه يقدم الفرد حلا واحدا من بين الحلول المتعارف عليها للمشكلة المطروحة عندما يواجهها بمعنى أنه يستجيب استجابة وحيدة وغالبا ما تتسم بالمنطقية والدقة؛ فإن الحلول المتاحة للفرد بموجب التفكير التقاربي تبدو ضئيلة ونواتجه الفكرية تبدو تقليدية ويعرف بأنه: النشاط العقلي الذي يستخدمه الفرد للحكم على الأفكار الموجودة وتطويرها باستخدام المنطق والقياس والتحليل والمقارنة لغرض إنجاز شيء ما ويعرف أيضا بانه القدرة على اختيار الوضع أو الفكرة او الحل الأمثل على وفق شروط محددة سلفا من قائمة الأفكار.

وهو تفكير ذو نواتج قريبة من المألوف خالية من الإبداع.

 

التفكير التقاربي، بحث عن التفكير التقاربي
ان هذا النوع من التفكير من وجهة نظر جلفورد يقتصر على إعطاء أفضل إجابة للسؤال من بين إجابات معروفة لذلك فان هذا النوع من التفكير يكون صالحا في الحالات التي يكون فيها الجواب معروفا ولا يحتاج الفرد سوى قدرة على استرجاع المعلومات المخزنة في ذاكرته واختيار الإجابة الملائمة من بينها لذلك عده جيلفورد مساويا للذكاء التقليدي في خلوه من الإبداع وهذا يعني أن التفكير التقاربي لا يذهب إلى ما هو أبعد من إطار المحتوى المعرفي؛ فهو تفكير مرتبط بحدود إطار المحتوى المعرفي المتوافر غير أن هذا لا ينبغي ان يفضي إلى فهم خاطئ حول اهمية هذا النوع من التفكير لان الكثير من الحلول الفعالة يمكن أن يتم العثور عليها ضمن المحتوى المعرفي. (١)
 

قدرات التفكير التقاربي


يقصد به ذلك النشاط العقلي الذي يكون موجها نحو حل مشكلة محددة ويتمثل الموقف الذي تكون فيه استجابة واحدة أو نتيجة واحدة صحيحة لا بد أن يصل المفحوص إلى هذه النتيجة لكي تكون إجابته صحيحة وقد بلغ عدد القدرات التي تم اكتشافها من قدرات التفكير التقاربي (١٥ قدرة).

    

وتقاس قدرة الإنتاج التقاربي لوحدات المعاني باختبارات التسمية حيث يعطى المفحوص الوان أو أشكال ويطلب منه تسميتها.


وتقاس قدرة الإنتاج التقاربي لوحدة العلاقات بين الرموز باختبار المتعلقات الرمزية مثل اختبارات التمثيل التي تعتمد على التكملة وليس على الاختيار من متعدد.

   

أما قدرة الإنتاج التقاربي لتحويلات الرموز فتقاس باختباري الكلمات المختفية وتحويلات الكلمات ويعطى المفحوص أجزاء من الجمل ويطلب منه إعادة ترتيبها. (٢)


 عوامل التفكير التقاربي

    

ويكون النشاط العقلي فيها موجها نحو حل مشكلة محددة وعادة ما تكون لها إجابة واحدة صحيحة. (٣)

    

طبيعة التفكير التقاربي

    

هو أحد قطبي التفكير الإنتاجي الذي أشار إليه جيلفورد إذ إن القطب الآخر هو التفكير التباعدي حيث اهتم جيلفورد قبل مطلع الخمسينات بدراسة الاختبارات العقلية وجمع القدرات العقلية في نظريته (بنية العقل) ويشير إلى أن التفكير التقاربي هو المهارات التي يستخدمها الأفراد عند إجاباتهم على اختبارات الذكاء. (٤)

    

وقد أشار بعض التربويين إلى إن التفكير التقاربي هو تفكير محدد بان يختار الفرد احدى الإجابات التي تعرض عليه لحل المشكلة أو الموقف الذي يعرض له. (٥)

    

إذن التفكير التقاربي وهو نشاط عقلي موجه نحو حل مشكلة محددة ويتمثل الموقف الذي يكون فيه الفرد هو اختبار استجابة أو نتيجة واحدة صحيحة لا بد من الوصول إليها لكي تكون إجابته صحيحة  ويرجع اصل التفكير التقاربي إلى التفكير الإبداعي الذي تم تحليله إلى عوامل باستخدام التحليل العاملي لتحليل البيانات وكانت أبرز النتائج التي توصل اليها ان التفكير الإبداعي يتألف من ثمانية عوامل تقسم إلى نوعين أساسيين هما الإنتاج التباعدي المتشعب وهو عملية عقلية يقترح فيها الفرد عدة إجابات مختلفة لسؤال أو مشكلة تعرض عليه مقابل الإنتاج المتقارب الذي تقيسه اختبارات الذكاء والتحصيل. (٦) 


 مصفوفة عوامل التفكير الإنتاجي التقاربي


يتضمن التفكير الإنتاجي التقاربي (١٥) عاملا حسب تحليل العلماء وهذه العوامل هي:


  1. عامل الإنتاج التقاربي (لوحدات المعاني لعامل التسمية): اكتشفه (كارول - ١٩٥١) مشتركا في اختبارين لتسمية الألوان والأشكال والأسماء يتطلب إنتاج وحدات لغوية تحقيقا لمواصفات معينة.
  2. الإنتاج التقاربي (لفئات الأشكال): يتفق مع طبيعة العملية العقلية التي حددها (رابابورت وجيل) وتمتاز بالتطبيق النشط والذي يتطلب ان يصنف المفحوص أشياء كثيرة إلى فئات معينة وبعد ذلك يتطلب منه تعريف الفئات وتحديدها.
  3. الإنتاج التقاربي (لفئات الرموز): تقيسه الاختبارات التي تتطلب من المفحوص تطبيق مجموعة من الرموز في فئات محددة.
  4. الإنتاج التقاربي (لفئات المعاني): وهو اختبار تجميع الكلمات.
  5. الإنتاج التقاربي (للعلاقات بين الأشكال): وتقيسه اختبارات تكملة متعلقات الأشكال وتكملة المتماثلات الشكلية.
  6. الإنتاج التقاربي (للعلاقات بين الرموز): وهو اختبار تكملة المتعلقات الرمزية وأطلق عليه (إدراك المتعلقات) مستخدما في ذلك اختبار عدم التساوي الجبري والذي يتطلب من المفحوص أن يستنبط عدم التساوي الجبري من صيغ ومعادلات وأشكال. (٧)
  7. الإنتاج التقاربي (للعلاقات بين المعاني): يقيسه اختبار المتماثلات اللفظية وإنتاج العلاقات اللفظية أن يعطي عكس الكلمات أو معانيها.
  8. الإنتاج التقاربي (لمنظومات الرموز): وهو القدرة على الترتيب وتتابع العمليات الحسابية. 
  9. الإنتاج التقاربي (لمنظومات المعاني): ويمثل القدرة على التخطيط والترتيب (ترتيب الصور والجمل ومصفوفات الكلمات).
  10. الإنتاج التقاربي (لتحويلات الأشكال): ظهر في القدرات الإدراكية ويسمى بمرونة الإغلاق للصور والأشكال المتضمنة. 
  11. الإنتاج التقاربي (لتحويلات الرموز): ظهر في البحوث العاملة باختبار الكلمات المختفية والمعكوسة.
  12. الإنتاج التقاربي (لتحويلات المعاني): ظهر في التفكير الابتكاري وسمي (إعادة التحديد) ان يختار الشخص شيئا واحدا من عدة أشياء يمكن استخدامه ككل أو جزء منه في تحقيق هدف غير عادي.
  13. الإنتاج التقاربي (لتضمينات الأشكال): حل المعادلات التي تستخدم أشكالا هندسية.
  14. الإنتاج التقاربي (لتضمينات الرموز): ظهر في (١٩٥٣) في بحث ضمن القدرات الاستدلالية، استدلال العلاقات وتغير الإشارات الجبرية.
  15. الإنتاج التقاربي (لتضمينات المعاني): والقياس المنطقي من نوع التكملة أو الاختيار من متعدد. (٨)


تعليم التفكير التقاربي


أشارت الدراسات إلى أن التدريب المبكر للفرد من شأنه تنمية التفكير التقاربي عنده وتحسين مستواه العقلي.

    

وان قدرة الفرد على الاستفادة من التدريب على طائفة كبيرة من الأعمال العقلية يحتمل أن تحسن من مستواه العقلي وان تدريبا متقنا يؤدي إلى درجة كبيرة من تحسن التفكير إذ أظهرت الدراسات التجريبية التي تم فيها تدريب الأفراد أو إعطائهم تمرينات خاصة بقصد زيادة كفاءتهم في استخدام اللغة والتذكر وسرعة تسمية الألوان والأشياء وحل المسائل الحسابية وفهم المدركات؛ تحسنوا او تفوقوا في أدائهم على اختبارات الذكاء في نهاية التجربة على زملائهم الذين لم يتلقوا هذا التدريب وهذا يؤكد إمكانية تدريب وتعليم الأفراد كيفية التفكير وتحسين المستوى التعليمي إذ زيدت العناية بالتدريب في تطوير القدرات العقلية.      (٩)


قائمة المراجع:


١- عطية، محسن علي، التفكير أنواعه ومهاراته واستراتيجيات تعلمه، ط١، دار صفاء، عمان، الأردن، ٢٠١٥، ص ١٢٧.


٢- الشيخ، سليمان الخضري، (الفروق الفردية في الذكاء)، ط٢، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، مصر، ١٩٨٢، ص ١٤٣-١٤٤.


٣- علام، صلاح الدين محمود، القياس والتقويم التربوي في العملية التدريسية، ط٤، دار المسيرة، عمان، الأردن، ٢٠١١، ص ٢٦٤.


٤- أبو حطب، فؤاد وعثمان، سيد أحمد، التفكير دراسات نفسية، ط ٤، مكتبة الأنجلو المصرية، مصر، ١٩٧٤، ص ١٣٢.


٥- الشيخ، سليمان الخضري، مرجع سابق، ص ٢٤٥.


٦- عيسى، حسن أحمد، الأبداع في الفن والعلم، سلسلة عالم المعرفة، العدد ٢٤، الكويت، ١٩٧٩، ص ١٠٩-١١١.


٧- الخلايلة، عبد الكريم وعفاف اللبابيدي، طرق تعليم التفكير للأطفال، ط١، دار الفكر، عمان، الأردن، ١٩٩٧، ص ١٤٦-١٤٧.


٨- أبو حطب، فؤاد وعثمان، سيد أحمد، مرجع سابق، ص ١٥٤-١٥٥-١٥٦.


٩- الديدى، عبد الغني، قياس وتحسين الذكاء عند الأطفال، دار الشروق، عمان، الأردن، ١٩٩٧، ص ١٨-١٩.



reaction:

تعليقات