القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

الوسائط المتعددة في التعليم

الوسائط المتعددة في التعليم

التعليم مهنة لا تساويها مهنة في الفضل والرفعة، وبه تتواصل الأمم ناقلة التراث من جيل إلى جيل، وقيل سابقاً العلم رحم بين أهله وتتجلى أسمى صوره الهادفة في سعيه لرفع الجهل عن الناس وإنارة الطريق لهم وتوجيههم لحياة أفضل.

ويعد الاهتمام بالتعليم في شتى الدول من أهم الضرورات كما يُعَدُّ مجالاً خصباً واستثماراً حقيقياً في الأفراد، لذا سعى المفكرون والتربويون إلى تطوير العملية التعليمية بأقصى درجة ممكنة، ومن ذلك الإفادة من التقنية الحديثة لتطوير جميع عناصر المنهج ومن ضمنها عنصر الوسائل التعليمية.


وتبرز تقنية الوسائط المتعددة كإحدى أهم منتجات التقنية لتوفر خاصية التفاعل، ومخاطبة أكثر من حاسة للمتعلم في وقت واحد. (١)

الوسائط المتعددة في التعليم

تصنيف الوسائط المتعددة في التعليم


صنف الضبيان استخدام الوسائط المتعددة في التعليم في الأصناف التالية:


  1. حسب الحواس: الوسائط السمعية، البصرية، السمعية البصرية.
  2. حسب المستفيدين منها: الوسائط الشخصية، الجماعية، الجماهيرية.
  3. حسب مستوى التكنولوجيا: الوسائط التعليمية المتقدمة، المتوسطة، البسيطة.
  4. حسب دورها في عملية التعليم: الوسائط الرئيسية، المتممة، الإضافية. (٢)


أهمية الوسائط المتعددة في التعليم

لوسائط المتعددة في التعليم أهمية كبيرة، فقد تناولتها الأدبيات وبإسهام كبير فقد أشار (علي) إلى جملة من النقاط التي تمثل إلى أهمية الوسائط ومنها:


  1. توفر الوسائط المتعددة: الإطلاع الفوري على الأداء الخاص بالمتعلم، مما يساعد على التغذية الراجعة الذاتية.
  2. الوسائط المتعددة: تحقق المتعة والتنوع اللازم في مواقف التعليم، يزيد من الإهتمام الشخصي والدائم للتعلم.
  3. الوسائط المتعددة: تساعد المتعلم على التعرف على مستوى الخبرة الخاصة به والتقويم الذاتي.
  4. الوسائط المتعددة: تمكن المتعلم من الدراسة العميقة للظواهر الخطرة والمعقدة.
  5. الوسائط المتعددة: تخفض الوقت اللازم للتعلم الذاتي.
  6. الوسائط المتعددة تحقيق التعليم بشكل أكثر تجربية وأكثر واقعية لدى المتعلمين.
  7. الوسائط المتعددة: تعمل على زيادة الثقة الذاتية لدى المتعلمين.
  8. الوسائط المتعددة: تعمل على تحسين القدرة على حل المشكلات. (٣)
  9. تتيح فرصة التعمق لتوفير قدر أكبر من المعلومات باستخدام الرسوم والصور مما يساعد على الإلمام بالموضوع. (٤)

 


ويضيف (السيد) إلى تلك الأهمية للوسائط المتعددة في التعليم ما يلي:


  1. تساعد على تحسين جودة الحوار التفاعلي لعقل الطالب.
  2. تحقق المشاركة الفعالة من خلال حيوية ودقة العرض، وذلك يساعد الطالب على التركيز في تسلسل المعلومات.
  3. تحقق التكامل التكنولوجي بين النصوص والرسومات والصور ولقطات الفيديو، والمؤثرات الصوتية والحركة الكاملة.
  4. توفر بيئة صالحة ومواتية للمتعلم، بحيث تتيح للطلاب اكتشاف معلومات جديدة وتعلم مهارات عملية. (٥)

 


ومع كل ما ذكر آنفاً من أهمية للوسائط المتعددة في التعليم (إلا أن هناك مخاوف وشكوك في جدوى الاعتماد الكلي على الوسائط المتعددة) فقد قدم (خميس)  بعض التحفظات الهامة في ذلك ومنها:


  • أن النشاط الظاهر قد يكون خادعاً، فنشاط الطلاب في تشغيل البرنامج لا يعني بالضرورة أنهم نشيطون في الإبداع المعرفي.
  • أن العمل الكثير على الكمبيوتر لا ينعكس أثرة على الأفعال والنتائج فالتوقعات بأن المستخدم ينبغي أن يستجيب فورياً للبرنامج، غير صحيحة لأن بعض المتعلمين يحتاجون وقتاً أطول. (٦) 


تطبيق تقنية الوسائط المتعددة في التعليم


فيما يتعلق بتطبيق تقنية الوسائط المتعددة في التعليم فقد أورد إسماعيل عدة مشاريع(٧)، منها:


"مشروع تقييم فعالية معمل الوسائط المتعددة مقارنة بالمعمل التقليدي: وقد أعد هذا المشروع كولينج "Koelling"   بتكنولوجيا فرجينيا "VIRGINIA"، واهتم هذا المشروع بالمقارنة بين معمل الوسائط المتعددة، والعمل التقليدي في موضوع العوامل البشرية ومقاييس العمل والطرق الهندسية، وقد تم تقسيم الطلاب إلى ثلاث مجموعات، إحدى المجموعات تدرس داخل معمل كمبيوتر الوسائل المتعددة، والمجموعة الثانية تم تزويد كل طالب بجهاز كمبيوتر خاص محمول مخزن عليه برنامج الوسائل المتعددة ويدرس الموضوع في أي مكان، أما المجموعة الثالثة فإنها تدرس الموضوع داخل معمل التدريبات التقليدية بدون وسائل متعددة وقد توصلت نتائج تطبيق المشروع إلى فعالية دراسة الموضوع داخل معمل الوسائل المتعددة، وارتفاع مستوى الطلاب العلمي مقارنة بالطلاب الآخرين وبالفعل تم تطوير هذا البرنامج حالياً وتعميم استخدامه مع الطلاب.


قاعة الدراسة لعام 2000 والتدريس المبدع بالوسائل المتعددة: نفذ هذا المشروع فريق عمل تكون من جروجري وزملائه، وقد تم تنفيذه في أماكن متعددة وهي (مركز GVU، كلية هندسة الكمبيوتر، معهد التربية التكنولوجية، مكتب المعلومات التكنولوجية) بولاية جورجيا، بالإضافة إلى مركز NEC Kanasi، ومكتبة البحوث في أوساكا OSAKA باليابان، وهدف هذا المشروع إلى تصميم وتجهيز قاعة دراسية تناسب التدريس والتعليم كنشاط إبداعي، وتوظيف التكنولوجيا لما بعد العام 2000م، وذلك بتوفير برنامج للوسائل المتعددة وأشكال متنوعة للاتصال عن بعد، إضافة إلى الوسائل المساعدة لالتقاط وتسجيل ما يحدث بقاعة الدراسة تلقائياً، وتطبيق تكنولوجيا الكمبيوتر المتكاملة في ضوء مدخل متكامل للوسائل المتعددة. 


كما أن الدراسة التي قامت بها "kirkwood,2004" وهي دراسة علمية لموضوع جلولوجية الصور التفاعلية البينية بإجراء تمارين لجلوجيا التفاعلية باستخدام صورة متعددة على التعليم المتعددة في بناء شكل توضيحي عقلاني ذي أبعاد ثلاثية.

وتهدف إلى مساعدة الطلاب لتطوير استخدامهم للصور ثلاثية الأبعاد وتشجيعهم على الانغماس في المحتوى، وتوفير استرجاعية العينية.


وكان عدد الطلاب الذين انخرطوا في الدراسة 141 طالباً حيث تم إعطاؤهم سلسلة من ثلاث تمرينات ومطوية تاريخية، وسلسة أسئلة، يجيب عليها بالنقر أو السحب، ويحصل على بعض المساعدات، ويكون هناك عرض تنبيهات لتوضيح المفهوم.


النتيجة: الدرجة المتوسطة لهذا الفصل تحسنت 8% وهناك رضىً من الطلبة على المنهج.


كما أن للأفراد دور في تطبيق بحوث ومشاريع الوسائط المتعددة في التعليم فإن الشركات والمؤسسات الحكومية لها إسهامات في إحداث وإنشاء المشاريع والمعامل المتعلقة بالوسائط المتعددة وتطبيقها في التعليم.


"مشروع معلم 2000م ويعني برنامج الوسائط المتعددة التفاعلية لعام 2000م والذي أنشأته شركة ماكنتوش لتزويد الطلاب بوسيلة مراجعة المحاضرات بالأمثلة إلى الكتب النصية "TEXT BOOKS" والتمارين والاختبارات الذاتية والمشروعات ودراسات الحالة....الخ، وهناك عدد من البرامج المرجعية الجاهزة التي تقدم لنا وسائل مناسبة لإنشاء مثل هذه البرامج مثل: البطاقة الفائقة (YPERCARD/SUPER CARD) وغيرها من البرامج مثل (TOOK / LCON AG THOR/AUTHR WARE/ DIR ECTOR) هذا وقد صمم برنامج معلم 2000 لغرض محدد وهو تحميل المحاضرة مع غيرها من ملاحق العرض والتي توسع وتزيد من أبعاد الموضوع شاملة الكتاب النصي وغيرها من مكونات عملية التعليم". (٨)


"تأسست في مصر شركة ملتي ميديا ايجبت عام 1996م، MULTI-MEDIA EGYPT بغرض إقامة مجمع متكامل للصناعات الرقمية والليزرية في مصر وتتركز أعمالها في التوكيلات التجارية لقواعد المعلومات وخدمات البحث العلمي مثلاً (CD-PLUS) SILVER PLATTERA) فضلاً عن نظم المعلومات والأنظمة المتعددة ، وما يهمنا بالنسبة للدراسة عن الوسائط المتعددة قيامها بالنشر الإلكتروني على الأقراص المدمجة لإدماج الصور بالصوت والصورة والحركة، ولعل المسؤولين عن التعليم في مراحله المختلفة في مصر  يفيدون من برامج هذه الشركة خصوصاً بالنسبة لاستخدام النص الفائق HUPER TEXT) مع الموسوعات العربية (موسوعة الأطفال التي أشرفت عليها سوزان مبارك ودمجها مع الموسوعة العربية العالمية التي نشرت بالسعودية وموسوعة الأطفال التي أعدت بالكويت ومع تطويع الوسائط المتعددة للعملية التعليمية أي لخدمة المناهج الدراسية والمقررات الأكاديمية والجامعية". (٩)


ويمكن القول أن الوسائط المتعددة أظهرت نتائج إيجابية في تطبيقها في التعليم، حيث تدعم التعلم الشامل وتجعل الطلاب قادرين على التعلم حسب سرعتهم الشخصية، كما توفر التغذية الراجعة الفورية، وتحقق المتعة والتنوع اللازمين في المواقف التعليمية. إضافة إلى ذلك، تساعد الوسائط المتعددة في تخفيض الوقت الذي يطلب من الطلاب للتعلم، وتخلق واقعية التعلم الحقيقية لدى الطلاب، كما تعمل على زيادة الثقة الشخصية لدى الطلاب، وتحسين قدراتهم على حل المشكلات، وتلافي صعوبات التعلم. (١٠) 


قائمة المراجع:


١- عصام بن عبد العزيز الرميخاني،  معوقات استخدام الوسائط المتعددة بكلية الملك فهد الأمنية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود، المملكة العربية السعودية، ١٤٢٧هـ.


٢- الضبيان، منظومة الوسائط المتعددة في التعليم الرسمي. دراسات عربية تقرير مصطفى عبد السميع محمد، مركز الكتاب للنشر، القاهرة، ١٩٩٩، ص ١٤٢-١٤٤.


٣- على، محمد السيد، تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية، دار الفكر العربي ، القاهرة، ٢٠٠٢، ص ٣٠٥-٣٠٦.


٤- الموسى، عبدالله عبدالعزيز، استخدام تقنية المعلومات والحاسوب في التعليم الأساسي في المرحلة الابتدائية في دول الخليج العربية، مكتبة التربية العربي لدول الخليج، الرياض، ١٤٢٢هـ، ص ٩٠.


٥- السيد، عاطف، تكنولوجيا المعلومات وتربويات الكمبيوتر والفيديو التفاعلي، دار طيبة، مص، ٢٠٠٤، ص ٦٠.


٦- خميس، محمد عطية، تطور تكنولوجيا التعليم، دار قباء، القاهرة، ٢٠٠٣، ص ٣٣٢.


٧- إسماعيل، الغريب زاهر، تكنولوجيا المعلومات وتحديث التعليم، ط١، عالم الكتب، الطبعة الأولى، القاهرة، ١٤٢٢، ص ١٩٠-١٩٣.


٨- إسماعيل، الغريب زاهر، المرجع السابق، ١٩٣.


٩- بدر، أحمد أنور "تكنولوجيا التعليم والمعلومات: دراسة في تكامل المصادر الالكترونية وحل المشكلات وتنمية الإبداع"، مجلة المكتبات والمعلومات العربية، ذو الحجة، العدد الثاني، ١٤٢٠هـ، ص ٤٠-٤٥.


١٠- عصام بن عبد العزيز الرميخاني، مرجع سابق، ص ٣٦.



reaction:

تعليقات