القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

المساندة الاجتماعية، مفهومها، مصادرها، انواعها، اشكالها، وظائفها

المساندة الاجتماعية، مفهومها، مصادرها، انواعها، اشكالها، وظائفها

ظهر مصطلح المساندة الاجتماعية حديثاً في العلوم الإنسانية فتناول علماء الاجتماع هذا المفهوم في إطار تناولهم للعلاقات الاجتماعية، حيث صاغوا  مصطلح (الشبكة الاجتماعية) Social Network، والذي يعتبر البداية الحقيقية لظهور مصطلح (المساندة الاجتماعية) Social Support، والذي يطلق عليه البعض مسمى (الموارد أو الإمكانات الاجتماعية) Social Resources، ويطلق عليه البعض (إمدادات اجتماعية) Social Provisions، والمساندة الاجتماعية تعتمد في تقديمها على إدراك الأفراد لشبكاتهم الاجتماعية باعتبارها الإطار الذي يشتمل على الأفراد الذين يثقون فيهم، ويستندون عليها في علاقاتهم. (١)

مفهوم المساندة الاجتماعية


يعرّف باركر المساندة الاجتماعية بأنها الأنشطة والعلاقات الرسمية وغير الرسمية التي تعمل على إشباع الحاجات الإنسانية، وتسهم في بناء شخصية الفرد والمجتمع, ومنها: التعليم، والضمان الاجتماعي، والرعاية الصحية، وشبكة العلاقات الاجتماعية التي توفر للإنسان التشجيع والدعم والتعاطف والشعور بالأمان والانتماء، وتساعد في تشكيل هويته الاجتماعية (Social Identity). (٢)


وتعرف المساندة بأنها المؤازرة والدعم والتعاطف والمعونة النفسية التي يحصل عليها الإنسان من البيئة التي يعيش فيها سواء أكانت مساندة رسمية تقدّم من خلال المؤسسات والمنظمات الاجتماعية المختلفة، أم غير رسمية تقدّم من خلال الأشخاص المحيطين بالإنسان، كأفراد أسرته وأقربائه وأصدقائه وزملائه وغيرهم ممن لهم علاقة به. (٣)

المساندة الاجتماعية

وتعرف بأنها: وجود أو توفر الأشخاص الذين يمكن للفرد أن يثق فيهم، وهم الذين يكون لديهم انطباع بأنهم في وسعهم الاعتناء به وتقديره وإظهار حبهم له (٤)، والمساندة الاجتماعية تعبر عن النظام الذي يتضمن مجموعة من الروابط والتفاعلات الاجتماعية مع الآخرين التي تتسم بأنها طويلة المدى، ويمكن الاعتماد عليها والثقة بها عندما يشعر الفرد بأنه في حاجة إليها لتمده بالسند العاطفي، كما أنها تتضمن نمطاً مستديماً من العلاقات المتصلة أو المتقطعة التي تلعب دوراً مهماً في المحافظة على وحدة الجسم للفرد، كما أن الشبكة الاجتماعية للفرد تزوده بالإمدادات النفسية؛ وذلك للمحافظة على صحته النفسية. (٥)


مصادر المساندة الاجتماعية

  

تتمثل مصادر المساندة الاجتماعية في الأفراد الذين يتواجدون في المحيط الاجتماعي للفرد، ويقدمون له أنواع الدعم المادي والاجتماعي الذي يحتاج إليه لمواجهة مواقف الحياة المختلفة، حيث أوضح (شوماكر وبرونيل) أن مصادر المساندة الاجتماعية تتمثل في أعضاء الشبكات الاجتماعية التي تحيط بالفرد، وتتكون من الأسرة والأقارب والأصدقاء وزملاء العمل (٦)، وأشار نيرجاد وآخرون إلى مصادر المساندة الاجتماعية للأفراد في العائلة وهم: الوالدان، والأشقاء، والأقارب، والأصدقاء، وزملاء العمل، والجيران (٧)، كما يذكر جميلش وجاتس في دراستهما "تأثير سمات الشخصية والخصائص التنظيمية والمحترفة على الاحتراق النفسي للمدير أن مصادر المساندة هي: المشرف، والزملاء، والعائلة، والأصدقاء. (٨)


واهتم كل من ساروس وساروس بدراسة مصادر المساندة الاجتماعية في مواقع العمل وهم: رئيس العمل، ونائب رئيس العمل، وزملاء العمل، والأصدقاء داخل وخارج نطاق العمل، والعائلة  متمثلة في الزوج والأقارب. (٩)

 

ويرى علي أن مصادر المساندة الاجتماعية يمكن الحصول عليها وتدعيمها من المصادر غير الرسمية، والتي تتمثل في أفراد الأسرة، كمصادر أولية للمساندة الاجتماعية، من حيث إمكانياتها وأهميتها بالنسبة للفرد، والتي تتمثل أيضاً في المساندة الانفعالية، والمساندة الأدائية للعامل خارج بيئة العمل، وأيضاً يبرز دور المساندة الرسمية وأهميته في مواجهة الضغوط المهنية، والتي تلعب دوراً مهماً في توافق العامل مع بيئته، وتحافظ على صحته النفسية والعقلية. (١٠)


أنواع المساندة الاجتماعية


تختلف المساندة تبعاً لاختلاف نتائج البحوث والتوجهات النظرية, ويمكن عرض أنواع المساندة على النحو الآتي: 


  1. المساندة الانفعالية:  وهي التي ترتبط بالخبرة وتجارب الحياة, كما أن هذا النوع من المساندة يُظهر احتراماً للمتلقي, ويساعد على تحسين تقدير الفرد لذاته، وهي تتمثل في الثقة والاستماع، وغالباً ما يتلقاها الفرد من الأقرباء، وتكون المساندة الانفعالية في هذه الحالة ممزوجة بدرجة من الألفة والمشاركة في خبرة الحياة.
  2. مساندة الرفقة "الصحبة": وهي التي تُقدم من الأصدقاء، بمساعدة الأفراد على صرف انتباههم عن مشكلاتهم، ونقلهم إلى مزاج انفعالي إيجابي، وغالباً ما يقدم الرفاق أو الجيران هذه المساعدات في فترات الراحة والنشاطات الترفيهية. 
  3. المساندة الملموسة "المادية": وتتمثل في المصادر المادية والخدمات المطلوبة، كالأنواع المختلفة من الموارد المالية والمادية التي يحتاجها الفرد ليجري عملاً ما، أو يستكمل سلوكاً، أو يقرر قراراً متعلقاً بشيء يخصه.
  4. المساندة المعلوماتية: كتقديم نصيحة مرتبطة بالمساندة الملموسة، كما تتعلق بالمعرفة التي قد تساعد الفرد على أن يزيد من كفاءته، كما تتمثل في التعليقات والاقتراحات. (١١)


أشكال المساندة الاجتماعية


ويشير كل من جاب الله وهريدي إلى أشكال المساندة الاجتماعية وهي:


  1. المساندة الفعلية: وتتمثل في الأعمال التي يقدمها الآخرون؛ بهدف مساعدة الفرد، أو العمل الاجتماعي، وتدل على الروابط والعلاقات الاجتماعية التي يقيمها الشخص مع الآخرين. 
  2. المساندة المدركة: وتتمثل في القيام بعملية تقويم معرفي للعلاقات مع الآخرين. (١٢)


وظائف المساندة الاجتماعية

 

يشير عسكر إلى أن المساندة الاجتماعية تعمل في اتجاهين: 


  1. الاتجاه الأول: أن المساندة الاجتماعية تزيد من استجابات الفرد في العمل؛ لأنها تحقق حاجات مهمة تتمثل في الضمان والقبول والانتماء والمحبة. 
  2. والاتجاه الثاني: أن المساندة الاجتماعية تعمل كمنطقة عازلة أو مخففة للضغوط، ويتم ذلك من خلال التعاطف وتقديم المساعدة. (١٣)


النظريات المفسرة للمساندة الاجتماعية


يأتي التفسير المحتمل لميكانيزم المساندة الاجتماعية من نظرية بولبي Bowlby لسلوك التعلق، ووفقاً لما تشير إليه هذه النظرية؛ فإن الوظيفة الأساسية لسلوك التعلق هو الدفاع ضد المخاطر والأضرار التي تلحق بالفرد من خلال علاقته بالبيئة المحيطة به.


وافترض بولبي أن الأفراد الذين يقيمون علاقات وروابط تعلق صحية مع الآخرين يكونون أكثر أمناً واعتماداً على أنفسهم من أولئك الذين يفتقدون مثل هذه الروابط، فحينما تُعاق قدرة الفرد على إقامة علاقات وروابط صحية متوافقة مع الآخرين يصبح الفرد عرضة للعديد من المخاطر والأضرار البيئية التي تؤدي إلى عزلته عن الآخرين. (١٤)


النظرية البنائية: The Structural Theory  

  

يشير كابلان وآخرون إلى أن علماء المدرسة البنائية ركزوا على تدعيم بناء شبكة العلاقات الاجتماعية المحيطة بالفرد؛ لزيادة حجمها، وتعدد مصادرها، وتوسيع مجالاتها؛ وذلك لتوظيفها في خدمة الفرد، ولمساندته في مواجهة أحداث الحياة الضاغطة، ووقايته من أي آثار نفسية سلبية يواجهها في البيئة المحيطة. (١٥)

  

ويرى دوك وسيلفر أن النظرية البنائية تهتم أيضاً بدراسة الخصائص البنائية لشبكة العلاقات الاجتماعية، وتعدد مصادرها، وتأثيرها الفعال في التوافق النفسي والاجتماعي في البيئة المحيطة بالفرد، والاتجاه البنائي في دراسة (دوك وسيلفر) للمساندة الاجتماعية يقوم على افتراض أن الخصائص الكمية لشبكة المساندة تؤثر على التفاعلات المتبادلة بين الأفراد، وعلى عمليات التوافق مع أحداث الحياة الضاغطة، وتلعب دوراً مهماً في تعزيز المواجهة الإيجابية لهذه الأحداث، دون إحداث أي آثار سلبية على الصحة النفسية للفرد. (١٦)(١٧)


النظرية الوظيفية  The Functional Theory

  

يشير دوك وسيلفر إلى أن النظرية الوظيفية تنظر إلى المساندة الاجتماعية بأنها: تلك المعلومات التي تؤدي إلى اعتقاد الفرد بأنه محبوب من المحيطين به، وبأنه محاط بالرعاية من الآخرين، وبالانتماء إلى شبكة العلاقات الاجتماعية في البيئة المحيطة، ويشعر بالتقدير والاحترام من مصادر المساندة الاجتماعية، ويعرف واجباته والتزاماته الاجتماعية مع المحيطين به. 


ولقد وجه دوك وسيلفر بعض الانتقادات إلى هذه النظرية من أهمها:


  1. فشل الباحثين في تحديد أي أنواع المساندة الاجتماعية يكون مفيداً للأفراد الذين يمرون بأحداث ضاغطة، مثالاً على ذلك إذا فقد "محمد" وظيفته، فهل هو بحاجة إلى قرض مالي، أم أنه يحتاج إلى صديق يخفف عنه الحدث الضاغط؟
  2. لم يصل علماء هذه النظرية إلى تحديد أنواع ومصادر المساندة، وملاءمتها للمواقف الضاغطة التي يمر بها الفرد في حياته اليومية، وأيضاً تقديمها في الأوقات التي يحتاج إليها المتلقي؛ حتى لا تمثل عبئاً عليه، أو تسبب له الكثير من المشكلات النفسية.
  3. لم يدرج علماء هذه النظرية مفهوم المدلول الشخصي الذي يقوم على تفسير الفرد لأفعال واستجابات المساندة الاجتماعية لمعرفة قدرة الفرد على التوافق مع أحداث الحياة الضاغطة، وأساليب مواجهة هذه الأحداث؛ لتخفيف الآثار النفسية السلبية عليه. (١٨)

   

نظرية التبادل الاجتماعي Social Exchange Theory

  

ترى هذه النظرية أن المساندة الاجتماعية ذات خاصية تبادلية؛ وذلك لكونها علاقة تتطلب وجود قدر من الاعتماد المتبادل الذي يتم إراديا، ويسمح بالتفاعل الاجتماعي بين الأفراد، وفي ظل هذه العلاقة يحصل الأفراد على فوائد متنوعة، منها: المساندة، والتشجيع، ودعم الثقة بالنفس، والتقويم الايجابي للذات، والتحقق من صحة الأفكار والآراء الشخصية بعد تهيئة الظروف الميسرة للإفصاح عنها، وكذلك نمو المعارف من خلال التنبيهات الاجتماعية المختلفة، أي أن تبادل العلاقات بين الأفراد في البيئة الاجتماعية يحقق عدة وظائف، منها تقوية التفاعل الاجتماعي، الشعور بالرضا عن الحياة، وتحقيق التقبل الاجتماعي، ومن ثم تحقيق السلامة الجسمية والنفسية. (١٩)


النظرية الكلية The General Theory

  

تهتم بقياس الإدراك الكلى لمصادر المساندة الاجتماعية المتاحة للفرد ودرجة رضاه عن هذه المصادر، أي أن هذه النظرية تؤكد على حاجة الفرد للمساندة الاجتماعية خاصة في المواقف الصعبة التي  يتعرض لها، وتركز أيضاً على الخصائص الشخصية التي تؤثر في شبكة العلاقات الاجتماعية المحيطة بالفرد والخاضعة للمواقف الاجتماعية التي يواجهها الفرد في حياته. (٢٠) 


نظرية المقارنة الاجتماعية Social Comparison Theory

  

ترى هذه النظرية أن الأفراد قد يفضلون أحياناً الاندماج مع الآخرين الذين يتساوون معهم أو يفضلونهم، مما يقدم لهم تفاعلات سارة، ومعلومات تعمل على تحسين موقفهم في البيئة المحيطة. (٢١)


قائمة المراجع:


١- الشناوي، محمد محروس، وعبد الرحمن، محمد السيد، المساندة الاجتماعية والصحة النفسية: مراجعة نظرية ودراسات تطبيقية، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ١٩٩٤.


٢- Barker, R. (1991). The social work dictionary. Second Edition. Washington, DC: National Association of social workers.


٣- أبو عباة، صالح بن عبدالله، و نيازي، عبدالمجيد بن طاش، أساسيات ممارسة طريقة العمل مع الجماعات،،مكتبة العبيكان، الرياض، 1420هـ.


٤- Sarason, K. (1983). Assessing social support: the social support questionnaire. Cambridge university, 2, 127-139.


٥- Caplan, G.(1981). mastery of stress psychosocial aspects. American journal of psychiatry, 138, 413- 420.


٦- Schumaker, S. & Brownell, A. (1984).Toward a theory of social support : closing conceptual Gaps. Journal of Social  Issues, 40, 4, 11-36.


٧- Neergaard, H. ;Shaw, E. & Carter, S. (2004). Social Support Theory: a New Framework for Exploring Gender Differences in Business Owner Networks. University of Strathclyde www. sbaer.uca.edu/ research/ icsb/ 2004.


٨- Gmelch, W. & Gates, G.(1998). The impact of personal, professional and organizational characteristics on administrator burnout. Journal of Educational Administration. Armidale, 36, 2, 146- 157.


٩- Sarros, J. &Sarros, A. (1992). Social support and teacher burnout. Journal of Educational Administration, 30, 1, 55, 65.


١٠- علي، عبد السلام علي، المساندة الاجتماعية وتطبيقاتها العملية في حياتنا اليومية، مكتبة النهضة العربية، القاهرة، ٢٠٠٥.


١١- Neergaard, H.;Shaw, E. & Carter, S. (2004). Social Support Theory: A New Framework for Exploring Gender Differences in Business Owner Networks". University of Strathclyde www. sbaer.uca.edu/ research/ icsb/ 2004.


١٢- جاب الله، شعبان، وهريدي، عادل محمد، العلاقة بين المساندة الاجتماعية وكل من مظاهر الاكتئاب وتقدير الذات والرضا عن الحياة، مجلة علم النفس، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (٥٨)، ٧٢-١٠٩، ٢٠٠١.


١٣- عسكر، علي، ضغوط الحياة وأساليب مواجهتها، ط٣، دار الكتاب الحديث، الكويت، ٢٠٠٣.


١٤- علي، عبد السلام علي، مرجع سابق. 


١٥- Kaplan et al., (1993). Health  and Human Behavior. Mcgraw Hill Inc. publisher, New York.


١٦-  Duck, W. &Silver, H. (1995). personal relationships and social support.     London: john wily & sons ltd.


١٧- علي، عبد السلام علي، مرجع سابق


١٨-  Duck, W. &Silver, H. (1995). personal relationships and social support.     London: john wily & sons ltd.


١٩- عبدالكريم، عزة، استخدام المساندة الاجتماعية لتحسين التوافق النفسي والاجتماعي لدى المسنين، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة القاهرة، ٢٠٠١.


٢٠-  Duck, W. &Silver, H. (1995). personal relationships and social support.     London: john wily & sons ltd.


٢١- فايد، حسين علي، الدور الدينامي للمساندة الاجتماعية في العلاقة بين ضغوط الحياة المرتفعة والأعراض الاكتئابية، مجلة دراسات نفسية، (رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية)، (٢)، ١٥٣-١٩٢، ١٩٩٨.



reaction:

تعليقات