القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

الفهم القرائي، تاريخه، مفهومه، مهاراته، شروطه، مكوناته

الفهم القرائي، تاريخه، مفهومه، مهاراته، شروطه، مكوناته

الفهم القرائي: لقد تطور مصطلح الفهم القرائي تطوراً كبيراً، إذ نظر إليه في عام (١٨٠٠م) على أن القراءة ولاسيما الفهم القرائي ما هو إلا أداء لفظي صوتي تعبيري للنص المقروء يتضمن جانبين هما: الحفظ، والتسميع، وقد ظل هذا المفهوم سائدا لدى العلماء حتى ظهر إدوارد ثورندايك في عام (١٩١٧) بعد أن نشر تقريرا عن تجربته التي أجراها على المتعلمين حول أخطائهم عند قراءة الفقرة، إذ أشار الى أن القراءة عملية تتضمن ما هو أبعد من عملية التصويت أو النطق بالكلمات والجمل، فالقراءة تستلزم فهم القارئ لما يقرأ، وقدرته على توظيف ما فهمه في سياقات جديدة ونافعة. (١)

فالفهم ضرورة حياتية، نحتاجه في أثناء قراءة قصة، أو كتاب، أو قراءة الصفحات الالكترونية، أو سماع نشرة الأخبار. ونحتاجه في فترات الترفيه عند مشاهدة التلفاز، أو سماع المذياع وحل الأحاجي. (٢)


يعد الفهم القرائي أساس عملية القراءة أو هو الغاية الرئيسة من درس القراءة يتطلب هذا الفهم تفاعل القارئ مع المقروء تفاعلا تكون محصلته بناء المعنى، إذ يقوم القارئ بإضفاء معنى على النص المقروء بما يتفق وطبيعة المعلومات الواردة في النص من جهة، والخلفية المعرفية للقارئ وخبرته بالخصائص الأسلوبية للكاتب من جهة أخرى. (٣)

الفهم القرائي

واجتهد التربويون في البحث عن استراتيجيات تدريس تعمل على تحسين مهارات الفهم القرائي، وتزيد من قدرات تحكم التلاميذ في تفكيرهم وامتلاك كفايات نقده وتقويمه، وربطه بما لديهم من خبرات سابقة ومن هذه الاستراتيجيات: التدريس التبادلي، والعصف الذهني، والتفكير بصوت عال، وبناء المعنى في السياق.

(٤)


كان الاعتقاد السائد بين الناس منذ العصور الوسطى أن القراءة عملية حل وتركيب يميز فيها القارئ الكلمة بمعرفة الحروف وتركيبها وتهجئتها، وهكذا كانت القراءة عملية آلية لا يدخل في حسبانها اعتبارا للفهم أو الإدراك، وبعد الحرب العالمية الأولى وحدوث تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية أصبح مفهوم القراءة هو التفاعل مع النص المقروء يعبر فيه القارئ عن رضاه أو غضبه أو حزنه أو سروره، ثم تطور هذا المفهوم ليصبح القارئ قادراً على حل ما يواجهه من مشكلات ومواقف عملية، ويعني المفهوم الحديث للقراءة ما يأتي:


  1. القراءة عملية فكرية ترمي إلى الفهم والتفاعل مع المقروء.
  2. القراءة تحتاج إلى عدد من القدرات الإدراكية والبصرية والصوتية.
  3. القراءة تحتاج إلى تمكين التلميذ من القدرة على التعرف على الحروف والكلمات.
  4. تعني القراءة عدم الوقوع في أخطاء.
  5. تعلم القراءة الفرد النقد والتحليل لما هو مقروء.
  6. تحتاج القراءة إلى توازن نفسي وعقلي وجسمي.(٥)


أن تعليم القراءة هو إدراك المتعلم ما يقرأه ويفهمه، ولا ترتبط كل قراءة بفهم لما يقرأ تعد قراءة ضعيفة، بل لا يمكن أن نطلق عليها قراءة في المنظور التربوي. (٦)


مهارات الفهم القرائي


حددت خمس مهارات للفهم القرائي هي:


  1. مهارة الفهم الحرفي: تشير هذا المهارة إلى قدرة القارئ على فهم ما طرحه الكاتب في موضوعه، وتركز هذه المهارة على القارئ لفهم المعنى الظاهري أو السطحي للرسالة اللغوية فمثلا عندما يطلب المعلم من تلميذه أن يعبر بلغته الخاصة أو اسلوبه الخاص عما فهمه من الدرس، وتركز هذه المهارة من مهارات الفهم القرائي الآتية: تعرف على التفاصيل الأفكار الرئيسة وتسلسل الاحداث وتحديد السبب والنتيجة في النص القرائي وتحديد التضاد أو المقاربات في المقروء وتحديد سمات بعض الشخصيات.
  2. مهارة الفهم الاستنتاجي: وتشير هذا المهارة الى قدرة القارئ على الغوص في أعماق النص، لاستخلاص المعاني التي يصرح بها الكاتب بشكل مباشر وتحديد المعاني العميقة وتعرف هذا المهارة بمستوى القراءة فيما بين السطور ويتضمن هذا المستوى المهارات الآتية: المهارات جميعها التي وردت في مهارة الفهم الحرفي والتنبؤ بالنتائج بناء على المقدمات المعروضة في النص، والتفسير الرمزي أو المجازي للغة.
  3. مهارة الفهم الناقد: تضمن هذا المهارة قدرة القارئ على الحكم على الأفكار والمعلومات التي أوردها الكاتب في موضوعه، فضلا عن تحديد القارئ المعلومات التي يعرفها عن هذا الموضوع، سواء بالقبول أو الرفض، ومن مهارات الفهم ما يأتي: تمييز الحقيقة من الخيال والتمييز بين الحقيقة والرأي والكفاية والصحة أو الشرعية، وتحديد المناسبة وتحديد القيمة والمرغوبية القابلية.
  4. مهارة الفهم التذوقي: تعد مهارة الفهم بالمستوى التذوقي من أبرز المهارات التي تستخدم في الأدب التذوقي فقد أكد أكثر العلماء على ضرورة تنميتها لدى تلاميذ المراحل الدراسية المختلفة، باعتبارها من الأهداف التي يجب تحقيقها في مناهج اللغة العربية، ومن مهارات الفهم القرائي التذوقي ما يأتي: تحديد القيم السائدة وتحديد الصور الفنية في النص وتنمية القيم الايجابية في النص وتحديد العاطفة.
  5. مهارة الفهم الإبداعي: ينظر إلى القراءة الإبداعية على أنها ممارسة القراءة مع إدراك المثيرات المحفزة للتفكير، أي استثمار قدرات عالية التخيل البصري والذهني لمحاولة فهم المادة المقروءة، وهذه المثيرات ربما تكون على شكل محفزات يحس بها القارئ أو أفكار ومضامين جديدة لتغير تفكيره، ومن مهارات الفهم الإبداعي ما يأتي: الطلاقة والمرونة والأصالة والتفاصيل والحساسية للمشكلات. (٧)


شروط تنمية مهارات الفهم القرائي


  1. ارتباطه بالأداء المطلوب ووصول التلميذ إليه في كل مهارة.
  2. توظيفه بشكل يتناسب مع طبيعة كل مهارة من جهة، وطبيعة مرحلة النمو اللغوي لدى التلميذ في تلك المرحلة.
  3. قيامه على فلسفة تربوية تحدد دور المعلم والتلميذ في الموقف التعليمي ومزج النموذج بشخصية المعلم وخبراته السابقة. (٨)


أساليب تنمية مهارات الفهم القرائي


  1. تدريب التلاميذ على الفهم وتنظيم الأفكار في أثناء القراءة.
  2. تدريب التلاميذ على القراءة جملة جملة، وتدريبهم على ما يحسن الوقوف عليه.
  3. تدريب التلاميذ على التذوق الجمالي للنص والانفعال الوجداني بالمعاني الجميلة.
  4. تدريب التلاميذ على القراءة والتركيز والقدرة على تلخيص ما قرأ.
  5. تشجيع التلاميذ المتميزين في القراءة بأساليب التشجيع المختلفة.(٩)


العوامل المؤثرة في الفهم القرائي


  1. ما يتعلق بالمتعلم: يعتمد فهم المتعلم على مستوى ذكائه وخبراته السابقة وبيئته، وكلما زاد المحتوى المعرفي كلما أمتلك المتعلم قدرة كبرى على الفهم.
  2. ما يتعلق بالمحتوى الذي يعطى للمتعلم: يرتبط فهم المتعلم بتأكيد إعطاء المادة بالطريقة الصحيحة.
  3. الاستراتيجيات المعرفية: أي الإجراءات التي يقدمها المعلم لتنفيذ عملية التعلم وجعلها أكثر فاعلية لذا يساعد التنويع فيها المتعلم على إدراك ما ينطوي عليه المحتوى مما يؤدي إلى زيادة
  4. الفهم.
  5. توجيه أسئلة قبل تقديم محتوى الموضوع تؤدي إلى تحديد معرفة المتعلم السابقة، وتؤدي الأسئلة بعد التعلم إلى معرفة فهم المتعلم. (١٠)


مكونات الفهم القرائي


أ- القارئ: يعد القارئ العنصر الأول من عناصر الفهم القرائي، فالقارئ يمارس القراءة في تفاعله مع الموضوع، ويتم هذا التفاعل في توظيفه الجيد لقدراته العقلية واللغوية بشكل صحيح التي تتضمن ما يأتي:


  1. الكفاءة المعرفية: تتضمن، الانتباه والذاكرة والاستنتاج والقدرة على التخيل والقدرة على التحليل الناقد.
  2. الدافعية نحو القراءة: تتضمن الميل للمحتوى القرائي وتحديد الغرض من القراءة وكفاءة الذات القرائية.
  3. القدرة اللغوية: تشمل، معرفة دلالات المفردات اللغوية ومعرفة المعلومة الرئيسة للموضوع.
  4. المعرفة باستراتيجيات الفهم القرائي: التي تتضمن معرفة القارئ بعدد من الإجراءات التي تتيح له التفاعل الجيد مع موضوع القراءة، وفهمه واستيعابه لما يتضمنه من أفكار.
  5. خبرة القارئ: التي تتيح له استدعاء ما لديه من معلومات ومعارف سابقة عن الموضوع وربطة الجيد، بين معلوماته السابقة وبين المعلومات الجديدة، تنظيمه لها في شكل مخططات عقلية تتيح له استدعاؤها بسرعة وقت الحاجة.


ب- النص القرائي: يعد النص القرائي من العناصر شديدة التأثير على إعانة القارئ على الفهم القرائي إعاقة هذا الفهم لديه، لذا يقوم القارئ ببناء عدد من التمثيلات المعينة لبلوغ هذا الفهم ومن هذه التمثيلات هي:


  1. الشفرة الظاهرة للنص: تمثل في الصياغة اللغوية للموضوع التي تعين القارئ على فهم الرسالة.
  2. أساس النص: ويقصد بأساس النص مجموعة الأفكار المكونة للموضوع التي تعبر عن المعنى العام لموضوع القراءة.
  3. النماذج العقلية: ويقصد بها الطرائق التي تعالج في الأفكار الواردة في الموضوع لتعين على توصيل الفكرة العامة أو الغاية من الموضوع.


ج- السياق القرائي: عندما تقدم فكرة السياق في الموقف القرائي فإن أول ما يطرأ على الذهن هو حجرة الدراسة، ولكن المقصود من أن عمليات تعلم القراءة تحتل مكانها داخل السياق القرائي هو أنها تتجاوز نطاق الفصل الدراسي ويقصد بالسياق هنا البيئات الثقافية والاجتماعية المحيطة بالقارئ التي يحيا فيها ويقرأ فيها. (١١)


تعد القراءة مدخلاً مباشراً لتحصيل العلوم، ومهارة مكتسبة ووسيلة فاعلة لتحقيق النجاح لدورها في تشكيل عقل المتعلم ومنحة القدرة على الفهم والاستيعاب وتثري خبراته وترفد معلوماته بكل ما هو جديد ومفيد، والقراءة هي ضرورة من ضروريات الحياة التي لا غنى عنها لمواكبة التطورات العلمية في عصرنا الذي نعيش فيه عصر الانفجار المعرفي، وتنبع أهمية القراءة من أنها ترفد المتعلمين بالمعلومات المتنوعة التي تسهم في تنمية ميولهم واتجاهاتهم وتساعد في حل المشكلات ورفع مستوى الفهم لديهم في المسائل الاجتماعية، وتثير روح النقد وتوفر فرصا للأسماع والمتعة وتعين المتعلمين في الأعداد العلمي والتوافق الشخصي والاجتماعي. (١٢)


قائمة المراجع:


١- عبد الباري، ماهر شعبان، استراتيجيات فهم المقروء أسسها النظرية وتطبيقاتها العلمية، ط١، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ٢٠١٠، ص ٢٤-٢٥.


٢- سالم، مروة سالم (د.ت)، صعوبة الفهم القرائي بين الخصائص المعرفية واللامعرفية دراسة مقارنة، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، ص ١٩.


٣- الغلبان، حاتم خالد، أثر توظيف استراتيجيتين للتعلم النشط في تنمية مهارات الفهم القرائي لدى تلميذات الرابع الأساسي، رسالة ماجستير، كلية، الجامعة الإسلامية، غزة، ٢٠١٤، ص ٤٦.


٤- دحلان، عمر علي، فاعلية توظيف استراتيجية تنال القمر (PossE) في تحسين مهارات فهم المقروء والاحتفاظ بها لدى تلاميذ الصف الخامس الأساسي، العدد ٢٧، جامعة الأقصى، غزة، ٢٠١٧، ص ٣٧.


٥- عيد، زهدي محمد، مدخل الى تدريس مهارات اللغة العربية، ط١، دار صفاء للنشر والطباعة، ٢٠١١، ص ٣٩-٤١.


٦- ثجيل، سعد جبار، أثر استراتيجية لعبة الذاكرة في الفهم القرائي لدى طلاب الصف الثاني المتوسط في مادة المطالعة، العدد ٢٣، مجلة كلية التربية، الجامعة المستنصرية، بغداد، ٢٠١٩، ٣٦٧.


٧- عبد الحميد، عبد الحميد عبد الله، فاعلية إستراتيجيات معرفة معينة في تنمية بعض المهارات العليا للفهم في القراءة لدى طلاب الصف الأول الثانوي، مجلة القراءة والمعرفة، العدد الثاني، جامعة عين شمس، مصر، ٢٠٠٠، ص ٢٠٣.


٨- الشهراني، محمد، فاعلية برنامج قائم على استخدام نشاطات القراءة في تنمية مهارات الفهم القرائي، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة أم القرى، السعودية، ٢٠١١، ص ٣٠.


٩- عبد الحميد، هبة، أنشطة ومهارات القراءة والاستذكار في المدرستين الابتدائية والاعدادية، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، ٢٠٠٦، ص ٩٢.


١٠- الكاظمي، هيام مهدي، بناء برنامج تعليمي تعلمي وفقا لإستراتيجيات المعرفة لتعلم طالبات الصف الأول المتوسط وأثره في الفهم المرن وتحصيلهن في الرياضيات، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية ابن الهيثم، جامعة بغداد، ٢٠١٨، ص ٦٠.


١١- عبد الباري، ماهر شعبان، مرجع سابق، ص ٣٢-٣٥.


١٢- سوداني، جنان جاسم، مهارات الفهم القرائي في المرحلة الابتدائية، مجلة نسق، العدد ٢١، كلية التربية، الجامعة المستنصرية، ٢٠١٩، ص ٢٤٠.



reaction:

تعليقات