القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

بحث كامل عن التعليم المتمايز

بحث كامل عن التعليم المتمايز

أن المتعلمين يختلفون فيما بينهم ويتمايزون في كثير من الجوانب تحت عوامل كثيرة ومتعددة وهذه الجوانب هي مجموعة من الاستعدادات والميول وكذلك الاهتمامات، وفي الحقيقة يمكن أن يكون مصدر هذه الاختلافات هي المعارف السابقة، مجموعة الخصائص، والبيئة المنزلية، والميول، والمواهب والقدرات، والأساليب التي يستخدمونها للتعلم بها.

ومن هنا ونتيجة لهذه الاختلافات ظهر مفهوم جديد للتعليم والتعلم وهو التعليم المتمايز وهو الذي يطلق عليه بعض التدريسيين تسمية تنوع التدريس أو تسمية ثانية وهي التدريس المتباين. (١)


وينظر للتعليم المتمايز كفلسفة يستخدم في التدريس حيث انه يوجه لمساعدة المدرس في ترتيب المواقف التعليمية بحسب الاختلاف الموجود بين طلبته من حيث الاهتمامات وتفضيلات التعلم بما يضمن لجميع المتعلمين تحقيق الأهداف التعليمية بأكبر قدر ممكن. (٢)

التعليم المتمايز


وحظي هذا اللون من التعليم اهتمام وتطوير كبير من قبل الدكتور كارول آن توملينسون أستاذ القيادة في كلية التربية بجامعة فرجينيا بأمريكا. (٣)


نشأة التعليم المتمايز 


يعتبر التعليم المتمايز قديم في التربية والتعليم حيث أكد ذلك توملينسون، فظهر التعليم المتمايز في الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٩٩، وفي القدم وجدت المدارس المكونة من صفاً واحداً طريقتاً لكي تلبي احتياجات الطلاب المختلفة وذلك من خلال العمل على وفق قدرات مختلفة، وفي عصرنا الحديث بدأ التعليم المتمايز يأخذ شكله من خلال نمو الأبحاث في مجالات عديدة في التعليم معتمدا في ذلك أفضل الممارسات في مجال التربية وتعليم المتفوقين. (٤)


ثم بعد ذلك اشار بلاز إلى أن التعليم المتمايز كان موجود منذ (عقدين من الزمن) إلى انه لم يكن موجها للجميع بل كان مقتصرا فقط على الطلاب الموهوبين، وبدأ المعلمون أستخدام التعليم المتمايز منذ ١٠ سنوات مضت في التربية الخاصة وطلابها ذو المستوى أقل من الموهوبين، من ثم بعد ذلك استخدم مع كل الطلبة. (٥)


وذكر Tomlinson أن فكرة التعليم المتمايز بدأت بالظهور في المؤسسة التربوي في أواخر القرن الثامن عشر، ولذلك عملت بريطانيا بتطبيق فكرة التعليم المتمايز بشكل واسع في مؤسساتها التربوية. ومن ثم بعد ذلك انتقلت هذه الفكرة إلى أمريكا، حيث ظهرت مدرسة في اوائل القرن التاسع عشر اعتنت بهذا الأسلوب من التعليم. (٦)


مفهوم التعليم المتمايز 


يعرف التعليم المتمايز على أنه تعليم يسعى إلى رفع مستوى جميع الطلبة، وليس فقط الطلبة الذين تواجههم مشاكل في التحصيل الدراسي، بل هو يعتبر سياسة مدرسية تأخذ بحسبانها خبرات خصائص الطالب وخبراته السابق، وهدفها هو رفع قدرات الطالب. (٧)


والتعليم المتمايز: هو النظام التعليمي الذي يسعى تحقيق أهداف تعليمية واحدة وذلك بإجراء عمليات وأدوات مختلفة. (٨)


أهمية التعليم المتمايز 


للتعليم المتمايز أهمية كبيرة فهو يقوم على مبدأ ثابت وهو أن التعليم يجب أن يكون للجميع، والتعليم المتمايز يقوم بمراعاة انماط تعليمية مختلفة مثل بصري - سمعي - منطقي - اجتماعي حسي. والتعليم المتمايز يقوم باشباع وتنمية ميول واتجاهات الطلبة، فهو يعمل على زيادة ورفع مستوى الدافعية لديهم للتعلم. 


وكذلك للتعليم المتمايز أهمية كبيرة فهو يساعد على تنمية ابتكارات الطلاب ويكشف عن ابداعاتهم. (٩)


أهداف التعليم المتمايز 


يذكر Heacox أن للتعليم المتمايز عدة أهداف تتمثل هذه الأهداف في أن التعليم المتمايز يعمل على تطوير مجموعة مهمات تتسم بالتحدي لكل متعلم، ومن ثم أن التعليم المتمايز يهدف إلى توفير فرصة لكل متعلم للعمل واختيار طريقة تدريس مختلفة عن الآخرين، وكذلك يهدف التعليم المتمايز إلى التوافق مع معايير ومتطلبات المنهج لكل متعلم. (١٠)


الأسس النفسية للتعليم المتمايز 


الأسس النفسية للتعليم المتمايز تتمثل في أن كل طالب قادرا على عملية التعلم وهو قابل للتعلم، وكذلك تتمثل في أن كل طالب أو متعلم هو قادر على التعلم بطرق مختلفة، وكذلك تتمثل في أن التعليم يتم بصورة جيدة في حالات التحدي المناسبة. (١١)


خطوات التعليم المتمايز 


حدد زاير وآخرون مجموعة من الخطوات للتعلم المتمايز والتي يجب على المعلم استخدامها في التدريس وهي أن يقوم المعلم بتحديد قدرات كل طالب للوصول إلى إجابة لسؤالين وهما ماذا يعرف كل طالب؟ ثم ماذا يحتاج كل طالب؟، فهذه الخطوات تساعد المعلم على تحديد أهداف التدريس والنتيجة المتوقعة لهُ، والخطوة الثانية هو أن يقوم المعلم باختيار الاستراتيجية المناسبة لكل طالب أو لكل مجموعة طلاب. (١٢)


مبدأ عمل التعليم المتمايز


  1. إعطاء الطلاب منهاج ذو مغزى ومثير للتحدي لا يعني دائما إعطاء كل طالب نفس الشيء لتعلمه أو نفس العمل ليقوم به.
  2. المبالغة في التحدّي يعتبر مشكلة تعليمية تماما مثل الإقلال منه. التمايز يعني تقديم الدروس المعتدلة التي لا تكون صعبة جدا ولا سهلة جدا، بل معتدلة بمستويات متعددة، توفر طرق متنوعة من التعليم، بما في ذلك المواضيع والمصادر التعليمية والواجبات وكل هذا يعتمد يتحدد بعد دراسة الصفات الشخصية للطلاب وأنماط التعلم لديهم. (١٣)


الفرق بين التعليم التقليدي والتعليم المتمايز


هنالك مجموعة من الفروق بين التعليم المتمايز والتعليم الاعتيادي فقد ذكرت توملينسون مجموعة من الفروق بين الصف المتمايز والصف الاعتيادي ففي الصف المتمايز الفروق بين الطلاب تدرس كأساس للتخطيط، ويكون التقويم مستمر وتشخيصي، ويكون التركيز على أشكال متعددة للذكاء، ويتم تعريف التفوق بالنمو الفردي انطلاقاً من نقطة البداية، ويتم توفير خيارات تعليمية تستند إلى اهتمامات الطلاب، ويتم توفير خيارات كيفية التعلم، ويتم استخدام العديد من الترتيبات أو الأساليب التعليمية، ويتم تحديد التعليم من خلال استعداد الطلاب، اهتماماتهم، كيفية تعلمهم، ويتم استخدام المهارات الأساسية لتكوين معنى لها وفهم المفاهيم والمبادئ الأساسية هما محور تركيز التعلم، ويتم استخدام المهمات ذات الخيارات المتعددة باستمرار، ويكون استخدام الوقت بشكل مرن ويتم تقديم عدة مواد، ويتم البحث بشكل روتيني عن وجهات نظر متعددة بشأن الأفكار والأحداث، وييسر المعلم مهارات الطلاب ليصبحوا متعلمين أكثر اعتمادا على أنفسهم، يساعد الطلاب زملائهم والمعلم في حل المشكلات، ويعمل المعلم لوضع أهداف تعليمية فردية وعلى مستوى الصف كله، ويتم تقويم الطلاب الطلاب مع بطرق متعددة كل هذا بعكس الصف الاعتيادي. (١٤)


الفرق بين التعليم المتمايز وتفريد التعليم


ما الفرق بين التعليم المتمايز وتفريد التعليم؟ التعليم المتمايز وتفريد التعليم هما مصطلحان متشابهان ، ولكن يوجد بينهما فرق كبير، وهي كالآتي:


التعليم المتمايز هو أسلوب تعليمي يركز على تلبية احتياجات الطلاب المتنوعة بتخصيص بعض الدروس لتلبية احتياجات الطلاب الخاصة. يهدف إلى تحسين التعليم والتعلم للطلاب عبر تخصيص بعض الدروس والمنهج التعليمي لتلبية احتياجاتهم الخاصة.


بدلاً من ذلك، يعني تفريد التعليم تخصيص التعليم لطالب واحد أو لجماعة صغيرة من الطلاب. بينما يعتبر تفريد التعليم أسلوبًا أكثر شخصية أو أكثر تخصص لطالب واحد أو لجماعة صغيرة.


في الخلاصة، يكون التعليم المتمايز أسلوب تعليمي عام ويركز على تلبية احتياجات الطلاب المتنوعة، بينما يكون تفريد التعليم أسلوبًا أكثر شخصية ومخصص لطالب واحد أو جماعة صغيرة.

 

خاتمة عن التعليم المتمايز


وفي الختام يمكن القول إن التعليم المتمايز هو أسلوب تعليمي يركز على تلبية احتياجات الطلاب المتنوعة والتي تختلف عن الطريقة المعتادة للتعليم، حيث يعتبر التعليم المتمايز أسلوبًا فعالًا لإثراء الطلاب وتطوير مهاراتهم عبر توفير بيئة تعليمية مخصصة، وتخصيص بعض الدروس لتلبية احتياجات الطلاب الخاصة.


اقرأ أيضا: بحث عن التعلم التعاوني


قائمة المراجع:


١- معيض بن حسن بن معيض الحليسي، أثر استخدام إستراتيجية التعليم المتمايز على التحصيل الدراسي في مقرر اللغة الانجليزية لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٤٣٣، ص ٤٦.


٢- عبد الواحد محمود محمد الكنعاني، مسلم محمد جاسم النبهان، فاعلية ستراتيجيتي الدعائم التعليمية والتعليم المتمايز في اتجاهات طالب الرف الثاني المتوسط نحو مادة الفيزياء،  المجلة العراقية للبحوث الإنسانية والاجتماعية والعلمية،  العدد ١، ٢٠٢١، ص ١٧٩.


٣- معيض بن حسن بن معيض الحليسي، مرجع سابق، ص ٤٦.


٤- توملينسون، كارل، الصف المتمايز الاستجابة للاحتياجات جميع طلبة الصف، ط١، ترجمة مدارس الظهران الأهلية، دار الكتاب التربوي للنشر والتوزيع، الظهران، ٢٠٠٥، ص ٢.


٥- Blaz, D (2006): Differentiated Instruction A Guide for foreign Language Teachers, New York: Eye on Education, Inc, p 2.


٦- Tomlinson, C(2011): How to Differentiation Instruction In Mixed ability Classroom, Virgimia, SACD, p 1.


٧- عبيدات، ذوقان؛ وأبو السميد، سهيلة، استراتيجيات التدريس في القرن الحادي والعشرين دليل المعلم والمشرف التربوي، دار الفكر، عمان، ٢٠٠٧، ص ١١٧.


٨- عطية، محسن علي، الجودة الشاملة والجديد في التدريس، ط١، دار صنعاء  للنشر والتوزيع،  عمان، الأردن، ٢٠٠٩، ص ٣٢٤.


٩- معيض بن حسن بن معيض الحليسي، مرجع سابق، ص ٤٥-٥٥.


١٠- Heacox, Diane (2002): Differentiating Instruction in the Regular Classroom, how to reach and teach all learners < grades 3-12, by free spirit publishing, p30.



١١- كوثر حسين، تنوع التدريس، ط٢، مكتبة الحكمة للطباعة والنشر، بيروت، ٢٠٠٨، ص ١٨٢.


١٢- زاير، سعد علي وآخرون، الموسوعة التعليمية المعاصرة، ج١، مكتبة نور الحسن، ٢٠١٤، ص ٨٨.


١٣- خير سليمان شواهين، التعليم المتمايز وتصميم المناهج المدرسية، ط١، عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع، اربد، ٢٠١٤، ص ١١.


١٤- توملينسون، كارل، مرجع سابق، ص ١٩.



reaction:

تعليقات