القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

بحث عن إدارة الوقت مع المراجع

بحث عن إدارة الوقت مع المراجع

يعود تأريخ إدارة الوقت إلى القرن السادس مع رهبان سانت البينديكتين، الذي أكد وشجع على الأنشطة المقررة في جميع الأوقات وقدم مفهوم الكفاءة في وقت الاقتصادي الاسكتلندي آدم سميث الذي طور نظام خط التجميع  لعمال المصانع. ويعد بنيامين فرانكلين والد إدارة الوقت الحديث وأكد معظمهم على الاستخدام الفعال للوقت. (١)

كما كانت نشأة علم الإدارة حديثة نسبياً؛ فكذلك كان الاهتمام بإدارة الوقت في علم الإدارة الحديثة، حيث كانت الإشارات الأولى لإدارة الوقت من خلال أفكار وجهود (فريدريك تايلور) الذي يطلق عليه أبو الإدارة العلمية، وإن لم ينص على إدارة الوقت في البداية كهدف رئيس لمدرسته؛ لكنها كانت متواجدة في أفكار الإنتاج والإنجاز والرقابة وصولاً لأفضل مستويات الأداء وذلك تلبية لحاجات المجتمعات النامية.


كما زاد الاهتمام بإدارة الوقت بعد ذلك تبعاً للتغير الهائل في العصر الحديث، حيث لامس الوقت كل تفاصيل الحياة، ومجالات العمل والإنتاج بالذات.


وقد أوضح (سلامة) ذلك حين أشار إلى جهود تايلور في دراسة الحركة والزمن وذلك بهدف تحديد أفضل طريقة لأداء العمل، فضلاً عن إزالة أو تقليل الوقت الضائع، مع الأخذ في الاعتبار نسبة معينة من الوقت لتغطية احتمالات التوقف أو المقاطعات أو التأخير للاستراحة، كل ذلك كان بغرض زيادة الإنتاج ولذلك لم تعبر أفكاره بشكل واضح عن المفهوم الحديث لإدارة الوقت. (٢)


وقد أشارت نظريات الإدارة بعد ذلك إلى موضوعات إدارة الوقت بشكل جزئي شأنها في ذلك شأن سابقتها نظرية الإدارة العلمية، بحيث لا يمكن أن توصف تلك الإشارات بالشمولية ولا تعد بداية رئيسية لفكر إدارة الوقت المتعارف عليها حالياً في علم الإدارة الحديث، بل أن تلك الإشارات كانت تعبيرا عن وجهات النظر المختلفة مع منهج الإدارة العلمية.

بحث عن إدارة الوقت مع المراجع

وأكد (أبو شيخه) على ذلك بالنسبة لإدارة الوقت في نظرية العلاقات الإنسانية حيث كان الاهتمام بالوقت منصبا لمصلحة العامل بإعطائه فرصة للراحة وأخرى للعمل. بما ينعكس على معنوياته وبالتالي إنتاجيته، وكذلك بالنسبة لنظرية اتخاذ القرارات التي استعانت بالوقت لحل مشاكل الإنتاج والتخطيط، والنظرية البيولوجية التي اعتبرت المنظمة كائن حي يولد وينمو ويشيخ ويموت. (٣)


ومن هنا إدارة تُعرف إدارة الوقت بأنها ترشيد استخدام الوقت من خلال وضع الأهداف التي تحد من هدر الوقت، ويتم ذلك عبر ووضع الأولويات، واستخدام الأساليب المختلفة لتحقيق الأهداف المتوخاة بفعالية". (٤)


أهمية إدارة الوقت

       

إن إدارة الوقت الناجحة في الميدان التربوي وغيره عامل مهم لنجاح المؤسسة إدارة وعاملين  في تحقيق أهدافها وبالتالي تحقق أهداف المجتمع بشكل عام، أشار إلى ذلك منصور بقوله "وأصبح تنظيم وإدارة وقت العمل الرسمي يمثل أحد المداخل الفاعلة في دفع عمليات التنمية والتطوير الإداري ونجاح المؤسسات في تحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية". (٥)

     

والوقت من موارد الإدارة الهامة وهو بذلك يضفي على الإدارة أهميتها وحيويتها وتكمن أهميته كما ذكر (أبو شيخه) في أنه يؤثر في الطريقة التي تستخدم فيها الموارد الأخرى. كما انه وعاء لكل عمل أو إنتاج. (٦)

     

وأشار (القرني) إلى أن الإدارة ماهي إلا تحقيق هدف، والهدف يحتاج إلى وقت، واتخاذ القرارات يحتاج إلى توقيت، وكذلك الوظائف الإدارية الأخرى، وبذلك يكون الوقت أحد العناصر الهامة المرتبطة بكل عنصر من عناصر الإدارة. (٧)

       

ومن هنا تتضح أهمية إدارة الوقت بالنسبة للإدارة ووظائفها من تخطيط وتنظيم ورقابة الخ.

      

وبيّن (الغييثي) أن أهمية إدارة الوقت تتضح من خلال الطريقة أو الأسلوب الذي يتم به إدارة الوقت من قبل المديرين، فهو يحدد هويتهم من حيث القيم التي يؤمنون بها، واتجاهاتهم نحو العمل، وفهمهم للوقت واتجاهاتهم نحوه أمر حاسم لفعاليته في إداراتهم من حيث التأثير على العاملين والعلاقات فيما بينهم. (٨)

     

وهذا تأكيد على جانب مهم بالنسبة للمديرين  يتمثل في سماتهم الشخصية وقناعاتهم الذاتية الإيجابية؛ والتي يكون لها غالبا بالغ الأثر على العمل والعاملين داخل التنظيم أياً كان نوعه واتجاهه، وهذا يعزز أهمّية إدارة الوقت ويسهم في نجاحها.

     

كما أشار (الخضري) إلى أن أهمية إدارة الوقت تتضح من خلال الإدارة السليمة والفعاّلة للموارد والكوادر البشرية؛ بحيث تعطي بعدا ارتقائيا للعمل والعاملين، إضافة إلى الإشباع والإمتاع والفاعلّية وصولا لأكبر الإنجازات. (٩)


أهداف إدارة الوقت

      

من المتفق عليه أن لكل عمل ثمرة ونتيجة يسعى الفرد أو التنظيم أو المجتمع لتحقيقها وفق ماهو مخطط له، ومن ثم فالجميع يبذل كل مالديه من طاقة وجهد وإمكانات في سبيل الوصول إلى  ما يريده بأقل جهد وفي أسرع وقت. وأهداف إدارة الوقت لها مردود ايجابي على الجميع بشكل عام. وكون الفرد جزء من التنظيم والمجتمع فإن نجاحه في تحقيق أهداف إدارة الوقت له مردود ايجابي ينعكس عليه أولاً ثم ينعكس على التنظيم والمجتمع الذي ينتمي إليه. ومن تلك الأهداف ما ذكره (ماكينزي) وحدده في أربعة مجالات هي:


  1. الإجهاد، حيث تسهم إدارة الوقت في منع الكثير من الإجهاد.
  2. التوازن، حيث تساهم العادات الجيدة في إدارة الوقت في وصولنا إلى حياة أكثر توازنا، وتوفر الوقت المناسب للعمل والعائلة والذات.
  3. الإنتاجية، حيث أن الوقت في دنيا الأعمال يساوي الإنتاجية، وإذا كنت أكثر فاعلية مع أوقاتك فإنك تستطيع زيادة إنتاجك.
  4. الأهداف، لكي تحرز تمتعا تجاه تحقيق أهدافك الشخصية والمهنية، فإنك تكون بحاجة إلى وقت يتيح لك ذلك، ذلك أن شيئا لن يتحقق ما لم يتوفر الوقت لإنجازه. (١٠)


مبادئ إدارة الوقت


وضع علماء الإدارة مجموعة من المبادئ التي تحكم عملية إدارة الوقت سواء للأفراد أو للمنظمات، وقد ذكر (حمود) (والجرجاوي ونشوان) أهم هذه المبادئ فيما يلي (١١)(١٢):


المبادئ المتعلقة بالتخطيط، وتشمل:


  1. مبدأ تحديد الأهداف.
  2. مبدأ تحليل الوقت ويتضمن ذلك قيام القائد بعمل تحليل للوقت على شكل جدول لجميع نشاطاته والعمليات التي يقوم بها مع تسجيل الوقت المستهلك في كل عملية.
  3. مبدأ التخطيط اليومي ويتضمن ذلك إعداد خطة يومية تشمل قائمة الأعمال مع وجود جدول زمني لإنجازها وترتيبها حسب الأولويات عند القيام بهذه الأعمال.
  4. مبدأ تخصيص الوقت حسب الأولوية، أو تحديد الأولويات والالتزام بها: أي تخصيص الوقت المتوافر في اليوم لإنجاز تلك الأعمال التي تعتبر ذات أولوية عالية.
  5. مبدأ المرونة حيث لابد أن تتسم الخطة اليومية بالمرونة في تنفيذ الأولويات حسب أهميتها.
  6. مبدأ التوازن والتناسق.


المبادئ المتعلقة بالتنظيم: وتشمل:


  1. مبدأ التفويض حيث يقوم القائد أو المسئول أو أي فرد، كرب الأسرة، أو الطالب، باختيار المهام التي يمكن تقويضها للآخرين من أجل توفير أكبر قدر من الوقت والجهد.
  2. مبدأ تقسيم النشاط: ويتطلب ذلك المبدأ تجميع الأصال المتشابهة والتي تتطلب موارد متشابهة لإنجازها من أجل توفير أقصى وقت ممكن. 
  3. مبدأ التحكم في المعوقات ويترتب على هذا المبدأ ومبدأ تقسيم العمل فوائد واضحة منها تقسيم الأنشطة حتى لا يحدث تقاطعات أو تداخلات في الأنشطة من أجل تحسين فعالية استخدام الوقت.
  4. مبدأ الإقلال من الأعمال الروتينية: حيث تشكل كثرة الأعمال الروتينية المزيد من الهدر في الوقت على كافة المستويات.


المبادئ المتعلقة بالرقابة، وتشمل:


  1. مبدأ تنفيذ الخطة والمتابعة تحدث عملية الرقابة والتنفيذ بعد عمليات التخطيط والتنظيم من أجل تعديل الخطة والأداء بما يتلاءم والأهداف والظروف المحيطة.
  2. مبدأ إعادة التحليل: ويتطلب ذلك إعادة تقييم عمليات تحليل الوقت كل مدة مناسبة من الزمن لتفادي استخدام السلوكيات السلبية في إدارة الوقت.


دوافع دراسة إدارة الوقت


تسعى جميع المنظمات إلى الاستفادة القصوى من جميع مواردها لتحقيق أهدافها والاستثمار الأمثل لهذه الموارد المتاحة، والوقت من أهم موارد المنظمات وتأتي أهميته لندرته، فالوقت إذا مر لن يرجع مرة أخرى مما يسبب خسارة لا يمكن تعويضها وهذا ما دفع الباحثين لدراسته وهناك الكثير من الدوافع لدراسة إدارة الوقت، حيث ذكر (المهدي) بأن الاهتمام بدراسة إدارة الوقت، يرجع إلى:


  1.  إن الوقت مورد نادر وينبغي أن يستغل بكفاءة وفعالية. 
  2. الوقت له قيمة عالية، لأنه يمثل العنصر الحاكم في كيفية استخدامنا لمواردنا الأخرى.
  3. إن الوقت يستخدم للتنبؤ بالمستوى الذي سيكون عليه النشاط في المستقبل. (١٣)


وذكر (السفياني) إن من دوافع دراسة إدارة الوقت: 


  1. التكاليف: يعتقد الكثير من المديرين أن الوقت تكاليفه كبيرة لكنها غير محسوسة وغير مباشرة، فتكلفة الفرد على أساس ساعات العمل للفرد الواحد، والتي تقاس بمقارنة إنتاجية ذلك العامل بغيره من العاملين في نفس الظروف ومعرفة مدى استغلاله لوقته. 
  2. تحديد كم ونوع الإنتاج: تتأثر المنتجات أو الخدمات التي يؤديها العامل في المنظمة بعامل الوقت، في الكم المنتج ومدى استغلال جميع أجزاء الوقت ويؤثر الوقت أيضا في درجة الرضا الوظيفي للعاملين ونوعية الخدمات. (١٤)


قائمة المراجع:


١- Brunicardi FC, Hobson FL, (1996), Time management: a review for physicians. J Natl Med Assoc, 88:581-587.


٢- سلامة، سهيل فهد، إدارة الوقت منهج متطور للنجاح، المنظمة العربية للعلوم الإدارية، عمان، الأردن، ١٩٨٨، ص ١٩.


٣- أبو شيخة، نادر أحمد، إدارة الوقت، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، الأردن، ١٩٩١، ص ٣٤.


٤- Haastrup, E., Kolawole, T., & Adenike, O. (2013). Time Management Skills and Administrative Effectiveness of Principals in Nigerian Secondary Schools. Journal of Educational and Developmental Psychology, 3 (1): 111-156, p 114.   


٥- منصور، فاروق حلمي، الأجازة الأسبوعية وتنظيم إدارة الوقت في وحدات الجهاز الإداري، مجلة الإدارة، العدد الثاني، القاهرة، ١٩٩٣، ص ٩٠.


٦- أبو شيخة، نادر أحمد، إدارة الوقت، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، الأردن، ١٩٩١، ص ٣٩.


٧- القرني، علي سعيد، إدارة الوقت: دراسة ميدانية عن مدى استغلال المدير السعودي للوقت في الأجهزة الحكومية بمدينة الرياض، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الملك سعود، الرياض، ١٤١٧، ص ٢٤.


٨- الغييثي، فهد محمد، اساليب ادارة الوقت وممارسته التربوية من وجهة نظر مديري الإدارات الأمنية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى، كلية التربية، مكة المكرمة، ١٤٢١، ص ١٨.


٩- الخضري، محسن أحمد، الإدارة الثقافية للوقت،  أتيراك للنشر والتوزيع، القاهرة، ٢٠٠٠، ص ٢٠-٢٣.


١٠- ماكينزي، اليك (دون تاريخ نشر) مصيدة الوقت، ط٣، مكتبة جرير، الرياض، ص ٢٢.


١١- حمود، عبد الناصر محمد، دليل المدير العربي لإدارة الوقت، المنظمة العربية للتنمية الإدارية، القاهرة، ٢٠٠٣، ص ٢١.


١٢- الجرجاوي، زياد ونشوان، جميل، عوامل هدر الوقت المدرسي بمدارس وكالة الغوث الدولية بغزة، المؤتمر الدولي الأول "التربية في فلسطين وتغيرات العصر"، الجامعة الإسلامية، بغزة، ٢٠٠٤، ص ٨٧٢.


١٣- المهدي، سوزان، إدارة الوقت مدخل لفاعلية أداء مدير المدرسة في مصر، دراسة تحليلية، مجلة كلية التربية، جامعة عين شمس، العدد ٢١، الجزء الثاني، مصر، ١٩٩٧، ص ٤٧.


١٤- السفياني، عيضة عبد المعطي، ملامح من إدارة الوقت في القرآن الكريم وتطبيقها في الإدارة التربوية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، ١٤٢٢، ص ٢٣.



reaction:

تعليقات