التفكير البصري، نشأته، أهميته، خصائصه، مهاراته
نشأة التفكير البصري: نشأ التفكير البصري بنشأة الإنسان، وهذا يتجلى في آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية الشريفة حيث دعا الله الإنسان إلى النظر والتأمل في نفسه وفيما حوله، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَرَ وَالأفئدة قليلا ما تَشْكُرُونَ (۷۸)) (سورة المؤمنين). وقال تعالى: (إن فِي خَلْقِ السَّمَوتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَفِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ لأيت لأوْلِي الألْبَب (۱۹۰) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَطِلًا سُبْحَنَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (۱۹۱)) (سورة آل عمران)
استخدم المعلمون الوسائل البصرية في تعليم المتعلم منذ القدم فهذا معلم الأمة الأول محمد رسول الله - طلب من الصحابة رضي الله عنهم الانتباه لتطبيقه العملي في أداء شعائر الصلاة قال مالك بن الحويرث أتينا النبي ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أنا اشتقنا أهلنا وسألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رفيقا رحيما، فقال: ( ارْجِعُوا إلى أهْلِيكُمْ فأقِيمُوا فيهم وعَلِمُوهُمْ ومُرُوهُمْ - َوذَكَرَ أشياءَ أَحْفَظها أولا أحْفَظُها - وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فإذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ، وَلْيَؤْمَكُمْ أَكْبَرُكُمْ) (صحيح البخاري: ٥٥٧٨).
وفي هذا دلالة على وجود التفكير البصري منذ الأزل، وعلى أن التعليم البصري يعد من أفضل طرق التعليم لما له من أثر بالغ في ترسيخ الصور في ذهن المتعلم وسهولة فهم المعلومات واستذكارها وتوظيفها في الحياة هذه الأهمية أنت متزامنة مع إدراكنا لقيمة التلفزيونات في التأثير على السلوكيات وزيادة استخدام الصور والرسم في الكتب والمجلات والدوريات. (١)
أهمية استخدام التفكير البصري
استخدام التفكير البصري في التدريس له أهمية كبيرة إذ أنه يساعد الطلاب على التعلم بشكل أفضل من خلال ما يأتي:
- تنظيم المعلومات وكتابة الموضوعات بصورة منظمة تسهم في صنع المعنى.
- بناء نوع من القراءة يقوم على إقامة جسر بين المعرفة السابقة والمعلومات الجديدة.
- فهم المثيرات البصرية المحيطة بالطالب التي تزداد يومًا بعد يوم نتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي، مثل ما يظهر على شاشات الكمبيوتر والتلفزيون ومن ثَمَّ تزداد صلته بالبيئة المحيطة به.
- زيادة القدرة العقلية للطالب إذ أن التفكير البصري مصدر جيد يفتح الطريق لممارسة الأنواع المختلفة من التفكير مثل التفكير الناقد والتفكير الابتكاري.
- اكتساب مهارات التفكير مثل المقارنة، التحليل، الاستنتاج.
- تحسين التواصل بين المدرس والطالب واجتياز الامتحانات بنجاح.
- زيادة قدرة الطلاب على تذكر الموضوعات بدقة من خلال تذكر مواضعها التي يحتفظون بها في عقولهم وهوما يسهم في الاحتفاظ بها لأوقات طويلة. (٢)
خصائص التفكير البصري
يعتمد التفكير البصري على المعينات البصرية في عملية التفكير، حيث حددت بعض خصائص الطرائق الحديثة في التفكير البصري، وهي كالآتي:
- أسس بناء الموضوعات: تمثل أسس بناء الموضوعات المراحل العلمية أو العمليات المشتقة منها، حيث تسهم هذه الأسس في إيجاد العلاقات بينها مما يمكن فهمها.
- القابلية للتغير تمثل البيانات التي تُكتب على الرسوم أو التي يمكن تلوينها أو وضعها في أشكال أو فئات لتمثيل الأفكار البصرية المتنوعة، كما يمكن إعادة تشكيل الأشكال حسب الموقف التعليمي.
- القابلية للمعالجة (التناول): يمكن أن تكون الأشكال قابلة للتغير، كما يسهم التفكير البصري في إيجاد العلاقات بين الأشياء.
- سهولة الاستخدام: يساعد التفكير البصري على تصنيف الأشياء وسهولة استخدامها، كما يعتمد التفكير البصري على تنوع التقنيات والصور في تمثيل الأفكار باستخدام الكلمات والرموز وتبادل المعلومات بطريقة سريعة ومؤثرة. (٣)
مهارات التفكير البصري
ويقوم التفكير البصري على مجموعة من المهارات، وهي كالآتي:
- مهارة تحليل المعلومات: ويقصد بها تركيز المتعلم على التفاصيل الدقيقة واهتمامه بالبيانات الجزئية والكلية. بمعنى تجزئة الرسم إلى مكوناته الأساسية.
- مهارة تفسير المعلومات تعني قدرة المتعلم على تفسير كل جزئية من جزئيات الشكل البصري المعروض حيث إن الشكل البصري يحتوي على رموز وإشارات توضح المعلومات المرسومة وتفسيرها.
- مهارة إدراك العلاقات وتعني قدرة المتعلم على ربط أو إيجاد العلاقات وتنظيم الأجزاء والعناصر المعرفية على الشكل لتكوين كل جديد له معنى أو تكوين شيء جديد من عناصر معينة على الشكل أمامه، بمعنى القدرة إلى تعرف وضع الأشياء في الفراغ، واختلاف موقعها باختلاف موقع الشخص المشاهد لها، وكذلك دراسة الأشكال ثنائية أو ثلاثية الأبعاد.
- النظرة الكلية الشمولية تعني استخلاص المعاني من الشكل بصورة كلية شمولية متكاملة. بمعنى التوصل إلى مفاهيم ومبادئ علمية من خلال الشكل المعروض مع مراعاة تضمنها للخطوات السابقة. (٤)
قائمة المراجع:
١- نهى بنت محمد بن حامد القرشي، فاعلية استخدام متحف افتراضي مقترح للمقرر التربية الفنية في تنمية مهارات التفكير البصري لدى طالبات الصف الثالث المتوسط بمدينة الطائف، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ٢٠٢٠، ص ٤٠.
٢- قاسم طالب شمران الخزاعي، أثر التدريس بإستراتيجية المتشابهات على مهارات التفكير البصري والتحصيل في مبادئ الأحياء لدى طلاب الصف الأول المتوسط، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة القادسية، العراق، ٢٠١٢، ص ٢٩.
نقلا عن:
- قرني، زبيدة محمد، اتجاهات حديثة للبحث في تدريس العلوم والتربية العلمية (قضايا بحثية ورؤى مستقبلية)، ط١، المكتبة المصرية للنشر، مصر، ٢٠١١، ص ١٤-١٥.
٣- احلام خالد عبد العزيز العصيمي، فاعلية استخدام شبكات التفكير البصري في تنمية مهارات التواصل الرياضي لدى تلميذات الصف السادس الابتدائي بمدينة مكة المكرمة، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٤٣٤، ص ١٥.
نقلا عن:
- إبراهيم، عبد الله علي محمد، فاعلية استخدام شبكات التفكير البصري في العلوم لتنمية مستويات "جانييه" المعرفية ومهارات التفكير البصري لدى طلاب المرحلة المتوسطة، المؤتمر العلمي العاشر - التربية العلمية - تحديات الحاضر ورؤى المستقبل، مج١، مصر، ٣٥-٧٣.
٤- بدرية سعد محمد القحطاني، أثر استخدام المدخل المنظومي في تدريس الأحياء على تنمية الاستيعاب المفاهيمي ومهارات التفكير البصري لدى طالبات الصف الثاني الثانوية بمدينة أبها، أطروحة دكتوراه، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ٢٠١٥، ص ٤٨.
نقلا عن:
- إبراهيم، عبد الله علي محمد، فاعلية استخدام شبكات التفكير البصري في العلوم لتنمية مستويات "جانييه" المعرفية ومهارات التفكير البصري لدى طلاب المرحلة المتوسطة، المؤتمر العلمي العاشر - التربية العلمية - تحديات الحاضر ورؤى المستقبل، مج١، مصر، ص ٣٤.
تعليقات
إرسال تعليق