القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

التفكير الإبداعي، مفهومه، أهميته، خصائصه، مراحله

التفكير الإبداعي، مفهومه، أهميته، خصائصه، مراحله

يعرف تورانس التفكير الإبداعي بأنه: عملية إدراك الثغرات المفقودة، وفرض الفروض المتعلقة بها واختبار ،صحتها والتعبير عن النتائج، وإعادة اختبار الفروض وتعديلها. ويرى تورانس أن الإبداع يتألف من مجموعة من القدرات والمهارات والمثيرات، وأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتعامل مع المشكلات، ولا يمكن حدوثـــه دون إدراك أو وعي بمشكلة ما. (١)

ويعرفه سميث بأنه القدرة على تشرب ثقافات الآخرين، والخروج بإنتاج جديد وليس بالضرورة أن يكون الإنتاج جديداً على العالم كله، بل يكفي أن يكون جديداً على مجتمع الفرد. (٢)

التفكير الإبداعي

كما يعرفه فيرنون بأنه قدرة الفرد على إنتاج أفكار أصيلة أو جديدة، والقدرة على إعادة التنظيم وإصدار إبداعات أو منجزات فنية أصيلة يقبلها الخبراء؛ لأنها ذات قيمة علمية أو فنية أو اجتماعية أو تكنولوجية. (٣)


علاقة التفكير الإبداعي ببقية أنواع التفكير


يذهب عبد الغفار إلى أن الذي يميز العملية الإبداعية عن عملية حل المشكلة هو نوع المشكلة، فأينما وجدت مشكلة جديدة فسيكون هناك سلوكا جديدا يتضمن درجة من الإبداعية بهدف حل هذه المشكلة. (٤)


وأورد عيسى أن البعض يرى أن الإبداع وحل المشكلات يشكلان في الأساس الظاهرة نفسها، حيث يعرف فوكس (Fox) الإبداع بأنه القدرة على حل المشكلات، وترى آن رو (Ann Row) أن العملية الإبداعية لا تختلف عن حل المشكلات إلا في عدد خطوات التنفيذ، حيث يكون الهدف واضحا في المشكلة، أما في العملية الإبداعية فليس هناك هدف واضح. (٥)


ويرى الحارثي أن حل المشكلات يتطلب في الغالب جميع أنواع التفكير وخاصة التفكير الإبداعي والتفكير الناقد، ولذا ينظر بعض التربويون لحل المشكلات بأنه ميدان عملي لتطبيق كلا النوعين من التفكير. (٦)


وتؤكد تلك الآراء أن حل المشكلات لا يخلو من عناصر إبداعية، وأن هذه العناصر تتفاوت بتفاوت جدة المشكلة، وجدة الحل، وما يحدثه من تغيير، فالنتاج الإبداعي له مواصفات قد لا تتوفر بالضرورة في حل المشكلات. 


ويُعرف حبيب التفكير الإبداعي بأنه التفكير الذي يتصف بإنتاج الأفكار والحلول الجديدة والمتنوعة والأصيلة، بينما يعرف التفكير الناقد بأنه التفكير الذي يستخدم مهارات وعمليات التفكير المنطقي واستخلاص النتائج والتفسيرات في معاني خاصة. (٧)


كما أشار جروان إلى إن التفكير الناقد محكوم بضوابط المنطق ويمكن التنبؤ بنتائجه، فهو تفكير تقاربي، ويعمل وفق مبادئ وقواعد ثابتة ولا يمكن تغيرها، أما التفكير الإبداعي فهو تفكير تباعدي ولا يلتزم بالقواعد المنطقية، ولا يمكن التنبؤ بنتائجه. (٨)


وبناء على ما سبق فإن الإبداع يعمل على الوصول إلى حلول جديدة ومتنوعة للمشكلة والتفكير الناقد يعمل على المقارنة بين هذه الحلول واختيار الأفضل منها. إذا فالمبدع يستخدم التفكير الناقد في حل المشكلات مما يشير إلى أن التفكير الإبداعي غير منفصل عن التفكير الناقد.


ویری رشوان أن الإبداع والاستدلال هما متمازجان ومتشابهان من ناحية إدراك العلاقات، إلا أن الإستدلال يكشف عن علاقات خافية لكنها موجودة من قبل، بينما في الإبداع ينتج علاقات جديدة لم تكن معروفة من قبل. فالاستدلال يرادف الكشف وهو صورة من صور الإبداع. (٩)


أهمية التفكير الإبداعي


لم تكن أهمية التفكير الإبداعي وليدة الدراسات التربوية الحديثة، أنه موضوع اهتم به القدماء والمحدثون ولكن الأكثر حداثة فيه هو إعطاؤه اهتماماً أكبر والعمل على تنميته لدى الطلبة منذ الصغر ثم المباشرة برعاية المبدعين والمبتكرين وتوفير السبل لإنضاج قدراتهم الإبداعية، بدلاً من إهمالهم واندثار مواهبهم وإبداعاتهم.


وعلى الرغم من أهمية التفكير الإبداعي لجميع المنظمات بشكل عام، إلا إن نسبة الأهمية تتباين بين منظمة وأخرى وبحسب مستوى التغيرات التقانية فيها.


كما يرجع الاهتمام بدراسة التفكير الإبداعي بالدرجة الأولى إلى تعقد المجتمع المعاصر الذي يتطلب تفكيراً إبداعياً. وضرورة تمييز أولئك الذين تكمن فيهم القدرة من الجنسين، وعلى توظيف التفكير الإبداعي والوصول إلى اختراعات نافعة للمجتمع، وقد ترتب على ذلك أن نبه علماء الإدارة والعلوم النفسية والتربوية إلى أهمية هذه الظاهرة ودراستها، لذلك لم يقتصر الاهتمام على المستوى النظري والمنهجي فحسب، وإنما امتد ليشمل المستوى التطبيقي العلمي.


ولأهميته في العملية التعليمية فقد تناولته دراسات عديدة منه دراسة (بياجيه) والتي تشير إلى أهميته في تخريج أجيال قادرين على إنتاج أشياء جديدة وليس إعادة عمل ما أنتجته الأجيال السابقة، وذلك بإعطاء أهمية أكبر للتفكير والتأمل والتحليل والمبادرة عند المتعلمين. وعدم قمعها أو رفضها أو الاستهانة بها، إذ إن الهدف الأساسي للتربية والتعليم ينبغي أن يتيح الفرصة للطلبة ليستمروا في تعلمهم وتمكينهم من التفكير الإبداعي.


وبهذا يتميز التفكير الإبداعي بأنه التفكير في نسق مفتوح غير مقيد بروتين أو بطريقة محددة استجابة لمشكلة أو موقف مثير، ويتميز الإنتاج فيه بخصائص فريدة، فالتغير هو أسلوبه وهدفه، فهو مفيد في توليد الأفكار الجديدة، وفي عصرنا الحالي أصبحت الحاجة ملحة لمزيد من الباحثين، والعلماء، والتقنيين، والمبدعين أمر يتعاظم يوم بعد آخر، والقطاع العام والخاص بحاجة للمخترعين، والمهندسين، والمبدعين ذوي الخبرة الإدارية المبدعة، ومما يتطلب تطوير التعليم بالشكل الذي يشجع على النبوغ والإبداع وتشجيع التفكير العلمي والقضاء على أسلوب الحفظ والتكرار، مما يساعد الطالب على استخدام عقله وتفكيره.


وإن أهميته تتبلور في منح الإحساس بالمشكلات في النفس وتقدير الذات، ومنح القدرة الجيدة على التوظيف الكامل للمواهب الشخصية، وتنمية الدوافع الذاتية على بذل المزيد من الجهد الذهني والبدني لتقديم أفكار إبداعية، وكسب احترام وتقدير الآخرين. وإن اهتمام المنظمة بالأفكار المبدعة ونقلها إلى حيز التنفيذ سيقود إلى مناخ إبداعي تعيش المنظمة في ظله ومن ثم تصبح مسألة التغيير والتجديد، أمام العاملين مسألة طبيعية، وبذلك تضمن المنظمة ضعف مقاومة التغيير الذي ستقوم به مستقبلاً.


وعلى الرغم من أهمية التفكير الإبداعي على المستوى الفردي والمنظمي، لا يعني ذلك أن تقوم المنظمة بقبول أي فكرة إبداعية ناشئة، وإنما يجب على المنظمة أن تقبل الأفكار الإبداعية التي تؤدي إلى تحقيق ما يقود إلى التميز. ويتضح من خلال توجه المنظمات إلى قبول الأفكار الإبداعية الجيدة التي تقود إلى الحصول على المنفعة ولجميع الجهات المستفيدة منها، وأن تأخذ بنظر الاعتبار ما قد تسببه بعض الأفكار من توليد للانعكاسات والآثار السلبية على المنظمة ومن ثم تنعكس هذه الآثار على المجتمع. (١٠)


خصائص التفكير الإبداعي


يتميز التفكير الإبداعي بمجموعة من الخصائص المهمة والمهارات الفريدة والتي تجعله يتسم بجدة مبتكرة وهي ما تعرف بـ "الأصالة"، أو بتنوع غني للأفكار والتي تعرف بـ "المرونة"، أو تعدد شامل للأفكار المتصلة بالموقف تعرف بـ "الطلاقة".


يتميز التفكير الابداعي عن غيره من انواع التفكير الاخرى بالعديد من الخصائص ومنها حسب:


  1. أنه عملية يقوم بها الافراد وتقود في مجملها إلى إنتاج شيء جديد ومختلف.
  2. عملية عقلية تسعى دائما لمصلحة الفرد بالاضافة الى مصلحة المجتمع بأكمله.
  3. عملية يتم من خلالها الحصول على نتائج متميزة كما أنها تساعد في تقديم حلولاً ذات صيغة مبتكرة وغير مألوفة للمشاكل.
  4. عملية يتم من خلالها رؤية الكثير من المشكلات مما يساهم في الوصول إلى تفسيرات منطقية وكذلك حلول لهذه المشكلات.
  5. التفكير الإبداعي عملية تتصف بانها غير تقليدية.
  6. الإبداع موجود لدى كل فرد، فهو ليس حكرا على أفراد معينين، ولكنه بالتدريب والممارسة والصقل يمكن أن يصل ذروته عند بعض الأفراد ،بينما ذلك لا يتم عند أفراد آخرون.
  7. يمكن تنمية الإبداع بواسطة الأسرة أو كل من له علاقة بعملية التربية والتنشئة. (١١)


مراحل التفكير الإبداعي


يرى الباحثون أن التفكير الإبداعي يتم خلال اربعة مراحل متتالية هي:


  1. مرحلة الإعداد: وهي الأساس الذي ينشأ فيه الموضوع الذي يبدع فيه الفرد وهي مرحلة الإعداد والمعرفي والثقافي والتفاعل معه.
  2. مرحلة الاحتضان وهي حالة من الخوف والترقب والقلق اللاشعوري، ومرحلة التردد في القيام بالعمل والبحث عن حلول للمشكلات، وتعد أصعب مراحل التفكير الإبداعي.
  3. مرحلة الإشراق: وفيها تنطلق شرارة الإبداع والخروج من حالة القلق والتردد إلى حالة اكتشاف الحل.
  4. مرحلة التحقق وهي مرحلة الوصول على النتائج المفيدة والمرضية وحصول المنتج الإبداعي على رضا المجتمع نظراً لأصالته وندرته وفائدته للمجتمع. (١٢)


اقرأ أيضا: ما هو التفكير 


قائمة المراجع:


١- احلام بنت عبد العزيز بن عبد الله العيد، تقويم مستوى التفكير الإبداعي في الرياضيات لدى تلميذات الصف الثالث متوسط، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المملكة العربية السعودية، ٢٠١٠، ص ١١.


٢- المرجع السابق، ص ١١.


٣- المرجع السابق، ص ١٢.


٤- عبد الغفار، عبد السلام، التفوق العقلي والابتكار، دار النهضة العربية، القاهرة، ١٩٧٧، ص ٦٥.


٥- عيسى، حسن احمد، سيكولوجية الإبداع بين النظرية والتطبيق، المركز الثقافي في الشرق الأوسط، القاهرة، ١٩٩٣، ص ٢٥٠.


٦- الحارثي، إبراهيم أحمد مسلم، تعليم التفكير، مدارس الرواد، الرياض، ١٩٩٩، ص ١٥٢.


٧- حبيب، مجدي عبد الكريم، التفكير الأسس النظرية والاستراتيجيات، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ١٩٩٦، ص ٤٣.


٨- جروان، فتحي عبدالرحمن، تعلم التفكير مفاهيم وتطبيقات، دار الكتاب الجامعي، عمان، ١٩٩٩، ص ٨٢.


٩- رشوان، حسن عبد الحميد، الأسس النفسية والاجتماعية للابتكار دراسة في علم الاجتماع النفسي، المكتبة الجامعي الحديث، الإسكندرية، ٢٠٠٠، ص ١١٤.


١٠- مهند حمدان جميل القيسي، دور بعض مكونات التفكير الإبداعي في الأداء المتميز دراسة مقارنة لآراء عينة من التدريسيين في ثانويات مختارة في المديرية العامة لتربية محافظة نينوى، دبلوم عالي، كلية الادارة والاقتصاد، جامعة الموصل، ٢٠١٠، ص ٥-٦.


١١- سالم بن سعيد بن عبد الله الحوسني، التفكير الإبداعي والاتجاه نحو التعليم الإلكتروني لدى الطلبة المتفوقين في مدارس التعليم ما بعد الأساسي بمحافظة شمال الباطنة، رسالة ماجستير، كلية العلوم والآداب، جامعة نزوى، ٢٠١٧، ص ١٧-١٨.


١٢- حسن عطا مدالله الدحالين البلوي، التفكير الإبداعي والسلوك الايثاري لدى طلبة الصف الأول الثانوي في مدارس مديرية مادبا وعلاقتها بالجنس والتخصص والتحصيل الدراسي، رسالة ماجستير، كلية الدراسات العليا، جامعة البلقاء التطبيقية، ٢٠١٠، ص ١٧-١٨.


reaction:

تعليقات