إدارة الأرباح، المفهوم، الأهمية، الدوافع، الأنواع

إدارة الأرباح، المفهوم، الأهمية، الدوافع، الأنواع

تعرف إدارة الأرباح بأنها: "استخدام المديرون للحكم في التقارير المالية وفي هيكلة المعاملات لتغيير التقارير المالية إما لتضليل بعض أصحاب المصلحة بشأن الأداء الاقتصادي الأساسي للشركة أو للتأثير على النتائج التعاقدية التي تعتمد على أرقام المحاسبة المفصح عنها".

وتعرف كذلك على أنها: "تغيير متعمد للأرباح المحاسبية من أجل تلبية دافع معيّن معنى ذلك أن الإدارة تدير الأرباح بشكل مصطنع لأغراض أخرى غير تلك المتعلقة بالتعبير عن الواقع الحقيقي للشركة".


وتم تعريفها بأنها: "تدخل متعمد من قبل الإدارة في عملية إعداد التقارير المالية لإخفاء معلومات أو تعديلها للتأثير على رقم صافي الربح المعلن عنه ليلائم تفضيلات الإدارة وتتم إدارة الأرباح إما من خلال استخدام المرونة التي تتيحها المبادئ المحاسبية المقبولة قبولا عاما أو من خلال إجراءات أنشطة حقيقية تؤثر على الأنشطة الاقتصادية للشركة".

إدارة الأرباح


كذلك إدارة الأرباح هي: "شكل من أشكال الإفصاح الإداري التي تؤثر على عملية إعداد التقارير المالية من أجل الحصول على بعض المكاسب الخاصة". (١)


أهمية إدارة الأرباح


وتظهر أهمية إدارة الأرباح في قدرتها على إستمرار التدفقات النقدية أكثر من إستمرارية المستحقات، حيث إزاد إهتمام المستثمرين بإدارة الأرباح، خاصة بعد إعلان العديد من الشركات العالمية للمكاسب غير الدائمة وذلك كجزء من تقاريرها ربع السنوية، وتستمد إدارة الأرباح أهميتها من الأرباح ذاتها حيث تعد من المدخلات المهمة في عملية إتخاذ القرارات الإستثمارية والمالية، بالإضافة إلى أن إدارة الأرباح يساعد في تقييم الأداء وذلك من قبل مجموعة كبيرة من المستخدين ولتقييم الوضع المالي للشركة، كما تستخدم كمؤشر لتوزيعات الأرباح من قبل الإدارة. (٢)


دوافع إدارة الأرباح


أشار العديد من الباحثين إلى دوافع إدارة الأرباح، فعندما تمارس الإدارة إدارة الأرباح فإنها تفعل ذلك لأسباب عديدة.


استطاع Matis et al جمع العديد من الدوافع لإدارة الأرباح وهي كالاتي:


  1. تقليل التقلبات عن طريق زيادة الدخل أو خفضه.
  2. تجنب الخسائر.
  3. تحسين ظروف الشركة لعقد صفقات مع الأطراف الأخرى.
  4. تقليل التكاليف السياسية.
  5. خفض الضرائب.
  6. تقليل المخاطر لجذب المقرضين.
  7. تحسين العلاقة بين الشركة والمستثمرين لأن زيادة الثقة تجاه الشركة من خلال الأرباح المستقرة. (٣)


أساليب وطرق إدارة الأرباح


يمكن للإدارة الحد من تقلبات الأرباح باستعمال العديد من الأساليب والطرق التي تتيح لها إدارة الأرباح، ونذكر مجموعة من هذه الأساليب:


  1. السياسات المحاسبية: تعدد الطرق والبدائل المحاسبية يمكن الإدارة من التغيير بين العديد من السياسات المحاسبية والاعتماد على التقديرات المحاسبية والحكم الشخصي لمعالجة بعض عناصر القوائم المالية مما يتيح المجال لإمكانية التأثير على الأرباح المعلنة. مثل طرق الاهتلاك، طرق تقييم المخزون والطرق المتعلقة بالعقود طويلة الأجل. إضافة إلى ذلك توجد خيارات أخرى للتقييم مثل تقييم ومحاسبة العقارات الموظفة بطريقة القيمة العادلة عند إقفال الدورة، كذلك درجة تقدير مؤونات التكاليف والأخطار.
  2. التوقيت: التلاعب في التوقيت لإثبات الأرباح المتعلقة ببيع الأصول مثل الأوراق المالية والأصول الثابتة وبالتالي يؤدي إلى تضخيم الأرباح.
  3. تكوين المخصصات والاحتياطات أو مؤونات مبالغ فيها: ويعتبر هذا المبدأ من المبادئ المحاسبية التي تفتح مجالا واسعا لممارسات إدارة الأرباح المحاسبية نظرا لاعتمادها بدرجة كبيرة على التقدير الشخصي من خلال خلق احتياطات أو مخصصات أكثر مما يجب، أو تلجأ الإدارة إلى التخفيض المتعمد للأصول والإيرادات، أو تضخيم للخصوم والمصاريف، وهذا قد يؤثر على الديون والنتائج مستقبلا. (٤)


أنواع إدارة الأرباح


تهدف إدارة الأرباح إلى التأثير على الأرقام المحاسبية من خلال استغلال مرونة السياسات المحاسبية، وممارسة التقديرات المحاسبية، حيث تقسم إدارة الأرباح إلى نوعين هما:


  1. إدارة الأرباح الجيدة: وهي إدارة الأرباح التشغيلية، وتحدث عند اتخاذ الإدارة قرارات اختيارية للمحافظة على أداء مالي مستقر.
  2. إدارة الأرباح السيئة: وتهدف هذه الممارسة إلى إخفاء الربح التشغيلي الحقيقي من خلال وضع بعض القيود الاصطناعية، أو استخدام تقديرات غير منطقية. (٥)


أخلاقيات إدارة الأرباح


يمتلك المديرون صلاحيات كبيرة، ومطلقة في إدارة الشركات، كما أنهم الأقدر على الفهم، والمعرفة التامة بالمعلومات الخاصة بأعمال الشركات مما يدعو هؤلاء المديرين إلى ضرورة الإفصاح عن تلك المعلومات ونتيجة الأعمال للأطراف الخارجية التي لا تمتلك الخبرة الكافية بالأحداث الحاصلة داخل الشركة، كما يجب على المديرين وضع استراتيجية تحتوي على الشفافية والإفصاح الكامل عن جميع المعلومات المادية للشركة، في الوقت المناسب، والسرية التامة، لحماية المعلومات المتاحة لجميع المستفيدين.


احتل الوضع الأخلاقي لإدارة الأرباح اهتماماً كبيراً من قبل الباحثين، حيث يعتمد الحكم على عملية إدارة الأرباح من خلال ما إذا كانت ممارستها مبررة أخلاقياً أم لا، أي ما القصد من هذه الممارسة هل للتحسين الجوهري لجوانب متعلقة باستراتيجيات مستقبلية، أم التضليل المتعمد للمستفيدين. (٦)


قائمة المراجع:


١- إيمان دمدي، مراد آيت محمد، دراسة علاقة إدارة الأرباح بالمردودية المالية - دراسة تطبيقية لعينة من المؤسسات الناشطة في قطاع الاستيراد والتصدير في الجزائر، المجلد ٦، العدد ٢، مجلة العلوم الإدارية والمالية، الجزائر، ٢٠٢٢، ص ٩٨.


٢- معتز احمد جنايدة، أثر تطبيق المسؤولية الإجتماعية على إدارة الأرباح في الشركات الصناعية المدرجة في بورصة عمان، رسالة ماجستير، كلية الأعمال، جامعة آل البيت، ٢٠٢١، ص ٢٥.


٣- علي حسين مصطفى عذاربة، أثر جودة التدقيق الخارجي في العلاقة بين ممارسة إدارة الأرباح وجودة التقارير المالية في الأردن، رسالة ماجستير، كلية الأعمال، جامعة آل البيت، ٢٠٢١، ص ١٢.


٤- ليلى وازن، زهرة سعد قرمش، قياس العلاقة بين إدارة الأرباح والأداء المالي في المؤسسة الاقتصادية: دراسة عينة من الشركات الجزائرية للفترة (2013-2021)، المجلد ١٠، العدد ١، مجلة دراسات اقتصادية، ٢٠٢٣، ص ٨.


٥- أحمد يوسف أبو جبريل، أثر التدقيق الداخلي على إدارة الأرباح في الشركات الصناعية المدرجة في بورصة عمان، رسالة ماجستير، كلية الدراسات العليا، جامعة الزرقاء، ٢٠١٤، ص ٢٠.


٦- المرجع السابق نفسه، ص ٢١.


مكتبة جواد
مكتبة جواد
تعليقات