إدارة المشاريع، المفهوم، الأهمية، الأَهداف، الوظائف
تُعد إدارة المشاريع من أهم المقومات الأساسية لأي عمل سواء كان حكومياً أو خاصاً أو أهلياً، حيث تعتبر العمود الفقري في نجاح أي مشروع بسبب ما تتضمنه من إجراءات وتدابير ومعايير وأنظمة تساهم بشكل حيوي وفعال في نجاح وتميز المشاريع، وضمان تحقيقها لكافة الأهداف المنشودة منها لصالح المنظمات والمساهمين.
في ضوء ذلك، يُشير (العلي)، إلى أنه في الوقت الحاضر قد تبلورت فكرة ومفهوم إدارة المشاريع، وذلك نتيجة ما أفرزته التطورات الهائلة في بيئة الأعمال وتكنولوجيا الصناعات والخدمات في مختلف المجالات، بسبب حاجات ومتطلبات الأسواق لمنتجات وخدمات جديدة، والتي تتطلب أنماط تنظيمية جديدة، حيث تُعد إدارة المشاريع بمثابة الأداة الإدارية الفعالة لمثل هذه الأنماط، لذلك فقد سلطت المنظمات العامة والخاصة الضوء عليها، وأعطتها النصيب الأكبر من الاهتمام الواسع لإيجاد تقنيات وأساليب حديثة تتناسب مع التغيرات والتطورات المتلاحقة والسريعة في بيئات الأعمال المحلية والعالمية.
وينوه (دودین)، إلى أن هنالك اهتماماً متزايداً باستخدام إدارة المشاريع كوسيلة لتحقيق أهداف المنظمات، حيث تعد إدارة المشاريع أداة فعالة لتعزيز قدرات وإمكانيات المنظمات على التخطيط والتنظيم، والتنسيق والتنفيذ، ومراقبة الأعمال والأنشطة المختلفة، فضلاً عن مساعدتها على الاستغلال الأمثل لمواردها، بالتالي فأن إدارة المشاريع تشمل كافة الأساليب والتقنيات والوسائل المستخدمة في إنجاز المشاريع ضمن الوقت والتكاليف والجودة المطلوبة. (١)
أهمية إدارة المشاريع
تعد إدارة المشاريع من الأمور الواجب توفرها لدى المنظمات العاملة في شتى القطاعات والميادين، وأن وجودها يعني ضمان التفوق والنجاح والاستمرارية والفاعلية في تحقيق الأهداف لهذه المنظمات، اذ تلعب دوراً كبيراً في زيادة فرص الوصول الى الميزة التنافسية المستدامة وتحقيق الخطط المستقبلية المرسومة والحالة المرغوب بها، وعليه يمكن إيجاز أهمية إدارة المشاريع كما يلي:
- تعد إدارة المشاريع أسلوب ممنهج وعلمي قائم على التأكد من النتائج النهائية لمشاريع معينة تقوم بها المنظمات، ووسيلة تتسم بالوضوح والفهم من كافة الأطراف المهتمة في المشروع المزمع تنفيذه أو قيد التنفيذ.
- ينظر الى إدارة المشاريع على أنها وسيلة ناجحة لجدولة الأعمال والمهام وتنفيذ الرقابة المستمرة أثناء القيام بالمشروعات المختلفة.
- تعد إدارة المشاريع هيكل متين لتحديد المسؤوليات والصلاحيات والمهام في كافة مراحل المشروع وبشكل واضح ودقيق ومفهوم لكافة الأطراف المعنية.
- تزيد إدارة المشاريع من فاعلية الحصول على الدعم الملائم من الإدارات ضمن المنظمات والتي تهدف الى تحقيق الأهداف والتنفيذ السليم للمشروعات، مما يعني أنها طريقة لاغتنام الفرص واستغلالها على أكمل وجه. (٢)
أهداف إدارة المشاريع
يشير (العلي) إلى أن أهداف إدارة المشاريع تقسم إلى:
- الأهداف العامة للمشاريع: وهي الأهداف الواسعة والتي ترتبط برؤية المنظمة، والاستراتيجية الدولية، ويحتاج تحقيقها مدة زمنية طويلة، كونها تُعد أهداف واسعة النطاق، وحيث يتشارك فيها عدد كبير من المنظمات الحكومية وغير الحكومية، لأنه لا يمكن لمنظمة واحدة تحقيقها، والهدف الأساسي من هذه المشاريع هو تحقيق المنفعة العامة بغض النظر عن مستوى تحقيق الربح من عدمه، فالمنفعة العامة قد تكون في بيع سلعة أو تقديم خدمة بسعر التكلفة أو أقل.
- الأهداف الخاصة للمشاريع: وهي الأهداف التي ترتبط برؤية ورسالة وأهداف المنظمة بشكل مباشر، ومن الممكن أن تتشابه أهداف المنظمة مع أهداف منظمات أو مشاريع أخرى، إلا أن المنظمة يجب أن يكون لها التأثير الكلي والمباشر في تحقيقها، كما ويجب أن تكون هذه الأهداف محددة بالمدة الزمنية وواضحة وقابلة للقياس. (٣)
وظائف إدارة المشاريع
هي مجموعة من الأنشطة والمهام المتعلقة بطبيعة نشاط الشركة الأم، والتي تتغير بتغير طبيعة النشاط التي تتبعه، ومن هذه الوظائف، كما اتفق العديد من الباحثين أمثال (أبوغزال) أن هناك مجموعة من وظائف إدارة المشاريع، وهي:
أولا: التخطيط للمشروع وتحديد أهدافه والغاية منه، ومعرفة الآلية والطريقة الملائمة لتحقيقه.
ثانياً: تنظيم المشروع وتوزيع المسؤوليات والمعايير اللازمة لاتخاذ القرارات المناسبة.
ثالثاً: طاقم المشروع وتحديد فرق العمل التي ستقوم بتنفيذ المهام الموكولة لها.
رابعاً: موازنة المشروع والعمل على توجيه فرق العمل من خلال تحفيزهم والتفاعل معهم؛ للحصول على أفضل أداء، وتحقيق الأهداف المرجوة.
خامساً: الرقابة على المشروع من خلال المعايير والخطط المحددة؛ لمراقبة الأداء الفعلي، والتأكد من أنه يسير كما خطط له. (٤)
فاعلية إدارة المشاريع
تشير فاعلية إدارة المشروع إلى نجاح المشروع. وغالبًا ما يتم تحديد نجاح المشروع من خلال ما إذا تم الالتزام بالجدول الزمني الأصلي والتكلفة والجودة ورضا أصحاب المصلحة.
إن معايير النجاح لإدارة المشروع أصبحت تقاس من خلال التكلفة والوقت والجودة (المثلث الحديدي) وبما يتوافق ورضا أصحاب المصلحة، على مدار الخمسين عاما الماضية.
وعادة ما يتم تضمين هذه المعايير في وصف إدارة المشروع حيث ان الوقت والتكلفة في أحسن الأحوال هي مجرد تخمينات فقط، اما الجودة فهي ظاهرة، وهي خاصية ناشئة عن المواقف والمعتقدات المختلفة للناس، والتي غالبًا ما تتغير خلال دورة حياة تطوير المشروع. (٥)
قائمة المراجع:
١- زید حسن خلف درويش الجبوري، أثر المعايير الدولية لإدارة المشاريع على جودة مشاريع المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، رسالة ماجستير، كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، جامعة آل البيت، ٢٠١٨، ص ١١.
نقلا عن:
- Hyvari, I. (2006). Success of projects in different organizational conditions, Project
Management Journal, 37 (4), pp: 31- 35.
- العلي، عبد الستار، إدارة المشروعات العامة، ط٣، دار المسيرة للطباعة والنشر والتوزيع، ٢٠١٦.
- دودين، أحمد يوسف، إدارة المشاريع المعاصرة، ط٢، دار اليازوري للنشر والتوزيع، الأردن، ٢٠١٧.
٢- رائد منير أحمد القريوتي، أثر القيادة الرؤيوية على إدارة المشاريع الإستراتيجية: دراسة ميدانية على المنشآت المعدنية الأردنية، رسالة ماجستير، كلية الدراسات العليا، جامعة الزرقاء، ٢٠٢١، ص ٣٤.
٣- زید حسن خلف درويش الجبوري، مرجع سابق، ص ١٦.
نقلا عن: العلي، عبد الستار، مرجع سابق.
٤- سعد أحمد خليفة الدليمي، إدارة المشاريع وتطبيقها للمعايير الدولية لتحسين جودة المشاريع الصناعية (دراسة تحليلية لإقليم الشمال في الأردن)، رسالة ماجستير، كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، جامعة آل البيت، ٢٠١٨، ص ٨.
نقلا عن: أبو غزال، عبد الله، إدارة المشاريع الصغيرة، ط١، دار اليازوري للنشر والتوزيع، عمان، ٢٠١٥.
٥- صفاء سليمان محمد العليمات، أثر التخطيط على فاعلية إدارة المشاريع من وجهة نظر مديري المشاريع في شركات المقاولات الأردنية، رسالة ماجستير، عمادة الدراسات العليا، جامعة آل البيت، ٢٠٢١، ص ٢٥.
