الأنشطة اللاصفية، مفهومها، أهميتها، خصائصها
تُعد الأنشطة اللاصفية أنشطة حرة يمارسها الطلبة خارج الغرفة الصفية، من أجل الترفيه، وبناء خبراتهم ومهاراتهم المتنوعة، التي يكون جزء منها مُعززاً لما تعلمه في المنهاج المدرسي، وتكون من خلال مشاركتهم في أنماط وألوان مختلفة من النشاط مثل: الإذاعة المدرسية، والرحلات، والتمثيل، ومشاريع التعلم، وغيرها. (١)
والأنشطة اللاصفية: هي عبارة عن مجموعة من البرامج التي تنظم من قبل المسؤولين التربويين، متكاملة مع البرامج التعليمية، والتي يجب ممارستها خارج الغرف الصفية لتحقيق أهداف تربوية معينة. (٢)
وهي النشاط الحر حيث تترك الحرية للتلاميذ الالتحاق بالنشاط الذي يميلون إليه، وغالبا مايكون هذا النوع من النشاط خارج الفصل ويقوم هذا النوع من النشاط على معالجة بعضا من القصور أو النقص الذي يكتنف منهج المواد الدراسية اضافة لما يقوم به من دور ايجابي. (٣)
أهمية الأنشطة اللاصفية
وتنبثق أهمية الأنشطة اللاصفية بإسهامها في الكشف عن القدرات والميول والمواهب لدى الطلبة، وتتيح لهم التعرض لمواقف تعليمية مشابهة لمواقف الحياة؛ مما يسهل عملية الإستفادة من المعلومات والمعارف التي تم اكتسابها، وتوظيفها في الحياة المستقبلية، زيادة على أن الأنشطة اللاصفية تسهم في تنمية القيم الإيجابية وممارسة السلوكيات الحسنة كحب النظام، والمحبة والتعاون والإنتماء، وتلبية حاجات الطلبة النفسية والاجتماعية، وتحفيزهم على التعلم.
وأشار ثابت (٢٠١٢) إلى أهمية ممارسة الأنشطة اللاصفية؛ إذ تُعد إحدى وسائل تحسين مستوى الطلبة التحصيلي، وزيادة تقدمهم الدراسي، ولها آثار إيجابية في مجالات التعاون والمشاركة والخدمة المجتمعية وذلك بتطبيق روح المواطنة الصالحة، وتوفير البيئة الخصبة لإكتشاف المواهب والقدرات لدى الطلبة، وتمكينهم من الإبتكار والإبداع، وبخاصة أن تنفيذ الطلبة للأنشطة يهدف إلى إشباع رغباتهم وحاجاتهم، وتنمية اتجهاتهم ومواهبهم. (٤)
خصائص الأنشطة اللاصفية
أضاف الدمرداش بعض الخصائص، مثل:
- تقوي الأنشطة ثقة التلميذ بنفسه واعتزازه بذاته باعتبارها جهدا يبذله التلميذ في عمل اشترك في تخطيطه واختار من جوانبه ما يناسب قدراته ويتفق مع ميوله واهتماماته.
- تساعد المشاركة في الأنشطة اللاصفية في تعلم أسلوب حل المشكلات "فالتلاميذ يواجهون كل موقف جديد بما لديهم من خبرة سابقة اكتسبوها، فيفكرون لكي يصلوا إلى حل للمشكلات أو تكيف جديد للمواقف، وذلك هو السبيل السليم للنمو".
إذا فالأنشطة اللاصفية تعتبر خطة نفسية تربوية هادفة تتكامل مع المناهج المدرسية وتعززها وتدعمها بطرائق أكثر تشويقاً وترغيباً، كما تسهم في صقل شخصية الطفل وقد تجعل منه في المستقبل عضواً فعالاً في المجتمع يعي ذاته ويدرك ما له من واجبات وما عليه من حقوق تجاه الآخرين وهي بذلك ذات جدوى فردية وجماعية ووطنية. (٥)
أشكال الأنشطة اللاصفية
والأنشطة اللاصفية تأخذ شكل الأنشطة الثقافية، أو الاجتماعية، أو الكشفية، أو البيئية.
أما الثقافية فتعمل على إثراء الطلبة فكراً وعلماً وثقافةً، وتسهم في توعيتهم في المجالات الدينية والوطنية والاجتماعية، وتهدف إلى تنمية المواهب والقدرات الطلابية وصقل مهاراتهم ومنها (الصحافة المدرسية، والإذاعة المدرسية والندوات والمحاضرات).
وهناك الأنشطة الاجتماعية، ومن مجالاتها الخدمة العامة وأصدقاء البيئة والرحلات المدرسية والمجالس المدرسية والجمعيات التعاونية، ومجالس الآباء، وهي من الأنشطة المحببة إلى نفوس الطلبة، التي كثيراً ما يقبلون عليها لإشباع ميولهم ورغباتهم.
ومن الأنشطة أيضاً أنشطة الكشافة والمرشدات، وتعد وسيلة تربوية، تعد الطلبة إعداداً سليماً للحياة، وتدربهم تدريباً صحيحاً لكي يتحملوا تبعات مستقبلهم من أجل خلق المواطن الصالح.
أما الأنشطة البيئية الحياتية فتُعنى بجوانب التراث العمراني، وتعمل على ترسيخ الإيمان بأهمية العمل للإنسان وتقدير العاملين، وتهدف إلى خدمة المهارات الحياتية. (٦)
دور الأنشطة اللاصفية في بناء شخصية المتعلم
أولا: الجانب القيمي: هي المبادئ والقيم التي تضبط علاقة الإنسان بخالقه، وبذاته وبالآخرين.
ثانيا: الجانب المعرفي: البرامج التي تتضمن الخبرات المتصلة بالمعرفة والتفكير واتخاذ القرار.
ثالثا: الجانب الحركي / البدني: البرامج التي تتضمن الخبرات المتصلة بصحة البدن وتنمية مهارات النفس - حركية: القوة واللياقة السرعة والتحكم التوافق والتآزر من خلال الأنشطة الصحية والحركية.
رابعا: الجانب الوجداني: تقوم بتنمية الجانب العاطفي من خلال الأنشطة الفنية والثقافية ونحوها.
خامسا: الجانب الاجتماعي: العلاقة مع المجتمع والبيئة مثل برامج الخدمة الاجتماعية التطوعية. (٧)
اقرأ أيضا: النشاط المدرسي
اقرأ أيضا: مدير المدرسة
قائمة المراجع:
١- جمال ابراهيم بني صخر، درجة توظيف معلمي المرحلة الأساسية للأنشطة اللاصفية في العملية التدريسية من وجهة نظر المعلمين أنفسهم في الأردن في ضوء بعض المتغيرات، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، ٢٠١٩، ص ١٠.
٢- د. شدى إبراهيم حسين فرج، د. وفاء عايض معيوض الجميعي، د. محمد عثمان محمد بشاتوه، أ.د منى حلمي عبد الحميد طلبه، دور معلمة قسم الطفولة المبكرة في إدارة الأنشطة اللاصفية لتعزيز القيم والهوية الوطنية لطفل الروضة في ضوء رؤية ٢٠٣٠، مجلة العلوم التربوية - كلية التربية بالغردقة - جامعة جنوب الوادي، المجلد ٣، العدد ١، ٢٠٢٠، ص ٨.
٣- ابراهیم عبدالله محسن آل زيد، تقويم برامج النشاط المدرسي للمرحلة الابتدائية في المنطقة الغربية في المملكة العربية السعودية ، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة، ١٤٠٥هـ، ٤٢.
٤- مرسل مرشد، الأنشطة اللاصفية وعلاقتها في النمو الانفعالي والاجتماعي، دراسة ميدانية لدى تلاميذ الصفين الخامس والسادس في الحلقة الثانية من مرحلة التعليم الأساسي في محافظتي ( دمشق وريف دمشق)، أطروحة دكتوراه، كلية التربية، جامعة دمشق، ٢٠٠٩، ص ٤١. نقلا عن: الدمرداش، عبد المجيد سرحان، المناهج المعاصرة، دار النهضة، القاهرة، ١٩٨٨، ص ١٦٤.
٥- مخلد عسكر لفي البصيص، دور الأنشطة اللاصفية في تنمية مهارات التعلم الذاتي من وجهة نظر معلمي اللغة العربية، رسالة ماجستير، كلية العلوم التربوية، جامعة آل البيت، ٢٠٢٢، ص ١٠.
٦- علياء عبد اللطيف محمود الزغير، دور الأنشطة اللاصفية في تنمية مهارات القراءة والكتابة لطلبة المرحلة الأساسية من وجهة نظر معلمي اللغة العربية، رسالة ماجستير، كلية الدراسات العليا، جامعة العلوم الإسلامية العالمية، ٢٠٢١، ص ١٤.
٧- عمار شباح، مختار بروال، كفاءة الأنشطة اللاصفية المعتمدة من وزارة التربية الوطنية من وجهة نظر أساتذة مادة الاقتصاد، مجلة طبنة للدراسات العلمية الأكاديمية، المجلد ٥، العدد ٢، ٢٠٢٢، ص ٣٨١.