النشاط المدرسي، مفهومه، أهميته، أهدافه
تهتم التربية الحديثة بالأنشطة المدرسية نظراً لمساهمتها في النمو الجسمي والعقلي والنفسي والأخلاقي والاجتماعي للطالبات، فمن خلال تلك الأنشطة تستطيع الطالبة إشباع حاجاتها ورغباتها، كما تمكنها من اكتساب الخبرات وتعلم المهارات التي تساعدها على التكيف مع المواقف المختلفة في الحياة.
كما أن النشاط المدرسي يسهم بدرجة كبيرة في إخراج المدرسة من البيئة المحلية وربطها بالمجتمع الخارجي الذي أوجدها عن طريق قيام طلابها بعدد من برامج النشاط المدرسي التي لها ارتباط كبير بالمجتمع الخارجي. (١)
والنشاط المدرسي يعرف بأنه: ما يهدف إلى صرف طاقات الناشئين أو تشجيعها أو بعثها في اعمال والعاب يقبلون عليها من تلقاء أنفسهم بحيث تكون مناسبة لاستعداداتهم لتحقيق رغباتهم وميولهم وذاتيتهم وتحبيب المدرسة إلى نفوسهم وتشبع بعض حاجاتهم الجسمية والنفسية والاجتماعية. (٢)
أهمية الأنشطة المدرسية
تنبع أهمية الأنشطة المدرسية من النتائج المهمة التي تتحصل في أثناء العملية التعليمية، وتظهر آثارها واضحة لدى المتعلمين، وتتوضح هذه الأهمية من خلال الآتي: (٣)
- يعد النشاط مجالاً حيوياً لتعبير المتعلمين عن ميولهم، وإشباع حاجاتهم، التي إن لم تُشبَع فقد تؤدّي إلى جنوحهم، وميلهم إلى التمرّد، وضيقهم بمدرستهم، ذلك أنَّ النشاط بأنواعه يدعم الصحة النفسية للمتعلمين في المدرسة.
- يتعلم المتعلمون في أثناء النشاط أشياء يصعب تعلمها في الفصل، فبهذا النشاط يمكن أن يتزوَّد التلامذة بالمهارات والخبرات الاجتماعية والخُلقية والعلمية والعملية، التي لا يتسنى لهم غالباً اكتسابها بين جدران، الفصل، مثل التعاون مع غيرهم، وتحمّل المسؤولية، وضبط النفس، والإسهام في التخطيط، واحترام العمل اليدوي، إلى غير ذلك، مما يجعل شخصيات التلامذة ناضجة مسؤولة واعية.
- يشكل النشاط وسيلة لتنمية ميول المتعلمين ومواهبهم، وفرصة للكشف عن هذه الميول والمواهب، فيعين على توجيههم التوجيه التعليمي والمهني الصحيح.
- يثير النشاط استعداد المتعلمين للتعلم، ويجعلهم أكثر قابلية لمواجهة المواقف التعليمية، واكتساب ما تقدمه المدرسة لهم.
- يربط النشاط المدرسة بمشكلات المجتمع والبيئة والقدرة على حلها.
- يعد النشاط جزءاً لا يتجزأ من المنهاج الحديث، ويعمل على تفعيل دوره.
- يعد النشاط مطلباً من مطالب التعلّم، وحاجة من حاجاته.
- يهيئ النشاط المدرسي للمتعلمين مواقف تعليمية شبيهة بمواقف الحياة، إن لم تكن مماثلة لها، مما تترتب عليه سهولة استفادة المتعلم ممَّا تعلَّم عن طريق المدرسة والمجتمع الخارجي، وانتقال أثر ما تعلمه إلى حياته المستقبلية.
- يساعد النشاط المتعلمين على التفوق والنجاح المدرسي وزيادة التحصيل.
- يساعد النشاط على تنمية روح الإبداع والابتكار لدى المتعلمين.
- يحقق النشاط التوازن والتكامل في عملية نمو شخصيّة المتعلم من جميع جوانبها.
وان النشاط يساعد بطريقة عملية على تحقيق الأهداف المرتبطة بالاتجاهات التربوية المعاصرة، التي من أهمها:
- تحقيق إيجابية الفرد ونشاطه.
- تنمية القدرة على ممارسة التعليم الذاتي.
- مساعدة الأفراد على ممارسة التعليم المستمر مدى الحياة.
أهداف النشاط المدرسي
لتحقيق دور النشاط بفاعلية أكبر لابد من صياغة أهداف إجرائية واضحة يدركها جميع الأفراد الموجودين في المجال التربوي من الإدارة المدرسية والمعلمات والطلبة وكذلك أولياء الأمور، وهذه الأهداف تكون مرتبطة ومكملة لأهداف التربية والتعليم. (٤)
وقد قسم (مصطفى، ١٩٩٩) هذه الأهداف إلى عدة أقسام ملخصة في التالي:
فقد رأى أن للنشاط أهداف خاصة بالتلاميذ وهي:
- تشجيع النمو الخلقي والروحي.
- دعم الصحة البدنية والعقلية وتقويتها.
- تحقيق النمو الاجتماعي الشامل.
- تقوية الصلة بين التلاميذ وبيئتهم عن طريق العلاقات الاجتماعية السليمة.
- تفعيل إشباع حاجات التلاميذ وقدراتهم على الابتكار.
- اكساب التلاميذ مهارات ومعارف جديدة.
- ممارسة الاهتمامات القديمة وتنمية مهارات أخرى جديدة.
- المساهمة في عملية التوجيه والإرشاد النفسي وحفظ النظام المدرسي.
كما وضع للنشاط أهداف خاصة بالمنهج وهي:
- دعم الخبرات التي يكتسبها التلاميذ داخل الفصل.
- اكتشاف خبرات جديدة في المنهج.
- تنشيط حركة التعليم داخل الفصل.
أما الأهداف الخاصة بالإدارة فقد كانت:
- خلق تعاون قوي بين التلاميذ والمعلمين.
- إزالة الفواصل بين أقسام النظام المدرسي.
- يساهم في ضبط النظام داخل المدرسة.
- يساهم في إنشاء علاقات إنسانية سليمة داخل المدرسة.
والأهداف الخاصة بالبيئة هي:
- يخلق النشاط علاقات بين المدرسة والبيئة.
- يعمل على زيادة إهتمام البيئة الاجتماعية المحيطة بالمدرسة والعكس.
والنشاط المدرسي مجال واسع لخبرات متنوعة تؤدي إلى إحداث تغيير وتعديل في سلوك التلاميذ محققة بذلك التنمية المطلوبة في شخصياتهم مما يجعلهم قادرين على القيام بدور فعال في الحياة الاجتماعية.
دور مدير المدرسة في تفعيل النشاط المدرسي
يعد المدير هو الرئيس المباشر المسؤول عن جميع العاملين في المدرسة، ولمدير المدرسة دور فاعل في تفعيل الأنشطة المدرسية، حيث يقوم بالإشراف على رسم الخطة العامة للنشاط داخل المدرسة، كما يساهم في تهيئة الجو المناسب لممارسة النشاط، وتوفير المستلزمات الخاصة به، ويقوم باختيار مشرفي النشاط بحسب خبرتهم ورغبتهم في الإشراف على الأنشطة.
وهو المسئول الأول عن المدرسة وجميع برامجها وأنشطتها، وعن التنظيم والإشراف لكل مجال من مجالات العمل المدرسي، ولذلك يعد مدير المدرسة مسئولاً مباشراً على تنظيم وتنفيذ وإدارة ومتابعة هذه البرامج حتى تظهر بالمظهر التربوي الهادف المثمر، الذي تتطلع إليه إدارة المدرسة والعاملين فيها. (٥)
اقرأ أيضا: ما هي المكتبات المدرسية؟
قائمة المراجع:
١- الجوهرة بنت علمان الركيان، معوقات تنقيد الأنشطة المدرسية غير الصفية في المدارس الثانوية الحكومية للبنات بمدينة الرياض من وجهة نظر مديرات المدارس ورائدات النشاط، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاجتماعية - الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المملكة العربية السعودية، ٢٠٠٩، ص ١٠.
٢- عبد الرحمن النحلاوي، أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت، المدرسة، المجتمع، ط١، دار الفكر، دمشق، ١٣٩٩، ص ١٦٧.
٣- علا عزيز ديوب، فاعلية برنامج تدريبي قائم على الأنشطة المدرسية باستخدام تقنيات التعليم في تنمية المعارف والمهارات والاتجاهات البيئية لدى تلامذة الصف الرابع الأساسي، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة دمشق، ٢٠١٦-٢٠١٧، ص ٤٤.
٤- أريج أحمد إبراهيم بدر، واقع برامج النشاط المدرسي والمعوقات التي تواجه الإدارة المدرسية في تطبيقه بمدارس البنات الإبتدائية بمدينة مكة المكرمة، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ٢٠٠٤، ص ٢٠-٢١.
٥- رفعة بنت هادي اليامي، واقع إدارة برامج النشاط المدرسي في المدارس الابتدائية الحكومية للبنات بمدينة الرياض: دراسة ميدانية، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاجتماعية-الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المملكة العربية السعودية، ١٤٢٩، ص ٤٨.
