ليفي بريل، حياته، تعلمه، مؤلفاته

ليفي بريل، حياته، تعلمه، مؤلفاته

ليفي بريل: فيلسوف وعالم اجتماع وأثنولوجي، ولد لوسيان ليفي بروهل في باريس عام ١٨٥٧، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في باريس، ثم التحق بالمدرسة العليا، حيث تخصص في الفلسفة.

 تخرج من المدرسة العليا عام ١٨٧١ وبدأ في التدريس في المدارس الثانوية. في عام ١٨٨٤، حصل ليفي بروهل على درجة الدكتوراه في الفلسفة، ثم انتقل إلى تدريس الفلسفة في مدرسة ليبرديس للعلوم السياسية، وفي المدرسة الأوروبية، وفي جامعة السوربون.


وفي عام ١٩٠٤، أصبح ليفي بريل أستاذًا لتاريخ الفلسفة الحديثة في جامعة السوربون، وفي عام ١٩١٧، أصبح محررًا لمجلة الفلسفة. كما أسس معهد الإثنولوجيا عام ١٩٢٥ مع بول ريفيت ومارسيل موس. إلى جانب دراساته في الفلسفة وتاريخ الفكر الاجتماعي، أولى ليفي بريل اهتمامًا كبيرًا لمشكلة العقلية "البدائية" أو "القديمة".


في كتابه "الوظائف العقلية في المجتمعات البدائية" (١٩١٠)، جادل ليفي بريل بأن العقلية البدائية تتميز بـ "التفكير الميتافيزيقي". يعني هذا أن المجتمعات البدائية تعتقد أن العالم يحكمه القوى الخارقة للطبيعة، وأن هذه القوى يمكن التواصل معها من خلال الطقوس والشعائر.

ليفي بريل، حياته، تعلمه، مؤلفاته


طور ليفي بريل أيضًا مفهوم "التقسيم الاجتماعي للعمل". يشير هذا المفهوم إلى أن المجتمعات البدائية تنقسم إلى طبقات أو مجموعات تؤدي وظائف مختلفة.


جادل ليفي بريل بأن هذا التقسيم الاجتماعي للعمل يساعد على الحفاظ على النظام الاجتماعي.


كانت أعمال ليفي بريل مؤثرة للغاية في مجال الأنثروبولوجيا.


لقد ساعدت في تأسيس الأنثروبولوجيا كعلم مستقل، وساهمت في فهمنا للمجتمعات غير الغربية. كانت أفكار ليفي بريل مثيرة للجدل أيضًا. لقد جادل بعض النقاد بأن نظريته حول العقلية البدائية كانت متحيزة، وأنها أساءت إلى الثقافات غير الغربية.


وفي نهاية حياته، تراجع ليفي بروهل عن بعض أفكاره السابقة. في كتابه "الدفتر" (١٩٤٩)، اعتبر أن الفرق بين "العقلية البدائية" و"العقلية الحديثة" هو فرق دقيق وليس مبدأ.


واعتبر المشاركة بمثابة مرجع إنساني أساسي، على الرغم من أنها واضحة من الواضح أنه مجتمع بدائي. (١)


تعليمه 


تخرج من مدرسة المعلمين العليا عام ۱۸۷۱.


حصل على درجة «الأحرجاسیون» في الفلسفة عام ١٨۷۹ م.


حصل على درجة «الدكتوراه» عام ۱۸۸٤ م.


ثم أصبح أستاذا للفلسفة من عام ١۸۸۰ م إلى عام ۱۸۹۰ م.


ثم أصبح محاضرا بالسربون، وعهد إليه بإلقاء عدد من المحاضرات، ثم رقی إلى منصب أستاذ مساعد عام ١٩٠٥م.


ثم إلى منصب الأستاذية في عام ۱٩۰۸م، وانتخب عضوا في أكاديمية العلوم الأخلاقية عام ۱۹۱۷.


إتجاهاته الفكرية


يعتبر «ليفي بريل» من أبرز أنصار الوضعية يقول ج بنروبي:


لاشك أن «ليفي بريل، هو أبرز أنصار وضعية، أوجست كونت، من بين ممثلي الحركة الفلسفية المعاصرة في فرنسا».


ويقول أيضا: صحيح أن ليفي بريل تأثر في شبابه بالفلسفة الألمانية، وبدأ حياته العلمية مؤرخا للفلسفة، لكن تأثير كونت كان هو العامل الحاسم في تطور فكره. 


كما ينبغي ألا تهمل إعجابه المخلص ببعض الفلاسفة الإنجليز، وخصوصا ديفيد هيوم.. ومن بين المفكرين المعاصرين كان، دوركهايم، خصوصا هو الذي أخصب فكر ليفي بريل على النحو الأرسخ .. فإن من الممكن أن نقرر أن مؤلفات ليفي بريل المميزة هي التي تشهد على التأثير العميق لعلم الإجتماع الدوركيهمي.


فقد اتجه «ليفي بريل» في كتاباته إلى «علم الاجتماع» ودراسته بطريقة علمية كما نادى بذلك «كونت»، «ودوركايم» من بعده، ودعا إلى تطبيق المنهج العلمي الإستقرائي على «الأخلاق» حيث اعتبرها ظواهر من ظواهر المجتمع أيضا، ويتجلى ذلك واضحا في مؤلفه: «الأخلاق وعلم العادات الأخلاقية»، ولذلك فقد كان من دعاة هدم علم الأخلاق والفلسفة الخلقية التقليدية، واستبدالها بعلم الأخلاق الوضعي، الذي يقوم بدراسة العادات الخلقية السائدة في المجتمع أولا ثم التوصل بعد ذلك إلى القواعد التي تنظم السلوك الإنساني.


أهم مؤلفاته


  1. فلسفة أوجست كونت ۱۹۰۰.
  2. فلسفة جاكوني ١٨٩٤.
  3. الأخلاق، وعلم العادات الأخلاقية ١٩٠٣.
  4. الوظائف العقلية في المجتمعات المنحطة.
  5. العقلية البدائية.
  6. الروح البدائي.
  7. الأساطير البدائية.


ويتضح لنا أن «ليفي بريل» يكمل كونت بدور كايم وذلك بأن يحاول أن يستبدل بالأخلاق القائمة على أساس أن الإنسان مركز الكون أخلاقاً قائمة على أساس أن المجتمع هو المركز، فالتخلي عن الأخلاق القائمة على أساس أن الإنسان هو المركز هو التخلي النهائي عن المصادرات الغائية، والدينية، وإدراج العلم بالأمور الأخلاقية أو الاجتماعية ضمن القانون المشترك العلوم الطبيعة.


ويرى «ليفي بريل» أن الشرط الأهم لتفسير الفكر كله هو الرجوع إلى أصول التطور التي تعرض لها الإنسان في حياته، ولذلك فقد كانت معظم مؤلفاته في العقلية البدائية، ومعرفة كيفية تفكير البدائيين، وهو يريد أن يقول إن البدائيين لا يدكون الأشياء على نحو إدراكنا لها، وأنهم لا يعرفون مبدأ التناقض أيضاً وهو يطبق قانون الحالات الثلاث، ويحاول أن ينتزع من التاريخ شواهد وأدلة على إثباته، ويبين في مختلف كتبه أن التفكير البدائي تطور تدريجياً كأستاذه «كونت»، وما ذاك إلا لغاية خبيثة في نفسه ألا وهي تشويه صورة الدين في نفوس الناس.


قائمة المراجع:


1- 
Lucien levy-bruhl, from the book classical approaches to the study of religion, jacques waardenburg
 

٢- باقي المقالة: عائشة علي روزي الخوتاني، الأخلاق عند المدرسة الوضعية (أوجست كونت ومدرسته)، رسالة ماجستير، كلية الدعوة وأصول الدين، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٤١٢ هـ، ص ٥٠-٥٢.


مكتبة جواد
مكتبة جواد
تعليقات