بحث كامل عن الأخطل

بحث كامل عن الأخطل

يذكر الأدباء والرواة سلسلة نسب الأخطل مع النحو التالي "غياث بن غوث بن الصلت بن الطارقة بن السيحان بن عمرو بن الفدو كس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب". 

وسلسلة النسب هذه لم يقع فيها بين العلماء اختلاف، وإن كان قد وقع اختلاف في اسمه.


فاسمه "غياث" كما يذكر ابن سلام وابن قتيبة والأصفهاني والآمدي و "غويث" عند البغدادي صاحب الخزانة. 

الأخطل


وقد كني الأخطل باسم ابنه الأكبر مالك، وأما الأخطل فهو اللقب الذي طغى حقا على الشاعر، وغلب عليه، وعرف به في جميع المصادر والأوساط والعصور. 


والخطل هو استرخاء الأذن. وفي لسان العرب: "وأذن خطلاء بيئة الخطل طويلة مضطربة مسترخية. ومنه سمي الأخطل الشاعر".


وأورد صاحب الأغاني خبرا يزعم أن أبا الأخطل هو أول من أطلق على ابنه هذا اللقب، وقد كان آنذاك غلامًا، وقال له: أبقر زمتك تريد أن تقاوم ابن جميل؟ ! وحضر كعب في حينه، وسأل عن الأمر، فقال له أبوه: لا تحفل به، فإنه غلام أخطل. (١)


نشأته وحياته


نشأ بالحيرة في أرض الجزيرة، أو في صحراء الشام غير بعيد عن الرصافة حيث تنزل عشيرته ولد الأخطل. ولم يذكر أحد من القدامى شيئاً عن تاريخ مولده، ولكن هناك من الدلائل ما يرجح أنه ولد قريبا من سنة عشرين للهجرة.


وقد ولد الأخطل لوالدين نصرانيين، فكان أبوه غوث نصرانياً من قبيلة تغلب، وكانت أمه ليلى نصرانية من قبيلة إياد. 


وكانت أمه تفيض عليه بجنانها وتغمره بالدلال وترقصه وتدعوه، ويبدو أنه كان يميل إلى القصر في صغره، على شيء من الامتلاء في جسده، وهذا يعني أن الأخطل نشأ في مطلع عهده نشأة لين وحنان، إذ كان وحيد أمه وبكرها، تؤثره بكل عطف وتعني به أشد عناية، حتى إذا توفيت عنه، أو طلقت عن والده، ألفى نفسه في غفلة لا تعني به عناية أمه ولا تؤثره إيثارها، تلك منه بين يدي امرأة غريبة: عن حياته وعواطفه، لا: هي امرأة أبيه، فافتقد بذلك شعوره بلهفة العائلة والتفافها عليه من دون سواه، ثم ما لبثت زوجة أبيه أن وضعت أولادًا لها، فانصرفت إليهم عنه، بل كانت تفضلهم عليه وتؤثرهم باللبن والتمر والزبيب.


ولعلنا نخلص من هذا الواقع الذي عاشه الأخطل، ابتداء من حرمانه من حنان أمه وعطفها إلى سوء معاملة زوج أبيه، إلى تهوين أبيه من شأنه.


هذه المظاهر كلها قد يكون عاملاً مهما في تكوين شخصيته، وقد يكون أيضا مفسرًا لكثير من تصرفاته التي كانت تتسم بالعناد والميل إلى التحرش والتحدى. (٢)


صفاته


للأخطل مجموعة من الصفات تميز بها، وهي: (٣)


  1. الأخطل كان شاعرا مصقول الألفاظ. 
  2. حسن الديباجة.
  3. الأخطل من المبدعين في الشعر، فقد كان مبدعاً في شعره.


شعره


تمیز شعر الأخطل بالجزالة وطول النفس وسلامة التعبير وحسن السبك، وكان يحرص على تهذيب شعره وتنقيحه، وكان مرجعه للشعر الجاهلي مظهراً من مظاهر هذا الجهد الذي يبذله في تجويد شعره وتهذيبه، لذلك يمكث في النظم زمنا طويلاً، فيهتم بقصائده في نظام بنائها والتمهل في صنع أجزائها مقدمات وأغراضاً، وكانت مقدمات قصائده محل عنايته واهتمامه يمهد بها للقصائد، ويجود بها عامداً، حتى يبلغ من اهتمامه بأمرها والحاجة في الوقوف عندها، أن يطيل فيها إطالة شديدة حتى تكون أحياناً أطول من موضوعاتها.


وتناول الأخطل جميع الأغراض الشعرية المعروفة، من مدح وهجاء، وفخر ووصف، غير أن شهرته قامت على المديح الذي اقتصر على بني أمية حيث نال عندهم حظوة، واحتل في بلاط خليفتهم عبد الملك بن مروان مكان الصدارة بالرغم من أنه كان نصرانيا، فلقب ب (شاعر بني أمية وشاعر أمير المؤمنين). 


وكذلك أجاد في الهجاء دون فحش فكان يطعن في القبيلة أكثر من الفرد المهجو.


وتناول الشاعر الفخر أيضا وأجاد فيه، كما تفوق في الموضوعات الوصفية، فبدع في وصف الطبيعة والفرات والخمر الوحشية، كما تفوق في وصف الخمر التي استحوذت عليه.


فجميع الفنون الشعرية قد طرقها الأخطل، أما الفن الذي قصر فيه فهو الرثاء فليس له فيه سوى أربعة أبيات خص بها یزید بن معاوية صاحب الفضل عليه ورفيق دربه وجميع هذه الفنون كان مرجعه فيها إلى الشعر الجاهلي لذلك يؤكد النقاد باستحواذه على معاني من سبقه من الشعراء، والخشونة في الشعر والتكلف أحياناً وقيل أنه شاعر غير مطبوع بخلاف جریر ولكنه واسع الثقافة اللغوية التي تمثل التراث العربي الذي أحسن استغلاله.


فالأخطل شاعر أصيل الإلهام، جزل التعبير وقد أجمع القدامى على أنه احد الثلاثة المتفوقين في فنون الشعر في العصر الأموي، أما الآخران فهما جرير والفرزدق، وكان يجري في شعره على سنن الشعراء الجاهليين. (٤)


اقرأ أيضا: الفرزدق حياته ووفاته


وفاته


توفي سنة ٩٠ هـ أو ۹۲ هـ وقيل ٩٥ هـ، قبل وفاة معاصره الفرزدق بسنوات، وقيل له عند وفاته: أتوصي أبا مالك؟ فقال: (٥)


أوصي الفرزدق عند الممات … بأم جرير وأعيارها 


وزار القبور أبو مالكٍ … برغم العداة وأوتارها


تساؤلات حول الأخطل 


متى ولد الأخطل؟


ولد الأخطل في أواخر السنة الثامنة من الهجرة. (٦)


ما سبب تسمية الأخطل بهذا الاسم؟


والأخطل لقب غلب عليه، ولقب به كما ذكر أبو عبيده بسبب أنه هجا رجلا من قومه فقال له: يا غلام، إنك لأخطل، فغلب عليه. 


وجاء في طبقات فحول الشعراء لابن سلام: وكان كعب سماه الأخطل، وذلك أنه سمعه ينشد هجاءً فقال يا غلام، إنك لأخطل اللسان ". (٧)


بماذا عرف الأخطل؟


عرف الأخطل بشاعر بني أمية، وذلك لمدح خلفائهم. (٨)


ما هي ديانة الشاعر الأخطل؟


ديانة الأخطل هي المسيحية.


هل الأخطل شاعر مخضرم؟


نعم، الأخطل شاعر مخضرم. 


في أي عهد مات الأخطل؟


مات في خلافة الوليد بن عبد الملك. (٩)


الأخطل من أي قبيلة؟


الأخطل من قبيلة تغلب. (١٠)


قائمة المراجع:


١- فهمي سفيان عبد الله، المجاز في شعر الأخطل، رسالة ماجستير، كلية الدراسات العليا، جامعة أم درمان الإسلامية، ٢٠١١، ص ١-٢.


٢-  المرجع السابق نفسه، ص ٦-٧.


٣- عبدالله عطية عبدالله الزهراني، أثر الإسلام في نقض جرير شعر الأخطل، رسالة ماجستير، كلية اللغة العربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ١٤٢٧هـ، ص ١٠.


٤- إبراهيم محمد إبراهيم محمد، الصورة البيانية في شعر الأخطل التغلبي، رسالة ماجستير، كلية الدراسات العليا، جامعة النيلين، ٢٠١٥، ص ٤١-٤٢.


٥- أحمد حسن بسبح، الأخطل شاعر بني أمية، ط١، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، ١٩٩٤، ص ٣٣.


٦- مهدي محمد ناصر الدين، ديوان الأخطل، ط٢، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ١٩٩٤، ص ٦.


٧-  عبدالله عطيه عبدالله الزهراني، مرجع سابق، ص ١٠


٨- إبراهيم محمد إبراهيم محمد، مرجع سابق، ص ٣٩.


٩- مهدي محمد ناصر الدين، مرجع سابق،  ص ١٧.


١٠- المرجع السابق نفسه، ص ٨.


مكتبة جواد
مكتبة جواد
تعليقات