القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

بحث عن الأصمعي مع المراجع

بحث عن الأصمعي مع المراجع 

أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن رباح بن عمرو بن عبد الشمس بن أعيا بن سعد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان المعروف بالأصمعي الباهلي، وهذا أصح ما ورد في نسبه، ولعل هذا شأن العرب في الرجوع بنسبهم إلى عدنان وقحطان.

نسب الأصمعي إلى جده (أصمع) فلقب بالأصمعي، والأصمعي الأملس المحدد وبه سمعت الصومعة، يقال: رجل أصمع إذا كان ذكي حديد الفؤاد، والأصمعان "الرأي الحازم. (١)

الأصمعي


مولده ونشأته


تنفق المصادر التي ترجمت للأصمعي وذكرت مولده على أنه ولد سنة ١٢٣هـ، إلا صاحب وفيات الأعيان فقد ذكر أنه ولد سنة ١٢٢هـ، ثم قال: وقيل سنة ١٢٣هـ. كما ذكر الفيروز آبادي أنه ولد سنة ١٣٥هـ.


وبهذا يكون الاصمعي قد ولد في خلافة (هشام بن عبد الملك) وقضى كما تؤكد المصادر أكثر من تسعين عاماً، فيكون قد عاش نحو تسعة أعوام في العصر الأموي، وأربعة وثمانين عاماً في العصر العباسي وأمضى الشطر الأكبر من حياته في البصرة مكان ولادته، ومستقر آبائه وأجداده، فقد كان فيها حي يعرف بحي بني أصمع.


وقد عاش الاصمعي في الدولة الأموية التي كانت الثورات تكاد تمزق أقاليمها، فينتهي أمرها بالسقوط في سنة ١٣٢هـ أمام الثورة العباسية، وتسقط مدينة الاصمعي في أيدي الثائرين ووقتها كان في عامه التاسع، فهو إذن عاصر الدولتين، وعاش التحولات المفاجئة في مختلف نواحي الحياة، يومها كانت البصرة تعيش جواً محموماً تتضارب فيها الاعتقادات المذهبية والمبادىء الحزبية، وتشتد الخلافات العنصرية بين الفرس والعرب، وكان الأصمعي يخوض الغمار متعصباً لقوميته العربية. ويحارب الشعوبية ويقارعها حجة بحجة، ودليلاً بدليل. (٢)


علمه


وتلقى الأصمعي العلم على ايدي كبار علماء عصره كأبي عمرو بن العلاء وحماد الرواية وعيسى بن عمر والخليل بن أحمد الفراهيدي وخلف الأحمر ويونس بن حبيب ورحل إلى البادية أو طرف بين البصرة والكوفة ومكة والطائف والمدينة حتى استغرقت رحلته عشرين سنة شافه فيها العرب واستمع الى رواة الشعر وبعد أن أشبع نهمه الى العلم والرواية عاد الى البصرة ثم رحل إلى بغداد تلبية لدعوة الخليفة هارون الرشيد الذي أدنى مجلسه وأسبغ عليه الكثير ثم صرفه الى البصرة عندما نكب البرامكة سنة ۱۸۷هـ وامتدت اقامته في بغداد أربع عشرة سنة.


واستقر الاصمعي في البصرة بقية حياته. ويبدو ان تقدم السن به منعه من تلبية دعوة الخليفة المأمون الى بغداد. (٣)


التزامه الديني


أشارت المصادر التي روت عنه أنه كان ديّناً، صادقاً في معتقده، وقد حج أكثر من مرة، واتصل بفقهاء الحجاز وأخذ عنهم كما «لم يتهم الاصمعي في شيء من دينه»، وقد أثنى عليه علماء الدين ورجال الحديث وروى بعضهم عنه فلو شكوا في صدقه وعفافه وتقواه لتحاشوه وابتعدوا عنه، واقتبس معظم علماء اللغة والأدب - بعد - موته - من آثاره معتمدين بذلك على صدقه، «قال محمد بن إبراهيم: سمعت الإمام أحمد بن محمد بن حنبل يثني على الأصمعي بالفقه، قال: وسمعت علي بن المديني يثني عليه، وقال: سمعت الامام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يثنيان عليه في السنة».


ولقد كان على مذهب أهل السنة والجماعة، وهو مذهب أسرته وأساتذته الذين لازمهم قال «إبراهيم الحربي: كان أهل البصرة كلهم أصحاب أهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة: أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد ويونس بن حبيب والأصمعي». (٤)


أقوال العلماء وأصحاب التراجم فيه


وردت الكثير من الأقوال في الأصمعي منها:


  1. قول الأزهري: "صدوقا في الحديث".
  2. قال الشافعي فيه: "ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي".
  3. قال الأخفش للرياشي: "لم أدرك أحداً أعلم بالشعر من خلف الأحمر والأصمعي".
  4. قال الرياشي: "قلت للأخفش أيهما كان أعلم؟ قال: الأصمعي لأنه كان أعلم بالنحو".
  5. قال أبو الطيب: "كان أتقن القوم للغة وأعلمهم بالشعر".
  6. وقال السيوطي: "وكان من أعلم الناس في فنه". (٥)


الأصمعي والشعر


كان الأصمعي كما من صاحب حافظة عجيبة في حفظ الشعر وقدرة على اختيار الجيد منه، وكان الأصمعي يقول عن نفسه: «أحفظ عشرة آلاف أرجوزة»، وقيل: (بل ستة عشر ألفاً) اضافة الى ما كان يحفظه من دواوين الشعر.


ويروى أن أبا جعفر المنصور أشار على المفضل الضبي أن يختار أجود قصائد المقلين ليدرب بها المهدي ابنه ويعلمه روائع الشعر وخالصه، فكان أن اختار المفضل قصائد نسبت إليه وسميت المفضليات. 


وتقبل الأدباء هذه القصائد بقبول حسن، فرددها شيوخاً وتلاميذ، وعلقوا عليها شروحاً وزيادات، وكان للأصمعي في هذا الميدان نصيب وافر، ويبدو أن الرشيد راقه صنيع المنصور والمفضل، فاذا به يكل الى الأصمعي تأديب ابنه الأمين، ويرغب اليه أن يختار قصائد من عيون الشعر القديم ليتعلمها ابنه ويدرب بها، واستجاب الأصمعي لهذه الرغبة وجمع قصائد نسبت اليه وسميت «الأصمعيات».


وقد أعجب كبار الشعراء باختيار الأصمعي للقصائد الشعرية كما أعجبوا باختيار المفضل من قبل، وأشادوا بمنزلتيهما وأجمعوا على صحة الأشعار فيهما وتقدمها.


وتتألف الأصمعيات من اثنتين وتسعين قصيدة ومقطوعة من الرجز اختارها الأصمعي لواحد وسبعين شاعراً، أربعة وأربعون منهم جاهليون وأربعة عشر مخضرمون وستة اسلاميون وسبعة جهل الدارسون تاريخهم وتعالج القصائد موضوعات متنوعة، ولم يعمد الأصمعي فيها الى تبويب، غير أنها لم تنل ما نالته مجموعات شعرية بعدها، فقد كانت قيمتها اللغوية تفوق قيمتها الفنية. 


ولم يعرف عن الأصمعي أنه كان شاعر أو لكنه كان نقاداً، يتذوق الشعر ويحفظ جيده وله نظرات نقدية صحيحة دقيقة فيه وكان، الى هذا، مثالا للبلاغة في التحليل الأدبي. 


وبعد، فقد اشتهر الأصمعي بفكاهاته ونوادره وتهكمه اللاذع الفطري الظريف الذكي، وكان يسمح لنفسه في النوادر والملح والطرائف أن يتزيد ويخترع ...


هذا هو الأصمعي عبد الملك بن قريب بن علي بن الأصمعي الباهلي اللغوي النحوي المشهور، مات في خلافة المأمون بعد أن ترك ثروة من كتبه، وانتزع أعجاب الكثيرين وتقديرهم، وملأ بأخباره بطون الكتب الأدبية.


لقد كان من الرواد الأوائل الذين ساعدت مصنفاتهم اللغوية الموثقة والمختصرة على تأليف المصنفات المطولة التي اعتمد عليها واضعو المعاجم اللغوية، وكانت سبيلا الى وضع علوم عربية أخرى منها اللغوي ومنها التاريخي ومنها الديني.


لقد كان الأصمعي عالما، بذل أقصى جهده في تحصيل علمه وقدم لنا زبدة معارفه، فاستحق أن يدخل التاريخ، وفي تاريخنا العربي أسماء كثيرة، لمعت وأضاءت وكان لها الفضل في تمهيد السبل التي سارت في هديها العقول العربية المبدعة التي أعطت أفضل الثمار للفكر العربي وللحضارة الإنسانية. (٦)


قائمة المراجع:


١- مصطفى فؤاد حسن أبو عواد، الأصمعي والمعجمية العربية لسان العرب نموذجا، رسالة ماجستير، كلية الدراسات العليا، الجامعة الأردنية، ٢٠٠٩، ص ٤.


٢- إياد عبد المجيد إبراهيم، الأصمعي وجهوده في رواية الشعر العربي، ط١، وزارة الثقافة والاعلام دار الشؤون الثقافية العامة، ١٩٨٩،  ص ٢٣.


٣- محمود الجادر، الأصمعيات - دراسة في أسس الاختيار، مجلة المورد، العدد ٣، ٢٠٠١، ص ٤٤-٤٥.


٤- إياد عبد المجيد إبراهيم، مرجع سابق، ص ٢٥.


٥-  مصطفى فؤاد حسن أبو عواد، مرجع سابق، ص ٨.


٦- نهلة الحمصي، الأصمعي عبد الملك بن قريب، مجلة التراث العربي، العدد ١٠، ١٩٨٣، ص ١٩٢-١٩٣.


reaction:

تعليقات