القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

بحث حول الدراسات السابقة pdf

 بحث حول الدراسات السابقة pdf

كيفية رصد الدراسات السابقة: تعد خطوة مراجعة وعرض التراث العلمي في موضوع الدراسة من الخطوات العلمية المهمة جدا، التي تساعد بدورها في انجاز العديد من الخطوات العلمية الأخرى في البحث العلمي، وهي عبارة عن مسح علمي منظم يقوم به الباحث لما سبق أن أجري من بحوث ودراسات في المجال الذي يقوم بدراسته، وفي واقع الأمر فإن هذه المرحلة تتطلب جهدا كبيرا من الباحث يتمثل في الاطلاع على كل ما كتب حول موضوعه، وهو ما يحتاج منه إلى مراجعة المكتبات ومراكز البحوث، والتواصل معها مباشرة، أو عبر وسائل الاتصال الحديثة .

بحث حول الدراسات السابقة pdf

وفي واقع الأمر فإن "الباحث لا يستطيع ان يقوم ببحث دون مراجعة التراث العلمي لدراسته، وتفرض الرشادة والحصافة العلمية البحثية أن يبدأ الباحث من حيث انتهى الأخرون حفاظا على وقته وجهده، ليس فقط على المستوى المحلي بل والعالمي في ظل إمكانية الحصول على البحوث العلمية ونتائجها بسهولة عبر بنوك المعلومات وشبكات الانترنت"(١)


وتتم مراجعة التراث العلمي عبر مرحلتين، الأولى مبدئية حيث يقوم الباحث بمتابعة ورصد ما كتب حول موضوعه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من بحوث ودراسات وورقات علمية ورسائل ماجستير ودكتوراه، أو من خلال ما تم تناوله في مؤتمرات وندوات وحلقات علمية، وعلى الباحث هنا أن يقوم بعملية مسح شامل لكل ما يستطيع أن يصل إليه .. صحيح انها عملية مضنية، لكنها أساسية ومفيدة جدا للباحث، وفي المرحلة الثانية وبعد أن يكون الباحث قد شكل فكرة عامة حول كل تلك الكتابات فإنه ينتقل إلى مرحلة التصنيف، بمعنى تصنيف كل ما اطلع عليه من بحوث علمية، حيث يقوم بتقسيمها إلى موضوعات لها علاقة مباشرة بدراسته، وأخرى لها علاقة غير مباشرة بها .



إلا ان الباحث وحتى يستطيع ان ينجز هذه المرحلة بطريقة ميسرة عليه ان يعمل بأسلوب منظم يتيح له الوصول إلى كل تلك الدراسات بطريقة سهلة وسريعة، وحتى يستطيع الباحث القيام بذلك عليه القيام بالخطوات التالية : (٢)


  1. رصد الجامعات والكليات والأقسام العلمية التي تضم تخصصات تقع في نفس التخصص الذي يقوم الباحث بدراسته، وعلى سبيل المثال إذا كان الباحث متخصصا في الإعلام فعليه أولا أن يعرف أي الكليات والأقسام والمؤسسات العلمية التي بها نفس هذا التخصص، حيث عادة ما تجرى وتنجز الأبحاث العلمية التي بها نفس تخصص الباحث في مثل هذه الكليات والأقسام، وهو الأمر الذي سيوفر له جهدا ووقت كبيرين، كما توفر مكتبات هذه الكليات والأقسام أيضا الكثير من المؤلفات والدوريات في ذات تخصصها .
  2. معرفة المراكز البحثية المهتمة بالموضوع الذي يبحث فيه الباحث، حيث من المتوقع أن تكون تلك المراكز قد انجزت بحوثا أو ندوات أو مؤتمرات أو حلقات علمية في المجال الذي يبحث فيه الباحث، كما قد تحتوي هذه المراكز على مكتبات يستفاد من محتوياتها .
  3. إجراء عمليات بحث عبر شبكة المعلومات الدولية "الانترنت" للتعرف على أهم المواقع الإلكترونية الي لديها اهتمام بموضوع دراسته، حيث يوفر له ذلك الاطلاع على الكثير من البحوث والدراسات التي لم يكن بإمكانه الوصول إليها بالطرق التقليدية، مما يساعده على تكوين قاعدة معرفية مهمة حول ما يبحث عنه ويقوم بدراسته .
  4. التواصل الكترونيا وعبر شبكة المعلومات الدولية مع الجامعات والمراكز البحثية التي لا يستطيع الوصول إليها مباشرة، والواقعة خارج بلده، حيث تتيح مواقع تلك الجامعات ومراكز المعلومات بيانات ومعلومات مهمة حول ما أنجزته من دراسات وبحوث ومؤتمرات علمية تخص الموضوع الذي يقوم الباحث بدراسته، وتتيح بعض تلك المراكز والجامعات إمكانية الحصول على نسخ كاملة طبق الأصل وفق نظام ( بي دي اف ) PDF للبحوث والرسائل العلمية التي قامت بإنجازها .


ان انجاز هذه الخطوة بالطريقة الصحيحة من شأنه أن يحقق العديد من الفوائد للباحث، والتي من أهمها ما يلي :(٣)


  1. اختصار الكثير من الوقت للباحث، حيث يتوجه مباشرة نحو المؤسسات والمراكز البحثية التي تتيح له المعلومات التي يرغب في الوصول إليها، ويتخلص بالتالي من طريقة البحث العشوائي التي تهدر وقته .
  2. توفير الجهد، فبدل أن يقوم الباحث بالتنقل بين المؤسسات والمراكز البحثية والجامعات والمكتبات التي لها علاقة أو ليست لها علاقة بموضوع بحثه فإنه يقصر جهده بالتوجه مباشرة نحو المؤسسات البحثية التي لها اهتمامات بالحقل العلمي الذي يدرس فيه، وبالطبع فإن ذلك سيوفر على الباحث بذل جهود اضافية يمكن ان تستغل في جانب آخر من جوانب البحث .
  3. تجعل الباحث على دراية تامة بأهم المؤسسات العلمية والمراكز البحثية، وعلى معرفة أيضا بأهم الباحثين الذين لهم اهتمامات علمية بالموضوع الذي يدرسه، وهو ما يشكل رصيدا معرفيا للباحث يجعله قادرا مستقبلا على انجاز مشاريعه البحثية بطريقة أكثر سلاسة وسهولة، وتجعله أكثر إفادة للباحثين الآخرين في نفس الحقل سواء كانوا من الزملاء الباحثين، أو طلاب الدراسات العليا الذين قد يلجؤون إليه للاستشارة في بعض القضايا والمسائل العلمية.



أهمية الدراسات السابقة

تمثل خطوات البحث العلمي كتلة واحدة متماسكة يقوم كل جزء منها على الأخر، أو لنقل بانه أشبه بسلسلة تتكون من مجموعة حلقات ترتبط كل واحدة منها بالأخرى، وأي انفكاك تتعرض له واحدة يجعل العقد ينفرط بأكمله، وهو ما يعني مدى أهمية كل خطوات البحث العلمي، ومدى اتصال وارتباط كل خطوة من بما قبلها وبعدها، بحيث لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نغلب أهمية خطوة على غيرها من الخطوات، فلكل منها دوره، وبالتالي فإن مسح التراث العلمي هو خطوة لا غنى عنها لأي باحث جاد، يسعى إلى إنجاز عمل بحثي يمكن أن يشكل إضافة علمية في مجال الحقل الذي يبحث فيه .


وتمثل خطوة مسح التراث العلمي و الرجوع للدراسات السابقة وعرضها اهمية لكل من: الباحث، والبحث العلمي، والباحثين الأخرين، وذلك كالتالي :


أ - أهمية الدراسات السابقة بالنسبة للباحث الذي يقوم بإجراء 
الدراسة

  1. التأكد من أن موضوع الدراسة الحالي لم يسبق إخضاعه للبحث والدراسة من جانب باحثين آخرين .
  2. معرفة ما إذا كان سبق لباحث آخر دراسة بعض جوانب موضوع الدراسة الحالي .
  3. تكوين فكرة عامة وشاملة للباحث عن الموضوع الذي يقوم بدراسته، من خلال القراءة والاطلاع على ما ينشر من بحوث وكتابات في المجال الذي يبحث فيه الباحث .
  4. التعرف على مواطن القوة والضعف في البحوث التي أجريت في مجال البحث، بحيث يستفيد أثناء تصميم بحثه من مواطن القوة، ويحاول عدم الوقوع في الهفوات، وعدم تكرار ما وقع فيه الباحثين من أخطاء.
  5. التعرف على مجالات التشابه والاختلاف بين دراسته والدراسات السابقة، بحيث لا يكرر ما قام الباحثين السابقين بدراسته .
  6. التعرف على ما ستوفره دراسته من معرفة علمية جديدة، تشكل إضافة علمية حقيقية في المجال الذي يقوم بدراسته .
  7. إن عدم عودة الباحث للدراسات السابقة والاطلاع عليها "سيجعل من جهده ضربا من التخبط الذي يقوده حتما إلى تكرار ما سبق أن توصل إليه آخرون، مع احتمال تعرضه لنفس الأخطاء التي تعرضوا لها من قبل، دون أن تتاح له الفرصة لإضافة أو ابتكار أي جديد في هذا المجال."(٤)


وبالإضافة إلى ما تقدم يضيف الدكتور ابوالنجا محمد العمري عدد من النقاط  التي تعكس مدى اهمية الدراسات السابقة للباحثين، والتي يحددها في:(٥)


  1. تزيد عملية رصد وعرض واستيعاب الدراسات السابقة من ألفة الباحثين بموضوع دراستهم أو مشكلاتهم البحثية، وتزيد من بصيرتهم بكثير من المتغيرات التي يمكن تناولها بالدراسة والبحث.
  2. تساعد الدراسات السابقة على تكوين بصيرة لدى الباحثين بمستوى التقدم الذي وصل إليه الاهتمام بدراسة مثل هذه الموضوعات المرتبطة بموضوع الدراسة.
  3. تمكن الدراسات السابقة الباحثين أن يدركوا الجوانب التي طبقت من هذه الدراسات، واصبحت اساليب ممارسة مفيدة في الواقع الميداني، أو بمعنى أخر تمكنهم من التعرف على الفائدة التي انعكست على المجتمع من نتائج الدراسات السابقة، فيعملون من خلال أبحاثهم على دعم هذه النتائج.


ب - أهمية الدراسات السابقة للباحثين الأخرين

تشكل خطوة عرض الدراسات السابقة أهمية كبيرة بالنسبة لبقية الباحثين اللاحقين، فالحصر الذي يجريه كل باحث للبحوث السابقة خلال قيامه بإنجاز عمله البحثي هو بمثابة عملية تجميعية لما كتب في نفس الموضوع، تفيد كثيرا في توجيه الباحثين فيما بعد نحو الموضوعات التي لم يسبق دراستها، وتتيح لهم الوصول بيسر إلى المصادر والمعلومات والبيانات التي يرغبون في الوصول إليها، وتشكل لهم رصيدا معرفيا مهما يرشدهم نحو أماكن تواجد تلك الدراسات وكيفية الحصول عليها.


ج - أهمية الدراسات السابقة للبحث العلمي

بالإضافة إلى ما تشكله الدراسات السابقة من اهمية للباحث الذي يقوم بإجراء الدراسة، ولبقية الباحثين اللاحقين، فإنها تعد كذلك ذات أهمية للبحث العلمي عموما كعملية تراكمية مستمرة، فهي تشكل مخزون معرفي في كافة مجالات وحقول العلم، وبالتالي فإن البحوث التي يمكن أن تشكل إضافة علمية حقيقية هي التي تنطلق مما انتهت إليه الدراسات السابقة، وبالتالي فإن رصد وتجميع وتصنيف الدراسات العلمية السابقة تعد خطوة تسهم في تطوير المعرفة في مجالاتها المختلفة، وتساعد الباحثين على إنجاز المزيد من الدراسات والبحوث، نظرا لما توفره تلك الدراسات من معلومات وبيانات واحصائيات يمكن ان تبنى عليها دراسات اخرى .. وهكذا دواليك.


مجالات الاستفادة من الدراسات السابقة

تتعدد مجالات استفادة الباحث من الدراسات السابقة التي يقوم بحصرها ومراجعتها وتصنيفها وعرضها، حتى يمكن القول بن الدراسات السابقة حاضرة في كل خطوة من خطوات ومراحل البحث العلمي، وبشكل أكثر دقة يمكن تحديد أوجه استفادة الباحث من اطلاعه وعرضه للدراسات السابقة فيما يلي :


  1. تساعد الدراسات السابقة الباحث في وضع المشكلة وصياغتها بصورتها النهائية، وتحديد أبعادها ومجالاتها .
  2. تساعد الدراسات السابقة الباحث على تحديد أهدافه بشكل أكثر وضوحا، وهي الأهداف التي لم يسبق للباحثين الذين سبقوه أن حققوها، وهو ما يمكنه من تجنب ما تمت دراسته وبحثه من قبل . 
  3. تساعد الدراسات السابقة الباحث على تحديد فروضه وصياغة تساؤلاته بالصورة المناسبة والملائمة لطبيعة الدراسة التي يقوم بإجرائها .
  4. توجه الدراسات السابقة الباحث نحو اختيار المناهج والأدوات التي تتماشى مع دراسته .
  5. توفر الدراسات السابقة معلومات مهمة للباحث في طريقة تحديد مجتمع دراسته وأسلوب سحب عينته بالصورة المناسبة .
  6. ترشد الدراسات السابقة الباحث إلى اختيار النظرية الأنسب لموضوع بحثه.
  7. توفر الدراسات السابقة للباحث بيانات ومعلومات يمكنه توظيفها والاستفادة منها في دراسته .
  8. يتيح الاطلاع على الدراسات السابقة للباحث سهولة الوصول إلى المراجع والمصادر العلمية التي يحتاجها .
  9. تمكن الدراسات السابقة الباحث من "وضع البحث في إطاره الصحيح، وفي موقعه المناسب بالنسبة للبحوث الأخرى، وبيان ما سيضيفه للتراث العلمي".(٦)
  10. يمكن الاطلاع على الدراسات السابقة الباحث من" التعرف على أوجه القصور والسلبيات في الدراسات السابقة، حتى لا يتم الوقوع فيها مرة اخرى، وما هي الجوانب الايجابية حتى يستفاد منها."(٧)
  11. تنبه الدراسات السابقة الباحث إلى عدم الوقوع في ذات الهفوات والأخطاء التي اعترضت الباحثين الذين سبقوه، وتضع أمامه الصعوبات التي واجهتهم .
  12. واخيرا فإن الباحث يقوم خلال عرض نتائجه بإجراء مقارنات بين نتائج الدراسات السابقة وما توصلت إليه دراسته من نتائج، وهي عملية مهمة على الباحث أن ينتبه إليها ويوليها أهمية خاصة، حيث تدعم هذه العملية نتائج دراسته في حال الاتفاق، وتجعله يناقش أسباب وظروف الاختلاف في حالة حدوث العكس.


مصادر الحصول على الدراسات السابقة (٨)

تتعدد مصادر الحصول على الدراسات السابقة، بحيث يمكن للباحث الاستعانة بالعديد من تلك المصادر والتواصل معها، بغرض رصد الدراسات التي تقع في نطاق دراسته، وتتمثل تلك المصادر في التالي :


  1. البحوث العلمية المنشورة في المجلات المحكمة والمعترف بها من قبل المؤسسات والمراكز البحثية، وغالبا ما تتولى الجامعات وكلياتها، ومراكز البحث العلمي إصدار هذه المجلات .
  2. البحوث المقدمة والمقبولة في المؤتمرات والندوات العلمية المحكمة والمنشورة في الكتب الصادرة عن تلك المؤتمرات والندوات.
  3. رسائل الماجستير والدكتوراه التي تمت مناقشتها واجازتها من قبل الجامعات والأكاديميات والمعاهد والمؤسسات العلمية المعترف بها .
  4. البحوث والدراسات المنشورة عبر المواقع العلمية الرصينة بشبكة المعلومات الدولية "الانترنت ".


طريقة عرض الدراسات السابقة (٩)

  1. من المهم ان يولي الباحث نفس القدر من الاهتمام بكل دراسة من الدراسات السابقة التي يقوم بعرضها، فمن غير المفضل أن – مثلا – ان يخصص الباحث صفحة كاملة لعرض دراسة معينة، في حين يخصص ربع او نصف صفحة لعرض دراسة أخرى، فالمساحات المخصصة لكل دراسة من الدراسات السابقة يجب أن تكون متقاربة، وذلك حتى لا يعطي الباحث للقارئ بتفاوت أهمية ما يقوم بعرضه من دراسات .
  2. ويجب على الباحث ان يقدم عرضا مستوفيا ومركزا لكل دراسة يقوم بتقديمها، بدون إطالة أو اطناب، على ان يحتوي العرض على الآتي :
  3. عنوان الدراسة، الذي يجب أن يكتب كاملا في المتن، ثم تكتب بعد ذلك بقية بيانات الدراسة كاملة في الهامش .
  4. الهدف من الدراسة، وإذا كانت الدراسة تحتوي على عدة أهداف فيجب في هذه الحالة التركيز على أهم تلك الأهداف .
  5. المجتمع الذي أجريت فيه الدراسة، والعينة التي أخضعت للدراسة وحجمها وطريقة اختيارها وسحبها .
  6. المنهج أو المناهج التي قام الباحث باستخدامها في دراسته.
  7. الأداة أو الأدوات التي قام الباحث باستخدامها في دراسته.
  8. أهم النتائج التي تم التوصل إليها في الدراسة، وعلى الباحث هنا أن يحدد أهم النتائج وفق معيار علاقتها بدراسته، بحيث يقوم بعد ذلك واثناء عرض نتائج دراسته بالمقارنة بين ما تم التوصل إليه من نتائج، ونتائج الدراسات التي قام بعرضها . 
  9. بعد أن ينتهي الباحث من عرض الدراسات السابقة مكتملة عليه أن يقدم مناقشة علمية موضوعية لتلك الدراسات، تتضمن تحديد أوجه الاتفاق والاختلاف بينها وبين دراسته الحالية، والاضافة العلمية التي تقدمها دراسته، وموقع دراسته من تلك الدراسات، ومدى الاستفادة مما عرضه من دراسات سابقة، ومن الممكن أن تتم عملية المناقشة هذه أثناء عرض كل دراسة على حدة، بمعنى أن تتخلل المناقشة عملية العرض تلك.


موقع عرض الدراسات السابقة من بقية الخطوات 
العلمية(١٠)

يختلف الباحثون في تحديد موقع الدراسات السابقة في إطار عرض الخطوات العلمية والمنهجية للدراسة، فهناك من الباحثين من يقوم بعرضها بعد تحديد أهداف دراسته، وهناك من يقوم بعرضها بعد تساؤلات الدراسة، ويذهب البعض إلى تخصيص فصل مستقل بعد عرض الخطوات العلمية الأخرى، في حين يستعرض بعض الباحثين الدراسات السابقة في بداية الإطار المنهجي، وقبل مشكلة الدراسة .


وفي تقديري أن أنسب موقع لعرض الدراسات السابقة هو أن تأتي بعد تحديد مشكلة الدراسة مباشرة، وذلك للمبررات التالية :


  1. أن كل الخطوات اللاحقة كالأهداف والتساؤلات والمجتمع والعينة والمناهج والأدوات، وغيرها من الخطوات تتحدد وتصاغ وتوضع في صورتها النهائية بناء على ما تم الاطلاع عليه وعرضه في الدراسات السابقة، وبناء عليه فإن الترتيب المنطقي للدراسات السابقة هو أن تكون قبل كل هذه الخطوات .
  2. أن الاطلاع المعمق على الدراسات السابقة يفيد الباحث كثيرا في وضع الهيكل العام لدراسته، ويتيح له ليس فقط بناء الاطار المنهجي بشكل علمي ومتماسك، بل أيضا تحديد المعلومات والبيانات والمصادر والمراجع التي يحتاجها في دراسته، وطريقة الحصول عليها، مما يعني أن خطوة الدراسات السابقة تعد خطوة مبكرة في البحث العلمي، وبالتالي فإن موقعها الطبيعي أن تكون مباشرة بعد تحديد الباحث للمشكلة البحثية التي سيقوم بدراستها، فما أن يتم تحديد المشكلة وصياغتها في صورتها النهائية حتى ينتقل الباحث إلى مسح المكتبة العلمية والتراث العلمي للتعرف على ما كتب حول موضوع بحثه والاستفادة من جهود الباحثين السابقين في تصميم مخططه البحثي بكل تفاصيله.


ترتيب عرض الدراسات السابقة (١١)

يجب أن توضع الدراسات السابقة وتعرض وفق سياق علمي معين يتسم بالتنظيم والمنطقية، بعيدا عن العشوائية والارتجالية، وفي هذا الإطار هناك أكثر من أسلوب يمكن من خلاله ترتيب الدراسات السابقة، بعضها يعتمد على التقسيم الموضوعي، وبعضها يتم وفق متغيرات الدراسة، وبعضها وفق تاريخ انجازها، من الأحدث إلى الأقدم أو من الأقدم إلى الأحدث، والبعض يختار اسلوب التقسيم الجغرافي محلي ودولي، ويختار البعض تقسيم الدراسات السابقة وفق معيار مدى اتصالها بصورة مباشرة أو غير مباشرة بموضوع دراسته.


والتصنيف الأنسب والأصح هو الذي يستفيد من كل هذه الأساليب في العرض، مع الإعتماد في الأساس على المعيار الزمني، من الأحدث إلى الأقدم، والذي تتم في إطاره عرض الدراسات السابقة وفق التصنيفات المذكورة .


فعلى سبيل المثال يمكن تقسيم الدراسات السابقة إلى دراسات محلية، ودراسات عربية، ودراسات اجنبية، ويعرض كل من هذه الدراسات في إطاره مرتبة من الأحدث إلى الأقدم، بحيث يقوم في إطار الدراسات المحلية – مثلا –بالبدء بعرض أحدث دراسة استطاع الحصول عليها، ثم التي تليها، إلى أن يصل إلى أقدم دراسة، وهكذا مع بقية الدراسات العربية والأجنبية .


أو ان يقوم بتقسيمها موضوعيا، وهذا يتم عندما يكون للدراسة أكثر من بعد، فدراسة – مثلا – حول العنف التلفزيوني وتأثيره على الأطفال لها شقين، الأول حول العنف في التلفزيون، والثاني يتعلق بتعرض الأطفال للتلفزيون، بحيث تصنف الدراسات السابقة تحت هذين الشقين، على أن ترتب كل منها زمنيا من الأحدث إلى الأقدم.


وقد يتساءل البعض عن سبب الإصرار عن الترتيب من الأحدث إلى الأقدم، وليس من الأقدم إلى الأحدث، والمبرر الذي نقدمه هنا هو أنه من الصعب جدا على الباحث أن يحدد دراسة معينة ويقدمها لنا على أنها الأقدم في الموضوع الذي يبحث فيه، فنقطة القدم غير متناهية، ومن الصعب تحديدها، وعلى العكس من ذلك يكون أيسر على الباحث أن يحدد البحوث الأحدث لينطلق منها.


الأخطاء التي يقع فيها الباحثون في عرض 
الدراسات السابقة (١٢)

من الممكن أن يقع بعض الباحثين خاصة الجدد منهم، والذين يفتقرون إلى الخبرة والكفاءة في العديد من الأخطاء، التي من شأنها أن تشكل خللا منهجي في طريقة عرض الدراسات السابقة، ويمكن إجمال تلك الأخطاء في الآتي:


  1. اعتماد بعض الباحثين في عرض الدراسات السابقة على بعض الملخصات المتاحة لها دون العودة إلى الدراسة بأكملها، مما يجعل الباحث غير ملم بصورة كاملة بالدراسة، وبالتالي تقديم معلومات ناقصة، وقد تكون مغلوطة وغير دقيقة احيانا .
  2. الاهتمام بالكم أثناء عرض الدراسات السابقة، حيث يلجأ بعض الباحثين إلى عرض أكبر عدد من الدراسات بغض النظر عن مدى صلتها أو عدم صلتها بشكل مباشر مع الدراسة التي يقوم بإنجازها، وبالتالي يقع اولئك الباحثين في فخ عرض دراسات لا علاقة لها بموضوع الدراسة، الأمر الذي يعرضهم إلى الكثير من الانتقادات .
  3. تقديم معلومات ناقصة، حيث يكتفي بعض الباحثين بتقديم فقط بعض المعلومات الأساسية كاسم الباحث، وعنوان البحث، ومكان نشره، دون التطرق إلى البيانات التي يجب تناولها أثناء عرض الدراسات السابقة .
  4. عدم التعرض لمواطن القصور في الدراسات السابقة، واوجه اختلافها وتوافقها مع الدراسة التي يقوم الباحث بأجرائها، وعدم القدرة على توجيه النقد العلمي لها .
  5. عدم الاستفادة مما توصلت إليه الدراسات السابقة من نتائج في عقد مقارنات تبين أوجه الاتفاق والاختلاف بينها وبين الدراسة التي يقوم الباحث بأجرائها.


لتصفح أو تحميل هذا البحث pdf: أضغط هنا 


قائمة المراجع:


١- احمد سليمان، تقنيات ومناهج البحث، الاسكندرية، منشأة المعارف، 2002م، ص 81.


٢- مسعود حسين التائب، البحث العلمي وقواعده - إجراءاته - مناهجه، المكتب العربي للمعارف، 2018، ص 205.


٣- مسعود حسين التائب، مرجع سابق، ص 206.



٤- رفعت غريب ابوالعلا، زينب هارون التارقي، أساسيات الكتابة العلمية، طرابلس، اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام، 2008م، ص20.


٥- ابوالنجا محمد العمري، أسس البحث في الخدمة الاجتماعية، الإسكندرية، المكتب العلمي للنشر والتوزيع، 1999م، ص 138.


٦- فوزي غرايبه وأخرون، اساليب البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والانسانية، ط3 ،عمان، وائل للنشر والتوزيع، 2002م، ص 28.


٧- حمد شفيق، البحث العلمي – الخطوات المنهجية لإعداد البحوث الاجتماعية، القاهرة، المكتب الجامعي الحديث، 2005م، ص 12.


٨- مسعود حسين التائب، مرجع سابق، ص 212،211.


٩- المرجع السابق، ص 213،212.


١٠-  المرجع السابق، ص 214،213.


١١-  المرجع السابق، ص 215،214.


١٢-  المرجع السابق، ص 216،215.



reaction:

تعليقات