القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

أدوات البحث العلمي- الأستبيان - المقابلة - الملاحظة

أدوات البحث العلمي- المقابلة- الأستبيان - الملاحظة

إذا كان المنهج هو الطريقة المستخدمة في البحث العلمي، فإن الأداة هي الوسيلة التي يقوم الباحث من خلالها بجمع البيانات والمعلومات عن المشكلة البحثية، وأدوات البحث متعددة وكثيرة، والباحث هو الذي يحدد الأداة المناسبة لبحثه وفق طبيعة المشكلة البحثية واهداف وتساؤلات الدراسة وفروضها، حيث تتدخل هذه جميعا في تحديد نوع الأداة أو الأدوات المناسبة لجمع البيانات، وبذلك فإننا لا نستطيع الجزم بان أداة بحثية معينة هي افضل من غيرها أو أهم من غيرها، إلا في اطار كل مشكلة بحثية على حدة، بمعنى ان هناك شروطا علمية موضوعية هي التي تجعل أداة بحثية اهم من غيرها لبحث معين وفي ظرف معين، أما غير ذلك فإن لكل أداة مزاياها وعيوبها، التي تجعلها صالحة لبحث ما وغير صالحة لبحث أخر .. وهكذا .


وتتحدد أدوات جمع البيانات وفقا لطبيعة المنهج المستخدم، فالمنهج المسحي مثلا يحتاج إلى الاستبيان أو المقابلة، أما المنهج التجريبي فإنه يحتاج أساسا إلى الملاحظة المقصودة وليس الملاحظة المجردة، أما المنهج التاريخي فيحتاج إلى الوثائق المكتوبة أو المطبوعة أو الالكترونية، ويحتاج منهج دراسة الحالة بالدرجة الاولى إلى الملاحظة، ثم المقابلة (١).

 

وتتمثل هم ادوات البحث العلمي في: الاستبيان، والمقابلة، والملاحظة العلمية، وتحليل المضمون، والوثائق، وهذه الأخيرة تم تناولها بالتفصيل عند تناول المنهج التاريخي، وبالتالي فإننا سوف نتناول هنا فقط كل من الاستبيان، والمقابلة، والملاحظة العلمية، وذلك كالتالي:

أدوات البحث العلمي- الأستبيان - المقابلة - الملاحظة

أولا: الاستبيان

الاستبيان هو أحد أكثر أدوات البحث العلمي استخداما في الدراسات الاجتماعية والإعلامية والتربوية والادارية، وهو من الأدوات البحثية المهمة التي لا غنى عنها للباحثين في هذه العلوم بهدف جمع المعلومات والبيانات من الأشخاص المبحوثين، والخروج بتصورات ونتائج بما يخدم اغراض البحث ويحقق أهدافه ويجيب على تساؤلاته .


ويعرف الاستبيان بأنه " أداة لجمع المعلومات المتعلقة بموضوع البحث عن طريق استمارة معينة تحتوي على عدد من الأسئلة مرتبة بأسلوب منطقي مناسب يتم توزيعها على أشخاص معينين لتعبئتها"(٢)، كما يعرف الاستبيان بأنه "قائمة مكتوبة مسبقا تتضمن عدد من الأسئلة ليفوم الأفراد موضوع البحث بالإجابة عليها"(٣)، والاستبيان أيضا هو "عبارة عن مجموعة من الأسئلة المصممة للتوصل من خلالها للحقائق التي يهدف إليها البحث"(٤)، ولعل التعريف الأكثر وضوحا هو أن الاستبيان "مجموعة من الأسئلة توجه أو ترسل أو تسلم إلى الأشخاص الذين تم اختيارهم لموضوع الدراسة ليقوموا بتسجيل إجاباتهم عن الأسئلة الواردة به وإعادته إلى الباحث"(٥).



أما في المعجم الوسيط فقد جاء الاستبيان بمعنى ظهر واتضح، والشيء استوضحه وعرفه(٦)، وورد في قاموس علم الاجتماع أن الاستبيان هو "شكل من أشكال البحث يستخدم فيه مجموعة من الأسئلة حول موضوع معين، وعادة ما يستخدم الاستبيان عندما يكون المستجوب متعلما، حيث يطلب منه أن يكتب بنفسه الإجابة على هذه الأسئلة، وقد يستخدم احيانا في حالة المستجوب غير المتعلم، حيث يقوم الباحث بتدوين إجابته نيابة عنه، ومن الضروري أن تحمل الأسئلة نفس المعنى الحقيقي والمقصود بالنسبة لكل المجيبين .. ويجب أن توضع الأسئلة بنفس النظام ونفس الكلمات"(٧)، وجاء في معجم العلوم الاجتماعية بأن الاستبيان هو "وسيلة تستخدم لجمع المعطيات أو الحقائق او البيانات من عدد معين من الأفراد بصدد مسألة من المسائل أو موضوع من الموضوعات بقصد التعرف على واقعها، وأفكار هؤلاء الأفراد عنها او أراءهم فيها او مواقفهم منها، ثم تحلل هذه المعطيات أو الحقائق أو البيانات بعد تصنيفها ليتسنى للباحث تفسيرها"(٨).



ويرى وولف (WOLF)ان الاستبيان يقوم على ثلاثة افتراضات تتعلق جميعها بالمبحوث، وهي كالتالي : 


  1. أن المبحوث قادر على قراءة وفهم اسئلة الاستمارة .
  2. أن المبحوث يمتلك كافة المعلومات التي تمكنه من الإجابة على أسئلة الاستمارة .
  3. أن المبحوث يمتلك الارادة للإجابة على الأسئلة المقدمة له.(٩)


ويمكننا تعريف الاستبيان بأنه أداة لجمع البيانات، تعد من خلال استمارة تتضمن عدد من الأسئلة المكتوبة، توضع بشكل محكم من قبل الباحث، وتدور حول موضوع محدد، وذلك وفقا لطبيعة المشكلة البحثية، وبما يكفل تحقيق أهداف البحث ويجيب على تساؤلاته، ، وتسلم إلى مجموعة من الأشخاص المحددين للحصول على آرائهم والتعرف على اتجاهاتهم حول ذلك الموضوع(١٠).


أنواع الاستبيان

يمكن تقسيم الاستبيان إلى ثلاثة أنواع، وذلك وفقا لطريقة عرض الأسئلة والخيارات التي تتيحهاللمبحوثين للإجابة عليها، وذلك كالتالي : 


1- الاستبيان المغلق أو المقفل

"وهو الذي تكون اسئلته محددة الإجابات، مثل: نعم أو لا، أو: أوافق أو لا اوافق، أو: قليلا أو كثيرا، أو ضع اشارة صح امام الإجابات التي تختارها، وما شابه ذلك، وقد يتضمن الاستبيان اختيار بديل واحد من بين عدة بدائل جاهزة ومحددة للمستجيب"(١١)، وقد يترك المجال أمام المبحوث ليختار أكثر من إجابة، وذلك وفقا لطبيعة كل استبيان، والهدف من السؤال، وفي كل الأحوال فإن الباحث يطرح السؤال ثم يذيله بعدد من الإجابات المتوقعة، ويترك المجال للمبحوث في أن ينتقي منها ما يراه مناسبا وما يتوافق مع رأيه واتجاهه، وفي كل الأحوال فإن المبحوث هنا مقيد بإجابات محددة ومقترحة من قبل الباحث بطريقة لا يستطيع الخروج عنها.


ومن مزايا هذه النوعية من الاستبيانات انها سهلة الترميز والتحويل إلى أرقام، وقليلة التكلفة والوقت المستغرق في الإجابة عليها، إلا أن المشكلة الأساسية فيها هي عملية بناؤها بالطريقة العلمية الصحيحة، والتي تمكن الباحث بشكل لا لبس فيه من استخراج الإجابات المطلوبة(١٢).


2- الاستبيان المفتوح

وهو الاستبيان الذي لا يضع إجابات محددة للمبحوث على الأسئلة التي يتضمنها، بل يتركه يدون اجاباته على كل سؤال وفق ما يراه، وكمثال على ذلك السؤال التالي: ما الصحف العربية التي تفضل قراءتها؟، ولا يضع الباحث هنا أي اقتراحات، ولا يتدخل في تقديم خيارات محتملة للمبحوث حول أسماء تلك الصحف، ولكن يتركه يكتبها بنفسه .


ومن مزايا الاستبيانات المفتوحة "انها تتيح للمبحوث وقتا كافيا للتفكير والكتابة بخصوص رأيه الكامل نحو موضوع السؤال، كما تسمح للمبحوث بالتعبير عن نفسه باللغة التي يرتاح إليها، وبناء عليه فإن الصدق في الاجابات يمكن الاعتماد عليه إلى حد كبير وخاصة في تفسير أراء المستجيبين الحقيقية وانماط شخصياتهم .. وفي المقابل فإن من عيوب هذا النوع من الأسئلة هي الصعوبة التي تواجه الباحث في تصنيف الإجابات، وطريقة عرضها وتفسيرها، كما ان بعض الاجابات قد تكون غامضة، زد على ذلك التكلفة المادية والوقت الكثير الذي يضيع في تصميم هذا النوع من الاستبيانات"(١٣).



3–الاستبيان المغلق المفتوح

يجمع هذا النوع من الاستبيانات بين النوعين السابقين، فهو يتضمن عدد من الأسئلة المفتوحة، كما يتضمن في ذات الوقت عدد من الأسئلة المغلقة، وعادة ما يجمع الباحثون خلال تصميم استبياناتهم بين هذين النوعين، فتعد بعض الأسئلة بالطريقة المغلقة، وبعضها الأخر بالطريقة المفتوحة، ومن مزايا هذا النوع من الاستبيانات ما يوفره من مرونة تمكن الباحث من ان يختار الطريقة التي يراها مناسبة للحصول على البيانات والاجابات المتعلقة بكل سؤال، حيث تتطلب بعض الأسئلة افساح المجال للمبحوث ليجيب بطريقة غير موجهة وبدون اقتراحات منه، في حين تتطلب طبيعة بعض الأسئلة الأخرى ان يضع الباحث مجموعة من الخيارات كإجابات لينتقي المبحوث منها الاجابة المناسبة .


وقد تصاغ بعض الأسئلة بطريقة تجمع بين كونه سؤال مقفل ومفتوح في ذات الوقت، وكمثال على ذلك عندما يذيل السؤال بعدد من الاجابات المقترحة من قبل الباحث، ثم يمنح المبحوث إضافة ما يره مناسبا من خلال خيار: أخرى تذكر، بمعنى أي إجابة أخرى إجابة أخرى غير تلك المحددة من الباحث. 


 ويتيح هذا النوع من الاستبيانات للباحث مجالا أوسع للاستفادة من المزايا التي يوفرها كل من النوعين السابقين، ويحد بالتالي من حجم العيوب المترتبة على الاقتصار على استخدام نوع واحد فقط من النوعين المذكورين.



ويضيف بعض المتخصصين نوع أخر من الاستبيانات يسميه الاستبيان المصور، وان كان في حقيقته لا يخرج عن أحدى الأنواع الثلاثة السابقة، وذلك بغض النظر عن الشكل الذي قدم به، "حيث يعمد بعض الباحثين إلى تقديم استبياناتهم على شكل رسوم أو صور بدلا من عبارات مكتوبة، ويعتبر هذا النوع من الاستبيانات أداة مناسبة لجمع البيانات من الأطفال ومن الكبار ضعيفي القدرة على القراءة، وتتضمن مثل هذه الاستبيانات تعليمات شفوية بديلة عن التعليمات الكتابية، ومن مزايا الاستبيان المصور الجاذبية التي توفرها الصور للمبحوثين، واثارة اهتمام المستجوبين والتقليل من مقاومتهم، وعرض مواقف لا تعرض بالوصف اللفظي، وكشف الاتجاهات والحصول على معلومات لا يمكن الحصول عليها بطرق أخرى، أما عيوب الاستبيان المصور فهي اقتصار استخدامه على مواقف تتضمن خصائص بصرية يمكن تمييزها وفهمها، وصعوبة تقنينها"(١٤).


مزايا الاستبيان 

للاستبيان عدد من المزايا التي تجعل منه أداة مهمة للحصول على البيانات والمعلومات التي يريد الباحث الحصول عليها من المبحوثين، حيث يتمتع الاستبيان بالمزايا التالية(١٥): 


  1. يسمح بمدى توزيع أوسع للعينة مقارنة بطريقة إجراء المقابلات .
  2. يوفر فرصة للأفراد لكي يعطوا إجابات صريحة وبدون ذكر الأسماء .
  3. يساعد على توفير في الجهد، حيث تستخدم أداة واحدة يتم نسخها وتوزيعها على عدد كبير من الأفراد، والحصول على كم هائل من المعلومات .
  4. يمكن تصميمه بحيث يكون من السهل نسبيا جمع البيانات الكمية وتحليلها .
  5. يمكن تصميمه لجمع معلومات أساسية تتعلق بالأفراد، إضافة إلى البيانات التي يصعب الحصول عليه .
  6. يساعد على جمع كم كبير من البيانات في فترة زمنية وجيزة.
  7. يتيح جمع معلومات متبصرة في الدراسات الاستكشافية حول مسألة أو موضوع غير مستكشف نسبيا . 
  8. يمكن استكماله في أوقات فراغ الأفراد ضمن مهل زمنية يحددها الباحث بدون التطفل عليهم .
  9. يساعد في جمع المعلومات الموضوعية فيما يتعلق بالأسئلة الخاصة.



عيوب الاستبيان 

رغم أهمية الاستبيان كأداة أساسية في جمع البيانات، إلا ان هذه الأداة لها بعض من العيوب التي يمكن تحديدها في الآتي :


  1. ارتفاع نسبة الاستمارات المفقودة.
  2. عدم امكانية العودة إلى المبحوثين إذا تطلب الأمر ذلك .
  3. قد يؤدي إلى ملل المبحوثين إذا كانت الأسئلة مطولة ومبهمة.
  4. إهمال المبحوثين للأسئلة الغامضة.(١٦)
  5. الأسئلة ذات الصياغة السيئة أو الموجهة قد تثير حفيظة الأفراد.
  6. قد يكون من الصعب أحيانا التثبت من دقة إجابات الاستفتاء بل قد يكون ذلك مستحيلا .
  7. لا يمكن تصميم معظم الاستبيانات لكي تكشف الأسباب او الدوافع التي تقف وراء ميول الأفراد أو معتقداتهم أو تصرفاتهم .
  8. قد تكون هناك كراهية لدى بعض الأفراد للاستبيانات البريدية بصرف النظر عن الغرض من الأداة الموزعة أو نوعيتها .
  9. بما ان الأفراد المتشبثين بآرائهم يرجح ان يجيبوا على الاستفتاء أكثر من غيرهم فقد يؤدي استخدام الاستفتاء إلى انحياز ضد الممتنعين عن الإجابة .
  10. يحول دون الاتصال الشخصي بالأفراد، وربما يتسبب في جعل الباحث يحصل على معلومات غير كافية حول المشاركين في الدراسة .
  11. عندما يكون الاستفتاء غير شخصي فقد لا يثير أحاسيس المستفتي، وبالتالي قد يؤدي إلى الحصول على إجابات غير صحيحة.(١٧)
  12. قد يحتاج تطبيق الاستبيان إلى فريق عمل كبير خاصة إذا كان يستهدف قطاعات جغرافية متباعدة، وهو ما يزيد من حجم التكلفة المالية .
  13. عدم جدية الكثير من المبحوثين، وبالتالي عدم تعاونهم مع الباحثين، مما يترتب عليه تراجع الثقة في إجاباتهم.
  14. توجس الكثير من المبحوثين من الاستبيانات والنظر إليها بأنها وسيلة استخباراتية للحصول على معلومات تخصهم .
  15. يحتاج تطبيق الاستبيان في بعض الدول إلى قائمة طويلة من الموافقات الأمنية مما يعد نوع من التضييق على الباحثين.


طريقة تقديم الاستبيان 

يتم تقديم الاستبيان بإحدى الطريقتين التاليتين:(١٨)


أ- عن طريق البريد

ويشمل ذلك البريد العادي، والبريد الالكتروني عن طريق شبكة المعلومات الدولية، ومن مزايا هذه الطريقة :


  1. وصولها إلى الكثير من الناس في مناطق واسعة ومتفرقة .
  2. سرعة الوصول وسهولته وقلة التكلفة .


أما عيوب هذه الطريقة فهي


  1. عدم عودة الرد بشكل سريع .
  2. إمكانية أن تؤدي الردود الجزئية إلى تحيزات تجعل البيانات التي نحصل عليها لا فائدة منها .
  3. الاختلاف الكبير بين المستجيبين وغير المستجيبين في مواصفات معينة ممثلة بآرائهم في الإجابة على الأسئلة، ومن ثم فإن هذه البيانات قد تغير من نتائج الدراسة تغييرا جوهريا.


ب- عن طريق الاتصال المباشر أو المواجهي

تتم هذه الطريقة من خلال توجه الباحث شخصيا إلى المستفتين، حيث يقدم لهم الاستبيان، ومن مزايا هذه الطريقة:


  1. قدرة الباحث على شرح هدف البحث ومغزاه .
  2. توضيح الباحث لبعض النقاط للمستجيب .
  3. الإجابة على الأسئلة التي تتم اثارتها .
  4. استثارة دوافع المستفتين للإجابة على الأسئلة بعناية وصدق .
  5. الحصول على عدد أقل من الاستجابات الجزئية، وحالات رفض الاجابة.


اما عيوب هذه الطريقة فتتمثل في 


  1. أنها مكلفة على صعيد الوقت والجهد والمادة .
  2. صعوبة تجميع كل المبحوثين في وقت ومكان واحد معا.


خطوات اعداد الاستبيان 

يمر الاستبيان بعدة مراحل حتى يكون جاهزا للتطبيق، وعلى الباحث ان ينتبه إلى أهمية كل مرحلة من تلك المراحل، وان يولي كل منها العناية اللازمة حتى يخرج الاستبيان في صورته النهائية بالطريقة المناسبة التي تحقق أهداف البحث، وتتمثل تلك الخطوات في: 


1- وضع المحاور الأساسية للاستبيان 

يبدأ الباحث هنا بوضع مخطط عام للاستبيان يحدد فيه المحاور التي يرى انه يجب ان تتضمنها الاستمارة، حيث ان هذه المحاور هي التي ستحدد بعد ذلك نوعية الأسئلة التي يجب ان يحتويها كل محور، وترتيبه في القائمة العامة لأسئلة الاستمارة، وتعد هذه الخطوة أساسية، حيث تمكن الباحث من التوجه مباشرة إلى الجوانب التي يجب ان يركز عليها ويعالجها الاستبيان، والتي ستدور كل الأسئلة في فلكها.


والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: من أين تستمد تلك المحاور شرعيتها، وكيف يتعرف عليها الباحث حتى يحددها بدقة؟ وللإجابة على هذا السؤال فإن على الباحث ان يعيد قراءة مشكلته البحثية أكثر من مرة، وان يخرج بسؤال رئيسي ومحدد وكبير تسعى المشكلة للإجابة عليه، ومن ثمة تفكيك هذا السؤال إلى عدد من الأسئلة الفرعية، ثم يستمر بعد ذلك في تفكيك تلك الأسئلة الفرعية إلى اسئلة أخرى أكثر تفصيل، ان ذلك سوف يساعد الباحث على تلمس الطريق الذي يجب يسير فيه للوصول إلى إجابات مقنعة تساعده في حل مشكلته البحثية التي انطلق منها، حيث تمثل كل تلك الأسئلة المحاور التي يقوم عليها الاستبيان، وبالتالي فإن محاور الاستبيان هي انعكاس للمشكلة البحثية للدراسة .

 

ويرى بعض المتخصصين انه "من المفيد توفير مجموعات تركيز تناقش الأسئلة بصيغة غير منتظمة، ويقصد بها قيام الباحث بجمع مجموعات صغيرة من خمس إلى عشرة أشخاص يمثلون مجتمع الدراسة بغية مناقشة الموضوعات التي يشملها المسح، ويعمل رئيس حلقة النقاش على إدارة الحوار ويقوم بتوجيه أسئلة لإيضاح التعليقات، وتساعد نقاشات مجموعات التركيز الباحث على فهم الكيفية التي يتحدث بها الناس عن قضايا المسح، مما يساعد في اختيار المفردات وصياغة الأسئلة، وغالبا ما يكون بوسع مجموعات التركيز اقتراح قضايا واهتمامات ووجهات نظر حول موضوع معين لم يأخذه الباحث في الاعتبار"(١٩).



2- اعداد مخطط مبدئي لأسئلة الاستبيان 

بعد وضع المحاور الأساسية للاستبيان يتجه الباحث مباشرة إلى وضع مخطط مبدئي لأسئلة الاستبيان، يشتمل على تحديد نوعية ومجالات الأسئلة في كل محور، والموضوعات التي يجب ان تطرقها وتدور حولها الأسئلة، حيث يساعد هذا المخطط على تلمس الباحث لعناصر مشكلته البحثية لضمان تغطية جميع جوانبها من خلال استمارة الاستبيان، وبالتالي فإن على الباحث وهو يضع مخططه هذا ان ينتبه إلى ضرورة ان تضم الاستمارة كافة الأسئلة التي لها علاقة بالمشكلة التي يقوم بدراستها.


3- تحديد نوعية الأسئلة المطلوبة 

حيث يقوم الباحث هنا باتخاذ القرارات المتعلقة بنوعية الأسئلة التي يجب أن تتضمنها الاستمارة، من حيث كونها اسئلة مفتوحة تترك المجال للمبحوث للاستطراد في إجابته دون تقييده بإجابات مقترحة من قبل الباحث، أو مغلقة بحيث يتضمن كل سؤال عدد محدد من الاجابات يختار المبحوث من بينها ما يراه مناسب، أم أن الاستمارة تجمع بين النوعين السابقين، وعلى الباحث هنا أن يتخذ قراره وفق اعتبارات علمية وبما يخدم ويحقق أهداف الدراسة، ويجيب على تساؤلاتها، ويتحقق من فروضها(٢٠).



4- صياغة اسئلة الاستبيان 

بعد ان يكون الباحث قد تجاوز الخطوات السابقة يتحول إلى صياغة اسئلة الاستبيان في صورتها شبه النهائية، وفقا للشروط والضوابط والمعايير العلمية المحددة التي يجب ان يلتزم بها أثناء كتابة تلك الأسئلة، ومن ثمة توزيعها على المحاور التي قام بتحديدها كل حسب محوره، وعلى الباحث هنا ان ينتبه إلى عدد من الامور، حيث عليه ان يعي بالتحديد أبعاد المشكلة البحثية، والهدف منالدراسة التي يقوم بها، وان يكون على دراية تامة بخصائص الجمهور المستهدف بالدراسة وخاصة من حيث المستوى التعليمي، معاييره الثقافية، ودرجة معرفته بالموضوع الذي تدور حوله اسئلة الاستبيان، وان يكون مدرك تماما لما عليه ان يضعه من اسئلة.



5- تحكيم الاستبيان 

في هذه المرحلة يقوم الباحث بإحالة الاستبيان الذي قام بإعداده إلى المتخصصين والخبراء المشهود لهم بالكفاءة والمقدرة والخبرة العلمية في الحقل العلمي الذي ينتمي إليه بحثه، حيث يتولى المحكمون مراجعة الاستبيان وتقييمه وإبداء الملاحظات العلمية حوله، وتحديد ما يجب حذفه أو تعديله أو إضافته، وعادة ما يتكون المحكمون من فئتين هما: المتخصصون في المجال العلمي الذي يدرسه الباحث، ويفضل ان يكونوا من اصحاب الدرجات العلمية العليا، وممن لهم خبرة وتجربة في المجال البحثي، اما الفئة الثانية فهم من أساتذة مناهج البحث العلمي، وهم الأساتذة الذين يقومون بتدريس مناهج وطرق البحث العلمي في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، حيث يمتلك هؤلاء خبرة نظرية وتطبيقية تمثل نتاج سنوات ممارستهم العلمية، وبالإضافة إلى هاتين الفئتين من الأساتذة يستحسن عرض استمارة الاستبيان كذلك على أحد اساتذة الاحصاء، الذي سيرشد بدوره الباحث ويساعده في تقنين استمارته وضبطها بما يمكنه بعد ذلك من استخدام الأساليب والمعامل والمقاييس والاختبارات الاحصائية المناسبة لطبيعة دراسته .



6- تجريب الاستبيان 

من المهم ان يقوم الباحث بعد الانتهاء من وضع الاستمارة بتجريبها على عينة محدودة وصغيرة من العينة التي سيتم تطبيق الاستمارة عليها، وذلك لغرض التأكد من وضوح الاستمارة، ومدى قدرة المبحوثين على استيعاب وفهم اسئلتها، ولا بأس من فتح حوار مع تلك العينة للاستفادة من ملاحظاتهم والاسترشاد بها .


7- ادخال التعديلات النهائية على الاستبيان 

يتم في هذه المرحلة تجميع كافة الملاحظات التي يتم ابدائها حول الاستمارة من الاطراف المختلفة، ومن ثمة تعديل أو حذف أو زيادة ما يتطلب التعديل أو الحذف أو الزيادة.


8- طباعة الاستبيان ووضعه في صورته النهائية 

بعد ادخال التعديلات النهائية على اسئلة الاستمارة وفق ما تم التأكيد عليه في النقطة السابقة، يقوم الباحث بوضع استمارة الاستبيان في صورتها النهائية وذلك قبل الشروع في توزيعها على المبحوثين من عينة الدراسة، وفي هذه المرحلة يجب ان ينتبه الباحث إلى ما يلي:


أ- كتابة عنوان البحث، وأسم الباحث وصفته، واسم المؤسسة التي ترعى البحث سواء كانت جامعة أو مركز بحثي، أو غير ذلك على الصفحة الخارجية للبحث .


ب- تخصيص الصفحة الثانية من استمارة الاستبيان لكتابة بعض العبارات الموجهة للمبحوثين، يؤكد من خلالها على أهمية تعاونهم في الإجابة على اسئلة الاستبيان، وعلى أهمية ما سيدلون به من معلومات لاستكمال الدراسة التي يقوم بها الباحث، وان كل المعلومات التي سيدونونها ستكون موضع السرية المطلقة، ولن تستخدم إلا في البحث العلمي فقط، وعلى الباحث هنا ان ينتقي الكلمات المناسبة التي من شأنها ان تدفع المبحوثين للتعاون معه، كأن يقول مثلا: (نظرا لما تتمتعون به من خبرة وكفاءة ودراية فقد وقع عليكم الاختيار لإجراء هذه الدراسة..)، وعلى الباحث ان يشعر المبحوثين بان دورهم في انجاز الدراسة على درجة كبيرة من الأهمية، كما عليه ان ينتقي ايضا وبعناية فائقة كلمات الشكر والعرفان على تعاونهم ، حيث سيساعد كل ذلك على تعاون المبحوثين مع الباحث من خلال اجاباتهم الصريحة والصادقة.


ت- من المهم جدا ان تبدأ الصفحة الثالثة التي تتضمن بداية الاستبيان بتوجيه من الباحث للمبحوثين نحو ما هو مطلوب منهم بالضبط في التعامل مع اسئلة الاستبيان، كوضع علامة صح أمام الاجابة التي يرونها مناسبة، أو ان يقوموا بتضليل المربع الواقع امام الاجابة التي يختارونها، أو أية علامة يقوم الباحث بتحديدها ويشير على المبحوثين ان يستخدمونها حول الاجابة التي تتفق وآرائهم.


ح- في حالة وجود خيارات أو إجابات متعددة للسؤال الواحد على الباحث ان يحدد هل المطلوب من المبحوث هو اختيار إجابة واحدة فقط، أم انه بإمكانه ان يختار أكثر من إجابة واحدة، أو ان يقوم بترتيب الاجابات، وعلى الباحث ان يدون ذلك عقب السؤال مباشرة، وذلك حتى يكون المبحوث على بينة مما هو مطلوب منه بالضبط.



خ- من المستحسن ترك البيانات الشخصية، كالعمر والدخل والجنس، وغير ذلك إلى نهاية الاستمارة، أي بعد ان يكون المبحوث قد أكمل الاجابة على اسئلة الاستبيان .


د- على الباحث وهو يقوم بطباعة الاستبيان ووضعه في صورته النهائية ان يحرص على ان تكون لغته سليمة خالية من العيوب، وان يتجنب الأخطاء الاملائية.


9- تطبيق الاستبيان 

بعد الانتهاء من كافة الخطوات والمراحل السابقة، وإعداد الاستبيان وطباعته ومراجعته ووضعه في صورته النهائية يشرع الباحث في توزيع الاستبيان على العينة المختارة للدراسة، ويتم ذلك إما بصورة مباشرة بحيث يقوم الباحث بنفسه أو من يختاره من الفريق البحثي الذي يعمل معه بالتوجه مباشرة إلى المبحوثين والقيام بعملية التوزيع، أو ان يقوم بإرساله عبر البريد العادي أو الالكتروني إلى الأشخاص المستهدفين بالبحث.


معايير الاستبيان الناجح 

من المهم جدا ان يولي الباحث الاهتمام المناسب بالاستبيان اثناء وضعه في شكله النهائي، فهو الأداة التي سيتم من خلالها جمع البيانات من المبحوثين، وبالتالي فإن أي ضعف أو خلل في هذه الاستمارة سوف ينعكس سلبا على نوعية ومصداقية البيانات التي سيتم الحصول عليها، وبالتالي فإن من شأن ذلك ان يقود إلى نتائج مضللة، لذا فإن على الباحث ألا يتعجل في تقديم استمارة الاستبيان وتوزيعها على المبحوثين إلا بعد مراجعة وتمحيص وتدقيق لكل الجوانب التي يتضمنها، حتى يضمن توفر عوامل النجاح المطلوبة والمتمثلة في الحصول على إجابات حقيقية ومعبرة عن آراء وتوجهات المبحوثين حول مشكلة الدراسة .. لذلك كله فمن المهم جدا ان يضع الباحث في اعتباره عدد من الأمور والشروط التي عليه الالتزام بها خلال وضعه للاستبيان ، والتي تتمثل في:


  1. يجب أن يضع الباحث اسمه وعنوانه وصفته وعنوان البحث على صفحة الغلاف للاستبيان، وذلك حتى يتعرف المبحوثين على الباحث ويطمئنون إليه، فعدم وجود هذه البيانات التي هي بمثابة تعريف بالباحث من شأنه أن يخلق حالة من الشك والريبة والتوجس لدى المبحوثين تقود إلى عدم التعاون مع الباحث .
  2. على الباحث أن يضع تصميم مبدئي لاستمارة الاستبيان توضح المحاور التي يجب أن يتضمنها، وبالتالي فإن كل مجموعة من الأسئلة المتشابهة يجري تبويبها تحت محور معين يتناسب معها .
  3. يجب على الباحث أن يشير في بداية الاستبيان إلى ما يلي: (أ) الغرض من البحث الذي يجريه .(ب) ان يتعهد للمبحوثين بان البيانات التي سيدلون بها من خلال الاستمارة سرية وسوف لن تستخدم إلا لأغراض البحث العلمي فقط، وذلك بهدف طمأنة المبحوثين . (ت) ان يشعر المبحوثين بأهميتهم وبان اختيارهم يعود إلى تمتعهم بقدرات معينة تجعلهم أكثر دراية ومعرفة بالموضوع الذي يدور حوله الاستبيان. (ث) ان نجاح البحث يعتمد على تعاون المبحوثين، واختيارهم للإجابات التي تعبر فعلا عن آرائهم الحقيقية، وبالتالي فإن دورهم مهم في نجاح الاستبيان من عدمه، حيث من شأن كل ذلك ان يحفز المبحوثين على التعاون مع الباحث. 
  4. يجب على الباحث أن يجري دراسة استطلاعية مبدئية على عينة صغيرة من المبحوثين لمعرفة مدى قدرتهم على استيعاب وفهم اسئلة الاستبيان .
  5. يجب على الباحث أن يشير في مقدمة الاستبيان إلى الطريقة المطلوبة من المبحوثين للإجابة على الاستمارة سواء كانت وضع علامة معينة، أو بالتظليل او غير ذلك.
  6. يجب البدء بالأسئلة السهلة غير المعقدة والتي لا تحتاج إلى وقت أو جهد ذهني للإجابة عليها، ومن ثمة الانتقال إلى الأسئلة الأصعب .
  7. يجب أن تكون جميع أسئلة الاستبيان لها علاقة بمشكلة الدراسة، وعلى الباحث أن يحذف أية أسئلة لا تضيف لموضوع دراسته شيء .
  8. على الباحث أن يستخدم الكلمات والجمل السهلة والمفهومة، والتي لا تقبل أكثر من معنى، وأن يتجنب استخدام المصطلحات المعقدة التي قد تحتاج إلى قواميس لفهمها، حيث من شأن استخدام الكلمات والمصطلحات الغامضة أن يربك المبحوث ويؤثر على اجاباته .
  9. يجب على الباحث أن يتعرف على مستوى المبحوثين وقدراتهم العلمية والذهنية والمعرفية، حتى يتمكن من صياغة استبيانه وفق ما هو متاح لهم من قدرات .
  10. يجب على الباحث تجنب استخدام الأسئلة المركبة التي تتضمن أكثر من سؤال واحد حتى لا يربك المبحوث .
  11. يجب صياغة أسئلة الاستبيان بإحكام وبلغة رصينة سهلة يمكن فهمها واستيعابها من القراءة الأولى، بحيث لا يضطر المبحوث إلى إعادة قراءتها أكثر من مرة.
  12. يجب الاختصار غير المخل في عدد الكلمات المستخدمة في كل سؤال، والابتعاد عن الأسئلة الطويلة .
  13. التركيز قدر الإمكان على الأسئلة المغلقة التي توفر الوقت والجهد لكل من الباحث والمبحوث في نفس الوقت، وتجنب استخدام الأسئلة المفتوحة إلا بالقدر الضروري .
  14. يجب أن تتضمن إجابات أسئلة الاستبيان المقترحة جميع الاحتمالات التي تتيح للمبحوث اختيار الإجابة التي تتناسب وموقفه أو رأيه حول ما يطرح عليه من أسئلة، مع إتاحة الفرصة له من خلال إجابة مفتوحة تحت مسمى (أخرى تذكر)، تتيح المجال للمبحوثين أن يضيفوا ما يرونه مناسبا استكمالا لإجاباتهم. 
  15. تجنب وجود تداخل في الاجابات المقترحة على كل سؤال، حتى لا يقع المبحوث في حيرة من أمره عند اختيار الاجابة التي تتناسب وموقفه، وان يتم حصر وتحديد كافة الإجابات المتوقعة على كل سؤال ووضعها من ضمن الخيارات أمام المبحوث .
  16. في حال السماح للمبحوث باختيار أكثر من إجابة أو خيار على السؤال الواحد فإنه يجب الاشارة إلى ذلك من قبل الباحث في نهاية كل سؤال يسمح بذلك .
  17. يجب ألا تكون استمارة الاستبيان طويلة، حتى لا يشعر المبحوث بالملل وبالتالي قد يترك الاجابة على بعض الأسئلة، أو لا يوليها الاهتمام والعناية الكافية .
  18. يجب أن تتضمن الاستمارة جميع المحاور وبالتالي الأسئلة المطلوب الإجابة عليها وفقا لما هو محدد في مشكلة البحث وأهدافه وتساؤلاته .
  19. تجنب طرح الأسئلة الايحائية التي تدفع أو توحي للباحث باختيار إجابة معينة دون غيرها.
  20. يجب تجنب استخدام الكلمات المشحونة بالأحاسيس والمشاعر والعواطف التي قد تحمل في طياتها حثا للمبحوث على اختيار إجابة معينة دون غيرها بشكل قد يكون خادع . 
  21. يجب ان تتدرج الأسئلة من العام إلى الخاص. 
  22. يجب أن تصاغ الأسئلة بطريقة تمكن المبحوث من الاجابة عليها بشكل سريع . 
  23. على الباحث أن ينتبه دائما إلى أن الاستبيان أداة لجمع البيانات حول ظاهرة معينة، وبالتالي فإنه أي الاستبيان يجب أن يقيس بأعلى درجة ممكنة من الدقة ما وضع لقياسه فقط .
  24. من المهم أن يكرر الباحث بعض الأسئلة بصيغ مختلفة، وذلك للتأكد من نزاهة ودقة الاجابة على بعض الأسئلة .
  25. "لابد أن يسبق تصميم الاستمارة تحديد طبيعة المعطيات الإحصائية المطلوب جمعها وفقا لأهداف الدراسة ولطبيعة العلاقات الإحصائية المستهدفة بين المتغيرات .. وبما يمكن بعد ذلك من استخدام الحاسب الآلي لاستخراج النتائج من خلال البرامج والأنظمة اللازمة"(٢١).
  26. على الباحث أن يقوم بإجراء اختبارات الصدق والثبات على 
  27. الاستمارة قبل الشروع في توزيعها على المبحوثين، وان يقوم بتعديل ما يحتاج إلى ذلك حتى يصل إلى تحقيق نسبة صدق وثبات عاليتين .
  28. من المستحسن أن يترك الباحث الأسئلة المتعلقة بالبيانات الشخصية، كالعمر والمهنة والدخل وغير ذلك إلى أخر الاستبيان.
  29. ضرورة الانتباه إلى الأخطاء الاملائية واللغوية والمطبعية، والعمل على تصحيحها قبل الشروع في توزيع استمارة الاستبيان .
  30. عند طباعة الاستبيان يجب استخدام نوعية جيدة من الورق، مع الاهتمام بالطباعة ونوعية الحبر المستخدم، حيث من الممكن أن يساهم كل ذلك في إخراج الاستمارة بالشكل الجذاب.


المقابلة 

 تعد المقابلة العلمية واحدة من بين أهم أدوات جمع البيانات التي تستخدم في مختلف مجالات العلوم الانسانية والاجتماعية، ويتم من خلالها توفير كم كبير من المعلومات، ويمكن تعريفها بأنها "تفاعل لفظي يتم بين شخصين في موقف مواجهة، حيث يحاول أحدهم ان يستثير بعض المعلومات التي تدور حول آرائه ومعتقداته"(٢٢)، كما تعرف المقابلة بأنها طريقة للاتصال المباشر لجمع البيانات، إذ يتم فيها انتقال الباحث إلى المبحوثين، وذلك بغرض المواجهة الشخصية للحصول على المعلومات التي تحتاجها الدراسة (٢٣)، وتعرف ايضا بانها "عبارة عن تبادل حديث منظم بين شخصين يتفاعلان، أحدهما الباحث والأخر المبحوث، بهدف جمع معلومات محددة عن الموضوع محل الدراسة، حيث يقوم الباحث خلال المقابلة بمراقبة ردود فعل المبحوث وتعبيرات وجهه وإيماءاته وثبات سلوكه، أن يكون للمقابلة هدف واضح"(٢٤)، كما تعرف المقابلة بأنها "اتصال شخصي منظم وتفاعل لفظي مباشر يقوم به فرد مع فرد آخر أو مجموعة أفراد هدفه استثارة أنواع معينة من المعلومات والبيانات لاستخدامها في البحث العلمي من أجل تحليل ظاهرة معينة وتشخيص الصعوبات التي تواجهها والعمل على توصيف معالجتها"(٢٥)، وهي ايضا نمط أو اسلوب مخصص للاتصال الشخصي والتفاعل اللفظي الذي يجري لتحقيق غرض خاص يركز فيه على بيانات ومعلومات ويستبعد ما عداها من معلومات دخيلة غير ذات أهمية(٢٦).



فالمقابلة إذا هي عبارة عن جهد منظم وهادف يقوم به الباحث للحصول على معلومات وبيانات من خلال حديث مباشر مع شخص أو أشخاص عديدين يمثلون عينة البحث، حول موضوع معين يفترض أن هؤلاء الأشخاص على دراية ومعرفة وعلم به، وتوفر المقابلة إمكانية رصد ردود الأفعال والتعبيرات المختلفة للمبحوثين من قبل الباحث، بما في ذلك نبرات الصوت وطريقة الحديث وحركات الايدي وتعبيرات الجسد المختلفة، وهي بذلك تختلف عن الاستبيان الذي عادة لا يتمكن فيه الباحث من رصد وتسجيل ردود أفعال المبحوثين بذات الكيفية والدقة التي تتيحها المقابلة.


وبناء على ما تقدم يمكن رصد ما يلي بانها :


  1. أن المقابلة هي أداة شخصية ولفظية لجمع البيانات والمعلومات.
  2. تجرى المقابلة لغرض معين، وهي بالتالي تركز فقط على بيانات ومعلومات معينة وتستبعد ما دونها.
  3. المقابلة قد تكون مع شخص واحد أو مع اشخاص عديدين في نفس الوقت.
  4. أن المبحوثين على معرفة ودراية بالموضوع أو المشكلة التي يدرسها الباحث.


وغالبا ما يلجأ الباحث لإجراء المقابلة في الحالات التالية(٢٧)


  1. في حال ان عينة البحث كلها او اغلبها من الاميين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة .
  2. عندما يكون عدد أفراد العينة المستهدفة بالدراسة محدودا وصغيرا ويمكن الوصول إلى مفرداته بسهولة .
  3. في حال رأى الباحث أن الأسئلة التي يريد طرحها على المبحوثين معقدة وفي حاجة إلى بعض التوضيح والشرح .
  4. إذا رأى الباحث أن طبيعة الأسئلة وموضوع البحث يتطلب لاستكماله ضرورة رصد ومراقبة ردود أفعال المبحوثين بصورة مباشرة، وان الاجابة المكتوبة لا تكفي وحدها للحصول على البيانات والمعلومات التي يمكن أن تجيب على أسئلته البحثية. 
  5. إذا كان موضوع البحث ذا طابع سري، والمعلومات التي سيدلي بها المبحوثين على درجة كبيرة من الخصوصية، ولا يستطيع المبحوث الأدلاء بها إلا للباحث شخصيا وعلى انفراد.


أنواع المقابلة 

للمقابلة أنواع متعددة، حيث يمكن تقسيمها وفق عدة تصنيفات، وذلك كالتالي: 


أ- أنواع المقابلة وفقا للغرض من إجرائها


ويمكن تقسيم المقابلة وفق لهذا المعيار إلى(٢٨)


  1. المقابلة الاستطلاعية المسحية: يستخدم هذا النوع من المقابلات للحصول على معلومات أشخاص ممثلين لمجموعاتهم .
  2. المقابلة التشخيصية: ويستعمل هذا النوع لفهم مشكلة ما واسباب نشؤها، وكل ما يتعلق بها .
  3. المقابلة العلاجية: في هذا النوع تستخدم المقابلة للتخطيط لعلاج مناسب للمشكلة، والقضاء على أسباب المشكلة .
  4. المقابلة الاستشارية: يستعمل هذا النوع لمساعدة الشخص على فهم وحل مشاكله الشخصية بمساعدة الباحث.


ب- أنواع المقابلة وفق نوع الاتصال المستخدم(٢٩)


تنقسم المقابلة وفق هذا التصنيف إلى ثلاثة أنواع، وذلك كالتالي :


  1. المقابلة الشخصية وجه لوجه: في هذا النوع من المقابلات يلتقي الباحث مع المبحوث مباشرة في نفس المكان بدون وسيط، ويكون الحديث بينهما مباشرة، حيث يقوم الباحث بطرح اسئلته على المبحوث وتدوين إجاباته، ويقوم كذلك بتسجيل كل الملاحظات المتعلقة بسلوك المبحوث وردود أفعاله وتعبيرات جسده المختلفة.
  2. المقابلة عبر الهاتف: حيث يتم التواصل هنا بين الباحث والمبحوث عبر الهاتف المحمول أو الثابت، فيقوم الباحث بطرح الأسئلة على المبحوث وتسجيل إجاباته إما الكترونيا أو يدويا، ويجرى الحوار بينهما كله هاتفيا، ولا يستطيع الباحث هنا تسجيل كل ردود الأفعال للمبحوث، لكنه يمكنه تسجيل ما يطرأ على صوته من تغييرات؛ كنبرة الصوت وارتفاعه أو انخفاضه أو حالة التلعثم التي قد تعتريه.
  3. المقابلة المصورة: وهي المقابلات التي تتم بين الباحث من ناحية والمبحوثين من ناحية أخرى عبر وسائل الاتصال الحديثة من خلال شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، مثل سكايب، والماسنجر، والفيس بوك .. وغير ذلك، وفيها يتاح للباحث ان يجري المقابلات المصورة بالفيديو مع المبحوثين من أي مكان في العالم، وفي أي وقت يناسبه، ويستطيع ان يلحظ الكثير من ردود أفعالهم وتعبيرات أجسادهم خاصة في حالات معينة من التصوير الذي يسمح بتوثيق بعض التفاصيل، ويتميز هذا النوع من المقابلات بالسرعة والسهولة وانخفاض التكاليف، وامكانية الوصول إلى أماكن متباعدة من العالم، مع امكانية تسجيل الكثير من تعبيرات الجسد الصادرة عن المبحوث.


ج- أنواع المقابلة وفق لطبيعة الأسئلة


تنقسم المقابلة وفق هذا التصنيف إلى نوعين هم :


  1. المقابلة المقننة: وهي التي تتخذ أسلوبا منظما، حيث تكون حالة وضع الأسئلة سابقة على المقابلة نفسها، وتوجه نفس الأسئلة لجميع المفردات بدون تغيير، لا في الأسلوب ولا في الصياغة(٣٠)، ويتم في المقابلة المقننة تسجيل الإجابات وفق خانات معدة مسبقا من الباحث، ويحتاج هذا النوع من المقابلات إلى ترتيبات مسبقة يتم خلالها صياغة الأسئلة بدقة، وبأسلوب يتوافق وقدرات المبحوثين الذهنية، ووضع كل سؤال في موضعه ومكانه المناسب.
  2. المقابلة غير المقننة: وتسمى ايضا المقابلة المفتوحة، وفيها تكون المقابلة أشبه بالحوار المفتوح بين الباحث والمبحوث، حيث يتم الانتقال من فقرة إلى اخرى بدون ترتيب، وتتسم الأسئلة هنا بالعفوية والتلقائية، والانسيابية، وهي نوعية من الأسئلة الحرة غير المعدة سلفا، والتي لا تخرج عن موضوع المقابلة، وقد تختلف طريقة طرح الأسئلة سواء من حيث المضمون أو من حيث طريقة صياغتها من مبحوث إلى أخر.


مزايا المقابلة 

إذا كانت المقابلة هي تفاعل لفظي بين شخصين هما الباحث والمبحوث في موقف مواجهة كما سبقت الاشارة، فإن ذلك من شأنه أن يوفر للباحث ظروف ملائمة للحصول على إجابات أكثر صدقا وواقعية، فالباحث في المقابلة يجلس إلى المبحوث ويقوم بنفسه بتدوين اجاباته، مما يتيح عدد من المزايا التي يمكن تحديدها في الآتي :


  1. توفر المقابلة فرصة للباحث ليعيد قراءة السؤال على المبحوث أكثر من مرة، وأن يفسر الكلمات أو الجمل أو الاصطلاحات الغامضة، وفي حالة عدم فهم السؤال فإن المجال متاح للباحث أن يقوم بشرح وتوضيح المطلوب من المبحوث بالطريقة التي تمكنه من فهمه واستيعابه .
  2. تتيح المقابلة للباحث ان يرصد تعبيرات الوجه وحركات الجسد، التي تعكس أحاسيس ومشاعر ومواقف معينة للمبحوث قد لا يعبر عنها لفظيا .
  3. "توفر المقابلة مجالا للباحث لان يضغط للحصول على معلومات إضافية عندما تبدو الاستجابة غير كاملة أو لا علاقة لها بما يريده الباحث."(٣١)
  4. توفر المقابلة مستوى مرتفع للاستجابة، بحيث تقل إلى حد كبير نسبة الفاقد في الاستمارات، وهو ما يجعل المقابلة تتفوق في هذه الناحية على الاستبيان .
  5. أن التفاعل اللفظي المباشر بين الباحث والمبحوث يجعل امكانية الحصول على معلومات إضافية أمرا ممكنا بدرجة عالية بالنسبة للباحث .
  6. أن ظروف إجراء المقابلة كاختيار المكان والتوقيت والسياق المناسب، جميعها توفر أجواء مناسبة للحصول على معلومات أوفر وأكمل من المبحوث .
  7. أن التواصل المباشر بين الباحث والمبحوث من شأنه أن يسهم في خلق علاقة ود وتفاهم وثقة بين الطرفين تشجع المبحوث على الإدلاء بكافة المعلومات والبيانات المطلوبة منه .
  8. تتيح المقابلة فرصة للتواصل مع الأشخاص الذين لا يجيدون القراءة والكتابة (الأميين)، حيث يتولى الباحث طرح السؤال وشرحه للمبحوث، وتدوين إجابته .
  9. تتيح المقابلة من خلال استخدام وسائل الاتصال الحديثة الاتصال بأشخاص متباعدين واختصار الوقت والجهد في الوصول إليهم.


عيوب المقابلة(٣٢)

كما أن للمقابلة كأداة لجمع البيانات والمعلومات عدد من المزايا، فإن لها كذلك بعض العيوب، وذلك كالتالي :


  1. قد يشعر المبحوث بتركيز الباحث على نظراته وتعبيرات وجهه وحركاته، مما يقد يجعله يتصرف بطريقة مغايرة لما يشعر ويحس به .
  2. تحتاج المقابلة الشخصية إذا ما أراد الباحث أن يقابل كل مبحوث على حدة إلى وقت وجهد كبيرين.
  3. تتطلب المقابلة فريق بحثي كبير، الأمر الذي سيترتب عليه ارتفاع التكاليف المالية للمقابلة .
  4. قد ينتج عن المقابلة تأثير من قبل الباحث على المبحوثين وتوجيههم نحو إجابات معينة، خاصة إذا ما كان المبحوثين من الأميين . 
  5. قد يتدخل الباحث في إعادة صياغة بعض الإجابات التي يدلي بها المبحوثين.


شروط المقابلة الناجحة :


تتطلب المقابلة الناجحة توافر عدد من الشروط، وذلك

كالتالي (٣٣): 


  1. تحديد البيانات المطلوبة، فالمقابلة الناجحة هي محادثة هادفة للحصول على بيانات وخصائص محددة، فهي عملية انتقائية .
  2. الاهتمام بصياغة الأسئلة شكلا ومضمونا وتعبيرا هادفا وموصلا لأغراض البحث، مراعيا المستوى الاجتماعي والثقافي للمبحوثين .
  3. يجب أن تعكس الأسئلة فرضيات البحث .
  4. الانتقال في الأسئلة من العام إلى الخاص، ومن المعلوم إلى المجهول.
  5. العناية بتحديد مكان وزمان المقابلة .
  6. تهيئة الجو النفسي والاجتماعي، وبناء علاقة ودية بين الباحث 
  7. والمبحوث .
  8. تسجيل الملاحظات عن كل مقابلة بعد الانتهاء منها في سجلات خاصة . 


وبالإضافة إلى ما ذكر يقدم كل من تشارلز بوشا وستيفن هارتر عدد من المقترحات والنصائح والتوجيهات للباحثين لإجراء مقابلة ناجحة، والتي تتمثل في(٣٤): 


  1. تهيأ للمقابلة جيدا وتعرف على موضوع المسح والغرض منه بشكل واف، لكي تخرج من الأسئلة ببيانات البحث المطلوبة .
  2. كن ودودا ولطيفا وأشعر من تستجوبه بالراحة خلال جلسة المقابلة .
  3. تقرب من كل المستجوبين كأفراد،وأكد لهم أن وجهات نظرهم قيمة وذات أهمية للبحث الجاري تنفيذه .
  4. اطرح سؤالا واحدا في كل مرة، وتأكد من أن كل سؤال موجز وواضح .
  5. لا تحاول وضع الكلمات في أفواه المستجوبين، فالغرض من المقابلة الحصول على آرائهم وليس آراء الذين يجرون المقابلات .
  6. لا تتفاعل مع إجابات الأفراد بالتعبير عن الموافقة أو المعارضة أو التعجب أو الصدمة، وكن مقدرا لكل المعلومات التي يقدمها هؤلاء .
  7. لا تناقش الأفراد مباشرة، حتى ولو كنت تعلم ان اجاباتهم غير دقيقة أو مشكوك فيها .
  8. لا تجادل من تستجوبهم، ولا تحكم ببطلان آرائهم .
  9. كن حياديا في تدوين الإجابات، بحيث تكون البيانات المجمعة دقيقة وموضوعية .
  10. بعد استكمال جلسات المقابلة عبر عن امتنانك للمبحوثين لتعاونهم ومساعدتهم.


الملاحظة 

الملاحظة هي إحدى أدوات البحث العلمي التي تتطلب جهدا إضافيا من الباحث، وتعتمد بالدرجة الأولى على ما يتمتع به من مهارة وكفاءة وقدرة علمية، تمكنه من الرصد الدقيق للمواقف المتعلقة بالظاهرة البحثية التي يقوم بدراستها، وبالتالي فإن الملاحظة تختلف عن كل من الاستبيان والمقابلة من حيث أنها تعتمد أساسا على قدرة ومهارة الباحث، في حين إنه من غير المطلوب من المبحوثين أن يدلوا بأية معلومات أو بيانات بصورة مباشرة للباحث كما هو الحال في كل من الاستبيان والمقابلة، فالمعلومات التي يحصل عليها الباحث من خلال الملاحظة تمثل ما تمكن من رصده لسلوك ومواقف وممارسات المبحوثين، دون أن يكون هؤلاء بالضرورة على علم بان مواقفهم يتم رصدها وتسجيلها.


وتعرف الملاحظة بانها "طريقة لجمع البيانات يقوم خلالها الباحث أو شخص مدرب بملاحظة مبحوث أو ظاهرة، ويسجل ملاحظاته باستخدام نموذج معد لذلك، وقد يستخدم أجهزة التسجيل الصوتي أو الفيديو، وتستخدم الملاحظة حينما لا تتوفر طريقة لقياس السلوك من خلال الأدوات الأخرى، ومن ذلك مثل ملاحظة عملية التفاعل الجماعي، أو ملاحظة عملية اتخاذ القرار في مؤتمر ما" (٣٥).



كما تعرف الملاحظة بأنها المشاهدة الدقيقة لظاهرة ما، مع الاستعانة بأساليب البحث والدراسة لقياس وتسجيل كافة أوجه التغيرات مكانية أو زمنية في الظاهرة، وفق خطة معينة تتلائم مع طبيعة تلك الظاهرة(٣٦) .


وتتطلب الملاحظة تدريب جيدا للباحث أو الباحثين الذين يتولون عملية الملاحظة، بما يمكنهم من التعرف على كيفية رصد وتسجيل وتوثيق كافة الممارسات والسلوكيات والمواقف المطلوب دراستها، وفق لما تتطلبه الدراسة، كما تتطلب الملاحظة أيضا من الباحث أن يقوم بإعداد نماذج تتضمن خانات معدة خصيصا لتسجيل كافة الملاحظات أولا بأول، بحيث يسهل بعد ذلك تفريغها وتحليلها والوصول إلى تفسيرات بشأنها، وتتطلب بعض المواقف البحثية من الباحث أن يستخدم وسائل التسجيل الصوتي، أو الكاميرات الثابتة أو المتحركة، ولذلك فإن على الباحث هنا أن يتدرب على كيفية استخدام تلك الأجهزة وطريقة التعامل معها، دون مضايقة للمبحوثين.


أنواع الملاحظة (٣٧)


تتعدد أنواع الملاحظة وفقا لعدة معايير، وذلك كالتالي :


1- الملاحظة المنظمة والملاحظة غير المنظمة


الملاحظة المنظمة هي الملاحظة المقصودة التي يقوم بها الباحثون لغرض رصد مواقف وحالات معينة لأهداف محددة مسبقا، ويتم التجهيز لهذا النوع جيدا، ويخضع الملاحظون للتدريب والتأهيل والتوجيه قبل أن يشرعوا في عملية الملاحظة .


أما الملاحظة غير المنظمة فلا يتم التجهيز لها مسبقا، وتستخدم مع قلة الإمكانيات وضيق الوقت، ولا يعتد كثيرا بنتائجها .


2- الملاحظة بالمشاركة والملاحظة بغير المشاركة


في الملاحظة بالمشاركة ينخرط الملاحظ مع المبحوثين في ممارسة ومعايشة ما يود ملاحظته، بحيث يقضي معهم أطول وقت ممكن، يشاركهم حياتهم ويرصد ويسجل ملاحظاته أولا بأول، وهذا النوع يعد أكثر دقة، إلا أنه يحتاج إلى جهد من الباحث ليلقى قبول من المبحوثين بما يساعده على الاندماج بينهم دن رفض أو حرج .


اما في الملاحظة غير المشاركة فإن الملاحظ أو الملاحظين يراقبون المبحوثين دون الانخراط معهم بشكل مباشر، ويقومون برصد وتسجيل وتوثيق سلوكياتهم دون أن يشعر بهم المبحوثين.


3- الملاحظة الفردية والملاحظة الجماعية


الملاحظة الفردية هي ذلك النوع الذي يقوم فيه باحث واحد بمراقبة سلوك أو موقف أو حدث أو ظاهرة معينة، دون ان يشرك معه في ذلك باحثين أو معاونين أخرين له .


أما الملاحظة الجماعية فهي تتم من قبل فريق بحثي يعمل تحت إشراف باحث معين، ويتولى هذا الفريق معا رصد وتسجيل المواقف والسلوكيات المطلوب رصدها.


أساليب وطرق الملاحظة (٣٨)

تتم الملاحظة بطريقتين أو أسلوبين أثنين، هما :


1- الملاحظة باستخدام الحواس البشرية


حيث يقوم الباحث وفقا لهذا الاسلوب باستخدام حواسه، كالسمع أو البصر،أو غير ذلك من الحواس، في ملاحظة الظاهرة أو السلوك الذي يرغب في ملاحظته، وتوثيق ما قام بملاحظته كما هو في الواقع .


2- الملاحظة باستخدام أجهزة التسجيل


 يقوم الباحث هنا بتوظيف بعض الوسائل التقنية في رصد الظاهرة، حيث تتم الملاحظة من خلال أجهزة التسجيل الصوتي، أو كاميرات الفيديو، أو كاميرات التصوير الفوتوغرافي، ثم يقوم الباحث بعد ذلك بتحليل ما تم تسجيله وتصويره.


إجراءات وخطوات الملاحظة


تمر إجراءات الملاحظة بعدة خطوات يمكن تحديدها في التالي(٣٩):


أ- التحديد الدقيق والواضح لأهداف الملاحظة وفقا لأهداف البحث.


ب- تحديد أنواع السلوك المراد ملاحظته بصورة اجرائية خالية من الغموض بما يمكن من تسجيل ذلك السلوك بكل سهولة.


ج- تجهيز الأداة الملائمة للملاحظة وفقا للهدف المطلوب.


ومن أهم أدوات الملاحظة ما يلي


  1. قوائم المراجعة: وهي تتمثل في عدد من النشاطات وأنواع السلوك التي يستعين بها الباحث في تسجيل ملاحظاته، ومن خلالها يستطيع تحديد السلوك بدقة، ومن ذلك ملاحظة أنشطة المعلم التي يتضح من خلالها سلوك واضح، وتتميز هذه القوائم بتركيز انتباه الملاحظة في الصفات المسجلة في القائمة، وكذلك مقارنة الأفراد بعضهم ببعض بالنسبة لمجموعة من السمات .
  2. مقاييس التقدير: وتحتوي وصفا كميا للسلوك المراد قياسه، (ممتاز – جيد – ضعيف) . الخ، وتستخدم في حالة تحديد درجة حدوث سلوك ما وبخاصة في المواقف التي يتنوع فيها السلوك، مما يتطلب إعطاء تقدير لكل جانب من جوانب السلوك، فإذا كان الباحث بصدد ملاحظة كفايات المعلم داخل الفصل فإن عليه أن يرصد كفاياته في تنفيذ الدرس في النظام وفي العلاقات مع الطلاب وفي ايصال المعلومات .


"وقبل استخدام الملاحظة لابد من التأكد من صدقها وثباتها، ويمكن الحصول على صدق الأداة من خلال عرضها على عدد من المحكمين للتأكد من مناسبة بنودها للسلوك المراد ملاحظته، أما ثبات الأداة فيمكن الحصول عليه عن طريق إعادة الملاحظة أكثر من مرة وعلى فترات متباعدة، أو عن طريق استخدام الأداة لأكثر من ملاحظة حتى يمكن الحصول على درجة الارتباط بين الملاحظتين، فإذا كان الارتباط عاليا فإن ذلك يعني ثبات الأداة والعكس صحيح" (٤٠).



مميزات وعيوب الملاحظة(٤١)


أ- مميزات الملاحظة


للملاحظة كأداة بحثية العديد من المميزات تتمثل في :


  1. تفيد في جمع البيانات في المواقف التي تتطلب دراسة السلوك في سياقه الطبيعي، مثل: تفاعل الأطفال – العنف الجماعي – الذعر الجماعي – التشجيع الكروي .
  2. يفيد تسجيل الملاحظة بالفيديو في إعادة مشاهدتها أكثر من مرة والاتفاق على تقدير السلوك بشكل أكثر دقة . 


ب- عيوب الملاحظة

للملاحظة بالإضافة إلى ما تمتع بها من مزايا بعض من العيوب يمكن تحديد أهمها في :


  1. تستهلك وقت أطول مقارنة بتطبيق الأدوات الأخرى .
  2. هناك اعتبارات اخلاقية يقع فيها الباحث نتيجة تسجيله لسلوك الأفراد دون استئذانهم .
  3. في حالة معرفة المبحوثين بأنهم سيكونون تحت الملاحظة فسوف يغيرون من سلوكياتهم.



قائمة المراجع: 


١- عامر قنديلجي، البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات، عمان، دار اليازوري، 1999م، ص 149.



٢- ريحي مصطفى عليان، عثمان محمد غنيم، مناهج وأساليب البحث العلمي – النظرية والتطبيق، عمان، دار صفاء للنشر والتوزيع، 2000م، ص 82 .


٣- كمال الدين الدهراوي، منهجية البحث العلمي في المحاسبة والادارة، الاسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، 2006م، ص 90.


٤- محمود السيد أبو النيل، علم النفس الاجتماعي – دراسات عربية وعالمية، القاهرة، دار النهضة المصرية، 1975م، ص 281.


٥- محمد فتحي عبدالهادي، البحث ومناهجه في علم المكتبات والمعلومات، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 2003م، ص 17.


٦- مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، ط2 ،القاهرة،

دار المعارف، ص 80.


٧- محمد عاطف غيث، قاموس علم الاجتماع، الاسكندرية، دار المعرفة الجامعية، 1988م، ص365.


٨- حسن الساعاتي، معجم العلوم الاجتماعية، تحرير: إبراهيم مدكور، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1975م، ص33.


٩- زايد بن عجير الحارثي، بناء الاستفتاءات وقياس الاتجاهات، مكة المكرمة، مطبوعات مكة، 1992م، ص28.


١٠- مسعود حسين التائب، البحث العلمي قواعده – إجراءاته - ومناهجه،الناشر المكتب العربي للمعارف، 2018، ص 327.


١١- محمد أحمد جرناز، اساسيات البحث العلمي ومناهجه في علم المكتبات والمعلومات، طرابلس، دار الرواد، 2012م، ص 161.


١٢- مفتاح محمد عبدالعزيز، مناهج البحث العلمي في العلوم التربوية والنفسية – أساليبها وتقنياتها، البيضاء ليبيا، مكتبة الزهراء للنشر والتوزيع، بيروت، دار النهضة العربية، 2010م، ص312.


١٣- المرجع السابق، ص 312.


١٤- حسان حلاق، مقدمة في مناهج البحث العلمي، بيروت،

2010م، ص 135.


١٥- تشارلز . بوشا، ستيفن ب . هارتر، طرق البحث في علم المكتبات – الأساليب والتأويل، ترجمة محمد الفيتوري عبدالجليل، بيروت، دار الكتاب الجديد، 2005م، ص 94.


١٦- محمد ازهر سعيد السماك، مناهج البحث الجغرافي بين النظرية والتطبيق، ط2 ،فاليتا مالطا، مطبوعات شركة القا ELGA ، 2004م، ص90 . 


١٧- تشارلز ه. بوشا، ستيفن ب. هارتر، مرجع سابق، ص95.


١٨- حسان حلاق، مرجع سابق، ص127 ،129.


١٩- دونالد اري، لوكي شيرز جاكوبس، اسكار راز فيش، مقدمة للبحث في التربية، ترجمة سعيد الحسيني، العين، الإمارات العربية المتحدة، 2004م، ص485ن486.


٢٠- د.أ مسعود حسين التائب، البحث العلمي قواعده – إجراءاته - ومناهجه، مرجع سابق، ص 335.


٢١- عبدالحميد عبدالمجيد البلداوي، الطرق الاحصائية التطبيقية للمعاينة، الزاوية ليبيا، جامعة السابع من ابريل، 1995م، ص

19،17.


٢٢- أحمد شلبي، كيف تكتب بحثا أو رسالة – دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراه، ط4 ،القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، 1997م.


٢٣- فتحي عبد العزيز أبو راضي، الطرق الاحصائية في العلوم الاجتماعية، بيروت، دار النهضة العربية، 1998م، ص 74،73.


٢٤- المهدي امحمد الجديدي، علي محمد عيسى، عبدالرزاق جاسم العيساوي، علم النفس التربوي بين النظرية والتطبيق، الزاوية، ليبيا، جامعة السابع من ابريل، 2008م، ص 25،24.


٢٥- محمد ازهر سعيد السماك، مرجع سابق، ص87.


٢٦- المرجع السابق، ص86.


٢٧- د.أ مسعود حسين التائب، البحث العلمي قواعده – إجراءاته - ومناهجه، مرجع سابق، ص 345.


٢٨- د.أ مسعود حسين التائب، البحث العلمي قواعده – إجراءاته - ومناهجه، ص 346.


٢٩- مي العبدالله، البحث في علوم الإعلام والاتصال، بيروت، دار النهضة العربية، 2011م، ص257 .نقلا عن: أمين الساعاتي، تبسيط كتابة البحث العلمي، القاهرة، المركز السعودي للدراسات الاستراتيجية، 1993.


٣٠- فتحي عبد العزيز أبو راضي، مرجع سابق، ص74.


٣١- دونالد اري، لوكي شيزرجاكوس، اسغهاررازفيش، مرجع سابق، ص474.


٣٢- د.أ مسعود حسين التائب، البحث العلمي قواعده – إجراءاته - ومناهجه، مرجع سابق، ص 349.


٣٣- محمد ازهر سعيد السماك، مرجع سابق، ص، 88،87.


٣٤- تشاربزه. بوشا، ستيفن ب . هارتر، مرجع سابق، ص 118،117.


٣٥- عبدالحميد صفوت ابراهيم، مرجع سابق، ص294.


٣٦- فتحي عبد العزيز أبو راضي، الطرق الاحصائية في العلوم الاجتماعية، بيروت، دار النهضة العربية، 1998م، ص 74.



٣٧- د.أ مسعود حسين التائب، البحث العلمي قواعده – إجراءاته - ومناهجه، مرجع سابق، ص 353.


٣٨- مسعود حسين التائب، البحث العلمي قواعده – إجراءاته - ومناهجه،مرجع سابق، 354.


٣٩- علي عسكر وآخرون، مقدمة في البحث العلمي، الكويت، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع،1992، ص 208-210.


٤٠- محفوظ جودة، أساليب البحث العلمي في العلوم الادارية، عمان، دار زهران للنشر والتوزيع، 2012م، ص 83.


٤١- عبدالحميد صفوت إبراهيم، مرجع سابق، 295،294.



reaction:

تعليقات