القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] أخر المواضيع

المنهج الوصفي، مفهومه، اهدافه، خطواته

 المنهج الوصفي، مفهومه، اهدافه، خطواته

إنه من الأهمية أن تتوافر لدى أي باحث وصف دقيق لما يقوم بدراسته من ظواهر قبل أن يمضي في خطوات واضحة لحل المشكلات التي إقتضت بدراسة هذه الظواهر وعلى سبيل المثال يستطيع الباحث أن يحل مشكلة تتصل بالعملية التعليمية عندما يتوافر لديه أوصافا دقيقة لكل من المعلم والتلميذ ، أهداف المنهج ومحتويات وطرق تدريسه وتقويمه ، والتخطيط والتنفيذ والإدارة والإمكانات وغيرها من الظواهر المرتبطة بالعملية التعليمية . 

المنهج الوصفي

ويقوم المنهج الوصفى بالبحث عن أوصاف دقيقة للظاهرة المراد دراستها عن طريق مجموعة من الاسئلة هي : 


ـ ما الوضع الحالي لهذه الظاهرة ؟


 ـ من أين نبدأ الدراسة ؟


 ما العلاقات بين الظاهرة المحددة والظواهر الأخرى ؟ 


- ما النتائج المتوقعة لدراسة هذه الظاهرة ؟


 بالإجابة عن هذه الأسئلة تتم من خلال جمع الحقائق والبيانات الكمية أو الكيفية عن الظاهرة المحددة مع محاولة تفسير هذه الحقائق تفسيرا كافيا. 


ولايقـتـصـر المنهج الوصفى على جمع البيانات والحقائق وتصنيفها وتبويبها ، بالإضافة إلى تحليلها التحليل الكافي الدقيق المتعمق بل يتضمن أيضا قدرا من التفسير لهذه النتائج ، لذلك كثيرا ما يقترن الوصـف بالمقارنة ، بالإضافة إلى إستخدام أساليب القياس والتصنيف والتفسير بهدف إستخراج الإستنتاجات ذات الدلالة، ثم الوصول إلى تعميمات بشأن الظاهرة موضوع الدراسـة .


أهداف المنهج الوصفي(١):

  1. وصف وشرح الحالة الراهنة للظواهر أو المشاكل التربوية. 
  2. تحديد الشروط والعلاقات بين هذه الظواهر.
  3.  التعرف على الممارسات التعليمية الشائعة أو الشائعة.
  4.  التعرف على المعتقدات والاتجاهات الشعبية للأفراد والجماعات وطرق نموها وتنميتها. 
  5. استخلاص التنبؤات والظواهر المستقبلية المحتملة أو القضايا التعليمية والتدابير الواجب اتخاذها ضدها 
  6. دراسة الظروف المحيطة بهذه الظواهر في الماضي ، والغرض من ذلك هو زيادة الرؤى حول هذه الظواهر وتوضيح أسباب الوضع الحالي لهذه الظواهر. 


اقرأ أيضا:



الخطوات المتبعة في المنهج الوصفي


إضـافـة إلى ما سبق يمكن القول أن البحث الوصفي يجب أن يخضع للأسلوب العلمي في جمع البيانات والحقائق ووصف الظواهر ، وذلك بتحديد مجموعة من الخطوات التي يجب إتباعها في أي بحث من البحوث العلمية ، هي كما يلي :


  1.  أهمية الحاجة إلى حل هذه المشكلة . 
  2. صياغة الأهداف .
  3.  وضع فروض البحث أو التساؤلات العلمية .
  4. إختيار عينة البحث المناسبة.
  5. إختيار أساليب جمع البيانات أو إعدادها وتقنينها . ـ القيام بالتطبيق من خلال الملاحظات الموضوعية والدراسات المسحية بطريقة منظمة .
  6.  وضع قواعد لتصنيف البيانات يتسم بالدقة .
  7.  وصف النتائج وتحليلها وتفسيرها في عبارات واضحة ومحددة ، في محاولة لاستخلاص تعميمات تؤدى إلى تقدم المعرفة ، ووضع الحلول المناسبة للمشكلة موضوع الدراسة .


 أنواع المنهج الوصفي


تنقسم المناهج الوصفية إلى ثلاثة أنواع هي :


 أولا ـ منهج الدراسات المسحية .


 ثانيا ـ منهج دراسات العلاقات المتبادلة.


 ثالثا ـ منهج دراسات النمو والتطور . .



أولا ـ منهج الدراسات المسحية


يعتبر المسح واحدا من المناهج الأساسية بل أكثرها شيوعا في البحوث الوصفية . والدراسة المسحية هي دراسة شاملة مستعرضة ، ومحاولة منظمة لجمع البيانات وتحليل وتفسير وتقرير الوضع الراهن لموضوع ما في بيئة محددة ووقت معين ، أي أن البحث المسحى ينصب على الوقت الحاضر ، كما أنه يهدف إلى الوصول إلى بيانات يمكن تصنيفها وتفسيرها وتعميمها وذلك للإستفادة منها مستقبلا وتتنوع الدراسات المسحية في درجة تعقيدها ، فمنها ما يهدف إلى جمع بيانات تكرارية بسيطة ، ومنها مايهدف إلى تحليل العلاقات .


 واستنادا على ما سبق فإن الدراسات المسحية تهدف إلي :


  1.  وصف وتشخيص ظاهرة ما ، وجمع البيانات عنها وتقرير حالتها كما هي في الواقع الراهن أي ما هو قائم فعلا في جزء من المجتمع .
  2. تقدير ماينبغي أن تكون عليه الظاهرة المحددة في ضوء قيم أو معايير معينة .
  3.  عمل مقارنة بين الواقع والمعايير المحددة .
  4. إقتراح الخطوات والأساليب التي يمكن أن تتبع للوصول إلى ما ينبغي أن تكون عليه الظاهرة في ضوء المعايير المحددة .
  5.  إستخلاص نتائج تطبق على المجتمع كله . والدراسة المسحية يمكن أن يجريها الباحث بمفرده ، كما يمكن أن تجرى على نطاق واسع بواسطة هيئة حكومية ، وفي الحالتين فإن عملية جمع البيانات لابد أن تعتمد على أسلوب أو أكثر من أساليب جمع البيانات كالمقابلة والإستبيان ، والإختبارات المقننة ، و مقاييس الميول والإتجاهات والمعلومات .



أنواع الدراسات المسحية


للدراسات المسحية أنواعا متعددة منها مايلي:


  1.  المسح المدرسي .
  2.  الدراسات المسحية للرأى العام .
  3. المسح الإجتماعي .



١ - المسح المدرسي


لقد ظهر البحث المدرسي في بداية القرن العشرين ، عندمـا قـام بعض العاملين في مهنة التعليم بعمليات مسح مدرسی توصلوا خلالها إلى نتائج تزيد من كفاية العملية التربوية وفاعليتها ، وإستمرت الدراسات المسحية بمواصلة جمع البيانات والمعلومات التي تؤثر في عمليتي التعليم والتعلم من حيث المكان الذي يتم فيه التعليم.


٢ ـ الدراسات المسحية للرأي العام


الرأى العام هو عبارة عن إتجاه جماعي يعبر عن رأي الغالبية العظمى بين . أفراد مجتمع معين نحو أمر من الأمور التي تتعلق بهم وتؤثر في مصالحهم العامة والخاصة ، لذا يعبر عنه بكلمة الرأى الغالب . دهیم مدد ويعتبر مسح الرأي العام طريقة للتعرف على آراء الناس بالنسبة لكثير من الموضوعات المفتوحة للجدل والمناقشة في المجالات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والصناعية والتربوية والتجارية ودراسة الأسواق ، وبدون المسح لايمكن أن نتعرف إلا على وجهات نظر الأقليات المنظمة تنظيما كبيرا ، والتي تعبر عن آرائها بفاعلية عن طريق الكلمة أو الصورة المطبوعة أو المذاعة أو المرئية . والرأى العام يعتمد على إتصال الأشخاص روحيا وتقاربهم في الأفكار والآراء والإتجاهات والميول ، كما أنه يعتمد على المنطق والإتزان والأحكام المشتركة التي نوقشت وإتضحت ، لذا فإنها أكثر بقاء واستمرار بالنسبة لهم . 


وخطوات قياس الرأى العام تبدأ بإختيار المشكلة وتحديد الهدف من البحث وتنتهى بتصنيف البيانات وتحليلها وكتابة التقرير . . وعلى الرغم من أن الرأى العام إتجاه إلا أن طرق قياسه تختلف عن طرق قياس الإتجاهات ، حيث تهدف مقاييس الرأي العام إلى الحصول على مجرد توزيع لإستجابات الإتجاهات في الجماعة ، وهذا التوزيع يكون عبارة عن النسب المنوية لمن يؤيدون أو يعارضون موضوع مـا ، كما أن مقاييس الإتجاهات تحتوى على عدد كبير من الأسئلة المتدرجة ، أما مقاييس الرأى العام فإنها تحتوى على سؤال واحد ، وجملة واحدة . 



وتستخدم الدراسات المسحية عن الرأي العام عادة الإستقتاءات أو المقابلات لجمع البيانات ، كما تختار عينة كبيرة العدد إما بالطريقة العمدية أو بالطريقة العشوائية على أن تمثل بدقة وجهات نظر كل قطاع من قطاعات المجتمع كله التي تتمثل في الجنس والسن ، والديانة ، والدرجة العلمية ، والحالة الزواجية والمستوى الإجتماعي ، بالاضافة إلى الريف والحضر ، وذلك حتى يؤدي إلى نتائج واقعية موثوق بها.


۳ ـ المسح الإجتماعي


 المسح الإجتماعي هو الدراسة العلمية لظروف المجتمع وحاجاته بقصد الحصول على بيانات ومعلومات كافية عن ظاهرة معينة وتحليلها وتفسيرها للوصول إلى تعميمات بشأنها . ويستهدف المسح الإجتماعي دراسة مشكلة إجتماعية راهنة وذلك بوصف دقيق لمجموعة من الأفراد يعيشون معا في منطقة جغرافية معينة بقصد تشخيصها والعمل على وضع برنامج الإصلاح الإجتماعي .


 ونظرا لما بين المدارس والمجتمع المحلي من علاقات وثيقة فقد إنضم رجال التربية مع العلماء الإجتماعيين في القيام بدراسات مسحية عن المجتمع المحلي أو دراسات مسحية إجتماعية أو دراسات مسحية مدرسية ، ويتم المسح للظاهرة الإجتماعية لتحديد طبيعتها ومعرفة خصائصها التي تتعلق بتركيبها ووظائفها من جهة وسلوك الأفراد في تعامل بعضهم مع بعض من جهة أخرى .


 ولقد إتفقت جميع دراسات المسح الإجتماعي على بعض النقاط منها مایلی : 


  1. تتم الدراسة العلمية للظواهر الموجودة في جماعة معينة وفي مكان محدد.
  2. تنصب الدراسة على الوقت الحاضر ، حيث تتناول أشياء موجودة بالفعل وقت إجراء المسح وليست ماضية .
  3. تتعلق الدراسة بالجانب العملي في محاولة للكشف عن الأوضاع القائمة لمحاولة النهوض بها ووضع خطة أو برنامج للإصلاح الإجتماعي . ويستفاد بالمسح الإجتماعي في عمليات التخطيط القومي التي تستهدف تنمية الحياة الإجتماعية والإقتصادية وتوفير الرفاهية لأفراد المجتمع في فترة زمنية محددة.
  4. كما يستفاد بالمسح الإجتماعي في دراسة مشكلات المجتمع القائمة ، ومعرفة الأفراد والجماعات المهتمة بحل هذه المشكلات وإقتراح الحلول لها. ويستفاد بها في قياس إتجاهات الرأي العام نحو مختلف الموضوعات. 
  5. ويستفاد بهـا في دراسة الخصائص السكانية والجوانب الإجتماعية والإقتصادية لجماعة من الجماعات للتعرف على دخل الأفراد ومستويات المعيشة المؤثرة على المستوى الإقتصادي والإجتماعي ، وكذلك دراسة أوجه النشاط المختلفة لقضاء أوقات فراغهم . والقيم والمعايير السلوكية . ويستفاد بها في دراسة الجوانب الثقافية المرتبطة بالعادات والتقاليد .
  6.  كما يستفاد بها في المسح الإجتماعي للجوانب التعليمية والصحية والتربوية وطبيعة الحياة في مجتمع معين . 
  7. طرق البحث المستخدمة في المسح الإجتماعي في البيانات الإحصائية . دراسة الحالة ، المقابلة الشخصية ، والملاحظة المباشرة ، والإستفتاءات . ومقاييس العلاقات الإجتماعية ، وتحليل المحتوى والوثائق ، ومقاييس الإتجاهات ، ومسح الرأى العام وذلك لجمع البيانات من الهيئات الحكومية الرسمية والهيئات الإجتماعية ، ورجال الدين ، والتلاميذ والمعلمين وغيرهم من أفراد المجتمع .


 ثانيا ـ منهج دراسة العلاقات المتبادلة


والنوع الثاني من الدراسات الوصفية هي دراسات العلاقات المتبادلة ، وتنقسم هذه الدراسات إلى نوعين هما :


  1.  منهج دراسة الحالة . 
  2. منهج الدراسات السببية المقارنة .



ثالثا ـ منهج دراسة النمو والتطور 


تعتبر دراسات النمو من الدراسات التطورية الوصفية التي تتناول الوضع القائم للظاهرات والعلاقات المتبادلة بينها ، كما تهتم أيضا بالتغيرات التي تحدث نتيجة لمرور الزمن ، وذلك بوصف المتغيرات في تطورها عبر فترة زمنية تمتد شهور أو سنوات .


وهذا النوع من الدراسات له نتائج بعيدة المدى في الحقل التربوي ، وذلك لأن التربية تهتم بما يطرأ على التلميذ من تغير نتيجة لضبط مايتعلمه ، ولذلك نجد أن المعلم يهتم أساسا بالتغير الذي يحدث في فترة زمنية قصيرة كالسنة الدراسية ، بينما يهتم القائمون على سياسة التربية والتعليم بالتغيرات التعليمية في المدى البعيد ، أي نتيجة تعلم التلاميذ في مرحلة تعليمية معينة أو نتيجة للمراحل التعليمية كلها ، ولهذا فإن دراسات النمو والتطور هي دراسات كيفية وكمية .


 وتعتبر الدراسات التتبعية من الدراسات التطورية سواء كانت للنمو ام للإتجاهات أم عند قـيـاس الكفاءة التدريسية ، ويمكن توضيح وذلك في المثال التالي : 


عند قياس تطور الكنامة التدريسية لأحد المعلمين ، فإننا تبدأ بالقياس للطالب المعلم وهـو في مرحلة الإعداد والتكوين بالكلية ، فتبدأ من الفرقة الأولى بقياس مدى تفهمه للدراسات النظرية الأكثر إرتباطا بتخصصه ، وبالتالي تندرج على نجاحه في مهنة التدريس ، ثم تتوالى القياسات وهو يقوم بالتدريس للأقران في الفرقة الثانية ، ثم قياس كفاته في التدريس في فترة التدريب بمدارس التربية العملية بالفرقتين الثالثة والرابعة وأخيرا وهو في الخدمة عند عمله بإحدى المدارس .



قائمة المراجع:


١- عصام حسن الدليمي، علي عبد الرحيم صالح، البحث العلمي أسسه ومناهجه، الرضوان للنشر والتوزيع، ط١، ٢٠١٤،ص ١٥٠.


٢- باقي المقالة، فاطمة عوض صالح، ميرفت علي خفاجة، أسس ومبادئ البحث العلمي، مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية، ط١، ٢٠٠٢، ص ٩٠.



reaction:

تعليقات