أنواع العينات في البحث العلمي pdf
إن السؤال الذي كثيرا ما يدور بأذهان الباحثين فيما يتعلق بالعينة هو: ما نوع العينة التي يجب ان استخدمها في بحثي؟ أو بصيغة أخرى ما العينة الأكثر مناسبة أو الأفضل من غيرها؟ وفي حقيقة الأمر تتعدد أنواع العينات وتتعدد كذلك مسمياتها، وتتجلى مهارة الباحث في اختياره للعينة التي تتناسب وطبيعة دراسته، ولذلك يمكن القول انه لا يوجد نوع معين من العينات أهم أو أفضل أو أنسب من غيره، وإنما يوجد نوع من العينات أكثر ملائمة من غيره لبحث معين، مع الانتباه إلى ان ذات هذه العينة قد لا تصلح لبحث أخر، وهو ما يؤكد عدم وجود عينة مثالية تصلح لكافة البحوث، وعلى الباحث أن يدرك هذه الحقيقة ويستوعبها جيدا، وان يكون على دراية تامة بأن لكل بحث خصوصيته، "وأن مهارته كباحث تتجلى في نوع العينات المناسبة لبحثه وحجم هذه العينات، بما يراعي الخصائص الرئيسية للمجتمع المدروس، بحيث تكون العينة ممثلة قدر الإمكان"(١).
ولا يعني ذلك ابدا ان الأمر متروكا للباحث ليختار نوع العينة كما اتفق، بل ان عليه دائما ان ينتبه إلى مجموعة من الخطوات التي يجب أن يقوم بها عند الاتجاه نحو تحديد نوع العينة المناسب، وتتمثل هذه الخطوات في الآتي:
- الاطلاع على أنواع العينات اطلاعا علميا يضمن معرفة تامة بها من قبل الباحث من جميع الجوانب، ومن ذلك استخدامات وعيوب ومزايا كل منها .. الخ، ومن ثمة ترجيح النوع الأكثر ملائمة لدراسته، ويتطلب ذلك من الباحث قراءة واعية ومتأنية للكتب والمراجع المتخصصة في مجال البحث العلمي من مؤلفين واساتذة متعددين ينتمون لمدارس علمية مختلفة، مع مراعاة دائما التخصص العلمي الذي ينتمي إليه .
- الاستعانة بالخبراء والمتخصصين من الاساتذة والباحثين الذين لهم خبرة وباع طويل في البحث العلمي، واستشارتهم في الأمر، وعرض مقترحاته عليهم، ومناقشتهم في ذلك، وعلى الباحث ألا يمل من السؤال والنقاش والاستماع إلى وجهات النظر المتعددة بالخصوص .
- مراجعة التراث العلمي من الدراسات السابقة في الحقل العلمي الذي يبحث فيه، والحقول العلمية المشابهة والقريبة من مجال تخصصه، حيث تعد الدراسات السابقة إذا ما جد الباحث في الوصول إليها والاطلاع عليها مجالا فسيحا وخصبا ومفيدا للباحثين – كما تمت الاشارة في موضع أخر من هذا الكتاب – في الاهتداء إلى نوع العينة المناسب، من خلال الاسترشاد بما استخدمه الباحثين الذين سبقوه في ذات التخصص .
- الجلوس إلى المشرف – إذا كان البحث رسالة ماجستير أو اطروحة دكتوراه، وعرض الأمر عليه ومناقشته والاستفادة من توجيهاته وخبرته في الموضوع، وعلى الباحث هنا أن يقوم بطرح كافة الأسئلة التي تدور في مخيلته، وطرح أيضا ما توصل إليه من أراء بالخصوص بعد القراءات العلمية، ومراجعة الدراسات السابقة واستشارة المتخصصين، فقد تكون للمشرف وجهة نظر معينة بصفته أكثر الأشخاص قربا وفهما لطبيعة البحث – بعد الباحث – وبالتالي فقد يكون له رأيا مخالفا لأنه على دراية كاملة بكافة جوانب البحث وأهدافه ومتغيراته .
وبالإضافة إلى كل ما تقدم فإن هناك اعتبارين أساسيين يتعلقان بتحديد نوع العينة، وهما: المتغيرات المستهدفة بالدراسة، والفروض المطلوب اختبارها أو التساؤلات المطلوب الاجابة عليها، ففيما يتعلق بالاعتبار الأول فإن المتغيرات المطلوب دراستها تتدخل في تحديد نوع العينة، فدراسة تأخذ في الاعتبار – مثلا – متغيرات النوع والمهنة والتعليم وعلاقتها بدرجة التعرض لوسائل الإعلام تتطلب عينة تناسبية بحيث تكون كل الفئات المطلوب دراستها ممثلة وفق حجمها في مجتمعها الأصلي، أما إذا كان مجتمع الدراسة ممتدا على رقعة جغرافية واسعة كما موضوع الصحافة الرياضية في البلدان العربية، والمطلوب هو معرفة المتغير المتعلق بكل بلد أو منطقة جغرافية، فإن العينة المساحية تعد الأكثر ملائمة في هذه الحالة، وفي حالة وجود مجتمع صغير ومتجانس كما هو الحال في دراسة حول استخدامات طالبات المرحلة الثانوية بمدينة الجميل للإنترنت، فإنه بالإمكان استخدام العينة العشوائية البسيطة إذا ما استبعدنا وجود أية متغيرات أخرى قد يكون لها علاقة بالاستخدام، أما في حالة إجراء دراسة من قبل أحد أساتذة الجامعة حول مشكلات البحث العلمي التي تعترض الباحثين فإنه بالإمكان الاتجاه مباشرة إلى اساتذة الجامعات ممن تزيد درجتهم العلمية – مثلا – على استاذ مساعد، وذلك انطلاقا من خبرة الباحث ومعايشته ومعرفته المباشرة بمجتمع بحثه الذي هو اساتذة الجامعات، أي استخدام العينة العمدية أو عينة الخبرة، لعدم وجود متغيرات اخرى مؤثرة، أما في حالة البحوث التي تحتاج إلى سرعة في انجازها نظرا لضيق الوقت وقلة الامكانيات مع وجود تجانس كبير في مجتمع الدراسة، وعدم وجود حاجة لتعميم النتائج المتحصل عليها فإنه بالإمكان استخدام عينة الصدفة أو العينة العرضية.
وفي كل الأحوال فإن على الباحث أن يتعرف جيدا على المتغيرات التي سيقوم بدراستها، ثم يقر على ضوء ذلك نوع العينة الأكثر ملائمة لدراسته .
أما فيما يتعلق بالاعتبار الثاني، والمتمثل في الفروض المطلوب اختبارها أو الأسئلة المطلوب الاجابة عليها، فإن الأمر يحتاج من الباحث الاختيار المناسب لنوع العينة بما يتماشى وتلك الفروض، فإذا كان الباحث – مثلا – يرغب في التعرف على استخدامات الشباب في مدينة طرابلس للإنترنت والاشباعات المترتبة على ذلك الاستخدام، فإن ذلك يتطلب تمثيلا لكافة الاطياف الشبابية، وذلك لاختبار المتغيرات المتعلقة بالنوع والمستوى التعليمي والمهنة والدخل والسكن وغيرها، وعلاقتها بذلك الاستخدام، وهو ما يتطلب بالتالي من الباحث استخدام العينة الطبقية، اما إذا كان الباحث يجري بحثه حول الكتابات الصحفيات الليبيات، ويسعى للإجابة على سؤال بحثي حول ظروف العمل الصحفي النسائي ومضمون كتاباتهن في الصحف فإنه قد يكتفي بدراسة للصحفيات في طرابلس وبنغازي فقط، وهو بذلك يكون قد اختار العينة العمدية لمعرفته المسبقة – خاصة إذا كان قد سبق له ممارسة العمل الصحفي لفترة طويلة وأجرى بحوثا مشابهة –بطبيعة المجتمع الذي يقوم بدراسته، أما إذا كان بحثه حول قراءة الصحف المحلية (صحف البلديات) في ليبيا، ويسعى لاختبار الفرضيات المتعلقة بنوع القراء وتفضيلاتهم لهذه النوعية من الصحف، فإن نوع العينة المناسب هنا هو العينة المساحية او الجغرافية التي تأخذ في الحسبان تمثيل مناسب لمجموع البلديات والمناطق على مستوى البلاد .
وبالإضافة إلى ما سبق يتوقف أيضا اختيار نوعية معينة من العينات دون غيرها على عدد من الاعتبارات الأخرى، أهمها حجم المجتمع، وطبيعة الدراسة، والهدف من البحث، وخبرة الباحث، وما إلى ذلك.
وعلى الباحث أن يضع في تصوره أن نجاح البحث الذي يقوم بإجرائه وحجم الإضافة العلمية التي يوفرها إنما تتوقف على درجة عالية على قدرته على تحديد نوع العينة المناسب لبحثه، وأن أي تهاون في اختيار نوع العينة أو طريقة سحبها وتمثيلها لمجتمعها الاصلي سوف يترتب عليه أخطاء فادحة قد تنسف البحث برمته، وهو أمرا يجب على الباحث أن يدركه تمام الإدراك .
أنواع العينات
وفي الواقع فقد تناولت المراجع العلمية المتخصصة أنواع متعددة من العينات و بمسميات مختلفة وأحيانا متشابهة، وسوف نقصر دراستنا هنا على أهم أنواع تلك العينات،وأكثرها استخداما، والتي يوجد اتفاق كبير بشأنها بين الباحثين،وهي تلك التي يمكن حصرها فيما يلي:
أ - العينة العشوائية البسيطة
تعرف هذه النوعية من العينات بأنها "تلك التي تتيح فرصا متساوية أمام جميع وحدات الظاهرة المدروسة"(٢)، وعلى الباحث الذي يرغب في استخدام هذه النوعية من العينات أن يكون على دراية كاملة بجميع أفراد مجتمعه الذي يقوم بدراسته، كما أنه من المهم جدا أن تكون هناك حالة من التجانس بين أفراد هذا المجتمع من حيث الخصائص الرئيسية، كالسن والمستوى التعليمي والنوع والاهتمامات، وغيرها من المتغيرات المؤثرة في البحث وفق أهدافه وتساؤلاته، حيث يعد هذا التجانس شرطا أساسيا لاستخدام هذه العينة، فطريقة الاختيار العشوائي لمفردات العينة لن تكون مقنعة إلا إذا كانت درجة التجانس عالية بين أفراد المجتمع، بحيث تكون العينة المختارة جزء حقيقي من المجتمع وممثلة تمثيلا صحيحا له، ونظرا لأن طريقة سحب العينة سوف تتيح لكافة أفراد مجتمع الدراسة فرصة لأن يكونوا من ضمنها فإن ذلك يؤكد بالضرورة توفر مستوى عال من التجانس بين أفراد المجتمع حتى يكون تمثيل العينة لمجتمعها صحيح .
وتخضع العينة العشوائية لضوابط عند اختيارها، وذلك كالتالي :
- يتم إعداد قائمة تضم كافة مفردات مجتمع البحث .
- يتم اختيار إحدى الطريقتين التاليتين (الجداول) أو (القرعة) ، وذلك للحصول على العينة المطلوبة .
- إذا ما قام الباحث باختيار طريقة القرعة فإنه يمنح كافة أفراد المجتمع أرقام من واحد إلى أخر رقم في المجتمع، ويقوم بعد ذلك بإعداد قصاصات صغيرة يحمل كل منها رقم، ويضعها في سلة، ثم يسحب منها بطريقة عشوائية عدد من الأرقام وفق الحجم المطلوب للعينة، ويقوم بعد ذلك باختيار الأشخاص الذين يحملون الأرقام التي قام بسحبها من السلة .
- اما إذا قام الباحث باختيار طريقة الجداول فإنه عليه أن يقوم وبنفس الطريقة بعد إعداد قائمة مرقمة بمجتمع البحث بإعداد جداول الأرقام العشوائية، الذي يتضمن سلسلة من الأرقام العمودية والأفقية، ثم بعد ذلك يضع إصبعه على أحد الأرقام بطريقة عشوائية، ويحركه في أحد الاتجاهات، ويقوم بوضع علامة على كل رقم يمر عليه، حتى يصل إلى العدد المطلوب الذي يمثل العينة، وبعد انتهاء هذه الخطوة يعود لقائمة الأسماء ليختار منها الأفراد الذين توافقت ارقامهم مع ما تم تحديده من أرقام في الجداول، وبإمكان الباحث أيضا استخدام الحاسب الآلي في اختيار الأرقام العشوائية، وهي طريقة توفر الوقت والجهد .
ب - العينة العشوائية المنتظمة
هي احدى أنواع العينات العشوائية، وتعتبر أكثر دقة من العينة العشوائية البسيطة، وعلى الباحث هنا ان يحدد أولا حجم المجتمع الأصلي الذي سيسحب منه عينته، ويقوم بترقيمه، ثم بعد ذلك يقوم بتحديد حجم العينة التي سيقوم بإجراء الدراسة عليها، ثم يقوم بسحب عينته بالطريقة التالية :
- تحديد المسافة بين كل رقم والرقم الذي يليه، ويتطلب ذلك إجراء عملية حسابية يقسم بموجبها العدد الكلي للمجتمع على عدد العينة المطلوب، فإذا كان عدد أفراد المجتمع – مثلا – 4000 مفردة، وقرر الباحث ان تكون عينته 200 مفردة، فتكون بذلك العملية الحسابية كالتالي: 4000 ÷ 200 = 20 ، وعلى ضوء ذلك يتم تحديد المفردة الأولى التي سيتم سحبها من الأرقام دون العشرين .
- يتم اختيار وبطريقة عشوائية أحد الأرقام تحت العشرين، فإذا افترضنا أن العدد الذي وقع اختياره عشوائيا كان الرقم 4 الذي يمثل أول مفردات العينة، فإن العدد التالي سيكون: 4 + 20 = 24 ،والثالث هو 24 + 20 = 44 ،والرابع هو: 44 + 20 = 64 .. وهكذا حتى نصل إلى أخر مفردة من مفردات العينة وبطريقة منتظمة، وقد سميت العينة هنا بالعشوائية المنتظمة نظرا لاستخدامها الأسلوبين: العشوائي، والمنتظم، حيث استخدم الأول (العشوائي) عند تحديد الرقم الذي سنبدأ منه سحب العينة، وهو الرقم 4 في المثال السابق، واستخدم الثاني (المنتظم) بعد ذلك عند سحب بقية أفراد العينة، وهو ما يعني اتاحة الفرصة أمام كل أفراد المجتمع ليكونوا من ضمن أفراد العينة المختارة.
ج - العينة العشوائية الطبقية
وهي "العينة التي يتم اختيارها عن طريق تقسيم المجتمع إلى أقسام وطبقات متجانسة، ثم اختيار عينة عشوائية من كل طبقة"،فقد يرى الباحث أنه من المناسب أن يقوم بتقسيم مجتمعه طبقيا، خاصة إذا كان المجتمع أساسا يضم طبقات وشرائح متعددة، حيث يتطلب تمثيل تلك الطبقات ان يستخدم أسلوب العينة العشوائية الطبقية، و مفهوم الطبقية هنا يأخذ أكثر من منحى، كأن يتم وفق التقسيمات المهنية، حيث يقسم مجتمع الدراسة حسب المهن: طلاب – موظفون – اطباء – عمال – فلاحون ... الخ، أو أن يقسم المجتمع حسب المستوى الاقتصادي أو الدخل: ذوي الدخل المرتفع، وذوي الدخل المتوسط، وذوي الدخل المحدود، أو ان يقسم حسب النوع: ذكور وإناث، أو ان يقسم حسب السن: أطفال – مراهقون – شباب – كهول – شيوخ.
د - العينة المساحية او الجغرافية أو المكانية أو عينة التجمعات
كما يتضح من مسميات هذا النوع من العينات فإن اختيارها هنا يتم وفق معيار التقسيم الجغرافي، ويكون اختيار هذا النوع من العينات عند كبر واتساع مساحة مجتمع الدراسة، مما يجعل الباحث يلجأ إلى تقسيم مجتمعه جغرافيا إلى عدة قطاعات أو مناطق أو بلديات، فعند إجراء دراسة حول دور القنوات الفضائية الليبية في تحديد أولويات الجمهور الليبي فإن الباحث يقوم بتقسيم مجتمعه إلى عدة مناطق، كأن يعتمد مثلا التقسيم المتبع: المنطقة الشرقية، والمنطقة الغربية، والمنطقة الجنوبية، وفي إطار كل منطقة يقوم باختيار بعض المدن بطريقة عشوائية داخل كل منطقة، ثم يقوم ثانية باختيار عشوائي لبعض الأحياء داخل تلك المدن.
ويستخدم هذا النوع من العينات عندما يكون الهدف هو الحصول على بيانات من مجتمعات موزعة أفقيا، بحيث نحصل على عينة من مناطق ومساحات جغرافية متعددة ومتباعدة، وتتسم هذه النوعية من العينات بكبر حجمها، وتتطلب امكانيات مالية، وفرق بحثية حتى يتم الوصول إلى كافة المناطق الجغرافية المستهدفة في الوقت المحدد .
ه - العينة العمدية أو الغرضية
وهي من العينات غير العشوائية، وتسمى ايضا عينة الخبرة، لكونها تعتمد إلى حد كبير على خبرة الباحث وتجربته البحثية، مما يعني أن استخدام هذا النوع من العينات يحتاج إلى باحثين متمرسين يتمتعون بخبرة وتجربة واسعة وطويلة في البحث العلمي، وعلى إدراك ووعي ومعرفة بطبيعة المجتمع الذي يقومون بدراسته، والأهداف المنتظرة من البحث، ويؤكد ذلك ما ذهب إليه (بولي) BOWLY بأنه لا توجد قواعد جامدة تستطيع أن تحل محل تقدير الباحث وخبرته في اختيار العينات(٣).
إن التجربة والمعرفة الذاتية للباحث وتقديره للموقف هي الفيصل في اختيار هذا النوع من العينات، إلا أن ذلك لا يعني عدم مراعاة الجوانب الموضوعية أو الاخلال بها، والا فقدت الدراسة مصداقيتها، " ويتم تحديد العينة هنا بواسطة اختيار الحالات التي يعتقد أنها تمثل مجتمع البحث"(٤)، وانها أكثر قدرة من غيرها لتقديم اجابات على تساؤلات بحثه، وأكثر فهما وإدراكا للموضوع الذي يقوم بدراسته، فإذا كان الباحث – مثلا – يقوم بإجراء دراسة يسعى من خلالها إلى تقويم الخطاب الديني في القنوات الفضائية الليبية، فإنه قد يلجأ بحكم خبرته ورؤيته إلى اختيار عينة نخبوية يرى أنها الأقدر من غيرها على تقويم هذا الخطاب، وقد تكون هذه النخبة من اساتذة الجامعات المتخصصين في الدراسات الاسلامية، أو غيرهم ممن يعتقد ان لهم القدرة على فهم الخطاب الديني واستيعابه، والقدرة بالتالي على تقويمه والوقوف على جوانب القوة والضعف فيه، والباحث هنا احتكم في هذا الاختيار على خبرته الشخصية، واتجه عمديا إلى تحديد عينة يرى أنها الأكثر ملائمة لطبيعة بحثه.
و - العينة العرضية أو عينة الصدفة
على الرغم من سهولة استخدام هذا النوع من العينات ودراسته، إلا أنه لا يمثل المجتمع الذي سحبت منه تمثيلا صحيحا، وبالتالي فإن النتائج التي يتم التوصل إليها لا يمكن تعميمها على كل أفراد المجتمع الذي سحبت منه، فالعينة هنا لا تمثل إلا نفسها، خاصة إذا كان المجتمع غير متجانس، وتتم عملية اختيار وسحب العينة هنا بالمصادفة من أفراد المجتمع الذي يقوم الباحث بدراسته، فإذا كان الباحث يجري دراسته على طلاب الجامعة، وعدد أفراد عينته 400 مفردة فإنه يقوم بتوزيع استبيانه على من يصادفه من الطلاب داخل الحرم الجامعي، حتى يصل إلى العدد المطلوب، ومن المأخذ هنا أن الذين يلتقيهم الباحث قد يكونوا من كلية واحدة أو تخصص واحد، وقد يصادف ذلك اليوم عدم وجود محاضرات لتخصصات معينة، و ان يكون هناك ضيوف من خارج الجامعة، أو مجموعات من الخريجين تصادف وجودهم مع حضور الباحث.
ي - العينة متعددة المراحل "العنقودية "
"وهي العينة التي يتم اختيارها عن طريق تقسيم المجتمع إلى أقسام، حيث نقوم في المرحلة الأولى باختيار عينة من هذه الأقسام بطريقة عشوائية، ثم نختار عينة عشوائية من العينة التي اختيرت سابقا، وهكذا حتى نحصل على حجم العينة المطلوب"(٥)، ويتم تطبيق هذا النوع من العينات الاحتمالية أو العشوائية على المجتمعات البحثية التي لها تفريعات أو اقسام متعددة، فعند دراسة تكنولوجيا الاتصال في المدارس الثانوية بمدينة الزاوية، يتم تقسيم المدينة إلى أحياء، ثم يتم بطريقة عشوائية اختيار عدد من المدارس الثانوية في كل حي، ثم وفي مرحلة لاحقة نقوم بتحديد عدد من الفصول عشوائيا في كل مدرسة وقع الاختيار عليها.
قائمة المراجع:
١- عبدالغني عماد، البحث الاجتماعي: منهجيته– مراحله – تقنياته، طرابلس لبنان، منشورات جروس برس، 2002م، ص 8.
٢- عبداالله عامر الهمالي، أسلوب البحث الاجتماعي وتقنياته، بنغازي، جامعة قاريونس، 1988م، ص 157.
٣- عبدالباسط محمد حسن، أصول البحث الاجتماعي، القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية،1975م، ص 533.
٤- علي عبدالرزاق جلبي، وأخرون، تصميم البحث الاجتماعي بين الاستراتيجية والتنفيذ، الاسكندرية، دار المعارف الجامعية، 1983م، ص 366.
٥- نجيب حسن محمد، عبدالكريم عبد الامير عبد الرزاق، المدخل إلى علم الإحصاء، الزاوية ليبيا، دار شموع الثقافة، ص28،27.
*- كل المقالة: مسعود حسين التائب، البحث العلمي قواعده - إجراءاته - مناهجه، الناشر المكتب العربي للمعارف، ط١، 2018.