نشأة البحث العلمي pdf
نشاة البحث العلمي ترتبط بنشأة الانسان منذ بدء الخلق لقد شاء الله سبحانه وتعالى ان يخلق الإنسان وان يجعلة خليفة في الأرض (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة: من الآية30) وقد كان في تزويد الإنسان بالطاقة العقلية الإدراكية التي وهبه الله اياها وكرمه بها ليميزه عن جميع المخلوقات الأخرى ولعل اهم مايترتب على هذه الميزه هي تمكن الإنسان ان يصبح المخلوق الوحيد القادر على البحث العلمي، (١) فالبحث العلمي يعد الوظيفة الاساسيه للأنسان التي تمكنه من تحديد وكشف اسرار هذا الكون وقوانينه وتوظيفها بما يؤدي الى أعمار الكون وبناء الحضارات القادرة على تحقيق سعادته (٢).
المسيرة التاريخية للبحث العلمي
ومن خلال مسيرته التاريخية الطويلة مر التفكير العلمي بعدد من المراحل في سعيه الى الوصول الى المعرفة، وقد لعب دورا أساسيا في قيام الحضارات وبناءها ولولا ذلك لما استطاعت المجتمعات في عصور شتى من بناء حضاراتها فكل الحضارات القديمة أسهمت في تطوير البحث العلمي فمثلا اليونانيين القدماء (أرسطو) ارسوا البحث العلمي على اسس واصول علمية لم يسبق لها مثيل فقد وضعوا المنهج القياسي او الاستدلال ومنهج الاستقراء الى جانب أرسطو. (٣) فقد أسهم عدد غير قليل في مختلف الحضارات كالحضارة الصينية المصرية وما بين النهرين وبلاد الشام وبخاصة الحضارة الإسلامية في تعجيل البناء الحضاري فاتبع العرب في إنتاجهم العلمي أساليب مبتكرة في البحث فاعتمدوا على الاستقراء والملاحظة ومن خلال هذه الإسهامات اكتمل مفهوم البحث العلمي وتبلور وأصبح بالفعل الطريق المؤدي الكشف عن الحقيقة والوصول إلى نتيجة معلومة. (٤) والبحوث العلمية تعتبر من وظائف الجامعة الأساسية إذ أن للجامعات دور في تنمية المعرفة وتطويرها من خلال ما تقوم به من أنشطة تتعلق بالبحث العلمي، فالبحوث العلمية تعد ركناً مهماً من أركان الجامعة، ولا يمكن القول بوجود جامعة بالمعنى الحقيقي إذا ما أهملت البحث العلمي، وواجب القيام بالبحوث العلمية لا يقتصر فقط على أساتذتها وإنما أيضاً على ما يقوم به طلاب الجامعة.
البحث العلمي على مستوى العالم
واذا نظرنا الى البحث العلمي على مستوى العالم نجد أننا لسنا أول من قام بالبحث العلمي وان هنالك دول تمارس البحث بطريقة صحيحة ووظفت نتائجه في نهوض وتقدم إممها بالرغم من تعدد جنسيات كالولايات المتحدة والدول الأوربية وتعدد لغتها وكبر مساحة أرضها إلا أنها قد انقضت أهمية الوحدة والتكامل فيما بينمها فمثلا أوروبا تمكنت من عمل ما يطلق عليه اسم الاتحاد الاوربي (الوحدة الأوربية)، ومن أعظم الحضارات هي الحضارة العربية وكثير من الدول العربية والمتقدمة في مجال البحث العلمي مثل العراق ومصر وغيرها (٥) لقد أدرك الغرب عظمة هذه الحضارة لذا قاموا بترجمة الكتب العربية ووصلوا الى ما هم عليه ألان من العلم حتى بداية القرن العشرين فهموا الحضارة الإسلامية جيدا وبحثوا في العلم ثم قاموا بتطويره من خلال الاهتمام بالبحث العلمي، (٦) ومن المعروف أن العرب لا تنقصهم الكفاءات البشرية والإمكانات المادية ولكن ينقصنا ميثاق عمل واحد يجمعنا قلب واحد وهدف واحد للنهوض بالتعليم وبجميع مستوياته والنهوض بمستوى البحث العلمي.
قائمة المراجع:
١- ربحي مصطفى عليان، عثمان محمد غنيم: أساليب البحث العلمي الأسس النظرية والتطبيق العلمي، دار الصفاء، ص4، عمان، 2010، ص23.
٢- إبراهيم بن عبد العزيز الدعيليج: مناهج وطرق البحث العلمي، دار صفاء، عمان الأردن، ط1، 2010، ص 15.
٣- فيصل بن عبدالله البواردي: معوقات البحث العلمي في مجال العلوم الإدارية، بحث ميداني حول أعضاء هيئة التدريس في الجامعة السعودية، مكتبة الملك فهد، السعودية الرياض، 2005 ، ص 24.
٤- عبد المعطي محمد عساف: التطورات المنهجية وعملية البحث العلمي، دار وائل للنشر، ط1، عمان، 2002، ص 20.
٥- محمود علي الداود: دور البحث العلمي والتكنولوجي في عملية النهوض العراقي الجديد، المؤتمر العربي الثالث، الجامعات العربية التحديات والآفاق، مصر، 2010، ص512.
٦- عبد المعطي محمد عساف: التطورات المنهجية وعملية البحث العلمي، مصدر سابق، ص27.
* المرجع الرئيسي هو: دور الجامعات في التنمية الاقتصادية في بلدان عربية مختارة (العراق، مصر)، رسالة مقدمة الى مجلس كلية الادارة والاقتصاد- جامعة كربلاء، وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في العلوم الاقتصادية، مقدمة من قبل الطالبة صبا علاء سلمان، ٢٠١١.