استراتيجية kwl

استراتيجية kwl

وهي من استراتيجيات ما وراء المعرفة وسميت إستراتيجية (بناء المعنى) وتقوم على مجموعة من الإجراءات التي يقوم بها المتعلم للمعرفة بالأنشطة والعمليات الذهنية وأساليب التعلم والتحكم الذاتي التي تستخدم قبل وأثناء وبعد عملية التذكر والفهم والتخطيط والإدارة وحل المشكلات والتفكير وباقي العمليات العقلية المعرفية الأخرى وذلك تحت إشراف وتوجيه المدرس. (١)

وقد تعددت تسميات إستراتيجية (K.W.L) فسُميَت بإستراتيجية (الجدول الذاتي، الجدول الفهمي، المخطط العقلي، وخرائط المعرفة، وإستراتيجية تنشيط المعرفة السابقة، والتنظيمات المعرفية، والمنظور ألفهمي أو المُخطط الفهمي).


مفهوم استراتيجية kwl: عرفه عبد الهاشمي والدليمي استراتيجية K.W.L بأنها: "مجموعة الخطوات أو الممارسات التي يتبعها المعلم داخل الصف، بحيث تساعده على تحقيق أهداف المقرر، وتشمل عناصر عديدة منها: التمهيد للدرس ليثير دافعية التلاميذ، وتحديد تتابع الأنشطة التعليمية، والوقت المخصص لكل منها، ونوع التفاعل الذي يمكن أن يحدث داخل الصف، والطريقة التي سوف يتبعها المعلم، وأساليب التقويم". (٢)


بينما يذكر عطية وصالح بأنها إحدى استراتيجيات التعلم البنائي؛ حيث يسجل التلميذ كل ما لديه من معلومات سابقة عن الموضوع، ثم يقرر ويسجل ما يحتاجه في ضوء ما يطرحه المعلم من معلومات وبعد ذلك يسجل ما تعلمه بالفعل، ثم يسجل أهم التطبيقات على ما تعلمه، ويمكن أن يتم ذلك في شكل فردي أو في مجموعات ينظمها المعلم حسب ما يتطلبه الموقف". (٣)

استراتيجية kwl

بينما تعرفها آمال محمد بأنها: "استراتيجية تستند على النظرية البنائية التي تقوم على الافتراض الأساسي وهو أن المتعلم يبني المعرفة بنفسه عن طريق التفاعل بين المعلومات الجديدة والخبرة السابقة الموجودة في الذاكرة فهي تركز على المعرفة والمعلومات، والخبرات السابقة الموجودة لدى المتعلم حول الموضوع المطروح، وكيف تستخدم هذه المعلومات للتنبؤ بما يريد أن يتعلمه، وفي تقويم ما تعلمه بالفعل بعد انتهاء موقف التعلم". (٤)


أهمية إستراتيجية (k.w.l)


لإستراتيجية (k.w.l) أهمية كبيرة في التدريس من خلال ما تبرزه من مهارات متعددة للطالب مثل مهارة طرح الأسئلة وتنمية مهارات التفكير فوق المعرفي وتنمية مهارات البحث والاستقصاء وتنمية مهارات القراءة والكتابة، بالإضافة إلى إن استخدام هذه الإستراتيجية يهدف إلى تحديد الهدف من الموضوع وربط المعلومات السابقة بالمعلومات الجديدة، وجمع وترتيب المعلومات وعرضها بصورة بصرية، حيث يكون الطالب هو محور العملية التعليمية، والباحث عن المعرفة والمخطط والمقوم لمعلوماته، من خلال دور المدرس المرشد والموجة للمعرفة، وهذا يكون من خلال المهارات التي تقدمها إستراتيجية (k.w.l) كونها احدى استراتيجيات ما وراء المعرفة. (٥)(٦)


مكونات استراتيجية الجدول الذاتي (K.W.L)


تتكوّن هذه الإستراتيجية من ثلاث مراحل هي (K) و (W) و (L)  إذ يُمثِّل كل حرف منها الحرف الأول من الكلمة التي تدلّ على الفعالية التي تُمارس في عملية التفكير ومراحل المعرفة التي يقوم بها المتعلم، وهي على النحو التالي:


أولا: (K) من كلمة(Know)من جملة ( What I know about the subject?) ماذا أعرف عن الموضوع ؟ (المعرفة السابقة).


ثانيا: (W) من كلمة (Want) من جملة (What I want to know about the Subject ?) ماذا أريد أن أعرف عن الموضوع ؟ (المعرفة المقصودة).


ثالثا: (L) من كلمة (Learned) من جملة (What I Learned about the subject ?) ماذا تعلمت من الموضوع؟ (المعرفة المكتسبة). (٧)(٨)             


وفي المرحلة الأولى يتعرف الطلبة على موضوع المادة ويضعون في قائمة ما يعرفونه(k) عن هذا الموضوع، ومن ثم يقومون بتصنيف بنود القائمة، أما في المرحلة الثانية(w) يحددون المجالات التي يرغبون الحصول على مزيد من المعلومات ترتبط بهذا الموضوع، وفي المرحلة الثالثة(L) يسجل الطلبة ما تعلموه من الموضوع للاستفادة به في موضوعات لاحقة. (٩)


مميزات استراتيجية الجدول الذاتي (K.W.L) 


  1. تسهم في زيادة البنية المعرفية عند المتعلمين وتنظيمها.
  2. ذات فعالية كبيرة في تنشيط المعرفة السابقة وإثارة الفضول في التفكير.
  3. تسهل تعلم الموضوعات الصعبة.
  4. تدرب المتعلمين على تقرير ما يتعلمونه وتوجيه ذواتهم في عملية التعلم. (١٠)
  5. تثير معرفة المتعلمين السابقة. 
  6. إنها تساعد المتعلمين على مراقبة فهمهم. 
  7. إنها تساعد المتعلمين على تقويم فهمهم للموضوع. 
  8. تزود المتعلمون بفرصة لتوسيع أفكارهم بما وراء للموضوع. (١١)                                    


إجراءات استراتيجية الجدول الذاتي (K.W.L)


أشار كار واوجل ١٩٨٧ بأن هذه الاستراتيجية تسير في عدة مراحل هي:


  1. العصف الذهني (استمطار الأفكار): حيث يستثير المعلم متعلميه للتفكير في الموضوع  وقيامهم بعملية عصف ذهني حوله ومن ثم يستحضر كل متعلم معلوماته ومعرفه السابقة عن هذا الموضوع وهذه المرحلة هي التي يعبر بها عن الحرف (K)  أي ماذا أعرف؟. 
  2. تصنيف المعلومات: وفي هذه المرحلة يبدأ المتعلمين في تصنيف معلوماتهم في فئات ويسمح للمتعلمين في هذه المرحلة بالتفكير بصوت مرتفع. 
  3. توقع المتعلمين: وفيها يقوم المعلم باستثارة متعلميه للتنبؤ عما سيتضمنه الموضوع من معلومات ومعارف جديدة.
  4. كتابة الاسئلة: حيث يكلف المتعلمين بكتابة مجموعة من الاسئلة بالموضوع المراد شرحه ،وهذه الاسئلة يعبر عنها بالحرف  (W) أي ماذا اريد ان اعرف ؟
  5. القراءة النشطة: وهي المرحلة الختامية في الاستراتيجية حيث يقرأ فيها المتعلمين الموضوع ثم يقومون بأجراء مناقشة جماعية عما تعلموه بالفعل من الموضوع ثم يطرحون عدة تساؤلات حول الموضوع ويقوم المعلم بدوره بالإجابة عنها. (١٢) 


مهارات إستراتيجية الجدول الذاتي (k.w.l)


إن إستراتيجية (k.w.l) هي إحدى استراتيجيات  ما وراء المعرفة  وهي تتضمن المهارات الآتية:


  1. التخطيط: تتضمن مهارة التخطيط وجود هدف محدد للفرد سواء كان الهدف محدد من قبل الطالب نفسه أو من قبل المعلم ويكون له خطة لتحقيق هذا الهدف وتتضمن مرحلة التخطيط العديد من الأسئلة التي يوجهها الفرد لنفسه ومنها (ما لهدف الذي أسعى إلى تحقيقه ؟ - وما طبيعة المهمة التي سأقدمها ؟) وعموما فإن مهارة التخطيط تتضمن الإجراءات التالية( تحديد الهدف - اختيار عمليات ليتم إنجازها - متابعة وتسلسل العمليات - معرفة الأخطاء والمعيقات - التنبؤ بالنتائج)
  2. المراقبة (التحكُّم الذاتي): وتمثِّل آليات ذاتية لمراقبة مدى تحقق الأهداف المراد تحقيقها، لمراقبة وتتضمّن المراقبة الأسئلة الآتية: هل للمهمة التي أقوم بها معنى؟ وهل يتطلب الأمر إجراء تغييرات ضرورية لتيسير عملية تحقيق الأهداف وتشمل هذه المرحلة على(المحافظة على الهدف في الذاكرة - المحافظة على مكان الهدف متسلسلا - معرفة زمن تحقيق الهدف - اتخاذ القرار بالانتقال للمهمة التالية - اختيار العملية التالية المناسبة - اكتشاف الأخطاء - معرفة معالجة الأخطاء). (١٣)
  3. التقويم: تتضمّن قدرة المتعلّم على تقويم الذاتي لإمكانياته وقدراته في ضوء ما توصّل اليه من نتائج في أثناء أداء المهمة القرائية، ومراجعته جوانب القوة والضعف التي وقع فيها، وتتضمَّن الأسئلة الآتية: هل بلَغتُ هدفي؟، وما الذي نجح لدي؟ وما الذي لم ينجح ؟  وهل سأعمل بشكلٍ مُختلف في المرَّة القادمة؟. (١٤) (١٥)


دور المدرس في إستراتيجية الجدول الذاتي (k.w.l)


للمدرس دور أساسي وفعال في تطبيق هذه الإستراتيجية على عكس دور المدرس التقليدي المختصر في الحفظ والتلقين، ويتمثّل دوره بالآتي:


  1. التشديد على إثارة دافعية الطلبة نحو الموضوع.
  2. حث الطلبة على بيان ما يريدون معرفته او ما يتوقعون تحصيله بعد دراستهم.
  3. الكشف عن معارف الطلبة السابقة كأساس للتعلّم الجديد.
  4. ضبط الظروف الصفية، وإدارة مجموعات النقاش.
  5. تشجيع الطلاب على العمل المستقل أو التعاوني في هذه الإستراتيجية.
  6. يقوم بدور المُحاور، والمولّد للأسئلة التي تعمل على إثارة تفكير الطلبة.
  7. توجيه الطلاب الى النقاط او المحاور المهمة في الموضوع.
  8. توفير الفرص اللازمة لتشجيع الطلاب على التعلّم الذاتي، والاعتماد على أنفسهم في الدراسة. (١٦) 
  9. يجب على المدرس أن يوجه العملية التعليمية نحو أهداف تعليمية محددة، فيحدد: (ما يريد من الطلاب تعلمه - تحديد مجالات الاستفادة مما تعلموه - تقديم عرض شفهي لما تعلموه). (١٧)


دور الطالب في إستراتيجية الجدول الذاتي (k.w.l)


يتحدد دور الطالب على وفق هذه الإستراتيجية بالآتي:


  1. يحدد معرفته السابقة عن الموضوع.
  2. يُمارس التفكير المستقل في القضايا، والأفكار التي يدور حولها الموضوع.
  3. يطرح الأسئلة التي تُلبي حاجاته المعرفية المبنية على معرفته السابقة.
  4. يُصنّف الأفكار الواردة في الموضوع إلى محاور أساسية، وفرعية.
  5. يتدرّب على ممارسة التفكير التعاوني مع طلبة الصف الآخرين.
  6.  يُناقش، ويُحاور ويستوضح مدى صحة المعلومة.
  7.  يُصوِّب ما رسخ في بنائه المعرفي السابق من معلومات وحقائق خاطئة. (١٨)


اقرأ أيضا: إستراتيجيات التعلم النشط 

قائمة المراجع:


١- محمد، آمال جمعة عبد الفتاح، استراتيجيات التدريس والتعلم (نماذج وتطبيقات)، ط١، دار الكتاب الجامعي للنشر، العين، الامارات، ٢٠١٠، ص ٥٥.


٢- عبد الهاشمي، عبد الرحمن، الدليمي، طه علي حسين، استراتيجيات حديثة في فن التدريس، عمان، دار الشروق، ٢٠٠٨، ص ١٥٩.


٣- عطية،  إبراهيم أحمد السيد، صالح، محمد احمد محمد، فعالية استراتيجية k.w.l.A و (فكر - زاوج - شارك)، في تدريس الرياضيات على تنمية التواصل والإبداع الرياضي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، مجلة كلية التربية، المجلد ١٩ (٧٦)، ٢٠٠٨، ص ٥٩.


٤- محمد، آمال جمعة عبد الفتاح، استراتيجيات التدريس والتعلم (نماذج وتطبيقات)، العين، دار الكتاب الجامعي، ٢٠١٠، ص ٢٢٠.


٥- أمبوسعيدي والعريمي، عبدالله بن خميس وباسمة بنت عبد العزيز، المنظمات المعرفية (التخطيطية) - مفاهيم وتطبيقات، ط١، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، الكويت، ٢٠٠٨، ص ١٥٢.


٦- عطية، استراتيجيات ما وراء المعرفة في فهم المقروء، ط١، دار المناهج ، عمّان، ٢٠١٠، ص ١٧٥.


٧-،Conner, Dennifer. (2002): Istrational Reading Strategy, K. W. L, p 216.


٨- الربيعي، محمود داود، استراتيجيات التعلم التعاوني، عالم الكتب الحديث، إربد ، الأردن، ٢٠١١، ص ٤٤.


٩- عبدالباري،شعبان، سيكولوجية القراءة وتطبيقاتها التربوية، ط١،  دار المسيرة، عمان، الأردن، ٢٠١٠، ص ٣١١.


١٠- عطية، مرجع سابق، ٢٠١٠، ص ١٧٥.


١١- Conner, Dennifer. (2002): Istrational Reading Strategy, K. W. L, p 217.


١٢- عبد الباري، ماهر شعبان، استراتيجيات فهم المقروء وأسسها النظرية وتطبيقاتها العملية، ط١، دار المسيرة، عمّان، ٢٠١٠، ص ٣٣٨.


١٣- أبو جادو ونوفل، صالح محمد علي ومحمد بكر، تعليم التفكير النظرية والتطبيق، ط٢، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان الأردن، ٢٠١٠، ص ٣٥٢.


١٤- العتوم، عدنان يوسف وآخرون، علم النفس التربوي النظرية والتطبيق، ط١، دار المسيرة، عمّان، ٢٠٠٥، ٢٧٥-٢٧٦.


١٥- عبيد، وليم، استراتيجيات التعليم والتعلم في سياق ثقافة الجودة - أطر مفاهيمية ونماذج تطبيقية، ط١، دار المسيرة، عمّان، ٢٠٠٩، ص ٢٢٠.


١٦- عطية، محسن علي، الجودة الشاملة والجديد في التدريس، ط١، دار الصفاء، عمان، الأردن، ٢٠٠٩، ص ١٧٥.


١٧- أبو جادو ونوفل، صالح محمد علي ومحمد بكر، مرجع سابق، ٢٠١٠،،ص ٣٥٦-٣٥٧.


١٨- الخفاجي، غصون حسن، اثر استعمال إستراتيجية الجدول الذاتي K.W.L.H في الفهم والاستيعاب القرائي، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية - صفي الدين الحلي، جامعة بابل، العراق، ٢٠١١، ص ٢٦.



مكتبة جواد
مكتبة جواد
تعليقات